تحدث مغالطة “الاستنتاج الإيجابي من مقدمة سلبية” عندما يُشتق استنتاج يؤكد بشكل إيجابي شيئاً من مقدمة سلبية. هذا الخطأ المنطقي يخلق تناقضاً، لأن النتيجة التي يتم تأكيدها لا تدعم منطقياً المقدمة المنفية في البداية. أي ببساطة هناك انفصال بين ما يُنفى في المقدمة وما يُؤكد في نهاية الاستنتاج أو الجملة، مما يؤدي إلى ادعاء غير منطقي أو غير مدعوم.
قد تكون هذه المغالطة محيرة ومربكة وغير شائعة في المواقف اليومية، وتستغرق وقتاً حتى تُفهم بشكل كامل ويستطيع الشخص تمييزها في الحياة اليومية.
مثال
الموقف: يقول المعلم للطالب، “إن لم تكمل واجباتك المدرسية، فلا يمكنك حينها فهم المادة بشكل جيد”. ما فعله الطالب لاحقاً هو عدم إكماله لواجباته الدراسية!.
ارتكاب المغالطة: “لم أكمل الواجب، إذاً يجب أن أفهم مادة أخرى بشكل أفضل”.
الشرح: هذه مغالطة الاستنتاج الإيجابي من مقدمة سلبية لأن الطالب يؤكد فهماً إيجابياً لمادة مختلفة (استنتاج إيجابي) استناداً إلى عدم إكمال الواجب (مقدمة سلبية). إذ أنّ الاستنتاج لا يتبع المقدمة بشكل منطقي.
مثال
الموقف: قرأ شخص لافتة مُعلقة على باب مسرح “إذا لم يكن لديك تذكرة، لا يمكنك دخول الحفل”، وهذا الشخص لا يمتلك تذكرة بالفعل.
ارتكاب المغالطة: “ليس لدي تذكرة، لذا يتوجب عليّ أن أذهب إلى حفل آخر لا يتطلب تذاكر”.
الشرح: في هذه الحالة تكمن المغالطة في اقتراح عمل بديل محدد (حضور حفل آخر) استناداً إلى المقدمة السلبية المتمثلة في عدم امتلاك تذكرة. البيان الأصلي المكتوب على اللافتة يقيّد الدخول فقط، دون الإشارة إلى أي بديل محدد.
تسميات أخرى لهذه المغالطة
تُعرف أيضاً بـ النفي غير المشروع (illicit negative)، التوصل إلى نتيجة مثبتة (مؤكدة) من مقدمات نافية (منفية) (drawing an affirmative conclusion from negative premises)، مغالطة المقدمات المنفية (fallacy of negative premises)