قبل أن تبدأ برؤية بعض الأشخاص، تعرّف على كيفية إدراكِ مدى استعدادك المواعدة بعد الطلاق. وفي حال كنت كذلك، فكّر بكيفية الالتقاء بأشخاصٍ جدد.
كما جميعُ الأمور المصيرية في الحياة، يمكن أن تكون تجربةُ الطلاق متعِبةً ومرهِقةً للغاية. إذ لا يخفى أنّ فكرةُ الانفصال عن أقرب شخص في حياتك أمراً مؤلماً، صعباً وموجعاً، بغضّ النظر عن مدة زواجك.
نأملُ أن تكون قد مررت بهذه التجربة وأنت على ثقةٍ كاملةٍ أنها الخطوةُ الصحيحة. وأن اتخاذك لها جاءَ بعد استقرار مشاعرك وإجابتك على كل ما كان يجول في ذهنك من تساؤلات، وبعد تحدّثك مع أطفالك بوضوحٍ حول هذا الموضوع.
من المحتمل أن تكون مهتماً بمواعدة أشخاصٍ جددٍ بمجرد أن تهدأ المشاعر الصّعبةُ الناجمةُ عن تجربة الطلاق. بالمقابل، هناك احتمالٌ بأن تحتار في كيفية البدء بشيءٍ لم تفعله منذ فترة طويلة!
كيف تعرف أنك مستعدٌ لـ المواعدة بعد الطلاق؟
هل تفكّر في البدء بالمواعدة؟ إذاً، قبل أن تبدأ بفعل ذلك بعد الطّلاق، من المهم أن تكون واثقاً من استعدادك للقيام بذلك حقاً.
إليك بعضَ الأسئلة الهامة التي يمكنك أن تطرحها على نفسك لتتأكد من أنه الوقت المناسب لخوض هذه التجربة الجديدة.
هل شعرت بالحزن على طلاقك ثم تجاوزت ذلك؟ وهل الوقت مناسب للبدء بـ المواعدة بعد الطلاق؟
لا توجد طريقةٌ سحرية للمرور بسلام في تجربة الطلاق، فبالنسبة للجميع، من الضروري أخذ وقتٍ كافٍ في التعامل مع نهاية العلاقة.
ربما قد لجأت للعلاج النفسي، أو شاركت عبر الإنترنت في مجموعاتِ الدعم مع من مرّوا بتجربة الطلاق، أو من الممكن أنك أمضيت وقتاً طويلاً للتعامل مع المشكلة بنفسك.
تكمن الفكرةُ الأساسية في أنه يمكنك البدء بالمواعدة فقط بعد أن تكون قد أمضيت الفترةَ السابقة في التعافي من الطلاق. وليس قبل ذلك، لأن انتظارَ البدء بالمواعدة لحين تجاوز فترة الحزن والتعافي من تجربة الطلاق هي الطريقةُ الوحيدة لتكون منفتحاً ومتاحاً نفسياً لقبول شخصٍ جديد في حياتك.
إلى أي مدى تَتَفهّمُ مسألة طلاقك؟ وهل أنت متقبّل لفكرة المواعدة بعد الطلاق؟
يؤدي أخذ وقتٍ جيدٍ في الحزن والتعامل مع مسألة الطلاق قبل المواعدة إلى نتائج أفضل. ومن الجيد أيضاً تخطّي أيّ مشاعرَ صعبةٍ تتعلق بها.
قد لا تكون راغباً في البدء بالمواعدة إن كنت تمرّ بتجربة انفصال. إذ قد تعود لتتفاهم مع شريكك قريباً، أو من الممكن أنك لا تزال تأمل في التصالح مع شريكك السابق.
ستعمل فكرة المواعدة بشكل أفضل إذا كنت متقبّلاً ومرتاحاً لحقيقة أن زواجك قد انتهى بالفعل.
بحال أنك لم تصل إلى هذه المرحلة بعد، فلا بأس بذلك. فالتروّي قليلاً حتى التعافي قبل البدء في المواعدة قد يكون نافعاً للغاية.
هل أنت متأكدٌ تماماً بشأن ما تبحث عنه وتريده؟
أنت الآن أكبرُ سناً مما كنت عليه حين كنت تبحث عن شريكٍ عاطفي آخر مرةٍ. لذا لا شك أن الكثيرَ قد تغير فيما يتعلق بما تحتاجه في شريكك الآن.
لكي تقوم بالمواعدة بنجاحٍ، يجب أن تمتلك فكرةً قويةً عما تبحث عنه في الشريك العاطفي الجديد. لذا قبل أن تبدأ في المواعدة، يجب أن تضمن معرفة مايلي:
- الخطوط الحمراء والحدود التي لا يجب تجاوزها من قبل شريكك المستقبلي.
- الصفات التي تفضّلها في الآخرين.
- طرق وأساليب التواصل التي تفضّلها والتي لا تفضّلها.
- موقفك إن كنت مع أم ضد أن يكون لشريكك أبناء.
- إعادة تحديد ما تحبّذه في الأشخاص الذين تريد مواعدتهم، مع مراعاة ذلك مع عمرك الحالي.
- إن كنت تريد علاقةً جدية أم لا.
- ماهية شعورك تجاه مواعدة شخصٍ قد يواعد أشخاصاً آخرين.
كيف تقوم بالمواعدة؟
عندما تنتهي من التعامل مع علاقتك العاطفية السابقة، وتشعرَ بالاستقرار حيالها. وتصبح واضحاً بشأن ما تبحث عنه في العلاقة الجديدة، ستكون في وضعٍ مناسبٍ للبدء في المواعدة.
قد تتساءل كيف يمكنك فعل ذلك بالضبط، إليك بعض الطرق المعروفة لبدء التعرف على أشخاصٍ جدد.
تطبيقات المواعدة
غالباً ما يكون اللجوءُ إلى استخدام تطبيقاتٍ للعثور على أشخاص تواعدهم خطوةً جيدة للبدء.
كن على علمٍ أن التطبيقات تختلف بين بعضها من حيث طريقة استخدامها وما تهتم بعرضه خلالها. أحد هذه التطبيقات هو تطبيق (Match)، صُمَّم بشكلٍ خاص للأشخاصِ الذين يبحثون عن علاقاتٍ طويلة الأمد. بينما يُعد تطبيق (Tinder) خياراً أفضل إذا كنت تريد علاقةً جديدة غير رسمية.
اختر التطبيق الذي تريده، ثم سجّل دخولك فيه بناءً على ما تبحث عنه، وضَع معلومات حسابك الشخصيّ بطريقةٍ صادقةٍ وواضحة.
كن صريحاً بشأن ما تبحث عنه في علاقتك العاطفية بحيث تتوافق مع الأشخاص الذين يبحثون أيضاً عن نفس ما يرغبون به في علاقاتهم.
اختر صوراً جميلةً تحبّها، وتأكد من أنها تعرض هيئتك الحالية، وقم بتحديد مواعيد اللقاء في أماكنَ عامةٍ دون الكشف عن عنوان سكنك. لا تتغاضى عن حجب رقم هاتفك قبل أن تحدد موعداً مؤكداً. إذ تحتوي بعض تطبيقات المواعدة على الكثير من المحتالين، لذا تجنب الإفصاح عن معلوماتك الشخصية.
المشاركة في الفعاليات الاجتماعية
هناك خيارٌ إضافي وبسيطٌ جداً للعثور على أشخاصٍ تواعدهم قد تجده في مجالاتٍ حياتية تشارك أنت فيها بالفعل. إذ يمكنك الذهابُ بانتظام للمشاركة في الفعاليات الرياضية لطفلك، أو حضورُ حفلةٍ في الحي الذي تسكنه.
تمثل هذه الفعاليات فرصةً مناسبةً لمقابلة أشخاص لتواعِدهم. إذا كنت خجولاً حيال المبادرة والحديث مع الغرباء، أخبر الأصدقاء مسبقاً أنك تحاول المواعدة من جديد. واسألهم إن كانوا لا يمانعون في تقديمك إلى أحد أصدقائهم العازبين الذي يعتقدون أنه قد يكون مناسباً لك.
حضور دروسٍ تدريبية لمختلف المجالات
غالباً ما تبعث مرحلة الانفصال على تعلّم هواياتٍ واهتماماتٍ جديدة وعلى الشعور بالحرية في اكتشاف الأمور التي نحبّ القيام بها بأنفسنا، وقد يجد بعض الأشخاص أن اهتماماتهم قد تغيرت عمّا كانت عليه في الماضي.
إذا أردت تجربةَ شيء ما، فابحث عن فصولٍ تدريبيةٍ محلية لذلك والتي يمكن أن تشمل التصوير الفوتوغرافي، الرقص، الطهي، أو أي شيء ترغب في متابعته؛ ثم حاول أن تكون منفتحاً للتعرف على أشخاصٍ جُددٍ في هذه الجلسات التدريبية.
الشيء الإضافي والجيّد هنا هو معرفتك منذ البداية بأنك تتشارك الاهتمام ذاته مع الآخرين الموجودين.
ترتيب اللقاءات
هناك تطبيقاتٌ مخصصةٌ لهذا الغرض، مثل تطبيق (Meetup)، حيث يقوم بربطك مع الأنشطة التي تحبها وتستمتع بها، وبالتالي مع الأشخاص الذين يمكنك ممارسة هذه الأنشطة معهم.
تُعد هذه الطريقة حلاً ممتازاً لمقابلة أشخاصٍ جدد للمواعدة، و تكون بعض اللقاءات مخصصةً للأشخاص العُزَّاب أو المطلّقين.
قم باختيار التطبيق الذي يخدم منطقتك، وكن حاضراً في اللقاءات التي يمكنك التمتع بها، حتى لو لم تذهب لتقابل شخصاً جديداً.
غالباً ما تتواصل هذه المجموعات مع بعضها عبر التراسل النصي خلال فترات الاستراحة بين اللقاءات، وهو أمر رائع في حال كنت تبحث عن أصدقاءَ جدد أو معارفٍ لديهم نفس هواياتك واهتماماتك.
بعض النصائح للخروج في موعد غرامي والمواعدة بعد الطلاق
عندما تجد الشخص الذي تهتم بمواعدته، فإن الخطوة التالية هي مقابلته شخصياً، ومنها نرشدك إلى بعض النصائح حول كيفيةِ مواعدةِ شخصٍ جديد.
اتبع حدسك
تذكّر أن الحدس يساعدنا بشكلٍ جيد عموماً، إذا شعرت بعدم الراحة تجاه شخصٍ ما، فإن أفضل أمرٍ عليك فعله هو إلغاءُ هدفك المحصور بمواعدة هذا الشخص.
المهم هو ألا تقوم بشيء تشعر أنه خارج نطاق راحتك أبداً، فقط اِقبل فعل الأنشطة التي تريد تجربتها حقاً.
دع حدسك يرشدك إلى الوقت الصحيح لمواعدة شخصٍ ما، وحدد إذا كنت تريد الاستمرار في مقابلته أم لا، والوقت المناسب لإخبار أطفالك عن ذلك وأيّ أمر آخر يمكن أن يبرزَ فيما بعد.
أن تكون عازباً هي الفرصة المثالية لتعرف نفسك، احتياجاتك ورغباتك الخاصة أكثر من أي وقتٍ مضى، لذا، خذ الوقت الكافي كي تتواصل مع أحاسيسك الداخلية، وتعلّم أن تكون مرتاحاً في الاستماع لها.
خذ الأمور برَويّة
سواء أكان زواجك ثمرةَ قصة حبّ كبيرة، أم كانت مشاعرك تتدفق ببطء واستغرقتَ فيها سنواتٍ من المواعدة قبل الخطوبة، من الجيد أن تتمهّل في الأمور المتعلقة بالتعرف على أشخاص جُدد بعد الطلاق.
قد تنتابك مشاعرٌ لم تتوقع أن تمر بها، وتكتشف بأنك لم تتجاوز شريكك العاطفي السابق تماماً كما كنت تعتقد.
إن أخذ الأمور ببطء ورويّة في علاقتك الجديدة يوفر لك المساحةَ الكافية للقيام بأي خطوةٍ شخصية خلال مسيرة حياتك. فعندما تتسرع في الارتباط غير المدروس وتدرك بعد إذٍ أنك بحاجةٍ إلى بعض الوقت، ستتراجع فوراً عمّا عزمت على فعله في محاولةٍ للخروج من الموقف.
كُن مدركاً أنه لا داعي للعجلة نهائياً، قابل أشخاصاً كما تفضل وبطريقتك الخاصة، وتعرّف عليهم بالأسلوب الذي يبعث على راحتك.
كن واضحاً بهذا الأمر مع أطفالك
من الجيد أن تدعَ أولادك يعلمون بأنك تحتاج مقابلةَ شخص جديد. برغم هذا، قد يكون الأمر معقَّداً بالنسبة لهم،وسيكون من الصعب عليهم تقبّل وجود أشخاص جُدد في حياتهم.
لذا، قبل أن تواعد وتقدّم شريكاً جديداً لأبنائك فجأةً، من الأفضل أن تحرص على مصارحتهم أنك تنوي مواعدة شخصٍ كعلاقةٍ جديّة.
الطريقة الأمثل لضمان حدوث ذلك بشكل سليم هي التأكد التام من تكوين علاقةٍ متينة مع شريكك، إذ يوصي الخبراء بأن تدوم علاقتك معه على الأقل ستة أشهرٍ من المواعدة قبل أن تقدّمه لأطفالك.
كن صريحاً دائماً بشأن وجود أبناءٍ لك أمام شريكك، ولكن خذ الوقت الكافي لخلق علاقةٍ سليمةٍ بين شريكك الجديد الذي تواعده وبين أطفالك.
المصدر: How to Start Dating After Divorce
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم