يُعد اختيار عقاب الأطفال المناسب والصحيح جزءاً مهماً لسلوك أطفالك. ولكن اختيار العقاب الملائم لكل موقف بدون تساهل شديد أو قسوة مفرطة، قد يكون أمراً صعباً. خصوصاً عندما تكون مهمة الأبوة أو الأمومة على عاتقك وحدك.
إذا كنت تشعر بالقلق لأن استراتيجيات الانضباط التي تستخدمها الآن غير نافعة، عندها عليك إعادة التفكير بالعقاب الذي اخترته مسبقاً.
أنواع عقاب الأطفال
يُعلّم العقاب المناسب أطفالنا أنهم من يتحكمون بسلوكهم، حتى عندما لا نكون حاضرين لإزعاجهم. وهي مخصصة أيضاً لتتناسب مع مرحلة نمو كل طفل.
لذلك نحن لا نتوقع أبداً أكثر مما يستطيع أطفالنا أن يفعلوا.
هذه الأنواع من العقاب الفعال يمكن أن تنقسم إلى فئتين، العقاب الطبيعي والعقاب المنطقي.
عقاب الأطفال الطبيعي
هو الأمور التي تحدث من تلقاء نفسها كنتيجة لسلوك الطفل. فمثلاً فقدان هاتفك المحمول يعني أنه لم يَعُد لديك هاتف للاستخدام. أو مثلاً أن تنسى واجبك المدرسي، أي ستحصل على علامة صفر.
عقاب الأطفال المنطقي
هو خطوات نتخذها كآباء لمساعدة أطفالنا على رؤية أن اختيار السلوكيّات السيئة، يكون مصحوباً مع بعض الآثار الجانبية المزعجة.هذه ليست عقوبات لأنها ليست تأديبية.
العقاب المنطقي ليس ضاراً جسدياً أو عاطفياً. كمثال على ذلك، أن تجعل أطفالك يذهبون إلى الفراش في وقتٍ مبكر من المساء، بعد أن رفضوا الذهاب إلى الفراش في الوقت المحدد.
العقاب المنطقي مرتبط بالسلوك ومناسب للموقف.
أيضاً من المزعج جداً أنهم لن يرغبوا في المعاناة من نفس العقاب مراراً وتكراراً، لذا فهو بمثابة حافز لتغيير سلوكهم.
في كلتا الحالتين، تريد أن يرى أطفالك أنهم بالفعل يختارون عقابهم بأنفسهم في اللحظة التي يختارون فيها سلوكهم.ويمكنك القيام بذلك طريقتين.
الطريقة الأولى، التواصل مع أطفالك مسبقاً بشأن العقاب
عندما يسيء أطفالك التصرف يجب ألا يكون ما ستفعله لغزاً أبدا. أي يجب أن يكون لديهم فكرة جيدة عما هو قادم، استناداً على قواعد عائليّة محددة بوضوح.
يمكنهم أن يروا بهذه الطريقة كيف أن تجنب السلوك السلبي يعود بالنفع عليهم لأنهم يعرفون مسبقاً ما سيكلفهم.
الطريقة الثانية، البقاء هادئاً عندما يسيء أطفالك التصرف
عندما نغضب من أطفالنا بسبب سلوكهم، فإننا نجعل المسألة تتعلق بنا بدلاً من أن تتعلق بهم.
في الحقيقة إن فعل كل ما في وسعنا للبقاء هادئين يصدمهم، إذ إنّه يدل على جديّة المسألة.
كما أنه يزيل قدرة المقاومة التي تصرف انتباه أطفالنا عن التركيز على السبب الحقيقي الذي أدى للعقاب بسبب سلوكهم.
فيما يلي بعض الأمثلة على طرقة العقاب المناسب للأطفال حسب فئتهم العمرية.
عقاب الأطفال الرُّضّع
لا تحتاج إلى معاقبة الأطفال الرُّضّع أبداً، ومع ذلك ستكون هناك أوقات تريد فيها تغيير سلوك طفلك.
على سبيل المثال، لنفترض أنهم ينتزعون لعبة من يدي طفلك الأكبر، أو يرمون الملعقة على الأرض في محاولةٍ لجعلك تلتقطها مجدداً للمرة المئة. إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها.
غيّر نبرة صوتك
طفلك حساس للغاية لنبرة الصوت التي تستخدمها. لتغيير سلوكه بصوتك تحدث بنبرة مختلفة وأعمق، وعادةً ما تكفي كلمة “لا” مع إعادة توجيه طفلك للتصرف الصحيح.
أعد توجيه طفلك إلى نشاط مختلف
إذ إنها وسيلة جيدة لمساعدة طفلك على التركيز على شيء آخر. فمثلاً، أعطه شيئاً آخر ليلعب به عندما يحاول انتزاع لعبة من يدي طفلك الأكبر.
عقاب الأطفال الصغار
إضافةً للعقاب المذكور أعلاه للرُّضّع، يمكنك أن تستخدم الوقت المستقطع (المُهلة) كعقاب. كأن تضع طفلك في مكان منفصل، مثل الكرسي المخصص للمشي، لبضع دقائق.
لا يجب أن تستمر المهلة لفترة طويلة حتى تكون فعالة.
الحيلة هي التوقف عن الاهتمام بطفلك في الوقت المستقطع، إذ عليك أن تتجاهلهم كي تنفع.
ضع في ذهنك أن تساوي عدد الدقائق مع عمر طفلك، لذا فإنّ طفلاً يبلغ من العمر ثلاث سنوات ستعاقبه بمدة لا تزيد عن ثلاث دقائق.
عقاب الأطفال في سن ما قبل المدرسة
بالنسبة للأطفال في هذه المرحلة، سترغب في استخدام نفس التكتيكات التي استخدمتها عندما كان أطفالك صغاراً، أي كما ذكرنا سابقاً. ولكن مع إضافة مكافأة كشكر في حال التزامهم، أي حاول وضع الألعاب أو الامتيازات (أشياء يحبها طفلك) عند انتهاء وقت المُهلة.
ستحصل على نتائج أفضل إذا كانت اللعبة في الوقت المستقطع لفترة زمنية محدودة أو في حالة فقدان الامتيازات، وأن تكون الخسارة قصيرة المُدة.
الأطفال في سن ما قبل المدرسة ليسوا كباراً بما فيه الكفاية لتحفيزهم بشيء ما على بُعد أيام.
عقاب الأطفال في سن المدرسة
بالإضافة إلى التكتيكات التي استخدمتها لمرحلة ما قبل المدرسة، سترغب أيضاً في اختيار جوائز أكثر تأثيراً، لتحفيز أطفالك كي يحصلوا عليها مجدداً بعد انتهاء العقاب.
على سبيل المثال، العودة من اللعب في وقت أبكر، أو تقصير وقت مشاهدة التلفاز أو وقت استخدام الحاسوب.
عقاب الأطفال في سن ما قبل مرحلة المراهقة، 9 – 12 سنة
في هذه المرحلة، يجب عليك أن تحدد العقاب بإتقان، لأنه سيكون مهماً حقاً لأطفالك في هذه المرحلة.
على سبيل المثال، منعهم من استخدام الهاتف المحمول، أو منعهم من قضاء الوقت على ألعاب الفيديو أو تقليل مدة قضاء الوقت مع الأصدقاء.
عقاب الأطفال في سن مرحلة المراهقة، 13 – 18 سنة
كما هو الحال مع الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة، يجب عليك أن تختار العقاب بعناية ليلائم المواقف والأشياء التي تُحدِث فرقاً كبيراً لهم.
على سبيل المثال، منعهم من استخدام فيسبوك، أو عدم السماح لهم بالخروج من المنزل أو الحد من الحريات التي اكتسبوها حتى هذه المرحلة.
تحتاج فقط اختيار نتيجة واحدة في كل مرة حتى تكون فعَّالة.
في المواقف التي يبدو فيها أن ابنك المراهق لم يفهم الفكرة، قد يكون من المفيد كتابة ما ستعتبره عقد بينكن وبين طفلك، يسرد أنواع العقاب التي يمكن أن يتوقعها نتيجةَ مخالفاتٍ شتى.
التعزيز الإيجابي
إنّ إنشاء لائحة من أنواع العقاب مهما كانت فعالة، لن يفيد إلا إذا سمحت لأطفالك أيضاً بمعرفة ما يفعلونه بشكل صحيح.
لذا تأكد من استخدام التعزيز الإيجابي مُتعمّداً بذلك الاحتفال بالسلوكيّات التي تريد أن يكررها أطفالك يوماً بعد يوم.
ضع في الحسبان أن أطفالك حقاً يريدون رضاك حتى لو لم يظهروا ذلك أبداً. وأنهم سوف ينقّبون عن الأشياء التي يمكن أن تثني عليها أو تشكرهم لأدائها حقاً.
المصدر: How to Choose Appropriate Consequences for Kids
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم