متى وكيف تقول “لا”؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يتردد الكثير منا في قول لا للآخرين. بالاستعانة بنصائح واعية فإن قول لا هو مهارة ذكاء عاطفي يمكن  للجميع اتقانها حقاً!”

لا يعد قول “لا” صعباً فقط بل معقداً حتى؛ على الرغم من أنها كلمة مكونة من حرفين فقط. و بالنسبة للكثير منا، قول “لا” ليس محرجاً فقط بل خاطئاً أيضاً.

لذا، عندما يطلب منك أحد أن تقوم بأي شيء قد تنفجر قائلاً ” أجل! بالطبع ! بالتأكيد! من دواعي سروري !”، ولكنك قد تشعر العكس في الواقع، فربما تفضل أن تؤدي آلاف الأشياء الأخرى أو ربما أنت راض عن قولك “نعم” ولكنه ليس الأفضل ضمن حيز يومك أو لصحتك النفسية.

فإليك الأخبار السارة: يعد قول “لا” مهارة يمكن صقلها، فكلما قلت “لا” أكثر، كلما شعرت بأنها أمر طبيعي أكثر. وهناك عدة طرق لبناء مهارة قول “لا” في مختلف المواقف، وحتى ولو شعرت بأنك تبدأ من الصفر.

لماذا يصعب قول “لا”؟

يجب أن تدرك في البداية أنك لست وحدك من يشعر أن قول كلمة “لا” يشكل تحدياً بالنسبة له.

حسب ما كتبته عالمة النفس الاجتماعي الدكتورة فانيسا كيه بونس ( Vanessa K. Bohns) في مراجعة أبحاث عام 2016 تختبر فيها (تأثير الناس على الآخرين)، ” يوافق العديد من الناس على تلبية الطلبات حتى ولو لم يحبّذوها فقط لتجنب شعور قول “لا” غير المريح.”

إذ وجدت سلسلة من الدراسات الصغيرة، التي نُشرت في عام 2014 ، أن العديد من الناس عندما يُطلَب منهم أمر ما، سوف يقبلون ويرتكبون أفعالاً غير أخلاقية، مثل قول كذبة بيضاء أو إفساد كتاب، حتى ولو شعروا بأن هذه الأفعال ليست سليمة.

تقول الدكتورة إيميلي أنهالت (Emily Anhalt) وهي طبيبة نفسية سريرية، ومؤسس مساعد لـ (Coa)، نادي اللياقة النفسية على الإنترنت، نظراً لأننا كائنات اجتماعية تريد أن تكون جزءاً من القطيع، وتريد أيضاً أن تنشئ علاقات، نوافق وبقوة حتى لا يرانا الآخرون أشخاصاً معقدين أو يصعب إرضاؤهم.

بينت الدكتورة نيكول واشنطن (Nicole Washington)، الطبيبة النفسية المعتمدة في مجلس الإدارة ورئيسة الأطباء في شركة إلوسين للخدمات النفسية، أننا لا نرغب بأن نخيب أمل صديق مقرب أو أن نجرح مشاعر شخص ما. 

من الأسباب الأخرى وراء كلمة نعم هو ماضينا

وفقاً للدكتورة أنهالت، ربما لم تتعلم الدفاع عن نفسك خلال نشأتك. وتابعت: “من الممكن أيضاً أن تقول نعم لأنك تود المساعدة بشدة لكنك نسيت أن قدرتك على استيعاب الآخرين ليست منهلاً لا ينضب”. 

في مواقف أخرى، ضمن العمل مثلاً، قد نقلق من أن قول “لا” سيخلق شكوكاً حول قدرتنا على إنجاز مهمة معينة، بمعنى آخر نعتقد بأن الرفض يجعلنا نبدو غير كفوئين بحسب الدكتورة واشنطن

لماذا قول “لا” هو شيء جيد؟

عندما تعاني في قول “لا” في المواقف الشخصية أو المهنية ، فمن المفيد تذكر أن ترك الأشياء تمضي له دور في الحفاظ على الذات. تقول الدكتورة واشنطن: “إن قول لا هو واحد من أفضل أشكال رعاية الذات التي يمكن الانخراط بها”.

وقد لاحظت أن قول لا يدعمنا في:

  • إيجاد مساحة في جداول المهام المترتبة على عاتقنا للراحة وإعادة شحن طاقتنا.
  • الانخراط في الأنشطة التي تتماشى بالفعل مع أهدافنا الحالية.
  • الحفاظ على الحدود مع الأحباء والزملاء.

وفي النهاية، يمنحنا  قول “لا”  قدرة أكبر على التنقل في حياتنا، و فرصة لتأسيس حياة مُرضية وذات مغزى بشروطنا الخاصة، حسب قول الدكتورة أنهالت. وبما أننا نعي أننا لا نملك السلطة سوى على أنفسنا، دعونا نختبر تلك السلطة.

الوقت المثالي لنقول ” لا” حقاً

نقول “نعم” أحياناً لأننا لا نعرف ماذا نريد، ونحتاج ببساطة إلى استجماع أنفسنا بما فيه الكفاية للتحدث في أحيان أخرى. في الحالتين، فيما يلي ما يمثل تصريح الموافقة على البدء بالتفكير في الوقت المثالي للرفض، إذ يجب أن تسأل نفسك هذه الأسئلة لبدء عملية الاستكشاف عندما تتردد في الاستمرار:

هل سيمنعني قول نعم من التركيز على شيء أكثر أهمية ؟

  • هل يتوافق هذا المشروع أو الفرصة أو النشاط المحتمل مع قيمي ومعتقداتي وأهدافي ؟
  • ما هي قيمي الجوهرية ومعتقداتي وأهدافي الحالية ؟
  • هل قول نعم يجعلني أكثر تعباً أو إرهاقاً ؟
  • هل قول نعم سيكون جيداً لصحتي النفسية ؟ أم أنها ستزيد أعراضي سوءاً ؟
  • متى وافقت وانتهى بي الأمر بالندم في الماضي ؟
  • عندما أكون أقرب لقبول طلب أود أن أرفضه، كيف يمكنني تقليل هذه التحديات ؟

سيساعدك التعامل مع معالج مختص أيضاً، إذا كان ذلك متاحاً لك بالإضافة إلى استكشاف الأسئلة المذكورة أعلاه. تقول الدكتورة أنهالت: “يمكن للمعالج المختص مساعدتك في تحديد ما تحتاجه وما الذي يمنعك عن الدفاع عما تحتاجه.”

قول لا بطريقة لطيفة

إليك أمراً رائعاً آخر يتعلق بقول لا: بوسعك أن ترفض الطلب بينما تظل لطيفاً ومقدراً ومحترماً، و ستجد أدناه إطار عمل بسيطاً بلا جلبة لقول “لا” مع أمثلة من الحياة الواقعية.

كن واضحاً كالشمس

يمكن  للإجابة المتذبذبة أن تجعل المحادثة مُحرجة ومربكة بالنسبة إلى الشخص الذي يطلب أمراً ما، قد يظن: “هل يريدون أن أقدم اقتراحات أو تسهيلات أخرى ؟” أو “هل هم مهتمون بالعرض ولكنهم يفضلون التفاوض ؟” يتيح الرفض المتذبذب كذلك الفرصة أمام الأشخاص الذين يصعب إرضاؤهم أن ينهالوا عليك بمطالبهم.

تشجعنا واشنطن باختصار بقولها: ” كن واضحاً برفضك، بحيث لا تترك مجالاً للتساؤلات حول ما تحاول قوله.”

طرق لطيفة و واضحة للرفض:

  • “لسوء الحظ ، سأضطر إلى تجاوز هذا الطلب”.
  • “آسف يا صديقي، ولكنني لست قادراً على ذلك”.
  • “للاسف، لا يمكنني”.
  • “شكراً، ولكن هذا لن يجدي نفعاً معي”.
  • “لا، لست قادراً على القيام بذلك”.

عبارات يجب تجنبها عند الرفض:

  • “امممم ، لا أدري”.
  • “لست متأكداً”.
  • “من الصعب القول”.
  • “حسناً ، ربّما يمكنني القيام بهذا، ولكن “.

اِبداء الامتنان الصادق إزاء الطلب

 ربما تعاني من صعوبة في قول لا ، لأن الطلب أو الشخص الذي يقدم الطلب يعني لك الكثير،

وأنت ممتن بصدق لأنه اختارك أنت ليطلب منك، لذا من الطبيعي أن تشعر بالسوء لقولك لا.

 بشتى الوسائل، اظهر تقديرك للشخص الآخر، ولكن ابق حازماً تجاه موقفك.

للإعراب عن الامتنان

  • “شكراً لأنك فكرت بي!”
  • “يشرفني هذ!”
  • “أنا أقدر طلبك كثيراً “
  • “أن تلجأ إلي حقاً يعني لي الكثير”.
  • “أنا ممتن لك جداً”.
  • “وقتاً آخر؟ أرجوك لا تتردد في الطلب مني لاحقاً فربما أكون قادراً على تلبيتك “.

أعط تبريراً مختصراً لو أردت

أدرك جيداً أن “لا” يمكن أن تشكل جملة كاملة بحد ذاتها. لكن توصي واشنطن بأنه إذا كنت ترغب في تقديم تفسير، فليكن قصيراً ولطيفاً.

أحداث يومية

“شكراً جزيلاً لك على دعوتي الى الحفلة!، ولكنني لن أكون قادراً على الحضور لأنني سأستغل عطلة نهاية الأسبوع لاستجماع قوّتي بعد هذا الأسبوع الشاق. ستكون حفلة رائعة على ما يبدو.. استمتعوا بوقتكم!”.

ـ “أقدر هذه الفرصة حقاً ولكن لسوء الحظ أنا مشغول طوال الشهر.  شكراً لك مرة ثانية على الطلب “.

اقترح بديلاً

في بعض الأحيان، قد ترغب في أن تقول نعم ولكن التوقيت سيئ، أو هناك سبب آخر يمنعك من القبول و لكنك ترغب بذلك في المستقبل. إذا كان الأمر كذلك، فإن واشنطن تقترح تقديم بديل تشعر بالارتياح تجاهه (وواحد يلبي احتياجاتك).

أحداث يومية

“أنا حقا أقدر طلبك مني أن أكون موجوداً في البث الخاص بك ولكنني أخشى أنني سأرفض،  لأنني لا أُجري أي مقابلات بينما أكتب كتابي، ولكن مع ذلك أرجو معاودة التواصل معي  في شهر أيلول”.

“يشرفني أنك تريد مني أن أكون جزءاً من مشروعك ولكنني مشغول للغاية للأسف. سأكون سعيداً في المشاركة لو استطعنا تأجيل الموعد لبضعة أسابيع.”

“للأسف، لست قادراً على إعداد اللازانيا خاصتي والتي أتقنها، ولكنني سأكون سعيداً بتناول الطعام في الخارج”.  

“أنا آسف حقا لأنك تمر بمثل هذا الوقت العصيب. صحيح أنه لا يمكنني البقاء طوال عطلة نهاية الأسبوع ولكنني متفرغ في الوقت الحالي؛ فكيف يمكنني أن أساعدك الآن؟ “

اعرض مورداً آخر

تقول أنهالت : “إذا كان لديك الوقت والرغبة والعلاقات مع الآخرين، فاقترح شخصاً آخر أو مصدراً آخر قد يبحث فيه”. مشاركة الاقتراحات الأخرى تعني أنك ما زلت تقدم المساعدة وهي قيمة أساسية للعديد من الأشخاص. 

أحداث يومية

“شكراً جزيلاً لك على دعوتك لي من أجل التحدث في الفعالية الخاصة بك ، إنه لأمر رائع! ولكنني لست في وضع يسمح لي بالتحدث في المناسبات الخيرية في الوقت الحالي ، لذا سيتوجب على الرفض. ولكن إليك بعض الزملاء الذين قد يهمهم هذا الأمر “.

“شكراً لك على ثقتك بقدرتي على مساعدتك في التحرك! ولكن لسوء الحظ،  ركبتي تؤلمني مرة أخرى، لكنني أعرف بعض طلاب الكلية الذين هم بحاجة إلى وظائف صغيرة. أستطيع إيصالك بهم معهم والمساهمة في التمويل “!. 

الوقت المثالي لاستخدام “ربما” كرد مثالي

قد لا تكون متأكداً مما تريد فعله في بعض الحالات، وربما هي فرصة رائعة لإعادة ترتيب جدولك. فقد ترغب في مساعدة صديق ، لكنه ليس طلباً سهلاً.

فكما تقول واشنطن، اكتشف ما تريد فعلاً قبل أن تقول “لا”، أو ما إذا كانت تبدر منك هذه الكلمة بصدق ونضج أم  هي مجرد وليدة اللحظة؟

على سبيل المثال، ليس لديك الطاقة و القدرة العقلية اللازمة لمشروع عمل ممتع الآن، ولكنك تعتقد أنك ستفعل ذلك في الشهر المقبل، و تحتاج إلى الوقت للتفكير في الأمر،  لذا خُذ وقتك على أية حال.

تشير واشنطن إلى ضرورة الأخذ في عين الاعتبار الآثار السلبية والإيجابية لقبول الطلب أو رفضه. وكما تلاحظ: “يمكن لأخذ نفس وبضع الدقائق إتاحة فرصة أن يكون رفضك مدروساً، وربما تمنعك من الـ “نعم” المتذبذبة، أو حتى الـ “لا” المتسرعة.”

خلاصة

يعد قول “لا” صعباً بالنسبة للكثير من الناس. لذا فإننا نتسرع في قول “نعم” دون تفكير على الطلبات التي نفضل رفضها وكثيراً ما يؤول بنا الأمر إلى الندم عليها.

تقول أنهالت: ” نعتقد أحياناً بأننا نحمي الآخرين بقول “نعم” عندما نريد أن نقول “لا” ، و لكن أن نكون شفافين وواضحين حول مشاعرنا واحتياجاتنا وحدودنا يقودنا إلى علاقات أصح وأكثر مصداقية.”

قول “لا” وتقدير مشاعرك واحتياجاتك وحدودك يسير بك نحو شخصية  أكثر صحة أيضاً.

لحسن الحظ، هو مهارة يمكن لأي شخص أن يصقلها فالسر هو الاستمرار في ممارسته قول “لا”.

اقرأ أيضاً: الأدوار الجندرية، تعريفها، أهميتها والتأثيرات الناجمة عنها

المصدر: How and When to Say No

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: