التدريب على المهارات الاجتماعية، تقنياته ومجالات استخداماته

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

التدريب على المهارات الاجتماعية (Social Skills Training / SST) هو نوع من العلاج السلوكي المستخدم لتحسين المهارات الاجتماعية لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو إعاقات في النمو.

يمكن استخدام التدريب على المهارات الاجتماعية من قبل المعلمين أو المعالجين أو غيرهم من الأخصائيين، لمساعدة أولئك الذين يعانون من اضطرابات القلق، اضطرابات المزاج ، اضطرابات الشخصية وغيرها من التشخيصات. 

يتم التدريب إما بشكل فردي أو جماعي، ويكون عادة مرة أو مرتين في الأسبوع. وغالباً ما يُستخدم كأحد مكونات برنامج العلاج المشترك.

اضطراب القلق الاجتماعي

يمكن أن يكون للقلق الاجتماعي تأثير على المهارات الاجتماعية بعدة طرق. فالأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي (SAD) هم أقل عرضة للانخراط في التفاعلات الاجتماعية. مما يمنحهم فرصة أقل لبناء المهارات واكتساب الثقة. 

يمكن أن يكون لاضطراب القلق الاجتماعي تأثير مباشر على السلوك الاجتماعي بغض النظر عن مستوى المهارة. على سبيل المثال، قد تعلم أن الاتصال البصري طريقة مهمة للتواصل ولكنك تشعر بعدم القدرة على الحفاظ عليه أثناء المحادثة بسبب الخوف.

ثبُت أن التدريب على المهارات الاجتماعية فعال في تحسين المهارات الاجتماعية لأولئك الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي (SAD) بغض النظر عن المشكلة الاجتماعية. فإذا كان هناك نقص في المهارات يمكنك تعلم كيفية ضبط التفاعلات الاجتماعية بشكل أفضل. 

إذا كان القلق الاجتماعي يخفي قدرتك الاجتماعية، فإن الممارسة والتعرض للمواقف الاجتماعية خلال التدريب على المهارات الاجتماعية يمكن أن يساعدك في تحسين ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك وتقليل قلقك بشأن تلك المواقف. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي، غالباً ما يستخدم التدريب على المهارات الاجتماعية مع علاجات أخرى مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو العلاج الدوائي.

تقنيات التدريب على المهارات الاجتماعية

يبدأ التدريب على المهارات الاجتماعية (SST) عموماً بتقييم جوانب محددة من العجز والضعف في المهارات. قد يسألك معالجك عن التفاعلات الاجتماعية التي تجدها أكثر صعوبة أو المهارات التي تشعر أنه يمكن تحسينها. الغرض من هذه العملية هو تحديد أفضل الأهداف للتدريب على المهارات الاجتماعية لحالتك الخاصة.

بمجرد تحديد جوانب مستهدفة معينة، يتم تقديم تقنيات لتحسين المهارات الاجتماعية. وتُجرى التغييرات في مجال واحد في كل مرة لضمان عدم شعورك بالارتباك.

قد يصف المعالج مهارة معينة ويشرح كيفية تنفيذها ويضع نموذجاً للسلوك. ويمكن تقسيم السلوكيات المعقدة، مثل كيفية إجراء محادثة، إلى أجزاء أصغر. على سبيل المثال، تقديم نفسك وإجراء محادثة قصيرة وإنهاء المحادثة. سيناقش المعالجون أيضاً السلوكيات اللفظية وغير اللفظية خلال هذا التدريب.

ومن التقنيات المتبعة في هذا المجال:

  • التدريب السلوكي: لعب الأدوار الذي يتضمن ممارسة مهارات جديدة أثناء العلاج في مواقف مشابهة.
  • الملاحظات المصححة والمحسّنة: تُستخدم للمساعدة في تحسين المهارات الاجتماعية أثناء التدريب.
  • الإرشادات: المكون التعليمي لـ (SST) والذي يتضمن وضع نماذج للسلوكيات الاجتماعية المناسبة.
  • التعزيز الإيجابي: يُستخدم لمكافأة التحسن في المهارات الاجتماعية.
  • الواجبات المنزلية الأسبوعية: توفير الفرصة لممارسة مهارات اجتماعية جديدة خارج بيئة العلاج. 

الأبحاث التي تناولت التدريب على المهارات الاجتماعية وفعاليته

تُظهر الأبحاث التي تتناول استخدام التدريب على المهارات الاجتماعية في علاج اضطراب القلق الاجتماعي (SAD) أنه فعال سواء تم تنفيذه بمفرده أو مع شكل آخر من أشكال العلاج، وتبيّن أيضاً أنه يزيد نتائج العلاج المعرفي السلوكي الجماعي لهذا الاضطراب. 

بشكل عام، يكون (SST) أكثر فاعلية عند استخدامه كجزء من برنامج علاج شامل يتضمن مكونات متعددة. لذلك، إذا كنت تعاني من قلق اجتماعي شديد فقد يكون التدريب على المهارات الاجتماعية مفيداً لك، سواء بالنسبة لمهاراتك الاجتماعية أو القلق بشأن المواقف الاجتماعية.

مجالات تطوير المهارات الاجتماعية

تعد المهارات الاجتماعية اللبنة الأساسية للتفاعل الاجتماعي. إذا كنت مصاباً باضطراب القلق الاجتماعي، فربما يكون قد فاتك تطوير بعض هذه المهارات المهمة. ومع ذلك، يمكنك دائماً تعلمها بغض النظر عن عمرك. ومن هذه المهارات:

أن تكون حازماً

يساعدك الحزم على التواصل مع الغير بطريقة توازن بين احتياجات الجميع. إذا كنت تميل إلى الاختلاف مع الآخرين، فقد تشعر بعدم الارتياح عندما تبدأ في إثبات ذاتك لأول مرة. ومع ذلك، فعلى المدى الطويل، سيساعدك أن تكون حازماً في تقليل القلق ويجعلك أنت ومن حولك أكثر راحة.

التواصل غير اللفظي

يلعب التواصل غير اللفظي، المعروف أيضاً باسم لغة الجسد، دوراً كبيراً في التواصل. يميل الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي إلى أن تكون لديهم لغة جسد “منغلقة” تشير للآخرين بأن الشخص غير ودود أو يصعب الاقتراب منه. في حين أن هذه نتيجة طبيعية للقلق، إلا أنه يمكن العمل على تطوير سلوكيات غير لفظية أكثر انفتاحاً ووداً. 

التواصل اللفظي

يعد التواصل اللفظي مهارة أيضاً، وقد يبدو فن المحادثة وكأنه لغز إذا كنت تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي، وربما تجد صعوبة في معرفة ما يجب قوله أو تشعر بعدم الارتياح عند التحدث عن نفسك. لكن المحادثات عامل أساسي لبناء العلاقات ومعرفة كيفية توجيهها بشكل أفضل، وتساعدك على اكتساب المعرفة الكافية بمن حولك.

 معرفة طريقة التعارف

التعارف هو وسيلة لجعل الناس يشعرون بالراحة. سواء كنت تقدم الآخرين وتعرف عنهم أو يتم تقديمك للآخرين، فمن المهم معرفة قواعد هذه اللقاءات الاجتماعية، فطريقة التعارف بثقة هو مهارة اجتماعية مفيدة للغاية.

التدريب على الإصغاء الفعال

يتضمن الإصغاء الفعال الانتباه وطرح الأسئلة والتفكير فيما يقوله شخص ما. عندما تتدرب على الإصغاء الفعال يشعر الشخص الآخر في المحادثة بأن هناك من يستمع إليه. إذا كنت تتعامل مع اضطراب القلق الاجتماعي، فإن ممارسة هذا التدريب قد يساعدك في الواقع في التركيز بشكل أكبر على الآخرين وبشكل أقل على نفسك. 

التغلب على رهاب الهاتف

في حين أن الهاتف جزء من التواصل، إلا أن له خصائص قد تجعله صعباً بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي، فقد تخشى الرد على الهاتف أو إجراء مكالمات أو حتى تسجيل ترحيب صوتي.

إذا كان لديك رهاب من استخدام الهاتف، فهناك عدد من النصائح والحيل التي يمكنك استخدامها للتغلب على مخاوفك. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك ممارسة العلاج بالتعرض بمفردك لتقليل حساسيتك تدريجياً لاستخدام الهاتف. 

قبول وتقديم المجاملات

إذا كنت تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي، فمن المحتمل أنك تواجه مشكلة في قبول المجاملات بلباقة وقد لا تجامل الآخرين بسهولة. إن تعلم هاتين المهارتين الاجتماعيتين مهم للغاية، فالمجاملات والاطراءات هي طريقة لبدء العلاقات وتعميقها وبداية رائعة للمحادثات وطريقة جيدة لإظهار التقدير للآخرين.

خلاصة

يعد بناء مهاراتك الاجتماعية وتحسينها عنصراً مهماً في علاج اضطراب القلق الاجتماعي وهو أمر أساسي للتفاوض في المواقف الاجتماعية بشكل أفضل. إذا وجدت نفسك تفتقر بشدة إلى المهارات الاجتماعية، فتحدث مع أخصائي العلاج الخاص بك حول التدريب أو الأساليب الأخرى لتحسين قدراتك ومهاراتك.

إذا لم يتم تشخيصك باضطراب القلق الاجتماعي حتى الآن، فإن الخطوة الأولى تتمثل بزيارة طبيبك؛ عندها يمكنكما العمل معاً لتصميم خطة علاج تلبي احتياجاتك الخاصة. 

اقرأ أيضاً: العلاج السلوكي الجدلي، تقنياته، فوائده وفعاليته

المصدر: An Overview of Social Skills Training

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: