ما هو إدمان التسوق؟ وما علاقته بالاكتئاب؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يُستخدم مصطلح إدمان التسوق عادةً لوصف الأشخاص الذين لديهم هوس الشّراء أومايسمَّى بالـ (oniomania). وبالرغم من أنه يعد أحد أكثر أنواع الإدمان قبولاً من المجتمع، إلا أن هذا الإدمان السلوكي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة في حياة الشخص.

وعندما نتساءل عن صفات مدمن التسوق، نجد أن صورة المُحبّ للتسوق بشكل مفرِط في الثقافات التقليدية الشعبية تتجسد على هيئة امرأة شابة، مفعمة بالحيوية وسطحيّة، يصبّ جلَّ اهتمامها في متابعة أحدث صيحات الموضة للحقائب والأحذية.

في هذا الصدد، ساهم الانتشار الجماهيري الواسع لكتاب “اعترافات مدمنة تسوق/ Confessions of a Shopaholic” والفيلم المقتبس عنه في جذب الانتباه إلى هذه الصورة.

أيضاً، رسم الباحثون وصفاً آخر لهذه الحالة المُساء فهمها. لكن من المهم تذكُّر أن إدمان التسوق (Shopaholics) قد يحدث للمرء تبعاً لعدة أسباب.

لذا، إليك نظرةً أكثر توسُّعاً على الأمور الأساسية التي يميل مدمنو التسوق إلى فعلها.

إدمان التسوق من أجل نيل إعجاب الآخرين

تبّين أن شخصية مدمن التسوق تكون أكثرَ جاذبية وقبولاً من غيرها. أي أنهم أشخاص طيبو القلب، متعاطفون ولا يتعاملون بفظاظة مع الآخرين.

وعلى الرغم من أنهم انعزاليّون، إلا أن  تجربة التسّوق تمنحهم فرصةَ التفاعل الإيجابي مع البائعين، وأملاً بأنّ ما قاموا بشرائه سوف يحسّن من علاقاتهم الاجتماعية مع الآخرين.

يميل مدمنو التسوق أيضاً إلى أن يكونوا أشخاصاً عاطفيِّين ومرهفي الحس وأكثر تأثراً بالآخرين.

بالمقابل، الأمر الإيجابي في إدمان الشخص على التسوُّق هو أن امتلاك قلبٍ طيب وسلوكيات محبَّبة سيمهّد الطريق لبناء علاقةٍ جيدة مع المعالج النفسي. في حال سعى هذا الشخص للحصول على علاج لهذا الإدمان.

كما يمكن لهذا النمط من الشخصية أن يؤهّل صاحبها لاتباع نصائح المعالج النفسي والشعور بالتشجيع الإيجابي الذي يبديه الآخرون تجاهه ضمن مجموعة العلاج الجماعي.

تدنّي احترام الذات

وجدت الأبحاث أن تدني مستوى تقدير الذات هو أحد أكثر خصائص شخصية مدمن التسوق شيوعاً. إذ يغدو التسوق طريقةً لمحاولة تحسين درجة احترام الذات. خاصةً عندما تكون السلعة المرغوب شراؤها مرتبطةً بالصورة التي يتمناها الزبون.

لكن، يمكن أن يُعزَى سبب هذا التقدير المنخفض للذات إلى إدمان التسوق. خاصةً أن الديون المترتّبة عن ذلك قد ترفع من مدى الشعور بالنقص وانعدام القيمة لدى الشخص.

مع الوقت، يصبح الإفراط في التسوق ملجأ الشخص للتعامل مع مشاعره. إذ يجد هذا النمط من الأشخاص أنفسهم يقومون بشراء أشياء جديدة لمجرد أنها تبعث على السعادة عند الشعور بالحزن، الضغط، الغضب، الملل أو الخوف.

الأمر الجيّد هو أنه عند ممارسة التأمُّل الذاتي العميق. وربما مع بعض المساعدة من قبل معالجٍ نفسي سوف يدرك مدمن التسوق أن هناك أشياء أكثر قيمة وحقيقيَّة في نفسه. مثل تصرفاته الودودة وغيرها من الانطباعات الإيجابية التي ذكرناها سابقا. 

المشاكل العاطفية قد تؤدي إلى إدمان التسوق

إضافة إلى ميل مدمني التسوق إلى الشعور بعدم الاستقرار النفسي و تقلبات المزاج عموماً؛ أظهرت الدراسات أنه عادةً مايعاني مدمنو التسوق من حالات القلق والاكتئاب. إذ يلجؤون إلى التسوق كوسيلة لرفع معنوياتهم حتى لو كان شعوراً مؤقتاً.

الأمر الجيّد في ذلك هو أن كلاً من القلق والاكتئاب حالات يمكن معالجتها عن طريق العلاج النفسي والعلاج الدوائي. فهذه العلاجات أكثرُ تأثيراً وأطول أمداً من السعادة المؤقَّتة للتسوق.

ضعف السيطرة على الاندفاعات

تُعتَبر التصرفات المندفعة أمراً طبيعياً، وهي رغبةٌ ملحّة ومفاجئة لفعل أمر يسيطر على عقلك. وتشعر أنك بحاجة إلى فعله مهما كان الأمر.

فقد يجد البعض أنه من السهل السيطرة على اندفاعاتِهم، ويتم اكتساب هذا الأمر خلال مرحلة الطفولة.

بالمقابل، يعاني مدمنو التسوق من الاندفاعات، خاصةً تلك التي تنطوي على التبضُّع والشراء. إذ تكون اندفاعات جارفة ولا يمكن مقاومتها بالنسبة لهم.

الجيد في الأمر أنه بإمكانك السيطرة على هذا الاندفاع المستمر لإنفاق الأموال. خاصةً إذا كانت لديك القدرة على التعامل مع المشاكل الأساسية الأخرى.

في بعض الأحيان، قد يتحوَّل إدمان التسوق إلى وسيلة يمكن خلالها التوهُّم بالسيطرة على ما حولك.

على سبيل المثال، يتضمّن التسوق القائم على المساومة التركيزَ على البحث عن عروض كبيرة لشراء أشياء لا يحتاجها الفرد فقط لمجرد أن هناك تخفيضات على أسعارها.

قد يؤدي إيجاد مثل هذه العروض الكبيرة إلى منح مدمِن التسوُّق إحساساً بالقوة والسيطرة على ما حوله.

الانغماس في التخيُّلات

قد يتفوَّق مدمنو التسوق على غيرهم من حيث تخيُّل وتوهُّم الأمور، ويمكن أن تعزز هذه التخيّلات الميل لشراء الكثير من الأشياء بطرق مختلفة.

وأحياناً، يمكن لمدمن التسوق أن يتخيَّل متعة التسوق حتى خلال ممارسته أنشطةً أخرى. إذ يتصوُّر كل التّبعات الإيجابية لشراء السّلع المرغوب بها، ويلجأ إلى عالم الخيال الخاص بالتسوُّق للهرب من الواقع القاسي.

الخبر الجيد لمدمني التسوق هو أن امتلاك هذه القدرة الهائلة على التخيل يمكن أن تكون فعَّالة بشكل كبير خلال عملية العلاج النفسي من حالة الإدمان هذه.

إذ يمكن لفرط التخيّل أن يساعد في تطوير مهاراتٍ تساعد المُدمِن على تجاوز هذا الإدمان، مثلاً سهولة ممارسة تمارين الاسترخاء بالنسبة لهم.

الاهتمام بالأشياء المادية (Materialistic) أيضاً أحد مميزات إدمان التسوق

تُظهر الدراسات أن مدمني التسوق أكثر ميلاً إلى الأمور المادية من غيرهم من الأشخاص عند التسوُّق. ولكن يُعد شغفهم بالأشياء المادية معقَّدا نوعاً ما.

فقد نراهم غير مهتمين بامتلاك المشتريات التي يختارونها في النهاية. وليس لديهم الدافع لاقتناء الممتلكات المادية كغيرهم؛ لكنهم يشترونها على أية حال، الأمر الذي يفسر شراء مدمني التسوُّق لأشياءَ لا يحتاجونها أو يستخدمونها بتاتاً.

إذاً، ما هو تفسير فكرة أن مدمني التسّوق ماديّون أكثر من غيرهم في هذه الحالة؟ حسناً، للنزعة المادية بُعدان آخران، وهما الحسد والبُخل.

إذ يمثّل هذان الأمران نقاط الضعف بالنسبة لمدمني التسوق، فهُم أكثر غيرةً وحسداً وأقلّ سخاءً من الغير.

يثير هذا الأمر الدهشة، فبالرغم من حقيقة أن شراء الهدايا أمرٌ شائع عند مدمني التسوق، إلا أنها تبدو محاولةً للحصول على “الإعجاب” ورفع مستواهم الاجتماعي أكثر من كونها تعبيراً حقيقياً عن السّخاء.   

الخلاصة

من الجيد أنه كلما ارتفع مستوى تقييمك لذاتك وازدادت قدرتك على التواصل مع الآخرين بصدق، كلما قلَّ اعتقادك بأن الإعجاب والتعاطف يمكن شراؤهما بالمال.

ففي طريقك لاكتشاف حقيقة ما يجب عليك تقديمه للآخرين بالفعل، لن تشعر أبداً بالحاجة إلى الاختباء خلف صورةٍ مزيفة خلقتها حملات الترويج وأساليب الدعاية، وسوف تكون “أنت” على سجيَّتك، وستعيش بطريقتك الخاصة.

الجيد أيضاً أن الإدمان السلوكي، كالتسوق القهري (compulsive shopping)، يمكن معالجته. لذا، تحدَّث إلى طبيبك أو أخصائي الصحة النفسية الخاص بك عندما تعتقد أن عادات التسوق لديك تسبب المشاكل في حياتك.

اقرأ أيضاً: خمس نصائح تساعدك على التخلص من إدمان الهاتف المحمول

المصدر: Traits and Patterns of Shopaholics

تدقيق: رهام شلغين

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: