السايكولوجيا المذهلة وراء الروائح وحاسة الشم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

تُعتَبر حاسة الشم مقياساً يدل على صحتك الجسدية. إذ إنّ للروائح تأثير كبير على تحفيز الذكريات. وقد تختلف الرائحة التي تستطيع تمييزها في الآخرين من شخص لآخر.

إذا كنت قد فقدت حاسة الشم لديك، هناك تمارين مثبتة علمياً تساعدك على استرجاع حاسة الشم.

هذه الأيام، وعندما يتعلق الأمر بالوباء الحالي (Covid-19)، فقد تم اكتشاف طريقة جديدة رائدة للكشف عن فيروس كورونا؛ يـُـطلَق عليها اسم “كوبرا“.

تعود هذه التسمية إلى اسم كلب من نوع (Belgian Malinois) وكلب آخر معه اسمه “ون بيتا” من نوع (Dutch Shepherd). والذين استُخدما في مطار ميامي الدولي كأول كلاب تقتفي أثر الرائحة الدالة على الإصابة بفيروس كورونا.

في الاختبارات مزدوجة التعمية (double-blind trials)، أُثبت أن لهذه الكلاب قدرة موجودة في معظم الاختبارات الجانبية واختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل أو ما يعرف بـ PCR. حيث كان باستطاعتهم كشف الفيروس بدقة بنسبة تتراوح بين 96 إلى 99 بالمئة.

بالرغم من المهارة الكبيرة التي تميَّز بها كلّ من “كوبرا” و”ون بيتا” في حاسة الشم، إلا أنها ليست أمراً جديداً في الطب.

لأنه ولسنواتٍ عدة، تم تدريب الكلاب بنجاح بحيث تستطيع كشف مجموعة متنوعة من الأمراض البشرية. بما في ذلك السرطان، السكري، السلّ والملاريا، وكلُّ هذا عن طريق الرائحة فقط.

يعود السبب في ذلك إلى أن أدمغة الكلاب مخصصة لتحليل الروائح أكثر بـ 40 مرة من الإنسان. فضلاً عن أن أنوفهم تحتوي على مستقبلات شمّية بنسبة تفوق السبعة أضعاف مقارنة مع الإنسان.

وبالرغم من استحالة استشعار الرائحة الدالَّة على الإصابة بفيروس كورونا بالنسبة لنا كبشر، إلا أن قدراتنا الشمّية لايُستَهان بها أيضاً. ففي بعض الأحيان، نتفوّق في قدرات الشم لدينا على تلك الموجودة لدى الكلاب وغيرها من الحيوانات المعروفة بقدرتها على كشف الروائح.

يميل البشر إلى تمييز رائحة الموز

اكتشفت الأبحاث أن للإنسان قدرةً تشبه قدرة الكلاب والأرانب في تمييز رائحة مركّب أسيتات الأَميل (amyl acetate) وهي الرائحة الخاصة للموز. كما يتفوق الإنسان على الفئران من حيث التقاط روائح معينة في الجسم، مثل رائحة الدم ورائحة البول.

يعود الفضل في هذه الحساسية للروائح إلى التطور؛ فالبشر مثلهم مثل الحيوانات الأخرى، صقلوا حاسة الشمّ لديهم بما يتوافق مع نمط حياتهم عبر العصور.

هذا هو التفسير الأساسي وراء ميل الكلاب لالتقاط رائحة الأحماض الكربوليكية (carbolic acids) التي توجد في الكثير من فرائِسهم. والتفسير أيضاً وراء ميلنا كبشر إلى تمييز روائح بعض الفواكه والأزهار.

تعبّر حاسة الشم عن الصحة الجسدية

كما نعلم، إن أحد أعراض الإصابة بفيروس كورونا هو فقدان حاسة الشم، لكن بغض النظر عن ذلك، هناك أسباب وحالات صحية نفسية أخرى تتأثر بها حاسة الشم، بما فيها الاكتئاب والفُصام وداء باركنسون.

كما وجدت بعض الدراسات أن تراجع حاسة الشم لدى الإنسان هو إنذارٌ بالشيخوخة أو المرض. إذ أظهرت نتائج دراسة أجريت على كبار السن (وتتراوح أعمارهم بين 71 إلى 82 عاماً) أن من لديهم ضعف في حاسة الشم معرضون لخطر الوفاة خلال العشر سنين القادمة بنسبة 46 بالمئة مقارنةً بأولئك الذين ما زالوا يستطيعون الإحساس بالروائح بشكل طبيعي.

حاسة الشم لها دور كبير في إثارة الذكريات

مقارنة مع بقية الحواس، تُعد حاسة الشم الحاسّة الأقل انتشاراً من حيث ارتباطها بحفظ المعلومات.

لكن وجدت دراسة أُجريت عام 2021 في جامعة نورث وسترن (Northwestern University)، أن حاسة الشم هي الحاسة الأكثر ارتباطاً بالذاكرة.

يعود هذا الامر مجدَّداً إلى تطور البشر عبر الأزمان. فمع نمو الدماغ، بقيت حواسنا (الرؤية واللمس والسمع) تجد الطريق لاستمرار ارتباطها بالحصين بشكلٍ ما، وهو مخزن الذاكرة في الدماغ.

ولكن بالمقابل، بقيت حاسة الشم محافظة على اتصالها المباشر به، ما يبرر سبب التذكّر القوي لأحداث تميَّزت بوجود رائحة معينة آنذاك.

يستطيع البعض تمييز الروائح التي تنبُع من الآخرين 

حسناً، لا ينطبق هذا الأمر إلا إذا كنت أحد سيئي الحظ الذين لديهم قدرة مميزة على شم رائحة الأندروستينون (Androstenone). وهو مادة كيميائية موجودة في هرمون التستوستيرون (Testosterone)، وهو هرمون ذو دور أساسي في الرائحة المميزة للذكور.

أظهرت دراسة أجريت عام 2007، قام بها باحثون في جامعة روكفلر (Rockefeller University). وتناولت الحمض النووي للحالات الخاصة من البشر الذين لديهم القدرة على تمييز رائحة الأندروستينون. أن رائحة الأندروستينون إما أن تكون مـُـحببَّة (الفانيليا) أو كريهة (البول). وذلك تبعاً لجينات الشخص الذي يستطيع تمييز هذه الرائحة أو لنوع مستقبلات الرائحة لديه؛ والتي تتكون من أحماض أمينية مختلفة.

في النهاية، إذا كنت تلاحظ ضعفاً في حاسة الشمّ لديك، فإن هناك تمارين خاصة أثبتت فعاليتها علمياً في إعادة تعزيز حاسة الشم، و تتضمن استنشاق أكبر عدد ممكن من الروائح المختلفة.

من الواضح أن هذه الطريقة يتّبعها سـُـقَاة الخمر في تدريب أنفسهم على أنواع الخمور المختلفة قبل خضوعهم لاختبار التوظيف.

كما يمكن شراء مجموعات في كلٍّ منها عـُـدَّة بداخلها عشرات القوارير التي تحتوي على عبيرٍ سائلٍ للمشروبات الشائعة. (مثل رائحة العشب والليمون والدخان والتي يمكن أن تكون الأكثر فائدة في تعزيز حاسة الشم لديك).

اقرأ أيضاً: ما هي فوائد الموسيقى النفسية؟ وهل تساعد الموسيقى في علاج الاكتئاب؟

المصدر: The Fascinating Psychology of Scents and Smells

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: