الكوكايين (Cocaine)، والمعروف أيضاً باسم فحم الكوك (aka coke) أو بلو (blow) أو سنو (snow)، عبارة عن منبه قوي مصنوع من أوراق نبات الكوكا (coca planet)، ويتواجد على شكل مسحوق بلوري أبيض (بودرة)، وله بعض الاستخدامات الطبية القليلة، لكن الاستخدام الشخصي له غير قانوني.
فيما يلي كل ما تحتاج معرفته حول الكوكايين، منها ما الذي يحدث عند الشعور بالنشوة على إثره، المخاطر المحتملة وماذا يجدر بك أن تفعل إن خرجت الأمور عن السيطرة.
لا نشجع أي شكل من أشكال التعاطي في هذا المقال، ونعترف أن الابتعاد عن أي مخدرات هو بالطبع التصرف السليم، لكن من مسؤوليتنا أيضاً تقديم المعلومات المناسبة حول هذا المخدر، ووسائل الحيطة والحذر لتخفيف أي مخاطر محتملة عند استخدامه
طريقة استخدام الكوكايين
أكثر طريقة شائعة لتعاطي الكوكايين هي استنشاقه، ولكن هناك طرق أخرى لذلك مثل إذابة المسحوق وحقنه، تناوله عن طريق الفم، إضافته إلى السجائر أو السجائر الملفوفة يدوياً (joint) لتدخينه وفركه على اللثة (مضغه).
يقوم بعض الأشخاص بمعالجة الكوكايين وتحويله إلى صخرة ثم تدخينه، وهو ما سنتطرق إليه تالياً.
هل الكوكايين هو ذاته الكراك؟
عندما تتم معالجة مسحوق الكوكايين وتحويله إلى مادة قابلة للتدخين يطلق عليه اسم (كراك/Crack). تسمى عملية المعالجة والتحويل هذه (Freebase) وتعني تحرير أساس الكوكايين؛ أي استخلاص الشكل النقي منه من خلال إزالة المواد المضافة، وتجعل هذه العملية من الكوكايين أكثر قوة وقابلية للتدخين.
يتكون الكوكايين من الهيدروكلوريد (hydrochloride) والقلويد (alkaloid) الذي يعرف أيضاً باسم الأساس (base). يتم استخدام بيكربونات الصوديوم (Baking soda) أو الأمونيوم (ammonium) لـ “تحرير” الأساس عن طريق إزالة الهيدروكلوريد، والنتيجة النهائية هي الكراك أو ما يعرف بصخرة الكوكايين؛ وأطلق عليه هذا الاسم بسبب صوت الطقطقة الناتج عن تسخين هذه الصخور وتدخينها.
الشعور الذي يحفزه تعاطي الكوكايين
يستخدم البعض الكوكايين لتحصيل آثاره النفسية الشديدة، مثل النشوة وتعزيز الثقة. لكنه يمكن أن يسفر عن بعض التأثيرات النفسية والجسدية غير المحمودة.
الآثار النفسية
تتمثل الآثار النفسي لتعاطي الكوكايين بما يلي:
- مشاعر السعادة الشديدة
- الطاقة المرتفعة
- الارتياب
- الاجتماعية الزائدة والقدرة الكبيرة على التحدث
- الثقة المفرطة
- اليقظة المرتفعة
- الانفعال
- القلق
الآثار الجسدية
- اتساع حدقة العين
- ارتفاع معدل ضربات قلب أو عدم انتظامها
- تضيق الأوعية الدموية
- تشنج العضلات
- الارتعاش
- ارتفاع ضغط الدم
- ارتفاع درجة حرارة الجسم
- الغثيان
- الضيق والتململ (عدم الراحة)
- قلة الشهية
- الأرق (insomnia)
- الصداع
- الدوخة
- الإسهال
- الرُعاف
- مشاكل في الانتصاب أو الحفاظ عليه
المدة التي تستغرقها التأثيرات حتى تبدأ
بشكل عام، تبدأ تأثيرات الكوكايين بسرعة؛ لكن، تعتمد البداية الدقيقة على طريقة الاستهلاك.
فيما يلي التفاصيل:
- الاستنشاق (Snorting): من دقيقة إلى ثلاث دقائق
- المضغ (Gumming): من دقيقة إلى ثلاث دقائق
- التدخين (Smoking): من 10 إلى 15 ثانية
- الحقن (Injecting): من 10 إلى 15 ثانية
سبب اختلاف الوقت المستغرق هذا هو السرعة التي يدخل بها إلى مجرى الدم حسب كل طريقة. عند استنشاقه أو مضغه، يجب أن يمر عبر اللعاب، المخاط، الجلد والأنسجة الأخرى والتي يتجاوزها جميعاً عند حقنه أو تدخينه، ما يسمح له بالدخول إلى مجرى الدم على الفور تقريباً.
كم تدوم الآثار؟
يعتمد ذلك أيضاً على طريقة استهلاكه، بالإضافة إلى بعض المتغيرات أخرى، مثل الجرعة المأخوذة وما إذا كنت تتناول مواد أخرى معه.
فيما يلي الوقت المتوقع لاستمرار شعور النشوة حسب كل طريقة:
- الاستنشاق: من 15 إلى 30 دقيقة
- المضغ: من 15 إلى 30 دقيقة
- التدخين: من 5 إلى 15 دقيقة
- الحقن: من 5 إلى 15 دقيقة
بالطبع، يختلف الأمر من شخص لآخر؛ لذلك، قد يستمر التأثير لفترة أطول أو أقل بالنسبة لبعض الأشخاص.
هل هناك تدهور؟
نعم، ويمكن أن يستمر لبضعة أيام، ويلعب مقدار ما تستخدمه دوراً في شدة انهيارك. بمجرد زوال النشوة، يمكن أن تشعر بالاكتئاب والتعب الشديد لعدة أيام، ويتبع شعور النشوة قصير الأمد غالباً رغبة شديدة في تعاطي المزيد وصعوبة في النوم.
مدة بقاء الكوكايين في الجسم
يبقى الكوكاييـن عادة في جسمك لمدة تتراوح بين يوم إلى أربعة أيام؛ لكن، يمكن اكتشاف وجوده لمدة تصل إلى أسبوعين لدى بعض الأشخاص.
تؤثر عدة عوامل على مدة بقائه في الجسم، بما في ذلك:
- المقدار المستهلك
- عدد مرات تعاطيه
- طريقة التعاطي
- نقاء الكوكايـين
- نسبة الدهون في الجسم
- المواد المخدرة الأخرى التي يتناولها الفرد
تعتمد المدة التي يمكن اكتشافه فيها على نوع اختبار المخدرات المستخدم، وفيما يلي طرق الكشف العامة حسب نوع الاختبار:
- البول: حتى 4 أيام
- الدم: ما يصل إلى يومين
- اللعاب: حتى يومين
- الشعر: حتى 3 أشهر
هل من الآمن استخدام الكوكايين مع الكحول؟
يشكل الكوكايـين والكحول ثنائياً خطيراً ومهدداً للحياة في بعض الأحيان، إذ أن دمجهما معاً يُنتج مستقلباً يسمى كوكاثيلين (cocaethylene)، وهو أقوى بكثير من الكوكاييـن أو الكحول منفصلين.
يرفع هذا المستقلب درجة السمية بالنسبة للقلب والكبد والأعضاء الأخرى، ويزيد من احتمال التعرض للآثار الخطيرة المرتبطة باستخدام الكوكاييـن، بما في ذلك مشاكل القلب والسكتة الدماغية. كما تبين أن خلط الكحول والكوكاييـن يزيد من الرغبة الشديدة في تناول هاتين المادتين، ما يؤدي إلى زيادة خطر الاعتماد عليهما.
هل هناك أية تفاعلات أخرى محتملة؟ الكوكايين
هناك عدد كبير من التفاعلات المعروفة بين الكوكايين والمواد الأخرى، بما في ذلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) والأدوية الموصوفة وغيرها.
أخطر تفاعلات الكوكايين تكون مع المواد التالية:
تشمل بعض المواد الأخرى التي يتفاعل معها الكوكايين ما يلي:
- مضادات الاختلاج
- الكافيين
- الأمفيتامينات (amphetamines)
- القنب (cannabis)
- الأدوية المهلوسة، مثل ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (LSD)، وثنائي ميثيل تريبتامين (DMT)، والفطر المهلوس (mushrooms)
- الأدوية الانفصالية، مثل الكيتامين (Ketamine) وديكستروميتورفان (DXM)، والفينسيكليدين (PCP).
- ميثيلينيدايوكسيميثامفيتامين/ MDMA (مولي molly، إكستاسي ecstasy) أو ما يعرف باسم حبوب النشوة أو السعادة.
هل هناك خطر إدمان الكوكايين؟
نعم، إذ أن للكوكايين إمكانية إدمان عالية. كما يمكن أن ينشأ لدى الفرد تحمّل (tolerance) بعد استخدامات قليلة فقط، وهذا يعني الحاجة إلى كمية أكبر منه للحصول على نفس التأثير الذي حصل عليه من قبل. والجدير بالذكر أنه كلما زاد استخدامه، زاد خطر الإصابة باضطراب تعاطي المخدرات.
ويكون خطر الإدمان أعلى عند تناول كراك الكوكايين، لأن آثاره تكون فورية وأكثر شدة. كما أن الجمع بين الكوكايين والكحول والمواد الأخرى يزيد من خطر الإدمان. بينما مدة بقاء الكوكايين في الجسم.
تشمل علامات وأعراض إدمان الكوكايين ما يلي:
- الحاجة إلى كمية أكبر منه للشعور بالنشوة.
- عدم القدرة على إيقاف أو تخفيف استخدامه.
- أعراض الانسحاب عند التوقف عن استخدامه.
- الاستمرار في استخدامه بالرغم من العواقب المترتبة.
- التأثير السلبي على الحياة الشخصية، العملية أو كليهما.
- إنفاق الكثير من المال وهدر الوقت عليه.
- الهلوسة والذهان.
ماذا عن المخاطر الأخرى؟
بصرف النظر عن الإدمان، للكوكايين العديد من المخاطر الأخرى.
مشاكل القلب الكوكايين
الكوكايين ذو تأثير سلبي كبير على القلب والجهاز القلبي الوعائي بشكل خاص. يمكن أن يؤدي استخدامه إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من المشكلات المتعلقة بالقلب، بما في ذلك:
- ارتفاع ضغط الدم
- التهاب عضلة القلب
- تسلخ الشريان الأبهر (aortic dissection)
- عدم انتظام ضربات القلب
- نوبات قلبية
مشاكل الأنف الكوكايين
يمكن أن يؤدي استنشاق الكوكايين إلى إحداث بعض الأضرار الجسيمة في أنسجة الأنف. فعند استنشاقه، تلتهب بطانة الممرات الأنفية. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى:
- فقدان القدرة على الشم
- نزيف الأنف
- التهاب الأنف المزمن
- مشاكل في البلع
يمكن أن يؤدي الاستخدام طويل الأمد أو المتكرر إلى تخريب الأنسجة، ما يسبب قروحاً. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يصل الأمر إلى حدوث ثقب في الحاجز الأنفي/septum (الغضروف الموجود بين فتحتي الأنف).
الالتهابات المنقولة عبر الدم (Bloodborne infections)
ينطوي تعاطي الكوكايين على مخاطر عالية فيما يخص الأمراض المنقولة عبر الدم، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي.
كما أن حقنه يرفع من خطر الإصابة بالعدوى المنقولة بالدم، ولكن هذا لا ينفي احتمال الإصابة بالعدوى عن طريق تدخينه واستنشاقه.
تنطوي جميع الطرق التي ذكرناها سابقاً لتعاطي الكوكايين على استخدام أداة، مثل الإبرة أو الأنبوب أو القشة (وهي عبارة عن أنبوب بلاستيكي صغير أو ورقة ملفوفة)، ومشاركة أي من هذه الأشياء تنقل العدوى إلى مجرى الدم عبر الأوردة، أو من خلال الجروح الصغيرة أو القروح في الأغشية المخاطية.
تلف الجلد والأوعية الدموية الكوكايين
يمكن أن يسبب حقن الكوكايين كدمات وندوباً في الجلد وانهيار الأوردة. كما أن استنشاقه يؤدي إلى إتلاف الأغشية المخاطية، ما يسبب التهاباً وتقرحات في فتحتي الأنف وحولهما.
المشكلات الصحية النفسية الكوكايين
يمكن أن يسبب تعاطي الكوكايين على المدى الطويل إلى هلوسة سمعية ولمسية، ما يجعلك تسمع وتشعر بأشياء غير موجودة.
نصائح السلامة الكوكايين
إذا كنت تخطط لاستخدام الكوكايين، فضع هذه النصائح في الاعتبار لتقليل بعض مخاطره:
اختبر الكوكايين الذي تريد الحصول عليه: يتم غالباً خلط الكوكايين مع مواد أخرى، بعضها يمكن أن يكون ضاراً وحتى مميتاً، بما في ذلك الفنتانيل، لذا يجب اختباره مسبقاً باستخدام أدوات مخصصة لذلك.
كن حذراً وحكيماً فيما يخص أدواتك: لا تشارك أبداً الإبر والأنابيب والقش، وافحصها قبل الاستخدام للتأكد من عدم وجود قصاصات أو أية زوائد ضارة، وتأكد من أن الإبر معقمة.
ابدأ بجرعات منخفضة وبوتيرة بطيئة: التزم بجرعة منخفضة وتجنب إعادة أخذ الجرعة لأطول فترة ممكنة. ضع في اعتبارك الاحتفاظ بكمية صغيرة فقط في متناولك خلال فترة عدم الأخذ.
لا تخلطه مع مواد أخرى: يزيد الجمع بين الكوكايين وبعض المواد من خطر التفاعلات الضارة والجرعات الزائدة المميتة، لذا لا تستخدمه مع الكحول أو أية مادة مخدرة أخرى.
تجنبه إذا كنت تعاني مشاكل في القلب: ابتعد عن الكوكايين بشكل تام إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو أية حالة أخرى مرتبطة بالقلب.
لا تتناوله بمفردك: اصطحب معك شخصاً في حالة تدهور الأمور وحاجتك إلى المساعدة، وينبغي أن يكون ممن تثق بهم ويعرف كيفية اكتشاف علامات الجرعة الزائدة.
علامات الجرعة الزائدة من الكوكايين
اتصل بالطوارئ على الفور إذا واجهت أنت أو أي شخص آخر أياً مما يلي:
- ضربات أو نبضات قلب غير منتظمة. استخدام الكوكايين مع الكحول
- صعوبة في التنفس. استخدام الكوكايين مع الكحول
- ضغط دم مرتفع. استخدام الكوكايين مع الكحول
- هلوسة. استخدام الكوكايين مع الكحول
- ألم في الصدر. استخدام الكوكايين مع الكحول
- انفعالات شديدة. بينما مدة بقاء الكوكايين في الجسم
- نوبات صرع. بينما مدة بقاء الكوكايين في الجسم استخدام الكوكايين مع الكحول
- فقدان الوعي. بينما مدة بقاء الكوكايين في الجسم
إذا كنت تعتني بشخص آخر، فضعه في وضعية الإفاقة (recovery position) من خلال وضعه على جانبه مع دعم جسده بركبة مثنية؛ يساعد هذا الوضع على إبقاء مجرى الهواء مفتوحاً ويمكن أن يمنع الاختناق في حالة بدء التقيؤ.
الحاجة إلى المساعدة
إذا كنت قلقاً بشأن تعاطي الكوكايين وتريد المساعدة، أمامك خيارات عدة.
فكر في التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الأساسي الخاص بك إذا كان ذلك مناسباً لك، إذ أن قوانين سرية المرضى تمنعه من مشاركة هذه المعلومات مع أي جهة كانت.
اقـرأ أيضاً: ما علاقة المخدرات وممارسة الجنس بالانتحار لدى المراهقين؟
اقرأ أيضـاً: تأثير الماريجوانا على الخصوبة عند الرجال
اقـرأ أيضاً: الفصام الناتج عن تعاطي المخدرات، أعراضه وعلاجه
