كيف تتعامل مع الإساءة اللفظية؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يعتقد البعض أن الإساءة اللفظية ليست مشكلة كبيرة بمقدار الإساءة الجسدية. إلا أنها يمكن أن تسبّب آثارا سلبية وطويلة الأمد لمن يتعرض لها.

 بالرغم من أن الإساءة اللفظية لا تؤدي إلى ظهور عواقب جسدية، إلا أنها ليست أقل خطورة. إذ يمكنك أن تتعرَّض للإساءة اللفظية من أي أحد في حياتك، بدءاً من الوالدين أو أحدهما وصولاً إلى زميلك في العمل أو حتى صديقك.

فيما يلي شرح لماهية الإساءة اللفظية، كيفية تمييزها، بالإضافة إلى الخطوات التي يمكنك القيام بها لمنع تعرُّضك لها.

ما هي الإساءة اللفظية؟

الإساءة اللفظية هي تفاعلٌ اجتماعي يتأذى به الشخص بسبب كلمات شخص آخر، ويمكن أن تكون هذه الكلمات مباشرة وواضحة أو ماكرة ويصعب تمييز القصد منها.

إليك بعض المواقف كأمثلة عن التعرُّض للإساءة الكلامية:

  • الإهانات والشتائم، مثل السّباب
  • تعمُّد إلقاء الانتقادات غير البنَّاءة
  • التهديد اللفظي
  • التلاعب النفسي

علامات تدل على تعرُّضك للإساءة اللفظية 

إذا واجهت أيّا مما سبق في إحدى علاقاتك الاجتماعية، فمن المُرجح أنك تتعرض للإساءة اللفظية.

إن الطريقة الأبسط لتمييز ما إن كنت تتعرَّض للإساءة اللفظية تعتمد بشكلٍ أساسي على ماهية مشاعرك بعد تفاعلك مع شخص ما.

عندما تشعر أن طريقة تعاملك مع شخص آخر سليمة وصحية، فهذا يعني أن علاقتك به علاقة طيّبة بالفعل.

عندما تتعامل مع شخص آخر، وتترك الموقف (سواءً في بعض الأحيان أو دائماً) وأنت بحالة من الإرهاق، الحزن، الخجل، الشعور بالإهانة، أو أي شعور آخر، فهي إشارة قويَّة على أنه ليس لطيفا معك بتاتاً. بل وربما يوجه إساءات لفظية إليك.

فهم النيَّة من الإساءة اللفظية

من المهم الانتباه إلى أن الإساءات الكلامية قد تحدث دون عمد أحيانا. ومنه، فإن التصرف بشكل مؤذ ليس من الضروري أن يكون حاضرا حتى يكون الشخص مسيئا في كلامه .

على سبيل المثال، قد يعتقد أحدهم أن كلماته الجارحة وتوجيهه الإهانات تصب في مصلحتك أو تقوّيك. إذ ربما يكون هذا الشخص يكنّ لك المحبة، ولكنه لا يعرف كيف يتعامل مع هذه المشاعر تجاهك. أو قد يكون البعض منهم حاسِداً لك.

أو ألا يكون للأمر علاقة بك إطلاقاً، بل هذا هو طبع الشخص الآخر لا أكثر، في هذه الحالة لا علاقة للأمر بالنيَّة الداخلية للمسيء.

كيفية التصرف عند التعرض للإساءة اللفظية

سواء كان الشخص المسيء يحاول أن يؤذيك عمداً، أو أنه نتيجة طِباعه بالرغم من أنها تصرفات بلا قصد منه. توجد العديد من الطرق للتعامل مع الإساءة اللفظية. وبهذه الحالة، من المفيد البدء باتباع الخطوة الأولى، ثم اللجوء إلى غيرها حسب متطلبات الموقف.

اِذكُر الإساءة التي تتلقَّاها

تتمثل الخطوة الأولى والتي تعد الأكثر أهمية من بين الخطوات التي يتعين عليك اتخاذها عندما تتعرض للإساءة اللفظية في أن تعيد ذكر الإساءة.

ومن المهم أن يحدث هذا الأمر مباشرةً مع المسيء إن كان ذلك آمنا لك. فإذا كان الشخص المسيء لفظياً لك ذا سلطة عليك، مثل مديرك في العمل، فهنا لا يعد من الآمن أن تقوم بذكر هذه الإساءة أمامه مباشرة.

ربما من الأفضل في هذه الحالة أن تقوم بمناقشة الأمر مع طرف آخر محايِد ومؤتمَن، مثل مشرف عام أو رئيس ذو منصب غير مديرك.

إن الطريقة الأسهل لذكر الإساءة مباشرةً، عندما يكون ذلك آمنا، تكمن بإبلاغ الشخص بهدوء أن هناك ما كان له وقع سيء عليك مما قاله.

يمكنك قول جمل معيَّنة، مثل:

  • “عندما تقول (إساءة ما)، فإن هذا يؤذي شعوري”
  • “إن ما صرحت به عن (إساءة ما) لي هو أمرٌ مؤلِم”
  • “إن هذا التعليق الذي كتبته لي للتو غير لائِق بالنسبة لي”
  • “عندما تقول (إساءة ما)، فأنت تنتقدني دون سبب”
  • “إن هذه الكلمات مثل (إساءة ما) تجعلني أشعر بالسوء حيال نفسي”
  • “هذا التعليق مُحرِج ومخجِل لي”
  • “لا يعجبني الأمر عندما تتحدث معي بهذه الطريقة”.

عند ذكر الإساءة اللفظية التي تعرَّضت توَّاً لها، فأنت ترغب بأن تكون واضحاً مع من أساء لك. وتريد إعلامه بما قاله لك، وكيف سبَّب لك الشعور بالسوء، ولماذا لم يكن كلاماً مقبولاً بالنسبة لك.

استخدم صيغة مباشرة وواضحة للمطالبة بوقف الإساءة

من الممكن أن يكون الكلام بلطف عند طلب وقف الإساءة أمراً مُغرياً، وخصوصاً إذا كنت تخاف من العواقب. الخيار الأفضل لديك هو أن تكون ثابتاً ومباشراً في طلبك.

مثلاً يمكنك القول: “أريد منك أن تتوقف عن قول (إساءة ما) لي، فهكذا أشعر بالراحة”. إذ يعد مثالاً جيداً عن وضوح الطريقة في إيصال طلبك في أن يتوقف السلوك المسيء لفظياً.

كلما كنت أكثر وضوحاً في طلبك، كان إنكار الآخر لسلوكه المسيء أكثر صعوبة بالمقابل. تذكر أنه هناك احتمال أن المسيء باللفظ لايعلم أنه يتصرف بهذه الطريقة، وقد لا يكون يتعمّد ذلك .

من الممكن أن يكون ذكر الإساءة اللفظية مباشرة في الحديث أمرا مزعجا ومؤثّرا بالنسبة له، المهم أن تكون في وضع آمن، ولست في موقف خطير يعرّضك للعنف الجسدي أو خسارة وظيفتك أو أي مشكلة أخرى.

لا تردّ بنفس الإساءة التي تتلقَّاها

عندما يتعامل أحدهم بسوءٍ معنا، من الطبيعي أن نرغب في رد الإساءة. لكن هذا التصرُّف لن يؤدي سوى إلى تفاقم الإساءات اللفظية، ما يعطي المسيء حجَّةً لإلقاء اللوم عليك واعتبارك أنت المسيء.

وبما أنك لا تود الوصول إلى هذه المرحلة، ابذل أقصى ما في وسعك لتجنب الانخراط المباشر في  دوامة الإساءات .

كن هادئاً قدر المستطاع

من الصعب علينا أن نكون هادئين عندما يقوم شخص ما باستفزازنا، ولكن هذه هي الطريقة الأمثل في السيطرة على الموقف مع المسيء نظرا لأن الانزعاج أو الانفعال يمكنه أن يفاقم من سوء الموقف.

إن لم تكن واثقاً من قدرتك في الحفاظ على هدوئك، يمكنك أخذ أنفاسٍ عميقة عند التعامل مع هذا الشخص كي تكون أكثر استقراراً وهدوءاً قبل أن تتحدَّث معه.

ضع حدودا صارمة مع الآخرين

لا تقتصر الحدود على إخبار الآخر أنه لا يمكنه التصرف بطريقة ما نحوك. لذا، كي تشعر أن الحدود قد كانت فعالة في تغيير سلوك ما، سواءً كان ذلك سلوكك أو أي شخص آخر، يُشتَرط أن توجد عواقب مرتبطة بها.

إن وضع حدود ثابتة وصارمة مع عواقب واضحة وبسيطة خطوة مهمَّة للغاية عندما تتعامل مع الإساءة الكلامية، يمكنك القول على سبيل المثال: “إذا قلت لي هذا الكلام مرة أخرى سأغادر”. أو : “لا أرغب أن أسمع لقباً مهيناً أو تسمية ما عنِّي، إذا قمت بمناداتي بذلك مرة أخرى لن أتحدث إليك بعدها”.

فرض وتعزيز تلك الحدود

عند وضع الحدود مع الآخرين، لا تختر أي عواقب لا تظن أنك تستطيع الالتزام بها فعلياً، فهذا يعني أن الحدود التي وضعتها لا نفع لها على الإطلاق دون تعزيزها ودعمها.

عندما يقوم أحدهم بتجاوز حدوده معك، حاول بكل جهدك أن تبقى رزيناً بينما تتعامل مع الموقف.

يمكنك تطبيق هذا الأمر بطريقة مثل: ” لقد نبهتك من قبل بأنك إن تحدَّثت إلي بهذه الطريقة مرة أخرى سأغادر، وبما أنك فعلت مانهيتك عنه من جديد، سأقوم بالمغادرة الآن.”

في هذه الحالة، فإن مغادرتك المكان فعلاً بعد قول ذلك، حتى إذا طلب منك المسيء عدم الذهاب واستمر في الإلحاح. هو أمرٌ يثبت أن الحدود التي وضعتها ذات معنى.

ماذا تفعل إذا لم تتوقف الإساءة اللفظية؟

في عالم مثالي، إخبار شخص بأن سلوكه مؤلم ومؤذ لك سيكون كافياً لجعله يتوقف عن الإساءة. ولكن من المؤسف أن هذه الحالة غير مُحتَملة في أغلب الأحيان.

إذ يمكن أن تستمر الإساءة اللفظية حتى إذا دعيت إلى إيقافها، أو حافظت على هدوئك، طلبت عدم تكرارها، أو وضعت حدودا وعزّزتها.

فيما يلي بعض الحلول للتعامل مع الأمر:

ابتعد ببساطة

في الوقت الذي تتكرر فيه الإساءة اللَّفظية مرة أخرى حتى بعد محاولاتك إيقافها، وإن كان المكان يسمح لك بالمغادرة، قم بذلك فوراً.

والأمر بسيط، فأنت غير مضطر لترك  المكان كلُّياً إذا لم تسمح الظروف بذلك. لكن عليك على الأقل أن تبعد نفسك عن الشخص المسيء بمحاولة السير قليلاً.

في هذه الحالة سترغب بمحاولة فعل ما يمكنك للحفاظ على الهدوء وعدم الانغماس في الموقف. لكن عندما تعود إلى نفس المكان والموقف، حاول عدم التواصل مع الشخص مرة أخرى.

إنهاء العلاقة إن أمكن

عندما لا يكون لفرض الحدود أو مغادرتك تأثير على وقف الإساءة الكلامية، إن كنت قادراً، يمكنك إنهاء العلاقة ببساطة .

ربما يكون من الصعب فعل ذلك. خصوصاً إن كان الشخص الذي يوجه لك الإساءة موجوداً في مكان عملك أو يعيش معك.

ولكن عندما يكون المسيء شريكاً عاطفياً أو صديقاً أو أحد معارفك أو أي شخص آخر لا تعتمد عليه في أمورك الحياتية أو في معيشتك. كن واضحا إزاء عدم قدرتك على الاستمرار في العلاقة بسبب الإساءة اللَّفظية الموجهة إليك من قبله باستمرار.

ابحث عن المساعدة

إذا كنت غير قادر على إنهاء علاقة ما مع الشخص المسيء تبعا لظروف خارجة عن سيطرتك. أو إذا لم يقم المسيء بتركك وشأنك واستمر في مضايقتك أو مطاردتك بعد إنهاء العلاقة، ربما تحتاج إلى مساعدة خارجية في هذه الحالة.

إن الإساءة اللَّفظية شكل واقعي وحقيقي من أشكال الإساءة. لذلك يعد طلب المساعدة من أي مركز للصحة النفسية أو من طبيبك حلّاً يمكنه أن يقودك في الاتجاه المناسب.

أنت تستحق أن تشعر بالأمان والراحة النفسية من أي إزعاج يواجهك، لذا تأكد من التواصل مع أخصائيّين نفسيّين للتعامل مع الإساءة اللَّفظية إذا لزم الأمر.

اقرأ أيضاً: الآثار الناجمة عن مختلف أنواع الإساءة على الصحة النفسية

المصدر: How to Deal With Verbal Abuse

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: