قد تربكك عبارة “ما لا ينبغي قوله لمعالجك النفسي” لدرجة تعيق تقدمك في العلاج. لذا بعيداً عن اللف والدوران، عندما يتعلق الأمر بالتحدث مع معالجك، فهناك عدد قليل جداً من المواضيع التي لا يتم نقاشها معه.
بالتالي من المهم أن تحضر جلساتك بعقلية الانفتاح وقابلية التأثر السريع، أي بما معناه أن تكون متقبلاً لفكرة إظهار الجانب الضعيف منك تماماً أمام المعالج، سواء كانت تلك الجلسات عن طريق الانترنت أو غير ذلك.
وفيما يلي بعض العبارات الشائعة التي يميل المعالجون إلى سماعها من عملائهم، مع ذكر السبب الذي قد يجعلها تعيق تقدمك:
“أشعر أنني أتحدث كثيراً”
تذكر أن هذه الساعة أو الساعتين من الوقت مع معالجك هي وقتك ومساحتك الخاصة. إذا ذهبت إلى جلسة العلاج في يوم ما وكان لديك الكثير من الأفكار والأشياء لتقولها، فاسمح لنفسك بالتحدث عما يدور في ذهنك.
بدلاً من الشعور بالسوء بسبب “التحدث كثيراً”، يمكنك أن تقول شيئاً مثل، “لدي الكثير من الأشياء التي أريد مشاركتها. أنا أقدر استماعك لي. أنا أعمل على تحديد أهم النقاط لمشاركتها معك”.
تقول جيني ماري باتيستين (Jennie Marie Battistin)، معالجة زواج وأسرة مرخصة (LMFT) والمديرة الطبية ومؤسسة Hope Therapy Center في بوربانك، كاليفورنيا: “قد يكون من المريح تفريغ كل أفكارك في بيئة آمنة وبدلاً من الاعتذار، توقف قليلاً وخذ نفساً عميقاً. بعد ذلك، فكر فيما إذا كنت تتحدث عن عدة أحداث سطحية لتجنب الدخول في قضايا أعمق، أو إن كنت لا تشعر بالارتياح بشأن سؤال تم طرحه”.
إذا انتهى بك الأمر إلى الانحراف إلى أي من الأمور المذكورة أعلاه، فإن المعالج الخاص بك مجهز للمساعدة في توجيهك مرة أخرى إلى نقطة التركيز.
“أنا الأسوأ، لم أقم بما كلفني المعالج به”
في كثير من الأحيان، سوف يكلفك المعالج الخاص بك بمهمة أو وظيفة في نهاية جلستك، ويطلب تقريراً لها في الجلسة القادمة. من المهم إعطاء الأولوية لهذه المهمة، لكن إذا لم تكن قادراً على إنجازها يمكن تقدير وتفهم ذلك أيضاً.
تقول باتيستين، بدلاً من محاولة التخلص من هذا الشعور بالذنب أو حتى تجنب الدخول إلى الجلسة على إثره، حاول الوصول إلى جوهر السبب الذي منعك من إلغاء مهمتك من قائمة المهام. ربما واجهت صعوبة في إدارة وقتك هذا الأسبوع أو في فهم أهمية الوقت ذاته. ربما كانت المهمة صعبة لدرجة وجدت أن تريثك واتخاذ خطوات صغيرة في البداية لحلها أفضل.
مهما كانت الحالة، يمكنك أنت ومعالجك التحدث عنها والعمل عليها خلال جلستك. قد يقترح عليك حتى القيام بالمهمة أثناء جلسة العلاج الفعلية، إن أمكن ذلك.
تقول جيني ماري باتيستين: “تذكر أن العلاج هو مساحتك الخاصة، وأنت قائد عملية التطور والتغيير التي تطمح إليها. المهمة المنزلية التي يوكلها المعالج إليك هي أمر اختياري في كثير من الحالات، والهدف منها المساعدة في تحسين عملك في العلاج. وتذكر أن المعالج الخاص بك لا يحكم عليك، وليس من المفيد أن تحكم على نفسك أنت أيضاً.”
“أنا آسف بسبب التعبير عن مشاعري”
“يجب أن يوفر العلاج مساحة آمنة للتعبير عن مشاعرك المسالمة، وإيجاد آليات الدعم والتأقلم المناسبة لك” ، كما تقول الدكتورة إندرا سيدامبي (Indra Cidambi)، طبيبة علم النفس السريري، والمديرة الطبية/مؤسسة مركز العلاج الشبكي (Center of Network Therapy).
وتضيف “لا بأس في التعبير عن المشاعر، المعالج النفسي الخاص بك مدرب على مساعدتك وإرشادك إلى مكان أفضل”.
“أنا دائماً أتحدث عن نفسي فقط”
حسب قول باتيستين، عندما يكون المريض جديداً على العلاج النفسي، فمن الشائع أن يعاني من الشعور بوقاحته بسبب إجراء المحادثة من طرفه فقط.
عندما نتحدث مع الأصدقاء يكون لدينا حوار متبادل، بائتالي قد يكون من المحرج بعض الشيء أن تكون وحدك من يتحدث، أو يناقش أفكاره ومشاعره. لتقليل ذاك الشعور، أبقي في ذهنك أن محور العلاج هو التحدث عن نفسك.
“لا أصدق أنني قلت لك ذلك!”
تقول باتيستين: “قد يشعر المريض بالحرج من المعلومات التي شاركها في الجلسة الحالية أو التي سبقتها. هذا الإحراج قد يقوده نحو الشعور بعدم الارتياح والحزن. يمكن للمعالج الجيد توكيد مشاعر العميل وخبراته. ومساعدتهم في تجنب حالة عدم الارتياح تلك”.
وتقول إنها تذكّر عملائها في كثير من الأحيان بأنها لا تحكم عليهم، وأن جلسة العلاج هي المساحة المتاحة لهم ليكونوا منفتحين وصادقين.
فكر في الأمر بهذه الطريقة: العلاج هو مسرحك الخاص، وأنت الكاتب. المعالج الخاص بك هو المنتج الذي يساعد في إرشادك لتعيش الحياة التي تريد أن تعيشها من خلال طرح الأسئلة وتوكيد مشاعرك ومراقبة أفكارك.
اسمح لنفسك بالانفتاح بحرية حتى يتمكن معالجك من التعرف على عالمك ومساعدتك في إنتاج النسخة الأفضل من قصة حياتك.
“لن ينجح العلاج معي”
هذه العقلية شائعة لدى الأشخاص الجدد والذين لم يفهموا بعد آلية العلاج الكاملة ومدى قوته. وشائع بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يكافحون للخروج من تحت جناح السيطرة، وأيضاً لدى الأشخاص الذين يبدأون العلاج بمفاهيم مسبقة عن “نوع” الأشخاص “الذين يحتاجون” إلى العلاج.
النبأ السار هو أنك بدأت رحلة العلاج، ومن الطبيعي جداً أن تقول شيئاً مثل “أخشى أن العلاج لن ينجح معي” أو “لست متأكداً من شكل العلاج أو ما إذا كان مناسباً لي”.
يمكنك حتى أن تقول، “أنا متردد بشأن سيطرة شخص آخر، لذلك قد تجدني أعارض اقتراحاتك أحياناً”، ممما يتيح لمعالجك فهم طريقة تفكيرك ومساعدتك بشكل أفضل في العمل من خلالها لتحقيق النجاح.
أشياء أخرى يجب تجنبها
بالإضافة إلى محاولة حد أو إعادة صياغة الأفكار التي وردت أعلاه خلال جلسات العلاج الخاصة بك، هناك بعض الموضوعات والسلوكيات التي تعد خارج حدود “المسموح” بمناقشته بينك وبين معالجك. من ضمنها المحادثات السرية حول المرضى الآخرين الذين يقصدون معالجك ذاته، والمحادثات العاطفية (أو نشاط) تجاه بعضهم البعض، وأيضاً إظهار الحساسية للثقافة أو الجنس أو العرق أو الجنس أو الهوية.
يجب أيضاً كبح مشاعر العنف، لذا إن شعرت بها بالفعل، أخبر معالجك بها، ثم يمكنكما العمل معاً لتوجيه تلك الأفكار نحو مسارات فكرية أكثر واقعية (وعواطف صحية وأكثر صدقاً على الأرجح).
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المعالجين عدم إطلاق الأحكام أو نقدهم لك أو للآخرين، أو تقديم مشورة غير مرغوب فيها، أو التحدث بمصطلحات مهنية يصعب اتباعها. يجب عليهم أيضاً أن يزرعوا مساحة تشعر فيها بالقدرة على الانفتاح ومشاركة أفكارك.
نصيحة
الآن بعد أن تعرفت عى ما لا ينبغي أن تقوله لمعالجك النفسي، يجب أن تعلم أن العلاقة الجيدة التي تجمع بين المريض والمعالج هي تلك التي يشعر بها المريض بالاحترام والأمان والأهمية.
وبناء الثقة بين المعالج ومريضه، من شأنها أن تسرّع التقدم في العلاج، وجعل المريض مرتاحاً أكثر لفكرة إظهار ضعفه وتعرية أفكاره أمام المعالج.
بالطبع قد يحتاج الأمر الممارسة ويستغرق وقتاً لذا كن صبوراً وعامل نفسك بالحسنى.
اقرأ أيضاً: هل عليك إخبار المعالج النفسي كل شيء؟
اقرأ أيضاً: هل يجب أن أحب معالجي النفسي؟
اقرأ أيضاً: الأسئلة المفتوحة في العلاج النفسي، أنواعها وفعاليتها
المصدر: What Not to Say to Your Therapist
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم