الصلاحية في الاختبارات النفسية (Validity)، أنواع الصلاحية، الصلاحية الداخلية، صلاحية المحتوى، الفرق بين الصلاحية والموثوقية.

الصلاحية في الاختبارات النفسية (Validity)؛ هي مدى قدرة اختبار ما على قياس ما يدّعي قياسه. من المهم أن يكون الاختبار صالحاً حتى تكون نتائجه قابلة للتفسير والتطبيق بدقة.

يُعد التقييم النفسي جزءاً مهماً في البحث التجريبي والمعالجة السريرية على حد سواء، ومن أكبر المخاوف التي تظهر عند إعداد اختبار نفسي هي قدرته الفعلية على قياس ما نعتقد بأنه سيقيسه. مثلًا، قد يصمَّم اختبار لقياس سمة شخصية ثابتة، لكنه يقيس المشاعر العابرة وليدة المواقف أو الظروف البيئية عوضاً عن ذلك. إذاً، يضمن الاختبار الصالح أن تعكس النتائج البعد الخاضع للتقييم بدقة.

لا تتحدد الصلاحية بإحصائية واحدة، بل بعدد من الأبحاث التي تبين العلاقة بين الاختبار والسلوك المراد قياسه.

أنواع الصلاحية في الاختبارات النفسية

1- صلاحية المحتوى

نقول عن الاختبار أنه يتمتع بصلاحية المحتوى عندما تمثل عناصره كامل المجال للعناصر المحتملة التي يجب أن يغطيها الاختبار، إذ يجب أن تُنتقى أسئلة الاختبار الواحد من مجموعة كبيرة من العناصر التي تغطي مجالاً واسعاً من المواضيع.

أحياناً، عندما يوجد اختبار يقيس سمة صعبة التحديد، قد يعمل أحد المُحكّمين الخبراء على تقييم ملاءمة كل بند على حدة. ولأن كل محكّم يبني تقييمه على رأيه الشخصي، يطلب إجراء تقييم منفصل للاختبار من محكّمين اثنين، ويتضمن الاختبار النهائي البنود التي اشترك المحكّمان في تقييمها بأنها ملائمة أو ذات صلة قوية بالاختبار.

2- الصلاحية الداخلية والصلاحية الخارجية

تُستخدم الصلاحية الداخلية والصلاحية الخارجية لتحديد ما إذا كانت نتائج تجربة ما ذات جدوى. تتعلق الصلاحية الداخلية بالطريقة التي يُجرى فيها الاختبار، بينما تختبر الصلاحية الخارجية قابلية تطبيق النتائج في سياقات أخرى

3- الصلاحية المرتبطة بالمعايير

يتمتع الاختبار بالصلاحية المرتبطة بالمعايير عندما يظهر فعاليته فيما يخص المعايير أو المؤشرات التنبؤية لبنية أو تركيب محددين.

على سبيل المثال، عندما يوظف رئيس العمل موظفين جدد، يخضعهم لمعايير مختلفة قادرة على التنبؤ فيما إذا كان المرشح ملائماً لهذه المهنة أم لا. يكون الأشخاص الذين يجتازون الاختبار بشكل جيد أكثر احتمالاً للنجاح في الوظيفة على الأغلب، بينما يكون أداء ذوي الدرجات المنخفضة سيئاً في الوظيفة.

يوجد نوعان مختلفان من الصلاحية المتعلقة بالمعايير:

الصلاحية المتزامنة (المتواقتة)

تظهر الصلاحية المتزامنة عند الحصول على مقاييس المعايير في نفس وقت إجراء الاختبار، ما يشير إلى قدرة نتائج الاختبار على تقدير حالة الشخص في الوضع الراهن. مثلاً، في اختبار يقيس درجات الاكتئاب، نستطيع القول بأن هذا الاختبار يتمتع بصلاحية متزامنة إذا تمكّنا من قياس الدرجات الحالية من الاكتئاب التي يعاني منها الشخص الذي يجري الاختبار.

الصلاحية التنبؤية

تظهر الصلاحية التنبؤية عند الحصول على مقاييس المعايير في وقت لاحق بعد الاختبار، ومن أمثلة ذلك الاختبارات المهنية أو اختبارات الكفاءة التي تفيد في تحديد الشخص الأكثر احتمالاً للنجاح أو الفشل في مواد أو مهن معينة.

4- صلاحية البنية (التركيب)

نقول عن الاختبار أنه يتمتع بصلاحية البنية إذا أظهر ارتباطاً بين درجات الاختبار والتنبؤ بسمة نظرية. تعد اختبارات الذكاء مثالاً على أدوات القياس التي يجب أن تتمتع بصلاحية البنية. ويجب أن تكون مثل هذه الاختبارات قادرة على قياس الذكاء بحد ذاته بشكل دقيق دوناً عن الصفات الأخرى كالذاكرة أو مستوى التعليم.

تختبر صلاحية البنية قدرة الاختبار على تغطية كامل مجال السلوكيات التي تشكل التركيب الذي يتم قياسه، ويتمثل الإجراء هنا في تحديد المهام الضرورية لأداء وظيفة ما؛ كالكتابة على الحاسوب والتصميم والقدرة البدنية

لإيضاح صلاحية بنية إجراء اختيار ما، يجب أن تكون السلوكيات المبيَّنة في هذا الاختيار عينة تمثيلية لجميع سلوكيات الوظيفة.

5- صلاحية المظهر

تعد صلاحية المظهر إحدى المقاييس الأساسية للصلاحية. عندما يأخذ الباحثون صلاحية المظهر لاختبار ما بالحسبان، يعني ذلك الاهتمام بكون هذا الاختبار يبدو قادراً على قياس المتغير الهدف. مثلاً، نستطيع القول بأن مقياس السعادة يتمتع بصلاحية المظهر إذا بدا أنه قادر فعلياً على قياس درجات السعادة.

تعني صلاحية المظهر باختصار أن الاختبار يبدو (بمظهره) وكأنه فعال، ولا تعني بالضرورة أنه أثبت ذلك. لكن، إذا بدى المقياس صالحاً في هذه النقطة، فقد يبدأ الباحثون بالتحري أكثر لتحديد فيما إذا كان ذو صلاحية ويجب استخدامه مستقبلاً.

مثلاً، يمكن القول عن استبيان ما يسأل الناس عن المرشح السياسي الذي يفكرون بانتخابه أنه يتمتع بصلاحية مظهر عالية، بينما يمكن القول عن اختبار معقد يُستخدم بوصفه جزءاً من تجربة نفسية تنظر في مجموعة متنوعة من القيم، الصفات والتصرفات بأنه ذو صلاحية مظهر منخفضة لأن الهدف المحدد من الاختبار غير واضح تماماً، خصوصاً بالنسبة للمشاركين.

الفرق بين الصلاحية والموثوقية

في حين تختبر الصلاحية قدرة اختبار ما على قياس ما يجب أن يقيسه، تشير الموثوقية (Reliability) إلى مدى اتساق النتائج. توجد أربع طرق لتقييم الموثوقية:

الاتساق الداخلي: يفحص اتساق العناصر المختلفة ضمن نفس الاختبار.
اتفاق القائمين على التجربة: يقيّم الاختبار عدة محكّمين لتحديد مدى موثوقيته.
الأشكال المكافئة أو البديلة: باستخدام أشكال مختلفة من نفس الاختبار ومقارنة النتائج.
الاختبار- إعادة الاختبار: يقيس هذا النهج موثوقية النتائج بإجراء نفس الاختبار في نقاط زمنية مختلفة.

من المهم التذكر بأن الاختبار قد يتمتع بالصلاحية دون أن يكون موثوقاً، وأن النتائج المتسقة لا تشير دوماً إلى كون الاختبار يقيس ما أراد الباحثون قياسه عند تصميمهم لهذا الاختبار.

أسئلة شائعة

ما هي الصلاحية الخارجية في علم النفس؟

الصلاحية الخارجية (External Validity) هي قابلية تطبيق نتائج اختبار معين في بيئات أخرى. فالاختبار ذو الصلاحية الخارجية القوية تطبق نتائجه على حالات عملية ويأخذ متغيرات العالم الحقيقي بالحسبان.

ما هي الصلاحية الداخلية في علم النفس؟

تختبر الصلاحية الداخلية (Internal Validity) إجراءات الاختبار وبنيته لتحديد مدى جودة تنفيذه وهل نتائجه صالحة أم لا. يحدد الاختبار ذو الصلاحية الداخلية القوية العلاقة بين السبب والنتيجة، ويستبعد التفسيرات البديلة للنتائج.

ما الفرق بين الموثوقية والصلاحية في علم النفس؟

الموثوقية هي اختبار مدى اتساق نتائج التقييم وثباتها، بينما تشير الصلاحية إلى مدى قدرة الاختبار على قياس ما أُنشِئ لقياسه بالفعل. تقيس الموثوقية إتقان الاختبار (precision)، في حين تنظر الصلاحية إلى دقة الاختبار (accuracy).

هل هناك مثال على الموثوقية في علم النفس؟

أحد الأمثلة على الموثوقية في أبحاث علم النفس هي إجراء اختبار شخصية مرات متتالية للفرد بهدف التحقق من كون النتائج متماثلة. إن كانت النتيجة متطابقة أو مشابهة في كل اختبار، يعد ذلك دليلاً على أن الاختبار موثوق.

أي نوع من البيانات يقيس صلاحية المحتوى في علم النفس؟

تقاس صلاحية المحتوى في علم النفس بالتحقق إن كان محتوى الاختبار يصور بدقة التركيب أو الشيء الذي يختبره. عموماً، يحدد خبراء المجال فيما إذا كان للاختبار صلاحية محتوى مقبولة أم لا.

كيف نتأكد من أن الدراسة النفسية تتمتع بالصلاحية؟

تتبين الصلاحية بإظهار العلاقة الواضحة بين الاختبار وما يفترض أنه يقيسه، ويتحقق ذلك بإظهار أن الدراسة تتمتع بواحد أو أكثر من الأنواع الأربع للصلاحية:

صلاحية المحتوى.
الصلاحية المتعلقة بالمعايير.
صلاحية البنية.
صلاحية المظهر.

اقـرأ أيضاً: خطوات إيجاد المصادر للورقة البحثية في علم النفس

المصدر: Validity in Psychological Tests

الصلاحية في الاختبارات النفسية، التعريف، الأنواع وأسئلة شائعة عنها

ابحث عن أخصائي