القلق عند الأطفال، الأعراض، الأنواع والعلاج

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

من الممكن ألا يُظهر الأطفال المصابون بالقلق الأعراض كما البالغين. على سبيل المثال، قد يبدو عليهم الغضب أو الانفعال بالإضافة إلى الخوف والهمّ. يتناول المقال أسباب، أعراض وأنواع القلق عند الأطفال ومخاوف الأطفال الشائعة بالإضافة إلى كيفية مساعدة الأطفال المصابين بالقلق.

إن شعور الأهل بالضيق حيال قلق أطفالهم أمر مفهوم، لكن من المهم معرفة أن بعض أنواع القلق في الطفولة طبيعية ومتوقعة. على الرغم من ذلك، يعاني بعض الأطفال من اضطرابات القلق. 

لحسن الحظ، هناك أمور بإمكان الأهل القيام بها لمساعدة صغارهم على تلقي العلاج والتأقلم مع مشاعر القلق.

مخاوف الأطفال الشائعة

هناك عدد من الأشياء التي تثير الخوف والقلق بشكل طبيعي عند الأطفال من مختلف الأعمار؛ مثل المواقف الجديدة والمهام الشاقة وحتى الأشخاص غير المألوفين يمكن أن يكونوا من مخاوف الأطفال الشائعة من وقت لآخر.

تشمل مخاوف الأطفال الشائعة الأخرى والتي تحدث في عمر معين (تناسب العمر) ما يلي:

  • القلق من الغرباء، ويبدأ بين عمر 7 إلى 9 أشهر ويتلاشى حوالي سن الثالثة.
  • الخوف من الظلام، الوحوش، الحشرات والحيوانات في عمر ما قبل المدرسة.
  • الخشية من المدرسة والأصدقاء في عمر المدرسة الأكبر وعند المراهقين.

تعد هذه المخاوف طبيعية في مرحلة الطفولة وتقل عادة من تلقاء ذاتها مع نمو الطفل. يحتاج ما يشير إلى اضطراب القلق الاجتماعي ما هو أكثر من القلق العرضي.

إشارات وأعراض القلق عند الأطفال

تشيع إصابة الأطفال باضطراب القلق بمقدار شيوع معاناتهم من القلق العرضي. بينما تختلف تقديرات انتشاره، فقد نصت مراكز التحكم بالأمراض ومنعها على أن 7.1% من الأطفال بين عمر الثالثة والسبعة عشر مصابون بالقلق القابل للتشخيص.

يمكن أن يعاني الأطفال المصابون بالقلق الحقيقي من الأعراض التالية:

  • الغضب أو العدوانية.
  • تجنب مواقف معينة.
  • تغييرات في الشهية.
  • التعرض للمشاكل في المدرسة أو رفض الذهاب إلى المدرسة.
  • الصداع، الانفعال وتشنج العضلات.
  • عادات عصبية مثل قضم الأظافر.
  • الانسحاب الاجتماعي وعدم الراحة.
  • مشاكل في التركيز.
  • مشاكل في النوم (الأرقالكوابيس والإرهاق.

يمكن أن يختلف ظهور الأعراض وتواترها اعتماداً على طبيعة القلق. بعض أنواع الخوف (القلق الاجتماعي أو الرهاب) يمكن أن يتحرّض بسبب مواقف، أشياء أو بيئات معينة، وتؤدي أنواع أخرى من القلق إلى أعراض تحدث بوتيرة أعلى مثل اضطراب القلق المعمم أو اضطراب الهلع.

تشمل الإشارات الأخرى الدالة على الخوف أعراضاً تتداخل مع قدرة الطفل على التعلم، التفاعل مع الأقران، النوم ليلاً أو الأداء بشكل طبيعي في الحياة اليومية.

يمكن أن تكون المخاوف الطبيعية في الطفولة التي تستمر إلى بعد المرحلة العمرية المتوقع تلاشيها وزوالها به مصدراً للخشية والهمّ أيضاً مثل الخوف من الظلام أو الابتعاد عن الأهل بعد سن ما قبل المدرسة.

أنواع قلق الطفولة

على غرار البالغين، يمكن أن يعاني الأطفال من اضطرابات قلق أخرى، والتي تتراوح من قلق الانفصال واضطراب الوسواس القهري إلى نوبات الهلع. تكون بعض علامات القلق سهلة الاكتشاف بينما يصعب تقصي البعض الآخر من اضطرابات القلق.

تشمل بعض الأنواع المختلفة لقلق الطفولة ما يلي.

قلق الانفصال (Separation Anxiety)

ينطوي قلق الانفصال على خوف مبالغ به من الابتعاد عن الأهل ومقدمي الرعاية. يشيع هذا النوع من القلق بين الأطفال الصغار، إلا أنه يبدأ بالخمود عادة عندما يبلغ الطفل حوالي 3 أو 4 سنوات.

يكون اكتشاف أعراض قلق الانفصال سهلاً أحياناً ويتضمن الامتناع عن الذهاب إلى أي مكان من دون الأهل أو مقدمي الرعاية، رفض النوم وحيداً وعدم الذهاب إلى المدرسة.

اضطراب القلق المعمم (Generalized Anxiety Disorder)

كجزء من التشخيص باضطراب القلق المعمم، يجب أن يكون هناك ما يدل على معاناة الطفل من الخوف والقلق المفرطين (يمكن أن يظهر مثل الأعراض المذكورة سابقاً) لمدة ستة أشهر أو أكثر وأن يثيرها أكثر من شيء واحد؛ مثل الشعور بالقلق حيال العمل، المدرسة أو الأصدقاء.

أيضاً، يواجه الطفل المصاب باضطراب القلق المعمم مشكلة في التحكم بمشاعره ومخاوفه والتي تسبب له الإجهاد ونوعاً من الضعف.

على سبيل المثال، يمكن أن ينفعل بشكل كبير من عدم القدرة على النوم التي تمنعه من المحافظة على أصدقائه أو تحصيل درجات جيدة في المدرسة بسبب قلة التركيز.

يمكن أن يعاني الأطفال المصابون باضطراب القلق المعمم من أعراض جسدية مثل الصداع، ألم البطن و التشنجات والآلام العضلية

أنواع الرهاب المحدد (Specific Phobias)

يمكن أن يعاني الأطفال من أنواع رهاب محدد أكثر إضافة إلى اضطراب القلق المعمم، إذ ينتابهم القلق والهمّ لكن حيال محفزات أو مثيرات محددة جداً مثل العواصف الرعدية، العناكب، البقاء في المنزل بمفردهم أو الذهاب إلى المسبح ..إلخ.

على الرغم من أن هؤلاء الأطفال يمكن أن يبكوا أو يتشبثوا بذويهم في حال وجودهم حولهم أو اعتقادهم بأنهم سيكونون بجانب شيء يخافون منه حقاً، فلحسن الحظ، يتغلب معظم الأطفال على هذا النوع من اضطراب القلق.

اضطراب الوسواس القهري (Obsessive Compulsive Disorder)

يمكن أن يعاني الأطفال المصابون باضطراب الوسواس القهري إما من أفكار دخيلة متكررة (هواجس) حول أشياء معينة مترافقة أحياناً بسلوكيات متكررة أو من أفعال ذهنية (إكراهات/ضغوط) مثل غسل أيديهم بكثرة، التحقق من الأشياء مراراً وتكراراً أو في المقابل من تكرار كلمات أو عبارات معينة لأنفسهم كاستجابة لهذه الوساوس.

نوبات الهلع (Panic Attack)

على الرغم من عدم شيوعها عند الأطفال، فإن نوبات الهلع تعد نوعاً آخر من اضطرابات القلق والتي تزداد شيوعاً في سنوات المراهقة الأخيرة. بالإضافة إلى الخوف وعدم الارتياح الشديدين، يتطلب تحديد نوبة الهلع أربعة أعراض أو أكثر مما يلي:

  • الإحساس بعدم الواقعية (تبدد الواقع) أو الانفصال عن الذات (تبدد الذات).
  • ألم في الصدر.
  • قشعريرة أو هبات ساخنة.
  • الشعور بالاختناق.
  • الخوف من فقدان السيطرة.
  • الشعور بقصر النفس.
  • الغثيان أو ألم البطن.
  • الخفقان أو تسارع ضربات القلب.
  • الدوار، التعرق والرجفان.

الصمت الانتقائي (Selective Autism)

نظراً لاعتقاد الناس أن الطفل خجول فقط، ربما يعد الصمت الانتقائي من أكثر اضطرابات القلق التي يشيع تجاهلها.

يرفض الأطفال المصابون بالصمت الانتقائي الكلام فعلياً ويمكن أن يتكلموا مع أفراد العائلة المقربين فقط ويشعرون بالقلق أحياناً وعدم الارتياح الشديد عندما يُتوقع منهم الكلام في المدرسة أو المواقف الأخرى.

مساعدة الأطفال المصابين بالقلق

لحسن الحظ، فإن اضطرابات القلق هي حالات قابلة للعلاج. إذا كانت أعراض القلق تتداخل مع نشاطات الطفل اليومية المعتادة، تحدث إلى طبيب الأطفال المسؤول عن طفلك، عالم نفس الأطفال أو طبيب نفسي.

بالنسبة لمساعدة الأطفال المصابين بالقلق في عمر المدرسة، يمكن أن يقدم الموجه في المدرسة الدعم، النصيحة أو الإحالة للحصول على تقييم وعلاج أكثر. من المهم أيضاً ملاحظة أن الفتيات يعانين أيضاً من القلق أكثر من الفتيان بمعدل الضعف تقريباً، كما هو الحال عند النساء. 

نظراً لأن القلق يزداد سوءاً إذا ترك دون علاج، يقترح الخبراء أن يتم فحص جميع الفتيات من عمر 13 وما فوق للكشف عن القلق من خلال فحوص صحية روتينية.

هناك أيضاً بعض الأمور التي يمكن أن يقوم بها الأهل في المنزل لمساعدة الأطفال المصابين بالقلق على تعلم كيفية إدارة مشاعر القلق، بما فيها:

عدم تجنب ما يثير خوف الطفل: من الممكن أن يؤدي تجنب ما يثير الخوف إلى ارتياح قصير المدى، إلا أن اتباع أسلوب التجنب كآلية للتأقلم يعزز القلق ويزيده سوءاً بمرور الوقت.

توفير الراحة ونماذج الاستجابات الإيجابية: أصغ إلى مخاوف طفلك، لكن كن حذراً ألا تعزز هذه المشاعر. بدلاً من ذلك، ساعده على ممارسة تقنيات الاسترخاء مع تقديم نماذج استجابات مناسبة ولا تثير الخوف إزاء مصدر القلق.

مساعدة الطفل على تحمل ما يشعر به من خوف: يمكن أن يساعد تعرض الطفل بشكل تدريجي لمصدر الخوف مع استخدام تقنيات الاسترخاء لتهدئة استجابة الخوف على تعليمه تحمل الإجهاد الناجم إضافة إلى إدراك إلى أنه لا يوجد ما يستدعي الخوف في نهاية المطاف.

يمكن أن تؤثر الطرق التي يتأقلم من خلالها الأهل مع القلق على كيفية تعامل الأطفال مع خوفهم. في حين لا يجب على الأهل التظاهر بعدم معاناتهم من القلق، يجب عليهم التركيز على إظهار أنه شيء يمكن تحمله بهدوء وإداراته بفعالية أمام أطفالهم.

اقرأ أيضاً: نوبات الغضب عند الأطفال، علاماتها وكيف تساعد طفلك على تجاوزها؟

اقرأ أيضاً: اكتئاب الطفولة، أعراضه، علاجه ونصائح مهمة للوالدين

اقرأ أيضاً: الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة، آثاره السلبية وكيف يمكن تجاوزها

المصدر: Anxiety Symptoms in Children

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: