تعدد العلاقات العاطفية، حقائق وأفكار مغلوطة عنها ونصائح مهمة

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

تعدد العلاقات العاطفية (Polyamory) هو انخراط الفرد في علاقات حب أو علاقات جنسيّة مع عدة أشخاص في الوقت ذاته. غالباً، يتم إضفاء صفة الجنسية المفرطة على الأشخاص ممن يمارسون تعدد العلاقات الرومانسية (قد يشار لهذا لمصطلح أيضاً بـ تعدد الشركاء) وتصويرهم بشكل سيئ في وسائل الإعلام.

حتى يومنا هذا، لا يزال هناك الكثير من اللغط حول بعض أنماط العلاقات، إذ يتعرض الناس في هذا النوع من العلاقات للكثير من الانتقادات لمجرد كونهم صادقين حول هويتهم وماذا يريدون حقاً، إلا أنّ كماً كبيراً من الانتقادات هذه ينبع من الافتقار إلى المعرفة.

فهرس حول تعدد العلاقات العاطفية

حان الوقت لتوضيح الرؤية وتبديد الخرافات الشائعة حول هذا النوع من العلاقات. لكن أولاً، فيما يلي شرح سريع للمفردات المتعلقة بـ تعدد العلاقات العاطفية أو تعدد الشركاء العاطفيين:

الشريك الرئيسيّ (Primary): هو الشريك الذي يمثل قول “إما أن نكون سويةً أو نموت” أو “الخليل” أو “الحبيب الرئيسيّ”. ليس كل فرد منخرط في هذا النوع من العلاقات لديه شريك رئيسي، لكن إذا كان لديك هذا الشريك، فقد يكون الشخص الذي تعيش أو تقضي معظم الوقت معه.

الشريك الثانويّ (Secondary): الشريك غير الرسمي. لا يزال بإمكانك أن تكون ملتزماً تماماً مع هذا الشخص، لكن حياتك على الأرجح أقل تشابكاً مع حياته منها مع شريكك الأساسي.

العـلاقة الثلاثية (Thruple): حيث يواعد شخص واحد شخصان مختلفان، أو يواعد الثلاثة بعضهم البعض؛ ويُطلق عليها أيضاً تسمية “الثالوث/triad”.

العلاقة الرّباعية (Quad): علاقة تضم أربعة أشخاص، حيث يواعد كل من الزوجين فرداً من زوجين آخرين من متعددي العلاقات.

العـلاقة الرّباعية الكاملة (Full quad): عبارة عن أربعة أشخاص على علاقة جنسية أو رومانسية مع بعضهم البعض. في بعض الأحيان يكون هناك شركاء أساسيين موجودين في العلاقة وأحياناً لا.

متعدد العلاقات (Polycule): شبكة من الناس المتصلين عاطفياً. فكر بها على غرار  لعبة “ست درجات من كيفن بيكون / Six Degrees of Kevin Bacon”:  أنت، زوجتك/ زوجك، صديقته/ صديقها، زوجها / زوجته، صديقته/ صديقها، زوجها / زوجته.

الشخص الثالث (Metamour): شريك شريكك الذي لا تواعده أو تربطك به علاقة رومانسية.

العشيق (Paramour): الفرد الخارجي في زواج أو علاقة. على سبيل المثال، صديقة زوجتك.

العلاقة المتعددة المنفردة (Solo polyamorous): تفعل ما يحلو لك دون الاكتراث بالحصول على شريك أساسيّ، لكنك قد تكون شريكاً ثانوياً أو عادياً لعدة أشخاص آخرين.

السعادة (Compersion) : نقيض الغيرة، أن تشعر بالرضا والسعادة التامة لرؤية شريكك سعيداً مع شريك آخر غيرك.

مصطلحات

شريك السكن (Nesting partner): يشير إلى شريك واحد أو عدة شركاء يعيشون معك.

هل هذا يعني أيضاً أنهم شريكك الأساسي؟ ليس دائماً. ولكن بعض الناس يستخدمون “شريك السكن” كمصطلح للإشارة إلى “الحبيب الرئيسي”.

عدم الاكتفاء/الإشباع (Polysaturated): ويشمل تعدد الشركاء بما يفوق الشخصين، وهذا لا يعني كل الناس، بل أن يكون لديك الكثير من الشركاء بقدر ارتياحك أو امتلاكك الوقت لهم، ولا تبحث عن أي شخص آخر لبناء علاقة معه.

علاقة “V”: تصف نوعاً معيناً من العلاقات الثلاثية حيث يتصرف أحد الشركاء كـ “مفصلة” (مثل قاعدة حرف v)؛ يواعد شخصين منفصلين وغير مرتبطين غرامياً.

هناك الكثير من المصطلحات الطنانة التي تحيط بتعدد العلاقات العاطفية، ربما سمعت بالحب الحر والعلاقات المفتوحة لكن ماذا عن الزواج غير الأحادي الأخلاقيّ (ethical non-monogamy)؟

يبدو أن هذه العبارات قد اختلطت مع بعضها البعض بينما، في الواقع، هناك فرق. هنا بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة حول تعدد العلاقات الرومانسية التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها وتصحيحها.

1- المشاركة عطاء، لكن عندما تشمل مشاركة الأحباء فهذه خيانة أيضاً

وفقاً لإحدى الدراسات، يربط بعض الناس تعدد العلاقات الرومانسية بالخيانة، ذلك لأن الكثير من الناس يعرّفون العلاقات بأنها رابط رومانسي أو جنسي مشترك بين شخصين حصراً.

الحقيقة: سواء كنت شخصاً متعدد العلاقات أو لا، فإنّ مفهوم الخيانة هو موضوع مثيرٌ للجدل بشكل كبير. بالنسبة للبعض، تعدُّ مشاهدة المواقع الإباحية خيانة، أما بالنسبة للآخرين، الخيانة تنطوي على ممارسة الجنس مع الشخص الآخر.

إذاً، هناك فرق بين الخيانة الجسدية والرومانسية. لكن، وبشكل عام، تتضمن الخيانة مشاعر الغدر والغش.

في العلاقة الرومانسية متعددة الشركاء، الخيانة ليست حقيقة مطلقة “نعم أو لا”، إذ يتعلق الأمر بالاتفاق على تعريفك للخيانة وإرساء توقعات صحيّة لك وللشريك.

2- يعاني هؤلاء الناس من رُهاب الالتزام

إنها عبارة تقليدية قديمة تقول أن الأفراد متعددو العلاقات يريدون ببساطة كل شيء في نفس الوقت؛ وهذا يعني أنهم يخافون من الالتزام الحقيقي مع شخص ما، لكنهم لا يريدون البقاء وحدهم تماماً أيضاً.

الحقيقة: يلتزم الكثير من الأفراد متعددي العلاقات بأكثر من شخص واحد في نفس الوقت. لذا، لا معنى لهذا الافتراض.

3- هؤلاء الأشخاص شَبِقون ليس إلا

يرغب أصحاب هذا النوع من العلاقات في ممارسة الجنس مع أكبر عدد ممكن من الناس.

الحقيقة: ربما يفضل البعض الجنس الجماعي التوافقيّ أو الثلاثيات. في حين أن هذا الأمر لا بأس به، لا يسعى كل شخص متعدد العلاقات إلى هذا النوع من الجنس.

الكثير من هؤلاء الأشخاص لديهم سياسة “ممارسة الجنس مع شخص واحد في كل مرة” وغيرهم آخرون لاجنسيون ولا ينخرطون في أي أنشطة جنسية. لذا، القول بأن أسلوب حياة العلاقات الرومانسية متعددة الشركاء تتمحور فقط حول ممارسة الجنس فقط قولٌ يخلو من الإنصاف أو الدقة.

4- لدى هؤلاء الأفراد قيمٌ مختلفة

للعلم، الأشخاص متعددو العلاقات الرومانسية ليسوا فاسدي الأخلاق ومدمني جنس.

العلاقات العاطفية وتعدد الأزواج.

الحقيقة: يحتاج الأشخاص متعددو العلاقات إلى اتباع مبادئ العلاقة الصحية والمجزية مثل أي شخص آخر، على سبيل المثال:

  • الثقة: إن كان لديك شريك واحد أو أكثر، فأنت بحاجة إلى الثقة في ذلك الشخص على المستوى الإنساني الأساسي على الأقل عند تبادلك المشاعر معه.
  • الاحترام: بغض النظر عمن تشاركه وقتك، يجب أن تحترم جسده و قيمه وعقليته، وأن يبادلك ذات الاحترام أيضاً.
  • التواصل: هذا النوع من العلاقات يعني غالباً أن تكون متاحاً عاطفياً لعدة أشخاص، لذلك عليك معرفة أن التواصل هو مفتاح الحفاظ على علاقات صحية.
  • الموافقة والرضا: العلاقات الرومانسية متعددة الأطراف ليست خالية من الجنس مع الجميع، إذ تحتاج أن تخصص الوقت لمناقشة معتقداتك وقيمك مع شريكك (شركائك) للتأكد أنكم على وفاق.

5- لا يشعرون بالغيرة أبداً

يعتقدُ بعض الناس أن هذا النوع من العلاقات سطحي، لذا من المستحيل أن يشعر من ينخرط فيها بالغيرة.

الحقيقة: الغيرة هي حالة إنسانية مشتركة، والقول بأن هؤلاء الناس لا يشعرون بالغيرة هو ببساطة رفض صريحٌ لمصداقية علاقتهم. لا وجود لعلاقات مثالية، إذ يمكنك أن تُغرم بأكثر من شخص واحد في نفس الوقت، وتشعر بالغيرة أيضاً، فلا أحد محصن ضدها.

6- جميعهم مدمنون على ممارسة الجنس

أن تكون بعلاقة متعددة لا يعني أن هذه العلاقة محصورة بممارسة الجنس.

الحقيقة: هناك عدم كفاية في الأبحاث حول السلوك الجنسي الخارج عن السيطرة (out-of-control sexual behavior/OCSB)، لكن ووفقاً للجمعية الأمريكية للمعلمين والاستشاريين والمعالجين الجنسيين، لا يصنف الإدمان الجنسي كحالة صحية نفسية. 

والحقيقة ببساطة أن الأفراد متعددي العلاقات العاطفية يميّزون العلاقات بطريقة مختلفة عن الأشخاص المؤيدين للزواج الأحادي (monogamous)، ولا علاقة لها بمقدار الجنس الذي يمارسه شخص ما (أو يريد أن يمارسه).

7- هذه العلاقات شبيهة بتعدد الأزواج

إذا سبق وشاهدت المسلسل التلفزيوني الواقعيّ الأميركيّ “زوجات رجل واحد” ” Sister Wives”، رُبَّما تكون خلطت ما بين تعدد العلاقات العاطفية وتعدد الأزواج (polygamy)؛ أيّ أن يكون للشخص عدة أزواج.

العلاقات العاطفية وتعدد الأزواج.

الحقيقة: إن “poly” تعني “الكثير” في اليونانية، و “amor” تعني “الحب” في اللاتينية لكن هذا بالتأكيد لا يعني أن الأفراد متعددي الشركاء (polyamorous) متعددو الأزواج (polygamous).

لا يعني مجرد أن تكون للكلمتين نفس الجذر (Poly/ متعدد أو الكثير) أن لهما نفس المعنى، بالإضافة إلى أن تعدد الأزواج غير قانونيّ في جميع الولايات المتحدة الأمريكية.

8- هناك احتمال أكبر للإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً بين الأفراد متعددي الشركاء

 من السهل افتراض أن زيادة عدد الشركاء يساوي زيادة احتمال الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، ولكن هذا ليس صحيحاً بالضرورة.

الحقيقة: يعتمد احتمال الإصابة بالأمراض المنقولة عبر الاتصال الجنسي على التحدث مع شركائك وإجراء الاختبارات اللازمة واستخدام طرق الوقاية.

العلاقات العاطفية وتعدد الأزواج.

في الواقع، تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص في العلاقات غير الأحادية العلنية يميلون أكثر لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم من الأمراض المنقولة جنسياً من الأشخاص في العلاقات الأحادية الذين يخونون شركاءهم.

9- لا يرتبطون بأي شخص

يعتقد العديد من الناس أن التعلق في علاقات الحب يعني التملّك (هذا الشخص لي).

الحقيقة: يشعرُ الأشخاص متعددو الشركاء بمشاعر الحب مثل أي شخص آخر، لكن قد لا يعرّفون العلاقات بطريقة “تقليدية”، وهذا لا يعني أنهم لا يقعون في الحب وما يحمله معه من جرح وأذى أحياناً، فهم بشر في النهاية.

هل علاقة “تعدد الشركاء العاطفيين” مناسبة لي؟

 بينما تستكشف ما إذا كان تعدد العلاقات العاطفية مناسباً لك، عليك البحث داخل ذاتك وطرح عدة أسئلة مع نفسك:

  • هل يمكنني إخبار أكثر من شخص بمشاعري الحميمة في الوقت ذاته؟
  • هل أنا مرتاحٌ لإخبار شريكي (شركائي) باحتياجاتي؟
  • هل أوافق على مشاركة شريكي مع الآخرين؟
  • هل يمكنني احتمال مشاعر الغيرة إذا نشأت؟

ناقش رغباتك، حاجاتك وحدودك مع نفسك بصدق. خذ الوقت الكافي، فقط عندما تشعر أن الوقت والزمان مناسبين.

تحدث إلى شريكك الحالي حول تعدد العلاقات العاطفية

إذا كنت في علاقة حالياً، فبالتأكيد تحتاج إلى محادثة صريحة مع شريكك قبل أن تدخل غمار تعدد الشركاء العاطفيين. قد يشعر شريكك أنه غير كاف، لذلك احرص أن تعبر عن مشاعرك بصدق ورأفة لئلا تؤذيه.

تحدث عما تريده، ليس عما يفتقره شريكك. من يعلم، قد يكون شريكك يريد حقاً أن يخوض هذه التجربة؛ لن تعرف حتى تفاتحه بالأمر.

القواعد أساسية في العلاقات العاطفية المتعددة

 سواء كان شريكك جديداً أو شخصاً كنت معه منذ سنوات، عليك أن تضع قواعد للسلوك، وفور وضع الحدود والأهداف المشتركة، يمكنك تعديلها مع مضيّك إلى الأمام في العلاقة.

الحدود العاطفية

 في أي علاقة، عليك تفقد ما يدور داخلك بشكل روتينيّ وتحدد ما تشعر به مع شريكك، إذا بدأت الأمور تسوء، فاسأل نفسك: ” لماذا أشعر بالغيرة الآن؟ و “هل أشعر بالأمان؟ ” أو ” لماذا لم يعد هذا ممتعاً؟” ثم عبر عن هذه المشاعر عندما تبدأ بالظهور.

الحدود الجسدية

معرفة ما ترتاح له أنت وشريكك هو مفتاح نجاح هذه العلاقات. ربما توافق شريكك على ممارسة الجنس مع الآخرين، لكنك لست موافقاً على أن يكون لديه ارتباطات عاطفية مع غيرك، أو العكس.

 إنه ليس أسلوباً يناسب الجميع؛ الأمر يتعلق بما يناسبك. وتذكَّر، لا ينبغي لك أبداً أن تشعر أنك مجبر على ممارسة الجنس، لا تخف من قول “لا”.

كيفية الانتقال إلى تعدد العلاقات العاطفية؟

 أولاً، ابحث ودوّن قائمة بفوائد ومضار هذه العلاقات، وتواصل مع الآخرين الذين كانوا فيها للحصول على بعض المعلومات.

كن مستعداً لأن تكون صريحاً مع نفسك ومع شريكك الحالي (إذا كان لديك شريك). ناقش لما نمط الحياة هذا هو ما تريده حقاً، وتذكر أن تأخذ الوقت الكافي في ذلك.

خلاصة

أياً كان نوع العلاقة، فهي تعني مشاركة طرف آخر وقتك وعواطفك ومشاعرك. لا يختلف الأمر عند الأشخاص متعددي العلاقات العاطفية، فهم يحملون ذات القيم والأخلاق. 

ضع سلامتك العاطفية والجسدية أولاً، واضبط توقعاتك منذ البداية وحافظ على حدود سليمة إذا كنت ترغب في خوض هذه التجربة.

اقرأ أيضاً:مراحل العلاقات العاطفية ونصائح مهمة لنجاح العلاقة

اقـرأ أيضاً: العلاقة المفتوحة، المزايا والسلبيات ونصائح مهمة

اقرأ أيضـاً: سبعة وأربعون مصطلحاً يصف الانجذاب، السلوك والتوجه الجنسي 

المصدر: What is Polyamory? Setting the Record Straight on Ethical Non-Monogamy

تدقيق: أوبستان
مراجعة: أوبستان
تحرير: جعفر ملحم
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: