تنمية الطفل، سلوكياً، نفسياً و معرفياً

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

تركز نظريات تنمية الطفل على توضيح كيفية تغير الأطفال ونموهم على مدار مرحلة الطفولة.

 تتمحور مثل هذه النظريات حول جوانب مختلفة من النمو البشري، بما في ذلك النمو الاجتماعي والعاطفي والمعرفي.

وتُعتَبر دراسة التنمية البشرية مادة غنية ومتنوعة، فيمكن أن نملك جميعاً خبرة شخصية في التنمية.

لكن أحياناً من الصعب فهم كيفية وسبب نمو البشر، وكيف يتعلمون ما يقومون به.

أيضاً؛ لماذا يتصرف الأطفال بطرق معينة؟ هل سلوكهم مرتبط بعمرهم أو علاقاتهم الأسرية، أو مزاجهم الفردي؟ 

يسعى علماء النفس التنموي للإجابة على مثل هذه الأسئلة وإلى فَهم وشرح السلوكيات التي يمكن تنبؤها، والتي تحدث طوال عمر الإنسان.

وبهدف فهم التنمية البشرية؛ نشأت نظريات مختلفة عدة لـ تنمية الطفل لشرح مختلف جوانب النمو البشري.

خلفية ما يطرحه المقال

توفر نظريات تنمية الطفل إطاراً كي نفكر في النمو البشري ودراسته. لكن ما السبب وراء درسنا للتنمية؟ ما الذي يمكن أن نتعلمه من النظريات النفسية للتنمية؟

إذا كنت قد تساءلت يوماً حول ما يحفز الفكر والسلوك البشري، فإن فهم هذه النظريات يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة ومفيدة للأفراد والمجتمع.

كيف تغير فهمنا وتفكيرنا؟

إن تنمية الطفل التي تحدث منذ الولادة وحتى مرحلة البلوغ، قد تم تجاهلها إلى حد كبير عبر تاريخ البشرية. وغالباً ما كان يُنظَر إلى الأطفال ببساطة على أنهم نسَخ صغيرة من البالغين.

على الرغم من ذلك؛ لا يوجد اهتمام كبير للتطورات المتعددة في القدرات المعرفية، واستخدام اللغة والنمو البدني الذي يحدث أثناء الطفولة والمراهقة.

لكن مؤخراً بدأ الاهتمام بمجال تنمية الطفل بالظهور في بدايات القرن العشرين. إلا أنه كان يميل إلى التركيز على السلوك غير الطبيعي.

في النهاية، أصبح الباحثون مهتمون بشكل متزايد بموضوعات أخرى. بما في ذلك نمو الطفل النموذجي، بالإضافة إلى التأثيرات التي تحدث على التنمية.

كيف نصل إلى فهم تغييرات تنمية الطفل؟

لماذا يهمنا دراسة كيفية نمو الأطفال وتعلمهم وتغيرهم؟ في الواقع، يعد فهم نمو الطفل أمراً ضرورياً. لسماحه لنا بأن نضع تقديراً كاملاً عن النمو المعرفي، العاطفي، الجسدي، الاجتماعي، والتعليمي الذي يمر به الأطفال منذ الولادة وحتى مرحلة البلوغ المبكرة.

تُعرف بعض النظريات الرئيسة لـ تنمية الطفل بالنظريات الكبرى. إذ تحاول وصف كل جانب من جوانب التنمية، وغالباً باستخدام نهج مرحلي.

ويـُعرَف البعض الآخر بالنظريات المُصغَّرة. فبدلاً من سابقتها؛ تركز فقط على جانب محدود من التنمية، مثل النمو المعرفي أو الاجتماعي.

كما يوجد عدة نظريات لتنمية الطفل التي اقترحها المنظرون والباحثون.

إذ توضح النظريات الأكثر حداثة عن مراحل نمو الأطفال، كما تحدد الأعمار النموذجية التي تحدث فيها ملامح النمو هذه.

نظرية “فرويد” التنموية النفسية الجنسية في تنمية الطفل

نشأت نظرية التحليل النفسي عبر وظيفة “سيغموند فرويد”. وهذا من خلال عمله السريري مع المرضى الذين يعانون من الأمراض العقلية.

وقد توصل “فرويد” إلى الاعتقاد بأن تجارب الطفولة والرغبات اللاواعية تؤثر على السلوك.

ووفقاً لـ “فرويد”، يمكن أن يكون للصراعات التي تحدث في خلال كل مرحلة من هذه المراحل تأثيراً على الشخصية والسلوك مدى الحياة.

وبالنتيجة؛ اقترح “فرويد” واحدة من أشهر النظريات الكبرى لتنمية الطفل.

وفقاً لنظرية “فرويد” النفسية الجنسية، يحدث نمو الطفل في سلسلة من المراحل التي تركز على مناطق المتعة المختلفة في الجسم.

في خلال كل مرحلة، يواجه الطفل صراعات تلعب دوراً مهماً في مسار التنمية.

وقد اقترحت نظريته أن طاقة الرغبة الجنسية كانت مركّزة على مناطق مثيرة للرغبة الجنسية في مراحل محددة.

إذ يمكن أن يؤدي الفشل في التقدم في خلال مرحلة ما إلى ثبات ووقوف في تلك المرحلة من التطور، والتي يعتقد “فرويد” أنه يمكن أن يكون لها تأثير على سلوك البالغين.

إذاً؛ ماذا يحدث عندما يكمل الأطفال كل مرحلة؟ وما الذي يمكن أن ينتج إذا كان أداء الطفل ضعيفاً خلال مرحلة معينة من التطور؟

بالمجمل يؤدي إتمام كل مرحلة بنجاح إلى تطوير شخصية بالغة صحية.

يمكن أن يؤدي الفشل في حال تعارضت مرحلة معينة إلى مراحل ثبات ووقوف يمكن أن يكون لها تأثير على سلوك البالغين.

وفي الوقت الذي تشير فيه بعض نظريات تنمية الطفل الأخرى إلى أن الشخصية تستمر في التغيير والنمو طوال العمر. يعتقد “فرويد” أن التجارب المبكرة هي التي لعبت الدور الأكبر في تشكيل التنمية.

ووفقاً لـ “فرويد”، يتم ترسيخ الشخصية إلى حد كبير في سن الخامسة.

نظرية “إريكسون” التنموية النفسية والاجتماعية في تنمية الطفل

كانت نظرية التحليل النفسي بمثابة قوة مؤثرة بشكل ضخم خلال النصف الأول من القرن العشرين.

كما أن أولئك الذين ألهمهم “فرويد” وتأثروا به قد استمروا في التوسع في أفكار “فرويد” وصولاً لتطوير نظرياتهم الخاصة.

ومن بين هؤلاء الفرويديين الجدد، من يعتقد أن أفكار “إريك إريكسون” قد أصبحت الأكثر شهرة.

تصف نظرية “إريكسون” ذات المراحل الثمانية للتطور النفسي والاجتماعي النمو والتغيير خلال الحياة.

بالإضافة إلى التركيز على التفاعل الاجتماعي والصراعات التي تنشأ في خلال مراحل مختلفة من التطور.

وبرغم التشابه في التطور النفسي والاجتماعي بين نظريتي “إريكسون” و”فرويد”، فهي تختلف اختلافاً كبيراً من نواحٍ متعددة.

فبدلاً من التركيز على الاهتمام الجنسي كقوة دافعة في التنمية والتطور البشري، اعتقد إريكسون أن التفاعل الاجتماعي والخبرة يلعبان أدواراً حاسمة.

ووصفت نظريته المكونة من ثماني مراحل للتطور البشري هذه العملية من الطفولة حتى الموت.

وفي خلال كل مرحلة، يواجه الناس صراعاً تنموياً يؤثر على الأداء اللاحق والنمو على مدى أوسع.

وعلى عكس النظريات التنموية المتعددة الأخرى، تركز نظرية “إريك إريكسون” النفسية والاجتماعية على التطور في جميع مراحل الحياة.

إذ أنه في كل مرحلة، يواجه الأطفال والبالغين أزمة في النمو، وتمثل عموماً نقطة تحول رئيسية في حياتهم.

تؤدي الإدارة الناجحة لتحديات كل مرحلة إلى ظهور صفة نفسية حميدة تدوم مدى الحياة.

نظريات تنمية الطفل السلوكية

خلال النصف الأول من القرن العشرين، نشأت مدرسة فكرية جديدة تعرَف بالسلوكية، لتصبح قوة مهيمنة في علم النفس.

يعتقد علماء السلوك أن علم النفس يحتاج إلى التركيز فقط على السلوكيات التي يمكن ملاحظتها والقابلة للقياس، لكي يصبح التخصص علمياً أكثر.

ووفقاً للمنظور السلوكي، يمكن وصف السلوك البشري كله على أساس التأثيرات البيئية.

فقد أصرّ بعض علماء السلوك مثل “جون واتسون” و”سكينر”، على أن التعلم يحدث فقط من خلال عمليات الارتباط والتعمق القوي.

كما تركز النظريات السلوكية لتنمية الطفل على كيفية تأثير التفاعل البيئي على السلوك. وتستند إلى نظريات المنظرين العلميين مثل “جون واتسون” و”إيفان بافلوف” و”سكينر”،

هذه النظريات تتعامل فقط مع السلوكيات التي يمكن ملاحظتها، إذ تعتبر أنّ التطور ما هو إلّا رد فعل على المكافآت والعقوبات والمحفزات والتعمق.

تختلف هذه النظرية اختلافاً كبيراً عن نظريات تنمية الطفل الأخرى. لأنها لا تولي أي اعتبار للأفكار أو المشاعر الداخلية.
بل بدلاً من ذلك؛ تركز فقط على كيفية تشكيل التجربة حول ماهيتنا وتعريفنا لذاتنا.

ظهر نوعان مهمان من التعلم من هذا النهج في التنمية. وهما التكيف التقليدي، والتكيف الفعال.

يتضمن التكيف التقليدي التعلم عن طريق إقران حافز طبيعي، مع منبه محايد مُسبَق.

بينما يستخدم التكيف الفعال التعزيز والعقاب لتعديل السلوكيات.

نظرية “بياجيه” التنموية المعرفية

تهتم النظرية المعرفية بتطوير عمليات تفكير الإنسان، كما تبحث في كيفية تأثير عمليات التفكير هذه على طريقة فهمنا للعالم وتفاعلنا معه.

حيث اقترح الباحث المُنظّر “جان بياجيه” واحدة من أكثر النظريات تأثيراً في التطور المعرفي.

لقد عرض “بياجيه” فكرة قد تبدو واضحة الآن، لكنها ساعدت في إحداث ثورة في طريقة تفكيرنا في تنمية الطفل، مضمونها ببساطة:

يفكر الأطفال بشكل مختلف عن البالغين.

إن نظرية “بياجيه” المعرفية تسعى إلى وصف وشرح تطور عمليات التفكير والحالات العقلية.

كما تبحث النظرية أيضاً في كيفية تأثير عمليات التفكير هذه على الطريقة التي نفهم بها العالم ونتفاعل معه.

لاحقاً، اقترح “بياجيه” نظرية التطور المعرفي لحساب خطوات وتسلسل التطور الفكري للأطفال. وصنفها في المراحل التالية:

  • المرحلة الحسية: فترة زمنية تتراوح بين الولادة وسن الثانية. وتكون خلالها معرفة الرضيع بالعالم محدودة بإدراكه الحسي وأنشطته الحركية.

وتقتصر السلوكيات على الاستجابات الحركية المحدودة التي تسببها المنبهات الحسية.

  • المرحلة ما قبل الفعالة: وهي فترة تتراوح بين 2 و6 سنوات، ويتعلم خلالها الطفل استخدام اللغة.

وخلال هذه المرحلة لا يفهم الأطفال بعد عن المنطق الملموس.  كما لا يمكنهم التلاعب عقلياً بالمعلومات، وفهم وجهة نظر الآخرين أيضاً.




  • المرحلة الفعالة الملموسة: وهي فترة تتراوح بين 7 و11 سنة، ويكتسب خلالها الأطفال فهماً أفضل للعمليات العقلية.

هنا يبدأ الأطفال بالتفكير المنطقي حول الأحداث الواقعية، ولكنهم يجدون صعوبة في فهم الأفكار المجردة أو الافتراضية.

  • المرحلة الفعالة الأساسية: وهي الفترة بين 12 سنة إلى مرحلة البلوغ، أي عندما يطور البشر القدرة على التفكير في المفاهيم المجردة.

كما تظهر المهارات خلال هذه المرحلة أيضاً؛ مثل التفكير المنطقي، التفكير الاستنباطي والتخطيط المنهجي.

نظرية “بولبي” عن الروابط

هناك قدر كبير من الأبحاث حول التنمية الاجتماعية للأطفال، حيث اقترح جون “بولبي” إحدى أوائل النظريات عن التنمية الاجتماعية.

حيث اعتقد “بولبي” أن الروابط والعلاقات المبكرة مع مقدمي الرعاية تلعب دوراً رئيساً في نمو الطفل. وتستمر في التأثير على العلاقات الاجتماعية طوال الحياة.

وقد اقترح “بولبي” أن الأطفال يولدون مع حاجة فطرية لتكوين علاقات وارتباطات.

إذ تساعد هذه الارتباطات على الاستمرار من خلال ضمان حصول الطفل على الرعاية والحماية.

وليس ذلك فحسب؛ بل تتميز هذه الارتباطات بأنماط سلوكية وتحفيزية واضحة.

بعبارة أخرى، ينخرط كل من الأطفال ومقدمي الرعاية في سلوكيات مُعدَّة لضمان التقارب بين بعضهم.

ويسعى الأطفال إلى البقاء قريبين ومتصلين بالرعاة الخاصين بهم، والذين يوفرون بدورهم ملاذاً آمناً وأساس محمي للاستكشاف.

وقد توسع الباحثون أيضاً في العمل الأصلي لـ “بولبي”، واقترحوا وجود عدد من أنماط الروابط المختلفة.

ومن المرجح أن يطور الأطفال الذين يتلقون دعماً ورعاية أسلوب ارتباط آمن.

بينما أولئك الذين يتلقون رعاية أقل موثوقية قد يطورون نمطاً متناقضاً، أو متجنباً، أو غير منظم.

نظرية “باندورا” في التعلم الاجتماعي

تستند نظرية التعلم الاجتماعي على عمل عالم النفس “ألبرت باندورا”. إذ يعتقد أن عملية التكيف والتعمق لا يمكن أن تشرح بشكل كافٍ عن كل التعلم البشري.

على سبيل المثال؛ كيف أن عملية التكيف تؤمن إمكانية تفسير السلوكيات المكتسبة، التي لم تُعزَّز عبر التكيف التقليدي أو التكيف الفعال تبعاً لنظرية التعلم الاجتماعي.

إذاً بحسب “باندورا” يمكن تعلم السلوكيات أيضاً من خلال الملاحظة والنمذجة.

يطور الأطفال مهارات جديدة، ويكتسبون معلومات جديدة من خلال مراقبة تصرفات الآخرين، بما في ذلك الآباء والأقران.

تقترح نظرية “باندورا” عن تنمية الطفل أن الملاحظة تلعب دوراً حاسماً في التعلم. لكن هذه الملاحظة لا تحتاج بالضرورة إلى أن تأخذ شكل رؤية نموذج حي عنها.

بل بدلاً من ذلك؛ يمكن للناس التعلم أيضاً من خلال الاستماع إلى التعليمات الشفهية حول كيفية أداء السلوك.

وكذلك من خلال ملاحظة شخصيات حقيقية أو خيالية تعرض سلوكيات تظهر في الكتب أو الأفلام.

نظرية “فيجوتسكي” الاجتماعية والثقافية

قدم عالم نفس آخر اسمه “ليف فيجوتسكي” نظرية التعلم الأساسية، والتي أصبحت ذات تأثيرٍ كبير خصوصاً في مجال التعليم.

ومثل “بياجيه”، اعتقد “فيجوتسكي” أن الأطفال يتعلمون بنشاط من خلال الخبرات العملية.

أيضاً، قدمت نظريته الاجتماعية والثقافية أن الآباء والرعاة والأقران والثقافة عموماً كانوا مسؤولين عن تطوير الوظائف ذات المرتبة الأعلى.

من وجهة نظر “فيجوتسكي”، إنّ التعلم عملية اجتماعية بطبيعتها. ومن خلال التفاعل مع الآخرين، يصبح التعلم مدمجاً في فهم الفرد للعالم.

قدمت نظرية تنمية الطفل هذه أيضاً مفهوم منطقة التنمية القريبة، وهي الفجوة بين ما يمكن للشخص القيام به بمساعدة، وما يمكنه القيام به بمفرده.

وبمساعدة الآخرين ممن لهم معرفة أكبر، يستطيع الناس التعلم بشكل تدريجي وزيادة مهاراتهم ونطاق فهمهم.

خلاصة

كما ترون، إن بعض المفكرين المشهورين في علم النفس قد طوروا نظريات للمساعدة في استكشاف وشرح الجوانب المختلفة لـ تنمية الطفل.

وعلى الرغم من أن هذه النظريات لم يتم قبولها بشكلٍ كامل في أيامنا هذه، إلا أن كل منها كان له تأثير مهم على فهم تنمية الطفل.

في يومنا هذا، غالباً ما يعتمد علماء النفس المعاصرون على مجموعة متنوعة من النظريات ووجهات النظر، من أجل فهم كيفية نمو الأطفال وتصرفهم وتفكيرهم.

حيث لا تمثل هذه النظريات سوى عدد قليل من طرق التفكير المختلفة حول نمو الطفل.

في الواقع؛ إن الفهم الكامل لكيفية تغير الأطفال ونموهم على مدار فترة الطفولة يتطلب النظر في العديد من العوامل المختلفة التي تؤثر على النمو الجسدي والنفسي.

إذ إن الجينات والبيئة والتفاعلات بين هذين المسارين تحدد كيفية نمو الأطفال جسدياً وعقلياً.

اقرأ أيضاً: كم تستغرق العادات الجديدة من الوقت لتصبح سلوكاً اعتيادياً؟

المصدر: Child Development

تدقيق: نور الهدى الشيخ

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: