اكتئاب الجهاز العصبي المركزي، الأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

اكتئاب الجهاز العصبي المركزي (Central Nervous System Depression) هو شكل من أشكال الاكتئاب الناجم عن إساءة تناول الأدوية التي تـُـستخدم في علاج مثبطات الجهاز العصبي المركزي؛ وهي عقاقير يمكن أن تُبطِئ الجهاز العصبي المركزي.

تشمل بعض الأمثلة الشائعة عن هذه الأدوية المواد الأفيونية والمهدئات والمنومات، وتستخدم لعلاج الألم والقلق واضطرابات النوم والإجهاد.

يتكون الجهاز العصبي المركزي من الدماغ والنخاع الشوكي ويتحكم في وظائف الجسم مثل الدورة الدموية والهضم.

تعمل مثبطات الجهاز العصبي المركزي عن طريق زيادة نشاط ناقل عصبي في الدماغ يسمى حمض غاما أمينوبوتيريك (GABA). إذ تؤدي زيادة نشاط هذا الناقل في الدماغ إلى تباطؤ نشاطه. يشيع اكتئاب الجهاز العصبي المركزي بشكل خاص عند الناس الذين يستخدمون هذه المواد بغرض الترفيه.

يختلف اكتئاب الجهاز العصبي المركزي في شدته. إذ قد تعاني اكتئاب جهاز عصبي مركزي خفيفاً ناتج عن استخدام مثبطات الجهاز العصبي المركزي الموصوفة من قبل الطبيب، أو اكتئاب جهاز عصبي مركزي شديدا بسبب إساءة استخدام مثبطات الجهاز العصبي المركزي، أو إصابات الدماغ الرضحية أو بعض الحالات الأخرى المحددة.

أعراض اكتئاب الجهاز العصبـي المركزي

يعاني الأشخاص المصابون باكتئاب الجهاز العصبي المركزي أعراضاً متفاوتة. فمثلاً شخصان يعيشان الحالة نفسها قد لا يكون لديهما نفس الأعراض. 

تشمل بعض الأعراض الأكثر شيوعاً والتي تكون خفيفة وتساعد على تحديد هذه الحالة ما يلي:

  • كلام متداخل غير مفهوم.
  • ردود الفعل (منعكسات) البطيئة.
  • تحمّل أعلى للألم.
  • النعاس والخمول.
  • الصداع.
  • الدوار. 

سيعاني الشخص أعراضاً أكثر حدة في الحالات التي تكون فيها الحالة متقدمة في شدتها. وتشمل هذه الأعراض: 

  • ارتباك وتشويش.
  • إرهاق شديد.
  • صعوبة في التنفس. 
  • صعوبة في البقاء مستيقظاً.
  • تحول لون الشفاه والأصابع إلى اللون الأزرق.
  • انخفاض ضغط الدم. 
  • مشاكل في الذاكرة.

تشخيص اكتئاب الجهاز العصـبي المركـزي

قد يعاني الأشخاص الذين يستخدمون مثبطات الجهاز العصبي المركزي في بعض الأحيان اكتئاباً خفيفاً كأثر جانبي يزول عادةً عند التوقف عن استخدام الدواء أو عندما يتكيف الجسم معه.

يحتاج طبيبك، قبل تشخيص اكتئاب الجهاز العصـبي المركزي، إلى مراجعة تاريخك الطبي وإجراء سلسلة من الاختبارات. سواءً وُصفت لك مؤخراً مثبطات الجهاز العصبي المركزي أو أسأت استخدام أي منها، سيكون هذان الأمران أكثر الأسباب احتمالاً.

سبب رئيسي آخر لحدوث اكتئاب الجهاز العصبـي المركزي عند الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ مع استخدام مثبطات الجهاز العصبـي المركزي هو وجود إصابة في الدماغ.

فإذا اشتبه طبيبك بوجود إصابة في الدماغ أو ورم وشكّ بأن هذا هو سبب الاكتئاب. فقد يطلب إجراء تصوير مقطعي أي طبقي محوري (CT scan) أو تصوير بالرنين المغناطيسي MRI) scan) أو كليهما.

أسباب اكتئاب الجهاز العصـبي المركزي

يسبب سوء استخدام بعض المواد حدوث اكتئاب الجهاز العصـبي المركزي،  ويشار إلى هذه المواد باسم مثبطات الجهاز العصبي المركزي لأنها تؤثر على نشاط الجهاز العصبي المركزي.

يسيء الناس استخدام هذه المواد إما عن طريق أخذ جرعة أكبر من الجرعة المنصوص عليها. أو عن طريق تناولها بدون وصفة طبية لتغيير مزاجهم. ومن أكثر المواد التي تسبب اكتئاب الجهاز العصبي المركزي شيوعاً ما يلي: 

  • المواد الأفيونية: هي مسكنات ألم قوية يتم الحصول عليها من نبات الخشخاش مثل الهيروين والأوكسيكودون. يكمن الخطر الأكبر لهذه المواد في أنها تسبب الإدمان غالباً، لذا توصف أحيانا بجرعات صغيرة ولفترات قصيرة فقط. 

يـُـساء في كثير من الأحيان تعاطي المواد الأفيونية وتـُـستخدم للترفيه، ما يجعلها واحدة من الأسباب الرئيسية للإصابة باكتئاب الجهاز العصبي المركزي، ومن أشيع أنواع المواد الأفيونية التي توصف عادة للألم الشديد الفيكودين وبيركوسيت.

  • الكحول: على الرغم من أن أغلب الناس لا تعتقد أن الكحول من المخدرات، إلا أنه من أكثر المواد التي يـُـساء استخدامها شيوعاً في العالم هذه الأيام. وقد يؤدي سوء الاستخدام هذا إلى الإدمان و الإصابة باكتئاب الجـهاز العصبي المركزي.
  • الباربيتورات(Barbiturates): هي أدوية تستخدم كثيراً في علاج اضطرابات القلق والنوم. وتشمل بعض الأنواع الأكثر شيوعاً اللومينال والأميتال والنيمبوتال، وهي أدوية قوية طبياً.

مع مرور الوقت تحوّل الأطباء عن استخدامها لعلاج اضطرابات القلق والنوم إلى استخدامها كمضادات للاختلاج (الأدوية المضادة للنوبات). 

  • البنزوديازيبينات: تُعرف أيضا باسم البنزوس، وتستخدم لعلاج اضطرابات القلق والنوم، على الرغم من أنها تعتبر أقل إدماناً من الباربيتورات. من أكثر الأنواع شيوعاً منها زاناكس (Xanax) الفاليوم (Valium) والبروسوم (Prosom).
  • أدوية النوم: تبطئ مثبطات الجهاز العصبي المركزي نشاط الدماغ، ما يجعلها علاجاً رائعاً لاضطرابات النوم. يُعتبر كل من سوناتا و أمبين نوعان من الأدوية المنومة اللذان يُعدان من مثبطات الجهاز العصبي المركزي. 

على الرغم من أن تعاطيها يسبب الاعتماد الجسدي على نحو أقل من غيرها من مثبطات الجهاز العصبي المركزي، إلا أن استخدامها على المدى الطويل قد يسبب حدوث اكتئاب الجهاز العصبي المركزي.

إذا كنت أنت أو أحد المقربين منك يعاني من تعاطي المخدرات أو الإدمان، فاتصل بالمراكز المختصة أو بطبيب اختصاصي للحصول على معلومات عن أماكن الدعم والعلاج في منطقتك.

في حالات معينة قد يحدث اكتئاب الجهاز العصبي المركزي بسبب سكتة دماغية، صدمة دماغية، تمدد الأوعية الدموية أو ظهور ورم، وتشير بعض الأبحاث إلى أن بعض الأمراض التي لا تؤثر على الدماغ بشكل مباشر مثل السكري أو أمراض الكلى والقلب قد تسبب الإصابة باكتئـاب الجهاز العصبي المركزي.

غالباً ما يسبب الجمع بين واحد أو أكثر من مثبطات الجهاز العصـبي المركزي حدوث اكتئاب الجـهاز العصبي المركزي، ويكون الكحول هو الجاني الأكبر عادة في هذا النوع من الحالات. وهذا هو السبب الأساسي في منع تناول الكحول عند استخدام هذه الأدوية خصوصاً.

يكون الأشخاص الذين لديهم بالفعل تاريخ مع إدمان المخدرات أو الاعتماد على الكحول أكثر عرضة للإصابة باكتئاب الجهاز العصبي المركزي الشديد، وهذا هو السبب في أن الأطباء يلقون نظرة شاملة على التاريخ الطبي الخاص بك قبل وصف مثبطات الجهاز العصبي المركزي لأية حالة.

علاج اكتئاب الجهاز العصـبي المركزي

يعتمد علاج اكتئاب الجهاز العصبي المـركزي على سببه، وإذا حدث نتيجة إساءة استخدام مثبطات الجهاز العصبي المركزي، عندها يتم وصف بعض الأدوية مثل:

  • نالوكسون(Naloxone): يُوصف النالوكسون للأشخاص الذين تناولوا جرعة زائدة من المواد الأفيونية، ويُعطى إما على شكل حقنة أو عن طريق الوريد.
  • فلومازينيل (Flumazenil): يُعطى للأشخاص الذين يعانون آثارا جانبية شديدة من استخدام البنزوديازيبينات، ويُستخدم أيضا للعلاج عند أخذ جرعة زائدة من الأدوية. ومع ذلك، فهو دواء قصير المفعول وقد يحتاج الشخص إلى تناوله عدة مرات قبل أن يتعافى.

إذا تـُـرِك اكتئاب الجهاز العصبي المركزي الحاد دون علاج فقد يكون قاتلاً للشخص المصاب بهذه الحالة.

التأقلم مع اكتئاب الجهاز العصبـي المركزي

ليس هناك داعٍ للقلق في حالات اكتئاب الجهاز العصبـي المركزي الخفيفة. تعمل مثبطات الجهاز العصبـي المركزي عن طريق إبطاء نشاط الدماغ، وهذا هو السبب في أنها رائعة لحالات مثل القلق واضطرابات النوم. ومع ذلك، إذا وجدت أن اكتئاب الجهاز العصـبي المركزي يؤثر على نشاطك اليومي، فتحدث إلى طبيبك عن هذا الموضوع وحينها سيقرر ما إذا كنت بحاجة إلى تناول دواء معين أو تعديل الجرعة التي تتناولها من الدواء أو تغييره إلى دواء آخر.

أما حالات اكتئاب الجهاز العصـبي المركزي الحادة فإنها تحتاج إلى علاج فوري أو قد تؤدي إلى فشل وظيفة القلب أو حتى الموت.

إذا كنت تتناول مثبطات الجهاز العصبي المركزي وشككت في أنها تجعلك أكثر خمولاً من المعتاد، لا تتوقف عن تناولها حتى تتحدث إلى طبيبك لأن إيقاف الدواء فجأة يمكن أن يؤدي إلى ضرر أكثر من المنفعة.

غالباً ما تكون حالات الاكتئاب الخفيفة هي هدف تناول مثبطات الجهاز العصبي المركزي خصوصاً اضطراب النوم واضطرابات القلق. من المهم تناول الدواء تماماً كما يصفه الطبيب تجنباً لحدوث شكل أكثر حدة من الحالة. وسيكون من الأفضل إبلاغ طبيبك بمجرد أن تواجه أي آثار جانبية للدواء لا تستطيع تحملها.

اقرأ أيضاً: هل هناك علاقة بين الاكتئاب وتعاطي الكحول؟

المصدر: Central Nervous System (CNS) Depression

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: