طريقة الحد من الضرر، مبادئها واستراتيجياتها في علاج الإدمان

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

الحد من الضرر (Harm Reduction) هو منهج لعلاج الأشخاص الذين يعانون الإدمان على الكحول وغيرها من مشكلات تعاطي المواد المخدرة دون أن يُطلب منهم الالتزام بالامتناع التام قبل البدء به.

وبدلاً من ذلك، تـُعرض وتوزع لهم مجموعة من الاستراتيجيات العملية للحد من الآثار الصحية والاجتماعية السلبية للإدمان على المواد المخدرة. يهدف هذا العلاج النفسي إلى تغيير السلوك وفقاً لأهداف كل مريض. سواء كان ذلك يعني الاعتدال في تناول هذه المواد أو الامتناع التام عنها.

ما هو الحد من الضرر؟

تقدر استراتيجية الحد من الضرر الخطوات التدريجية. على سبيل المثال، تشير الأدلة إلى أن العديد من المرضى يغيرون هدفهم إلى الامتناع التام عن تناول الكحول أثناء فترة العلاج. وهو هدف لا يمكن تصوره غالباً أو غير مرغوب فيه في البداية.

يـُعتبر الحـد من الضرر ثورياً في مجال علاج الإدمان، إذ يعد الامتناع عن شرب الكحول شرطاً تقليدياً للدخول في برامج العلاج والمشاركة المستمرة فيه.

لكن يشير العديد من الممارسين إلى أن الحد من الضرر يتماشى ببساطة مع المبادئ الأساسية للممارسة السريرية الجيدة. بما في ذلك استخدام العلاقة بين المريض والمعالج كأداة تحفيزية للتغيير الإيجابي.

تتشابه استراتيجية الحد من الضرر في نواح كثيرة مع برامج فقدان الوزن. والتي لا تتطلب من المرضى أن يلتزموا بوزن الجسم المثالي قبل البدء في نظام غذائي و / أو تغيير نمط الحياة.

تُعتبر خطوة الامتناع التام في استراتيجية الحـد من الضرر خياراً يقوم به المريض وليس شرطاً يفرضه برنامج العلاج. إذ إنّ المبدأ الأساسي في استراتيجية الحد من الضرر هو احترام المرضى ومدى قدرتهم على التغيير.

ما هو نهج الحد من الضرر؟

تتبنى العديد من برامج الإدمان مثل منظمة مدمني الكحول المجهولين (AA)، أسلوب الامتناع فقط. وينجح هذا مع بعض الأشخاص الذين يعانون الإدمان. لكن البعض الآخر ليس مستعداً للالتزام بالامتناع التام عن تناول الكحول ويتجنبون طلب المساعدة المهنية نتيجة لذلك.

يمنحهم نهج الحـد من الضرر طريقاً للمضي قدماً، وتمكّن الطبيعة الفردية العالية لاستراتيجية الحـد من الضرر الأشخاص من تقليل العواقب المدمرة للإدمان على المواد المخدرة مع تحقيق الأهداف الشخصية.

ما هي مبادئ الحد من الضرر؟

تؤمِن برامج الحـد من الضرر للشخص المدمن بالتعاطف والقبول بدلاً من الحكم عليه أو التشهير به (الإحساس بالعار منه) أو معاقبته بسبب إدمانه.

إذ تحاول “استيعاب المدمن و جعله يشعر بأنهم يقبلونه كما هو” عن طريق تطوير برامج فردية للحد من العواقب السلبية لتعاطي المواد المخدرة. إذ ينظر الحـد من الضرر إلى الإدمان على المواد المخدرة بصورة واقعية مع الاعتراف بقدرة الفرد على التغيير للأفضل.

ما أهمية منهج الحـد من الضرر؟

لا يصلح نمط الإدمان الذي يعتبر الامتناع عن المادة المخدرة هو الحل الوحيد للجميع. ويقول خبراء الحـد من الضرر أن الوقت قد حان لتغيير تفكيرنا إزاء الإدمان.

إذ تدرُس نُهجه الدوافع النفسية والاجتماعية والبيولوجية المعقدة وراء الإدمان. في كثير من الأحيان يبدأ الأشخاص بتعاطي المواد المخدرة كآلية للتكيف والتأقلم وينتهي بها الأمر لتصبح غير فعالة ومدمرة. عندما يفهم الشخص الأسباب الكامنة وراء إدمانه، يمكنه عندئذٍ البدء في السيطرة عليها.

استراتيجيات الحـد من الضرر

كنظرية سريرية أكثر من كونه واحداً من التدخلات العلاجية. يعتمد الحـد من الضرر على العلاج النفسي الديناميكي والمعرفي والسلوكي لمساعدة المرضى على الاعتدال في تناول المواد المخدرة.

ويمكن أن يفيد استخدام العلاج الجماعي مع الأقران والعلاج الأسري إلى جانب العلاج النفسي الفردي.

تتمثل إحدى الافتراضات الأساسية لهذه الطريقة في أن معظم المدمنين يريدون إحداث تغيير إيجابي ولكنهم لا يتخذون أي إجراء. تماماً مثلما يريد معظم الناس ممارسة الرياضة ولكنهم لا يفعلون.

تُقر استراتيجية الحد من الضرر أن الأشخاص غالباً ما يلجؤون إلى الكحول والمخدرات الأخرى للتعامل مع المشاعر الصعبة، الاكتئاب أو الخسارة والفقدان أو غيرها من المشكلات في حياتهم.

ويهدف المعالجون كخطوة أولى إلى مساعدة المرضى على تطوير آليات فعالة للتعامل مع مشاكلهم المعيشية. كما تعترف هذه الطريقة أيضاً أن الانتكاس جزء طبيعي من عملية تغيير السلوك وفرصة لتعلم السلوكيات التي يمكن أن تمنع الانتكاسات المستقبلية.

بعض الأمثلة على الحد من الضرر

إن الحـد من الضرر مصطلح شامل يغطي مجموعة واسعة من الاعتبارات الصحية والاجتماعية. تتضمن بعض الأمثلة البارزة ظاهرة خدمة تبادل الإبر (التي ظهرت لأول مرة في الثمانينيات لمكافحة مخاطر فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد). مواقع الحقن الآمنة، قوانين الشرب والقيادة والواقي الذكري المجاني.

بالإضافة إلى ذلك، تتوفر برامج الحد من ضرر الإدمان للعديد من المواد المختلفة. مثل الكحول والمنشطات والإكستاسي (عقار النشوة) والماريجوانا والمواد الأفيونية.

هل يستند الحد من الضرر إلى الأدلة؟

نعم، يستند الحد من الضرر إلى الأدلة، ولا تعتبر العديد من استراتيجيات الحد من الضرر مستندة إلى الأدلة فحسب. بل تنقذ الأرواح أيضاً. وتشمل بعض ممارسات الحد من الضرر المُثبتة المعالجةَ الطبية باستخدام الماريجوانا، والعلاج بمساعدة الهيروين، وفحص المخدرات.

هل الحد من الضرر فعال؟

تشير الأدلة إلى أن برامج العلاج المعتمدة على استراتيجية الحد من الضرر يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول و / أو المواد المخدرة.

بعض الخيارات الأكثر فعالية هي العلاج بمساعدة الأدوية، وبرامج الإبر والمحاقن (NSPs) وإلغاء تجريم الجرائم المتعلقة بالمخدرات والعلاج النفسي المطلع على استراتيجية الحد من الضرر.

هل يمكنني شرب الكحول مرة أخرى؟

لا يعد الامتناع عن تناول الكحول الخيار الوحيد للأشخاص الذين يعانون الإدمان. في مدرسة التفكير هذه، فإن الأسباب التي تدفع الشخص لتعاطي الكحول أو مادة مخدرة أكثر أهمية من كون المادة قد استُهلكت أم لا. 

أولئك الذين يسعون إلى الحد من الآثار الضارة للشرب دون الإقلاع عنه قد يحققون التناول المعتدل له بمساعدة الاختصاصيين المدربين.

اقرأ أيضاً: هل هناك علاقة بين الاكتئاب وتعاطي الكحول؟

المصدر: Harm Reduction

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: