سيكولوجية الإرهاب، تعريفه وشرحه من وجهة نظر علم النفس

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

إن الإرهاب للأسف هو بلاء مجتمعنا المعاصر، بهذا الشأن، يتم توجيه الموارد الاقتصادية والعسكرية والسياسية والمصادر العلمية في سبيل “محاربة الإرهاب”. لذا يعد البحث السيكولوجي النفسي (سيكولوجية الإرهاب) مورد مهم وأساسي للغاية لفهم الإرهاب.

سيكولوجية الإرهاب

في الواقع، أصبحت سيكولوجية الإرهاب واحدة من مصادر النمو الرئيسية لعلم النفس.

حيث أن هناك عدد لانهائي من الكتب والمدونات قد تمت كتابتها خصوصاً لشرح الأعمال العنيفة لتدمير الذات والقتل العشوائي للناس الأبرياء، والتي خططها الإرهابيون.

لكن، ماهي التفسيرات التي قدمها علم النفس؟ كيف يحلل علماء النفس ظاهرة الإرهاب؟ وكيف يمكن للسيكولوجية أن تساعد في القضاء على هذا الخطر؟ لتقديم الإجابات على هذه الأسئلة، من المهم وصف ماهية الإرهاب.

الإرهاب
سيكولوجية الإرهاب

تعريف الإرهاب

تعرِّف وزارة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية الإرهاب بشكل رسمي على أنه:

عنف متعمَّد من أجل دوافع سياسية، ويُطبَّق في أوقات السلام والأمن، ويرتَكب ضد أهداف غير مقاتلة من قبل الجماعات غير الوطنية أو عملاء الدولة. عادةً ما يميل إلى التأثير على الجمهور لتحقيق أهداف سياسية.

إن هذا التعريف يحمل معه عدداً من المكونات، ولكي يسمَّى إرهاباً، يحتاج الفعل ل:

  • أن يكون مُخطَّطاً له (مع سبق الإصرار).
  • أن يكون له دافع سياسي.
  • إشراك العنف.
  • القيام به في وقت الأمان.
  • أن يكون موجهاً ضد المدنيين (أي العُزَّل من السلاح).
  • عدم إشراك أي حكومة بشكل مباشر.
الإرهاب

إن تعريفاً مثل هذا التعريف متعدد الأبعاد يسمح للفرد بفصل الإرهاب عن:

  • العنف المفتعل من الدولة في أوقات الحرب (على سبيل المثال، إطلاق القذائف على المدن الألمانية أو اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية).
  • القتل الغير مقصود للذين لا يحملون سلاح (أي ما يسمى الأضرار الجانبية).
  • مقاومة الاحتلال تحت الأرض.

سيكولوجية الإرهاب: الإرهاب كمتلازمة / كأداة

وفقاً للأبحاث المجراة بهذا الشأن، تم اكتشاف نهجين نفسيين، نهج يتعامل مع الإرهاب على أنه متلازمة، والآخر يتعامل معه كأداة.

الإرهاب كمتلازمة

فكرة المتلازمة تعامل الإرهاب كظاهرة فريدة من نوعها مع السيكولوجية الخاصة بها. ومن هذا المنظور، يعتبر الإرهابيون مختلفين عن غير الإرهابيين.

ومن المفترض أن يختلفوا ليس فقط فيما يفعلونه، ولكن في ماهيتهم أيضاً، ولماذا يفعلون ما يفعلونه.

في هذا الصدد، يعتبر الإرهاب شبيهاً باضطراب عقلي، مثل الاكتئاب أو انفصام الشخصية.

كما تشير فكرة المتلازمة للإرهاب إلى إمكانية وجود أسباب جذرية خارجية للإرهاب، مثل الفقر أو الإبتزاز السياسي والتي لاشك أنها تشكل الإرهاب.

جماعات مسلحة متشددة
جماعات مسلحة متشددة

الإرهاب كأداة

إن فكرة الأداة للإرهاب في المقابل لا تفترض أي شيء عن الإرهابيين. هذه الرؤية تصور الإرهاب كوسيلة لتحقيق غاية، تكتيك حرب يمكن لأي شخص استخدامه.

وتشير إلى أنه مثل قاذفة الصواريخ أو الدبابة أو مثلاً البندقية الهجومية AK-47. إذ يمكن استخدام الإرهاب من قبل الميليشيات غير الحكومية والجيش المدعوم من الدولة وحتى الجناة الفرديين.

إذا افترض المرء أن الإرهاب وسيلة لتحقيق غاية، فيمكن فهم سيكولوجية الإرهاب الخاصة به جيداً من خلال النظرية العامة والبحث عن الأهداف والدوافع.

بشكل أساسي، هذا التكوين من المعرفة قد علّم علماء النفس أنه يتم استخدام وسيلة معينة عندما يعتبرها شخص ما كفائدة متوقعة للغاية.

وهذا بحال إذا أراد شخص ما تحقيق شيءٌ ما، فمن المرجح أنه/ها سيستخدم الأداة أو الوسيلة إذا كان ينظَر إليها على أنها مفيدة لتحقيق مثل هذا الإنجاز.

فإذا تمت رؤيتها على هذا النحو، فإن الأداة أو الوسيلة تعتبر ذات فائدة متوقعة للغاية.

علاوة على ذلك، تكون الأداة بشكل خاص عالية التوقعات في الإفادة إذا كان الشيء الذي يريد الشخص أن يحققه مهماً له أو لها.

إذاً، إلى الحد الذي تكون فيه الأداة مفيدة للغاية في تحقيق الأهداف المهمة، يقَال إن لها فائدة نفسية عالية.

الإرهاب وعلم النفس

إذاً ما معنى هذا بالنسبة لـ سيكولوجية الإرهاب؟

كما يوحي الاسم، فإن نظرية الأداة للإرهاب تقترح أن أداة الإرهاب قد تكون بالنسبة لبعض الأفراد وفي ظل بعض الظروف مفيدة جداً من حيث الفائدة.

وفي مثل هذه الحالات، قد يُنظَر إلى الإرهاب على أنه مفيد في تحقيق أهداف بالغة الأهمية. إذ قد يشعر الفاعلون المعنيون أنه ليس لديهم وسائل أخرى مفيدة بنفس القدر.

إن أهداف الإرهابيين ووسائلهم المتاحة لها أهمية كبيرة في فهم سيكولوجية الإرهاب.

في ضوء هذه الأفكار، قد يكون من الممكن التفكير في طرق منوعة حيث يُستَخدم الإرهاب من قبل المنظمات المختلفة.

على سبيل المثال، الجماعات الإسلامية الطوباوية لديها عقائد ومعتقدات لا تترك مجالاً كبيراً للتفاوض أو الحوار أو صنع السلام.

بالنسبة لهم يمثل الإرهاب والعنف الوسيلة الوحيدة الممكنة. وبالنظر إلى مثل هذا الالتزام العميق بالعنف، فمن غير المرجح بأن أي شيء أقل من الهزيمة الكلية سيقنع الإسلاميين الطوباويين بالتخلي عن استخدامهم للإرهاب.

والوضع مختلف بالنسبة لمستخدمي الإرهاب الذين يمثل الإرهاب بالنسبة إليهم مجرد أداة واحدة من بين العديد من الأدوات المتاحة.

الحد من الإرهاب

إن سيكولوجية الإرهاب تشير إلى أن الإرهاب قد يزدهر بشكل خاص في ظل الظروف التي لا تتوفر فيها أدوات بديلة لتحقيق أهداف الفرد. والتي يكون لدى الفرد فيها اقتناع قوي بأن هذه الأهداف مهمة لتحقيقها.

ووفقاً لهذا الرأي، فإن تثبيط الإرهاب يرقى إلى إقناع الجاني بأن:

  1. هذه الوسيلة ليست مفيدة لتحقيق الهدف.
  2. هناك وسائل بديلة ووسائل أفضل لتحقيق أهداف معينة، وسيتم تنفيذها على حساب أهداف أخرى قد يكون من المفيد أيضاً تحقيقها.

اقرأ أيضاً: النبوءة المحققة لذاتها، أصلها وعلاقتها بباقي القوانين

المصدر: هنا

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: