أربعة عوامل تساهم في تكوين الشخصية السايكوباثية والشخصية السوسيوباثية

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

تتقاطع العديد من “الأعراض” والسلوكيات بين الشخص السايكوباثي Psychopath (المعتل نفسياً)، والشخص السوسيوباثي Sociopath (المعتل اجتماعياً). ما يجعل التمييز بينهما في الحياة اليومية أمراً صعباً، إلا إذا كان صاحب هذه الشخصية السايكوباثية فاشلاً في “التخفّي”.

فيما يلي بعض العوامل المساهمة أو “الأسباب” التي تقف وراء سمات الشخصية السايكوباثية والشخصية السوسيوباثية

العوامل الوراثية والبيولوجية

تشير الدراسات إلى أن الشخصية السوسيوباثية والشخصية السايكوباثية لهما في الغالب منشأ وراثي وآخر بيولوجي. ولا يقع اللوم هنا على الدماغ وحده في “نقص الاستثارة” (التي تدفع الأشخاص السايكوباثيين والسوسيوباثيين للجوء إلى نشاطات تزيد استثارتهم). بل أيضاً على أجيال من أفراد العائلة الذين امتلكوا سمات وسلوكيات معادية للمجتمع.

السلوك المكتسَب والسلوك المعزَّز

نتعلم أثناء الطفولة كيف نعيش ضمن عوائلنا، بيئاتنا الاجتماعية، منازلنا، مدارسنا ومجتمعاتنا ما إن نلاحظ سلوكيات الأشخاص من حولنا، فنتعلم حينئذٍ التصرف بطريقة ترضي توقعات بيئتنا. 

من جهة أخرى، يتعلم الأطفال الذين يكبرون في بيئات منزلية مسيئة النجاة بطريقتين: إما بتعلم ” قبول ” الإساءة وتكوين رابط مع الشخص المسيء، أو بالمقاومة. لكن، يتعلم بعض الأطفال أن ” المقاومة ” قد تؤدي إلى تفاقم الإساءة، ولذلك ينتهي بهم المطاف بالارتباط بالشخص المسيء أو عقلنة الإساءة وتسويغها.

أما التعزيز، فيحصل عندما يتعامل الشخص المسيء مع الطفل بمحبة وود لأنه تماشى واعتاد على الإساءة أو الصدمة فيتعلم هذا الطفل حينها قبول الإساءة أو يرى أنها تمثل الحالة “الطبيعية”.

صدمة الطفولة، تجاهل الإساءة

صدمة الطفولة هي كل حدث لا يملك الطفل المهارة للتعامل معه أو التغلب عليه، كما أنه غير متوقع ويفوق قدرته على المواجهة.

وقد تشمل صدمة الطفولة أي نوع من الأحداث. مع ذلك، تكون الصدمة منتشرة أو طويلة الأمد عند الأطفال الذين وُضِعوا في برامج تبنّي متعددة، دور رعاية أو مراكز علاج سكنية، وقد تؤثر الصدمة على تطور المستويات الطبيعية من التعاطف.

إنّ الإساءة إلى الطفل بشكل متكرر، أو الانتقال المستمر من منزل لآخر يسلبانه القدرة على تكوين علاقة أو رابط مع أي شخص كان، مما قد يؤدي إلى “انغلاقه” إلى حد ما، فيتعلم النجاة عن طريق عدم التعلق.

وفي الغالب، يعني عدم التعلق بالنسبة له حماية قلبه، روحه، وعقله فيكون أقل عرضة للأذية عندما يشكل دفاعات حصينة أو قوية حول نفسه. كما أنه من الصعب بمكان مساعدة هذا الطفل على الارتباط والثقة والحب. وقد يستغرق الأمر سنوات أو عمراً بأكمله من الاستشارات حتى يتم ذلك.

أما في الحالات الشديدة، فيكبر الطفل ليصبح مراهقاً يعاني من اضطراب السلوك، ثم شخصاً بالغاً ذا سلوكيات سايكوباثية أو سوسيوباثية.

فقدان وظيفة القشرة المخية الحديثة أو الفص الجبهي 

يتوضع الفص الجبهي خلف مقدمة الجبهة، وينطوي على عمليات معقدة تساعدنا على التحكم بانفعالاتنا، صنع القرارات أو التخطيط. بالإضافة إلى عمليات عليا بما فيها التفكير، والموازنة بين سلبيات السلوك وإيجابياته، كما أنه “أساس” شخصياتنا.

عندما تكون وظيفة القشرة المخية الحديثة مختلة أو محدودة، فمن المرجح أنك ستلاحظ عمليات تفكير انفعالية، غير ناضجة وخارجة عن السيطرة.

إذ نرى أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) يبذلون جهداً للسيطرة على انفعالاتهم وتركيز انتباههم لفترات طويلة من الزمن. ويعاني ضحايا الصدمات من هذه الأمور أيضاً، ومن المرجح تشخيصهم بـ ( ADHD ) أو اضطراب نقص الانتباه ( ADD ) في مرحلة ما.

يتصرف المراهقون الذين يُبدون سلوكيات معارضة واضطراباً سلوكياً بهذا الشكل بسبب محدودية هذا الجزء من الدماغ. في الواقع، لا ينمو الدماغ بشكل كامل حتى عمر 24 تقريباً. وحتى ذلك الوقت، من المحتمل أن تكون السلوكيات خارجة عن السيطرة، مندفعة أو سيئة عند بعض الأفراد. ويمكن للصدمة، الإساءة، الإهمال..إلخ، أن تزيد الطين بلّة.

فيما يلي بعض النصائح أو الاقتراحات للتعامل مع الشخصية السايكوباثية أو السوسيوباثية والتي يمكن تضمينها في علاج ضحايا الصدمة الذين تعرضوا لأذى من قبل هذا الشخص.

التثقيف النفسي

يُعد المعالجون النفسيون في الحقيقة “معلّمين مجهولين”. إذ يفترض بهم تعليم مرضاهم وتثقيفهم حول الأشياء التي تجري في حياتهم؛ فالعلاج النفسي أكبر من مجرد استشارة، تحدث أو دعم.

إن التثقيف، خاصة النفسي منه، هو مساعدة المرضى لتكوين تصور أعمق ومعرفة حول تحديات معينة في حياتهم. ويتضمن الإدراك الشخصي، تعليم ما يخص التشخيصات، المعالجة العاطفية والنفسية لحدث ما في حياة المريض ومساعدته على تخزين هذه المعلومات في حال الحاجة لها مستقبلاً. 

يعد جزء العلاج هذا فعالاً جداً، ولكن للأسف، لا يهدف جميع المعالجين إلى تثقيف المرضى عند معالجتهم.

وضع خطة أمان/ إدارة الأزمات

من الضروري، خاصةً إن كنت تعيش مع شخص ذو سمات سوسيوباثية، أن تضمن وجود خطة في حال اعتدى عليك أو أوشك على فعل ذلك في أي وقت. إذ لوجودها أهمية بالغة عند حدوث حالات العنف المنزلي، الأذية الجنسية أو الاعتداء الجسدي.

لذا، عليك امتلاك خطة تحدد خياراتك للهرب من هذا العنف/الهجوم ووضع قائمة بأسماء الناس الذين تستطيع الاستنجاد بهم بالإضافة لمعلومات الاتصال بهم، والالتزام بالخطة. فالتردد والخوف سيدفع المُعتدي للافتراض بأنك عاجز ولا تمتلك أي دافع لحماية نفسك.

وضع حدود واضحة وصارمة

الحدود هي خطوط خفية يجب على الناس تعلّم احترامها. عندما نضع حداً، فإننا نحمي أنفسنا أو الأشياء التي نقدّرها، وقد تؤدي الحدود الضعيفة إلى التلاعب بك، سوء معاملتك، إيذائك أو حتى قتلك في الحالات الخطيرة.

يكون وجود الحدود أساسياً مع الأشخاص الذين يفتقرون للشفقة، التعاطف أو الاهتمام بالآخرين، فإن أعطيتهم فرصة صغيرة سوف يتمادون بشدة. لذلك أبقِ على حدودك متينة، فقد تكون الحدود الهشة والضعيفة مدخلاً للخطر.

الرأسمالية الصغيرة أو “أنظمة المكافأة”

من الممكن أن تكون أنظمة المكافأة نافعة، وقد وصفها أحد الآباء بأنّها “رشوة”. ومع أن عمل المعالجين النفسيين يقتضي إعادة صياغة التعابير الشائعة إلى مصطلحات نفسية. إلا أن الكثيرين منهم لم يختلفوا معه تماماً.

إنها بالفعل رشوة، فهي القيام بمكافأة السلوك الجيد ومعاقبة السلوكيات المعادية للمجتمع، غير الملائمة، أو غير المقبولة. ولكن في بعض الحالات لا يكون للمكافأة أي قيمة تُذكر، وبالدرجة الأولى في تلك الحالات التي تتعلق بأفراد ذوي سمات سايكوباثية وسوسيوباثية.

العلاج السلوكي المكثف

من المهم سعي الأهل للاستشارة ما إن تصبح السلوكيات مصدراً للقلق أو صعبة التدبير. ويوجد الكثير من الأهل الرائعين الذين توجّهوا بأبنائهم إلى العلاج فور ملاحظتهم لسلوكيات معينة لم تنقص مع مرور الزمن أو النضج. وفي الواقع، تصبح بعض السلوكيات محسوبة ومقصودة أو أكثر تلاعباً وتهديداً بمرور الوقت.

بالنسبة لك، كيف ستتمكن من التحمّل إن وجب عليك العيش مع شخص سايكوباثي أو سوسيوباثي، أو كنت في علاقة معه؟ هل ستبقى أم ترحل؟ وهل ستعرف درب النجاة في هذه العلاقة؟

اقرأ أيضاً: الشخصية الشرجية، تعريفها وصفاتها

المصدر: Psychopathy and Sociopathy

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: