العلاج السلوكي المعرفي، تعريفه، أنواعه، تقنياته وقدرته العلاجية

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

العلاج السلوكي المعرفي، يُرمز له (CBT)، وهو نوع من أنواع الاستطباب باستخدام طرق العلاج النفسي. والذي بدوره يساعد الناس على تعلم كيفية تحديد نمط هذه الأفكار المُهلِكة والمزعجة وتغييرها؛ فهي تؤثر سلباً على السلوك والانفعالات.

يركز العلاج السلوكيّ المعرفي على تغيير الأفكارِ السلبيةِ التلقائية التي تسهِم في تفاقم المشاكل العاطفية والإحباط والإرهاق. حُددت هذه الأفكار ورُفِضَتْ بواسطة تقنية العلاج السلوكيّ المعرفي، واستُبدلت بأفكار موضوعيةٍ وواقعية. 

أنواع العلاج السلوكي المعرفي

يَشمل العلاجُ السلوكي المعرفيّ (CBT) عدداً من التقنيات والطرق لمعالجةِ الأفكار والعواطف والتصرّفات، التي يمتدّ عِلاجها بدءاً من العلاج النفسي المنظم انتهاءً بالاعتماد على الذات.

يتضمن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) عدداً معيناً من الطرق العلاجية بما فيها: 

العلاج المعرفي

يركز على تحديد وتغيير أنماط  التفكير غير الدقيقة والمشوّشة، والاستجابة العاطفية والسلوكيات. 

 العلاج السلوكي الكلامي (DBT) (العلاج النفسي المعتاد)

يعالج الأفكار والسلوك بإدخال استراتيجياتٍ كالتنظيّم العاطفي والتأمل الواعي. 

تقنية العلاج السلوكي العقلاني الانفعالي (REBT)

يتضمن تحديد المعتقدات اللاعقلانية ثم مواجهة هذه المعتقدات بشكلٍ فعالٍ. وأخيراً تَعلُّم كيفية إدراكِ هذه الأنماط من التفكيرِ والسعي نَحو تغييرها. 

العلاج متعدد الأنماط

تَقترحُ هذه الطريقة أن المشكلة النفسيّة يجب أن تُعالجَ مروراً بسبع مراحل مختلفة لكن بشكلٍ متواصلٍ. وهي السلوك والإحساس والتأثُر والتَخيُّل والإدراكُ المعرفي، بالإضافة إلى عوامل شخصية (كالتواصل مع الأخرين) والاستطباب البيولوجي أي الاستخدام الدوائي.

 صحيحٌ أنَّ كل نوعٍ من أنواع العلاج السلوكي المعرفي يتخذ نهجاً مختلفاً، إلا أنَّ جميع الأنواع تَعمل معاً لمعالجةِ الأنماطِ التفكيرية الأساسية التي يَعزّو إليها الاضطراب النفسي. 

تقنيات العلاج السلوكي المعرفي

لا يتمحور العلاج السلوكي المعرفيّ فقط في كونهِ مجرد تحديد لأنماطِ التفكير، بل يركزّ على استخدام نطاقٍ واسع من الاستراتيجيات التي تُساعد الناس في التغلب على هذه الأفكار.

تتضمن هذه الاستراتيجيات:

  • كتابةَ اليوميات.
  • تَقمُّص الشخصيات (أي انتقاء شخصية ما ربما مُفيدة للعلاج وتقليّدها).
  • تقنيات الاسترخاء والتشتت الذهني. 

تحديد الأفكار السلبية  

من المهم تعلُّم كيف تساهم الأفكار والمشاعر والأحوال النفسية بالسلوكيات غير التكيفية.

قد يكون أمراً صعباً خصوصاً لمن يعانون الاسِتبطان (التأمُل الداخلي). ولكن لا بأس بذلك لأنه في نهاية المطاف ستؤدي إلى مرحلة اكتشاف الذات والتبصر (القدرة على التمييّز)، والتي تعد جزءاً جوهرياً من عملية العلاج. 

التدريب على مهارات جديدة  

من المهم أيضاً البدء بممارسة مهارات جديدة، عندئذ يمكنها أن توضع موضِع التنفيذ في الحياة العملية.

على سبيل المثال؛ شخص مدمن على تعاطي المخدرات. عندها يبدأ التدريب على مهارة التأقلم الجديدة أو التدريب على طرق تجنب المواقف الاجتماعية أو التعامل معها، فهذا من المحتمل أن يتسبب بإنتكاس

نظرية تحديد الأهداف 

يعد تحديد الهدف خطوة مهمة نحو التعافي من الأمراض العقلية ويساعدك في إحداث تغييرات لتحسين صحتك والإرتقاء في حياتك.

إذ يساعدكَ الطبيب المعالج خلال مرحلة العلاج المعرفي السلوكي على إتقان عملية تحديد الأهداف. من خلال تعليمك كيف تحدد أهدافك والتمييز بينها سواءً كانت قصيرة المدى أو بعيدة المدى.

وكيف تصنع نموذج الأهداف الذكية المختصر بكلمة “SMART”. وتعني الأهداف المحددة والقابلة للقياس التي يمكن تنفيذها، بحيث تكون مناسبة وصائبة ومبنية على أساس زمني. بالإضافة إلى التركيز خلال العملية بقدر التركيز على النتائج النهائية. 

حلُّ المشكلات 

يساعدك تعلم مهارة حل المشاكل تحديد وحل المشاكل التي تفاقمت إزاءَ ضغوطات الحياة سواءً الصغيرةَ منها أو الكبيرة. وتقليل التأثير السلبي للأمراض النفسية والجسدية.

يتضمن حل المشكلات 5 خطوات

  1. تحديد المشكلة.
  1. إنشاء قائمة للحلول الممكنة. 
  1. تقييّم قوة وضعف كل حل من الحلول الممكنة.
  1. اختيار حل للتنفيذ.
  1.  تنفيذ الحل.

 مراقبة الذَّات 

 تُعرَف بمذكرة العمل، فهي جزءٌ مهمٌ من العلاجِ السلوكي المعرّفي الذي يَتضمن تَعَقُب التصرُّفات والأعراض  والتجارب بمرورِ الوقت ثُمَّ مشاركتها مع الطَّبيب النَّفسيّ. تُقَدِم مُراقبة الذَّات المزودةُ بالمعلّوماتِ المطلوبةِ أفضلَ علاجٍ، فالأشخاص الذين يتغلبون على مَرضِ اضطرابِ الشهيّة فإن مُراقبةَ الذّات هنا تشمل مُراقبة عاداتِ الطعامِ كما مُراقبة الأفكار والمشاعر التي يمرُّ بها الفرد في أثناء تناول الوجبات الرئيّسيّة أو الخفيفة. 

 نوع المساعدة التي يقدمها العلاج السلوكي المعرفي (CBT) 

 قد يستخدم (CBT) كعلاج قصير الأمد لمساعدة الأفراد على تعلم كيفية التركيز على الأفكار والمعتقدات، ويُستخدمُ كعلاج على نطاق واسع للتالي: 

بالإضافة إلى الحالات الصحية العقلية، فإن العلاج السلوكي المعرفي يُساعد الناس في التغلبِ على الآتي: 

  • آلام مزمنة وامراض خطيرة.
  •  الطلاق أو الانفصال.
  • الحُزن الشديد والفقدان.
  • الأرق.
  • انخفاض تقدير الذات.
  • مشاكل العلاقات.
  • إدارة الضغط.

فوائد العلاج السلوكي المعرفي

 يَنطوي مفهومُ العلاجِ السلوكي المعرفيّ حولَ الأفكار والمشاعر التي تلعبُ دوراً رئيسياً في السلوكِ.

على سبيل المثال؛ شخص يقضي وقتاً طويلاً في التفكير حولَ تحطم طائرة وحوادث السير والكوارث الجويّة لتجنب السَّفر عبر الخطوطِ الجويّة.

هدف (CBT) تعليم الناس أنه لا يمكنهم التحكم بكافة جوانب العالم المُحيطِ بهم. بل يمكنهم التحكم بكيفية تفسيرهم لتلك الاحداث التي يتعاملون معها في بيئتهم.

يُعرف العلاج السلوكي المعرفي بالفوائد الأساسية التالية: 

  1. يَسمح لك بالمشاركة بنمط تفكير صحي أكثر. ذلك بأن تصبح واعياً للأفكار السلبية غير الواقعية التي تسيء حالة مشاعرك ومزاجك. 
  2. إنه خيار مناسب لعلاج فعال خلال فترة قصيرة، فقد يظهر التحسن بين خمس جلسات إلى عشرين جلسة. 
  3. يظهر نتائج فعالة لأنواع كثيرة من السلوك غير التأقلمي. 
  4. يمكن الحصول عليه بسلاسة أكثر من بعض طرق العلاج الأخرى. 
  5. متوفر بشكل فعال عبر طريقتين، إما الإنترنت أو وجهاً لوجه. 
  6. يمكن استخدامه لمن حالتهم لا تتطلب مهدئات نفسية. 

  تعد مساعدة المريض على تحسين مهارات التأقلم من أهم فوائد العلاج السلوكي المعرفي لأنها تعود بالنفع سواء الآن أو في المستقبل. 

فعالية العلاج السلوكي المعرفي

اكتشف الطبيب النفسي “آرون بيك” العلاج السلوكي المعرفي خلال فترة الستينيات. ووجد أن أنماط معينة من التفكير تساهم في التسبب في مشاكل عاطفية.

وقد صنفها “بيك” تحت مسمى “التفكير السلبي التلقائي”، وطوّر عملية العلاج المعرفي. 

 ركز العلاج السلوكي سابقاً وبشكل حصري تقريباً على الإرتباطات والتعزيزات والعقوبات المساعدة في تعديلِ السلوك. إذ تشرح المعرفة كيف يؤثر التفكير والمشاعر بالتصرفات.

في أيامنا هذه يعد العلاج السلوكي المعرفي واحداً من أهم الدراسات المفيدة للعلاج والتي أظهرت فعاليتها العلاجية في حالات للأمراض العقليّة. ومنها القلق، الإحباط، اضطرابات الشهية، الأرق، اضطراب الوسواس القهري، اضطراب الهلع، اضطراب ما بعد الصدمة وتعاطي المخدرات. 

يصنف العلاج السلوكي المعرفيّ كعلاج رئيسي مرتكز على أدلة لعلاج فقدان الشهية.

ولقد أثبت (CBT) فعاليته بجدارة لمن يعانون من الأرق، كما أيضاً مع مرضى حالات طبية عامة تتعارض مع النوم. مثل حالات تتأثر بالآلام واضطرابات المزاج كالإكتئاب.

كما قد أثبت علمياً أن العلاج السلوكي المعرفيّ عملية فعالة للتعامل مع أعراض الإكتئاب والقلق لدى الاطفال والمراهقين. 

حيث أظهر التحليل التجميعي الذي أجري على 41 طالب، عام 2018. أن العلاج السلوكي المعرفيّ يساعد على تحسين أعراض المصابين بالقلق والأمراض المتعلقة بالقلق، بما فيها اضطراب الوسواس القهري واضطرابات ما بعد الصدمة.  

يُقدم العلاج السلوكي المعرفي على مراحل من الدعم الاستقرائي (التجريبي). فمن يعاني اضطراب تعاطي المخدرات يساعده العلاج في ضبط التحكم بالنفس تلافياً من تفاقم الوضع وتطوير منظومة التأقلم، وذلك للتغلب على ضغوطاتِ الحياةِ اليومية.

يتميز العلاج السلوكي المعرفيّ كأحد أهم أنواع البحثِ عن علاج، بسبب تركيزه بشكلٍ عالٍ على أهداف محددة والنتائج يمكن  قياسها نسبياً بسهولة. 

أمور عليك إدراكها 

 تتعرض الناس خلال فترة العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لعدد من التحديات، مثلاً: 

  التَغييّر أمر صعب 

 في البداية، يشير بعض المرضى عند إدراكهم لأفكار معينة إلى أنها غير عقلانية وضارة. ويصبحون مدركين ببساطة لتلك الافكار التي ليس من السهلِ تغييرها. 

العلاج السلوكي المعرفي منظم جداً 

 لا يركز العلاجُ السلوكي المعرفيّ فقط على مقاومة التغيير الكامن في اللاوعي بمقدارِ تركيزهِ على الطُرقِ الاخرى كالتحليلِ النفسي للعلاجِ النفسي.

وتعد أفضل الطرق والأكثر ملائمة لمن يشعرون بالراحة للطرق المنظمة والتي تركز غالباً على الدورِ التوجيهي الذي يتخذه الطبيب النفسي. 

 يجب وجود رغبة في التغيير 

 يكون العلاج النفسي السلوكي فعّال عند توفر رغبة الأفراد واستعدادهم لقضاء الوقت وبذل جهد سعياً لتحليل أفكارهم ومشاعرهم.

قد يبدو تحليل النفس والواجبات امراً صعباً؛ لكنها طريقه فعالة لتعلم كيف تؤثر الحالة الداخلية في السلوك الخارجي. 

تتم العملية بشكل تدريجي 

 في أغلب الحالات تعدُّ عملية العلاج السلوكي المعرفي عملية تدريجية، تساعد الفرد أن يخطو نحو أي تغيير سلوكي.

على سبيل المثال، أحد ما يعاني من القلق الاجتماعي، تبدأ العملية ببساطة عبر إثارة الشعور بالقلق بمجرد تخيل المواقف الاجتماعية. ثم البدء بإجراء محادثاتٍ مع الاصدقاء والأهل وبعض المعارف.

خلال العمل بشكل تقدمي نحو أهداف أكبر، تبدو العملية أقل ذعراً وتبدو الأهداف سهلة التحقيق. 

 كيف يبدأ العلاج السلوكي المعرفي؟

 عملية العلاج السلوكي المعرفيّ خيار فعّال للعديد من الحالات النفسية. إذا شعرت أنت أو من تحب بفائدة هذا العلاج، فلتأخذ بعينِ الاعتبار الخطوات الآتية: 

  • استشر طبيبك النفسي أو تحقق من دليلِ العلاجِ المعتمد المقدَّم من الجمعية الوطنية لمعالجي السلوك المعرفي، لتحديد مكان أخصائي خبير ومرخَّص في منطقتك. 
  • فكرّ في أفضلياتِك الشخصية، سواءً كانت طريقة العلاج وجهاً لوجه أم من خلال الانترنت (وسائل التواصلِ الاجتماعي). 
  • اتصل مع شركة تأمينك الصحيّ لترى فيما إذا تغطي تكاليف العلاج سلوكي المعرفي. في حالِ تغطيها للنفقات، فكم عدد الجلسات التي تأمنها في السنة الواحدة. 
  • توقع تجربَك الأولى كما لو أنها موعد في عيادةِ طبيب. بما في ذلك الجداول الورقية مثل استمارات HIPAA ومعلومات التأمينات والسجل الطبي والأدوية الحالية. إضافة لاستبيان حول الأعراض واتفاقية الخدمات بين المريض والطبيب. فإذا كنت ستشارك بالعلاج عبر الإنترنت فإنه من المرجح ملء مثل هذه الاستمارات. 
  • كن جاهزاً للإجابةِ عن الأسئلةِ المتعلقة بالسبب الذي دفعك للعلاج، والتحدث عن أعراضك، مسيرة حياتك، مرحلة الطفولة وعن تعليمك وعملك وعلاقاتك، بما فيها (العائلة والعاطفية والاصدقاء) والحالة المعيشية في الوقت الحالي.

اقرأ أيضاً: علاج الاكتئاب، والأدوية المستخدمة حالياً حسب التوصيات العلمية الحديثة

المصدر: CBT

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: