تأثير على الصحة تعريف تعديل فوائد الساعة البيولوجية
تؤثر الطريقة التي نستخدم فيها الوقت على ما ننجزه،.فالجميع لا يمتلك سوى أربع وعشرين ساعه في اليوم؛ لكن كيفية استثمارها هو الفرق..تشير الأبحاث الحديثة إلى أن إحدى طرق استغلال الوقت بشكل مجد أكثر تتمثل بمزامنة الساعة البيولوجية مع الجدول اليومي؛.فمن خلال القيام ببعض الأشياء في فترات ذروة النشاط والطاقة، يستطيع الفرد تحسين إنتاجيته.
الساعة البيولوجية (biological clock)
تتحكم الساعة البيولوجية في أداء الفرد بشكل كبير؛.فهي أشبه ببرنامج ينظم أوقات الكثير من الوظائف البيولوجيه بدءاً من النوم وصولاً إلى الإنتاج..تدير الساعه البيولوجيه أو ما يسمى الإيقاع اليومي (Circadian rhythms).دورات النوم والاستيقاظ اليومية وتساهم في مستويات الطاقة خلال أوقات مختلفة من اليوم.
قد تنتبه إلى ساعتك البيولوجية عندما تسود الفوضى جدولك اليومي. مثلاً، يجب على عمال المناوبة تنظيم متغيرات يومهم لتلائم متطلبات جدول عملهم. أيضاً، ربما يعاني المسافرون بعض الاضطرابات في دورة النوم والاستيقاظ، ما يؤدي إلى الشعور باضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
تأثير على الصحة تعريف تعديل فوائد الساعة البيولوجية
يشعر الفرد خلال اليوم بمستويات مرتفعة من الطاقة أحياناً ومنخفضة أحياناً أخرى،. إذ أشار الباحثون إلى أن الساعه البيولوجية مسؤولة عما هو أبعد من دورة النوم والاستيقاظ فقط.
قد تؤثر إيقاعات الجسم (سلسلة من وظائف الجسم تنظمها الساعه الداخلية).في اليقظة الذهنية والجوع، التوتر، المزاج، وظائف القلب وحتى المناعة..من خلال مزامنة الساعه البيولوجيه مع الجدول اليومي، يمكن للفرد تحقيق أقصى استفادة من يومه والشعور أكثر بالإنجاز والتحفيز
تأثير الساعة البيولوجية في الصحة
يؤثر الإيقاع اليومي في دورة النوم والاستيقاظ، عادات تناول الطعام، حرارة الجسم وعملية الهضم، الهرمونات ووظائف الجسم الأخرى. لذا، فإن الساعة الداخلية تؤدي دوراً مهماً في الصحة عموماً،.وقد تسبب مقاطعة هذه الساعة مشكلات صحية منها السكري والاضطراب العاطفي الموسمي إضافة إلى اضطرابات النوم.
لحسن الحظ، قد يساعد فهم تأثيرات الساعه البيولوجيه في الصحة على علاج المشكلات المحتملة،.إذ يستطيع الفرد مثلاً تغيير أسلوب حياته بطريقة تساعد في تصحيح مسار إيقاعه اليومي،.وربما يساعد الطبيب في علاج الحالات التي قد تتأثر بإيقاعات الجسم الطبيعية.وإيجاد العلاج المناسب سواء الدواء أو تعديل أسلوب الحياة.
أفضل الأوقات لممارسة الأنشطة
تأثير على الصحة تعريف تعديل فوائد الساعة البيولوجية
تؤدي متطلبات الحياة اليومية كالمدرسة، التواصل، العمل والأحداث الاجتماعية.إلى خروج دورات الجسم الطبيعية عن السيطرة، وقد تتعارض طريقة تنظيم الأنشطة اليومية مع ميول الجسم.
تعديل جدول الجسم ليس أمراً سهلاً دائماً، لكن توجد فوائد كثيرة لذلك. فبالإضافة إلى استثمار الوقت بأفضل شكل ممكن، هناك نتائج صحية محتملة،.إذ توجد علاقة بين اضطرابات الساعة البيولوجيه ومجموعة من النتائج الصحية السلبية متضمنة الاكتئاب والسكري.
أفضل وقت للقيام بمهام محددة
ـ النوم
يؤدي الجدول اليومي، روتين وقت النوم والعمر دوراً في إدارة دورة النوم والاستيقاظ اليومية.لكن دور الساعـه البيولوجيه يعد رئيسياً في ذلك، إذ تتغير دورة النوم الطبيعية للجسم.مع التقدم في العمر، ومعرفة هذا يساعد في تعديل الجدول الزمني ليناسب احتياجات النوم بشكل أفضل:
تأثير على الصحة تعريف تعديل فوائد الساعة البيولوجية
يميل الأطفال الصغار إلى النهوض باكراً فيما يميل المراهقون للنوم أكثر.
كلما تقدم الناس في مرحلة البلوغ، تتحول دورة النوم مرة أخرى نحو الاستيقاظ في وقت مبكر من الصباح.قد يكون من الأفضل بالنسبة للمراهقين أن يأخذوا فترة استراحة أطول قبل البدء بنشاطهم اليومي،.في حين يفضل الأشخاص الأكبر سناً الخلود إلى النوم والاستيقاظ مبكراً.
تنخفض مستويات الطاقة في الساعات المبكرة من بعد الظهر،.فهي من أفضل الأوقات لأخذ القيلولة، وحتى لو لم يتمكن المرء من ذلك،.فإن استراحة قصيرة من العمل كافية لتكون مفيدة وتطور من أداء مهامه
ـ تناول الطعام
تأثير على الصحة تعريف تعديل فوائد الساعة البيولوجية
تفيد الدراسات بأن الأكل في أوقات معينة له فوائد على الجسم:
ـ تناول الطعام في الوقت الصحيح يساعد في التحكم بالوزن،.إذ بينت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران أن تناول الطعام في أوقات محددة.حماهم من الوزن المفرط من جهة ومن الأمراض الأيضية من جهة أخرى.
ـ من المثير للدهشة أن الأبحاث وجدت أن وقت تناول الطعام قد يؤدي دوراً في إعادة ضبط الساعه البيولوجيه،.وتشير أيضاً إلى أنه إذا كان الفرد يحاول التكيف مع جدول زمني جديد (السفر أو العمل بنظام المناوبات)،.فإن تغيير جدول تناول الطعام قد يساعد أيضاً في إعادة ضبط ساعه الجسم لتتناسب بشكل أفضل مع جدوله اليومي الجديد.
من المفيد حصر تناول الطعام ضمن 12 إلى 15 ساعة خلال النهار. من جهة أخرى، فإن تناول الطعام قبل النوم له آثار سلبية في النوم،.ومن الأفضل تجنب ذلك في أوقات متأخرة من المساء؛ قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
ـ ممارسة الرياضة
قد يساعد ضبط التمارين الرياضية وفقاً للساعه البيولوجيه في الحصول على أقصى استفادة من تلك التمارين.
تأثير على الصحة تعريف تعديل فوائد الساعة البيولوجية
تشير الأبحاث إلى أن ممارسة الرياضية بانتظام يساعد في ضبط إيقاع الساعة البيولوجية بالإضافة إلى تحسين جدول النوم اليومي
ـ للحصول على أقصى استفادة، يجب ممارسة الرياضة بين منتصف الظهر إلى وقت متأخر منه،.إذ يميل الناس إلى الأداء بشكل أفضل في هذا الوقت إضافة إلى انخفاض احتمال تعرضهم للإصابات.
ـ من المفيد أيضاً ممارسة تمارين القوة لاحقاً خلال النهار،.إذ تكون هذه التمارين ذات فائدة قصوى إذا تمت ممارستها بين الساعة الثانية بعد الظهر والسادسة مساء.
وقت المساء هو أفضل وقت لممارسة اليوغا بالإضافة إلى التمارين الأخرى التي تتطلب الراحة،.وذلك لأن الجسد كون أكثر استرخاء وأقل عرضة للإصابة.
ـ التفكير
تأثير على الصحة تعريف تعديل فوائد الساعة البيولوجية
يحتاج الفرد أيضاً إلى تعديل جدوله اليومي ليتناسب مع أداء معظم الأعمال التي تتطلب طاقة ذهنية
ـ أنسب وقت للمهام التي تتطلب التفكير هو الصباح،.إذ تشير الدراسات إلى أن ذروة القدرات المعرفية تكون في ساعات الصباح المتأخرة،.لذا من الأفضل إنهاء الأعمال التي تتطلب قدرات ذهنية عالية قبل الغذاء.
ـ تشير الدراسات إلى أن مستويات الانتباه واليقظة تتضاءل بعد الطعام،.لهذا يجد الفرد صعوبة في التركيز في اجتماعات ما بعد الغداء.
ـ يميل مستوى التركيز إلى الانخفاض بين وقت الظهيرة والساعة الرابعة مساءً،.ما يفسر شعور الناس بالحاجة إلى تعزيز الطاقة خلال تلك الفترة.
إذا كان الفرد يقوم بإحدى المهام التي تنطوي على الإبداع، قد يرغب في الانتظار حتى يشعر بقليل من التعب. تشير إحدى الدراسات إلى مدى تأثير وقت النوم في حل المشكلات،.إذ طلب الباحثون من المشاركين حل مشكلات تحليلية حينما كانوا إما في أوج النشاط العقلي أو في ذروة التعب.
وجدت الدراسات أن الناس يكونون أفضل أداءً للمهام التي تتطلب فكراً إبداعياً عندما يكونوا متعبين. ولأن الدماغ يميل أكثر إلى الهيام والشرود في حالة التعب، يبدو أن ذلك يقود الناس إلى الإبداع في التفكير.
تأثير على الصحة تعريف تعديل فوائد الساعة البيولوجية
تعديل السـاعة البيولوجية
لا تعمل الساعات البيولوجيه بذات الطريقة عند الجميع،.فمثلاً يبلغ بعض الناس ذروة النشاط في الساعات الصباح المبكرة، أما بعضهم الآخر فيرتفع مستوى نشاطه في الساعات المتأخرة منه،.وبسبب متطلبات الحياة اليومية، قد يتعارض الجدول اليومي عن الساعه البيولوجيه للشخص.
في تلك الحالة، قد يشعر الأشخاص الذين يستيقظون مبكراً أن طاقتهم تنفد في المساء،.بينما قد ينام من يكون أوج نشاطه مساء في الساعات الباكرة التي تعد أفضل أوقات.الإنتاجية ويستيقظ في الأوقات التي تنخفض فيها طاقته.
فيما يلي بعض النصائح التي تساعد على إنشاء جدول يومي فعّال:
1- وضع جدول نـوم: اضبط المنبه واذهب للنوم في نفس الوقت كل ليلة،.استيقظ عندما يرن المنبه ولا تضغط على زر الغفوة باستمرار.
2ـ التغيير الجـاد: الاعتياد على جدول يومي قد يستغرق وقتاً، ولكن عليك الاستمرار في تطبيقه حتى تعتاد عليه.
تأثير على الصحة تعريف تعديل فوائد الساعة البيولوجية
3ـ الانتباه إلى مستويات الطاقـة: حاول أداء مهامك اليومية في ذروة نشاطك. قد يختلف ذلك من شخص لآخر ما يؤدي إلى تباين أوقات النشاط واختلاف الجدول بالنتيجة.
في الختام
يؤدي الانتباه إلى تغير مستويات النشاط خلال اليوم إلى إعطاء فكرة أفضل عن الوقت الذي يكون فيه الشخص بأحسن حالاته. عندما تميل إلى الشعور بأنك أكثر يقظة ذهنياً في الصباح حاول أن تضبط أنشطتك الذهنية ضمن ذلك الوقت. قد يستغرق تغيير جدولك اليومي وقتاً ليتوافق بشكل أفضل مع إيقاعك اليومي،.لكنه يقودك في النهاية إلى زيادة الإنتاجية وتحسين التحفيز لديك.
اقرأ أكثر: الميلاتونين، تأثيره على الجسم والصحة وكيفية زيادة مستوياته بشكل طبيعي
اقـرأ أكثر: خمس استراتيجيات لنوم أفل من جميع أنحاء العالم، ماذا تفعل مختلف الدول لتعزيز النوم؟
اقرأ أكثـر: كيف تغفو بسرعة؟ إليك عدة نصائح لتحسين جودة النوم وتنظيمه
