يُعد الذكاء أحد أكثر المواضيع نقاشاً في علم النفس، إلا أنه لا يوجد تعريف موحّد له. يقترح بعض الباحثين أن الذكاء هو قدرة منفردة وعامة، ويعتقد آخرون أن الذكاء يحتضن مجموعة من الكفاءات والمهارات والمواهب.
تعريف الذكاء
لطالما كان الذكاء موضوعاً مثيراً للجدل عبر تاريخ علم النفس. وبالرغم من الاهتمام الحقيقي بهذا الموضوع، إلا أنه حتى الآن لا يوجد إجماع بين الباحثين حول العناصر المشكّلة للذكاء أو فيما إذا كانت المقاييس الدقيقة له ممكنة حتى. بينما. تعريف الذكاء
نظريات الذكاء في علم النفس نظرية الذكاء المتعدد نظرية الذكاء الثلاثية.
على الرغم من أن التعاريف المعاصرة للذكاء تختلف اختلافاً شديداً، إلا أن الخبراء يتفقون عموماً على أنه يشمل القدرات العقلية مثل المنطق، المحاكمة والاستدلال، حل المشاكل والتخطيط. بينما.
تميل التصورات الحالية بشكل خاص إلى افتراض أن الذكاء هو القدرة على: بينما.
- التعلم من التجارب: يُعد اكتساب المعرفة، الاحتفاظ بها واستخدامها مكوّنات مهمة للذكاء.
- استدراك المشكلات: من أجل تطبيق المعرفة المكتسبة، على الأفراد أن يكونوا قادرين على تحديد المشكلات المحتملة الواجب معالجتها. بينما.
- حل المشكلات: يجب على الأفراد بعد ذلك أن يكونوا قادرين على توظيف ما قد تعلموه للوصول إلى حلّ مفيد للمشكلات التي وجدوها في العالم المحيط بهم. بينما.
تلعب الأبحاث التي تتناول الذكاء دوراً مهماً في العديد من المجالات، وتشمل هذه المجالات القرارات المتعلقة بمقدار التمويل الواجب تخصيصه وتقديمه للبرامج التعليمية واستخدام الاختبارات لفحص المتقدمين إلى الوظائف والاستفادة منها في تحديد الأطفال الذين هم بحاجة إلى المزيد من المساعدة الأكاديمية.
نبذة مختصرة عن تاريخ الذكاء
صِيْغ مصطلح “حاصل الذكاء” (IQ) بداية في أواخر القرن الحادي والعشرين من قبل عالم النفس الألماني ويليام سترين. بينما.
طور عالم النفس آلبرت بينت أول اختبارات الذكـاء لمساعدة الحكومة الفرنسية على تحديد أطفال المدارس الذين هم بحاجة إلى مساعدة أكاديمية إضافية. كان بينت أول من طرح مفهوم العمر العقلي؛ وهو مجموعة القدرات التي يمتلكها الأطفال في عمر معين. بينما
نظريات الذكاء في علم النفس نظرية الذكاء المتعدد نظرية الذكاء الثلاثية.
ومنذ ذلك الحين، ظهرت اختبارات الذكـاء كأداة مستخدمة بشكل كبير وواسع في تطوير اختبارات أخرى عدة تتعلق بالمهارة والكفاءة. بينما.
نظريات حول الـذكاء
نظراً للاهتمام الشديد بمفهوم الذكـاء، فقد نظر إليه جهابذة علم النفس من عدة زوايا. فيما يلي بعض من نظريات الذكـاء الأساسية هذه والتي ظهرت خلال الـ 100 سنة الفائتة:
الـذكاء العام
وصف عالم النفس البريطاني تشارلز سبيرمان (1863-1945) مفهوماً أشار إليه بـ الـذكاء العام أو “العامل جي / g factor”.
وبعد استخدام تقنية عرفت بـ تحليل العامل وذلك بهدف فحص بعض اختبارات الكفاءات العقلية، استنتج سبيرمان أن الدرجات في هذه الاختبارات كانت متشابهة بشكل ملحوظ.
نظريات الذكاء في علم النفس نظرية الذكاء المتعدد نظرية الذكاء الثلاثية.
فقد استطاع الأشخاص الذين أدّوا بشكل جيد في الاختبار المعرفي التأدية بشكل جيد أيضاً في باقي الاختبارات. بينما فشل الأشخاص الذين لم ينجحوا في اجتياز اختبار واحد في أن يبلوا بلاءً حسنا في الاختبارات أخرى.
خَلُص سبيرمان إلى أن الـذكاء هو قدرة عقلية (معرفية) عامة يمكن قياسها والتعبير عنها بشكل رقمي.
القدرات العقلية الأساسية
قدّم عالم النفس لويس ثيرستون (1887-1955) نظرية مختلفة للذكاء. فبدلاً من اعتبار الذكار قدرة منفردة وعامة، ركزت نظريته على سبع قدرات عقلية مختلفة وهي:
- الذاكرة الترابطية (Associative memory): القدرة على التذكر والاسترجاع.
- القدرة الرقمية (Numerical ability): القدرة على حل المسائل الحسابية.
- السرعة الإدراكية (perceptual speed): القدرة على تمييز الفروقات والتشابه بين الأشياء.
- الاستدلال (Reasoning): القدرة على إيجاد القواعد.
- التصور المكاني (Spatial visualization): القدرة على تصور العلاقات والروابط.
- الاستيعاب اللفظي (Verbal comprehension): القدرة على تعريف وفهم الكلمات.
- الطلاقة اللفظية (Word fluency): القدرة على النطق بالكلمات بسرعة.
نظرية الذكاء المتعدد
تعد نظرية هاورد غاردنر عن الـذكاء المتعدد إحدى أحدث الأفكار البارزة فيما يتعلق بالذكاء. اقترح غاردنر أن اختبارات حاصل الـذكاء (IQ) التقليدية لا تمثل كل قدرات الفرد بشكل دقيق. إذ قدمت نظريته ثمانية أنواع مختلفة للذكاء بناءً على المهارات والقدرات القيّمة في ثقافات مختلفة:
- الذكـاء الجسدي الحركي (Bodily-kinesthetic intelligence): القدرة على التحكم بحركات الجسم والإمساك بالأشياء بمهارة.
- الـذكاء المتبادل (Interpersonal intelligence): القدرة على التقصّي و الاستجابة بشكل صحيح للحالة المزاجية ودوافع ورغبات الآخرين.
- الذكاء الشخصي (Intrapersonal intelligence): القدرة على الوعي الذاتي والتناغم مع المشاعر الداخلية والقيم والمبادئ وعملية التفكير.
- الـذكاء المنطقي الرياضي (Logical-mathematical intelligence): القدرة على التفكير بشكل تصوري ومتجرد وتمييز النماذج المنطقية أو الرقمية.
- الذكاء الموسيقي (Musical intelligence): القدرة على صنع وتذوّق الإيقاع ونبرة الصوت والرنين.
- الذكاء الطبيعي (Naturalistic intelligence): القدرة على إدراك وتصنيف الحيوانات والنباتات وعناصر الطبيعة الأخرى.
- الذكَاء اللفظي اللغوي (Verbal-linguistic intelligence): المهارات اللفظية المصقولة والحساسية تجاه الصوت والمعاني وإيقاع الكلمات.
- الذكـاء البصري المكاني (Visual-spatial intelligence): القدرة على التفكير بشكل صور ولوحات والتخيل الصوري الدقيق والمجرد.
نظرية الذكاء الثلاثية
عرّف عالم النفس روبرت ستيرنبيرغ الـذكاء بأنه ” نشاط ذهني موجّه نحو التكيف الهادف لانتقاء وتشكيل البيئة الحقيقية المتعلقة بحياة الفرد”.
نظريات الذكاء في علم النفس نظرية الذكاء المتعدد نظرية الذكاء الثلاثية.
وافق ستينبيرغ عالمَ النفس غاردنر أن الـذكاء أوسع نطاقاً من كونه مجرد قدرة مفردة عامة، لكنه اقترح بأن بعض أنواع الـذكاء في نظرية غاردنر من الأفضل النظر إليها كـ مواهب فردية.
قدم ستيرنبيرغ ما أشار إليه بـ “الذكاء الناجح” والذي يتضمن ثلاثة عوامل مختلفة:
- الذكـاء التحليلي (Analytical intelligence): قدرة الفرد على تقييم المعلومات وحل المشكلات.
- الذكاء الإبداعي (Creative intelligence): قدرة الفرد على خلق أفكار جديدة.
- الذكـاء العملي (Practical intelligence): قدرة الفرد على التكيف مع البيئة المتغيرة.
كيف يقيس علماء النفس والأطباء النفسيون الذكاء
يستخدم الخبراء مجموعة متنوعة من الاختبارات المعيارية لقياس الـذكاء. بعضها عبارة عن اختبارات كفاءة يتم إجراؤها ضمن مجموعات مثل اختبار التقييم المدرسي (SAT) و اختبار القبول الجامعي الأمريكي (ACT)، وبعضها الآخر عبارة عن اختبارات حاصل الـذكاء وتُجرى بشكل مفرد. بينما.
يبلغ متوسط درجات حاصل الـذكاء حوالي الـ 100. يحصل معظم الأطفال الذين يعانون من إعاقات ذهنية (85%) على درجات من 55 إلى 70. تتوافق الإعاقات الذهنية عادة مع الدرجات الأقل. بينما.
طوّر ألفريد بينيه وتيودور سيمون أول اختبار حاصل ذكاء مُستخدم (مقياس بينيه سيمون للذكاء) عام 1905. عدّل هذا الاختبار فيما بعد عالم النفس لويس تيرمان من جامعة ستانفورد، ليتم استخدامه في الولايات المتحدة وعرف باسم اختبار بينيه ستانفورد لـ حاصل الذكاء. تعتمد درجاته على عمر الفرد العقلي التقديري مُقسما على عمره الزمني ( العمر العقلي / العمر الزمني * 100 ). يتوافق العمر العقلي للفرد مع العمر العقلي للمجموعة العمرية التي تتطابق متوسط درجاتها مع درجات الفرد. بينما.
طور ديفيد ويشلر أول اختبار ذكاء للبالغين عام 1939 (مقياس ويشلر للذكاء عند البالغين) كان هذا الاختبار أول اختبار يستخدم التوزيع الطبيعي المعياري في الدرجات؛ وهو شائع الاستخدام في أيامنا هذه. ينقسم هذا الاختبار إلى مقاييس لفظية ومقاييس أداء، والتي تقسم بدورها أيضاً إلى الاستيعاب اللفظي، الاستنتاج الاستدراكي، ذاكرة العمل، ومؤشرات سرعة المعالجة. مثله مثل الاختبارات الحديثة، يسجل هذا الاختبار الدرجات على شكل منحنى الجرس (التوزيع الطبيعي). بينما.
تشمل الاختبارات الأخرى التي يستخدمها علماء النفس والأطباء النفسيون حالياً اختبارات وودكوك – جونسون للقدرات المعرفية، منظومة اختبارات كوفمان للأطفال، نظام التقييم المعرفي، ومقياس القدرة التفاضلية. بينما.
تساؤلات حول اختبار الذكاء
في سبيل الحصول على فهم أعمق لـ الـذكاء والاختبارات المطوّرة في قياس هذا المفهوم، من المهم بداية فهم تاريخ اختبارات الذكاء ، والنتائج التي تم التوصل إليها. بينما.
لا تزال بعض الأسئلة المتعلقة بـ الـذكاء و اختبار “حاصل الذكاء” تراود العديد من الباحثين بما فيها: بينما.
- هـل الذكـاء قدرة منفردة أم أنها تنطوي على مجموعة متنوعة من المهارات والكفاءات المتعددة؟ بينما.
- هـل الذكاء متوارث، وهل للبيئة دور كبير في الـذكاء؟ بينما.
- ما الذي تتنبأ به درجات اختبارات الـذكاء، إذا وُجد ما تتنبأ به؟ بينما.
للوصول إلى إجابات على هذه الأسئلة، أجرى علماء النفس كمّاً هائلاً من الأبحاث حول طبيعة الـذكاء، تأثيراته وانعكاساته. بينما.
خلاصة
على الرغم من وجود جدل واسع حول الطبيعة الدقيقة للذكاء، لم يبرز تصوّر نهائي لها في حقل علم النفس.
لكن حالياً يأخذ علماء النفس أحياناً بعين الاعتبار وجهات النظر الخاصة بعدة نظريات عندما يناقشون الـذكاء ويعترفون بأن هذا الجدال مستمراً. بينما.
اقــرأ أيضاً: ما هي اختبارات الكفاءة؟ وما أنواعها؟ وما الفرق بين اختبار الكفاءة واختبار الذكـاء؟
اقـرأ أيضاً: الذكاء العام (العامل G)، ما هو وما آلية عمله وتأثيراته؟
اقرأ أيـضاً: الذكاء المرن والذكاء المتبلور، أوجه الشبه والاختلاف