نظرية التطور الجنسي العاطفي وفقاً للتحليل النفسي ومراحلها الثلاث

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

عندما تحدث العالم سيغموند فرويد عن النمو الجنسي لدى الأطفال أو الجنسانية الطفولية (infantile sexuality)، طرح نظرية التطور الجنسي العاطفي (affective-sexual development) التي أثارت جدلاً كبيراً بين علماء النفس، ما أدى إلى ثورة في التفكير العلمي آنذاك.

نظرية التطور الجنسي العاطفي وفقاً للتحليل النفسي

يعتبر فرويد أن الجنسانية أكبر من أن تكون محصورة بالأعضاء التناسلية، أي أنها ليست محدودة بالتفريغ الجنسي. بل ترتبط أيضاً بعدة جوانب عاطفية، وتولد مفهوماً أوسع ومبتكراً أكثر عن العلاقات في الحياة. وتربط الأشياء بعضها ببعض إضافة إلى أنها تنطوي على مفهوم “الرغبة الجنسية/ Libido”. وهي الطاقة الجنسية التي تتحرك في كل جزء من الحياة بطريقة مختلفة.

تحدث فرويد عن موضوعين أساسيين: الأول، تطرق فيه إلى الأماكن النفسية وهي: الوعي (conscious) – ما قبل الوعي (preconscious) ـ اللاوعي (unconscious).

أما الموضوع الثاني فتناول: الـ هو والـ أنا والـ أنا العليا. في الحقيقة، لا يوجد ارتباط بين الموضوعين لأنهما صيغتان مختلفتان طرحهما فرويد في أوقات مختلفة خلال مسيرته. ولكن النموذج الضمني للأداء النفسي للرغبة الجنسية التي يحركها الدافع الجنسي موجود في الصيغتين.

الحاجة الغريزة

ميّز فرويد مفهوم الدافع (Drive) عن مفهوم الغريزة (Instinct) بأن الدافع يتوسط البُعدين البيولوجي والنفسي. أي أن لديه قوة دافعة لها علاقة بالإنسان ولكنها تتجاوز ذلك. بينما تكون الغريزة محصورة بشكل أساسي بالأنواع الحيوانية الأخرى، لأن الرغبة عند البشر تظهر إلى جانب الحاجة البيولوجية والنفسية، ولا ترتبط بـ بيولوجيا الجسم.

يظهر الفرق بين الحاجة (Need) والرغبة (Desire) في وقت مبكر جداً من حياة الفرد. فعندما يولد الطفل، أول ما يبرز عنده هو الحاجة إلى الغذاء، وعندما تُلبى هذه الحاجة، تترك أولى الآثار في الذاكرة وهي ما يحيل الفرد إليها تجاربه خلال حياته.

أول تجارب الطفل في حياته هي اللذة (المتعة) – الاستياء، وعندما تلبى الحاجات، يبدأ الحديث عن الرغبات.
إذاً، الدافع، رغم أن له جانباً بيولوجياً في ظهوره، إلا أنّه يفصل نفسه عنه ويميل نحو الجانب العاطفي. مصدر الدافع هو حالة التوتر ونهايته هي المتعة المترافقة مع الإشباع.

بالنسبة لـ فرويد، تجري الطاقة الجنسية في كافة الأوقات، والدافع هو ما يحرك الرغبة الجنسية، إنه القوة الدافعة. أما المكان الذي تحدث فيه الإثارة هو حالة التوتر؛ المنطقة المثيرة للشهوة الجنسية (erogenous zone)، والتي يمكن أن تكون أي منطقة من الجلد أو البطانة المخاطية التي يمكن إثارتها، أي أنّ أي عضو من الجسم يمكن أن يكون منطقة مثيرة للشهوة الجنسية.

الجنسانية عند الأطفال

بالنسبة للجنسانية عند الأطفال، يشير فرويد إلى أن بعض المناطق في الجسم تمتلك الأفضلية مقارنة بغيرها وأن مقولة أي جزء يمكن أن يكون مثيراً للشهوة لا ينطبق هنا، والمنطقة المثيرة للشهوة الجنسية والتي تتوافق مع كل لحظة جنسانية طفولية تكون مدعومة من وظيفة فيزيولوجية ما.

هناك ثلاث مناطق سائدة مثيرة للشهوة الجنسية وهي: الفم وفتحة الشرج والأعضاء التناسلية الخارجية. يعتمد الفمّ على الوظيفة الفيزيولوجية للتغذية، وفتحة الشرج على التخلص من الفضلات والتغوط، والأعضاء التناسلية الخارجية على التبول.

هذا هو مفهوم التسنيد أو الدعم الجسدي (propping)، أي أن كل منطقة مثيرة للشهوة الجنسية تعتمد على وظيفة بيولوجية. في المقابل، تتوافق كل لحظة من تلك اللحظات التي تحدث في منطقة ما مع مرحلة شهوانية أو ليبيدالية.

هناك ثلاث مراحل للتطور الجنسي العاطفي.

المرحلة الفموية (Oral Phase)

تتركز كافة الاهتمامات، الحاجات والرغبات في الفم والشفتين والبطانة الداخلية للفم. تمتد المرحلة الفموية من الولادة حتى 18 شهر، وفيها، يركز الطفل على الملذات الفموية وبشكل أساسي على المص.

يمتلك الطفل خلال المرحلة الفموية غريزة نقية ويحاول تلبية احتياجاته بأي شكل من الأشكال. بالنسبة لفرويد، إذا قاطع هذه المرحلة فجأة شيء ما، كالفطام المبكر أو عدم القدرة على استكشاف العالم من خلال الفم، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل سلوكية معينة في المستقبل.

وحسب رأيه، فإن انتهاء هذه المرحلة بشكل غير مرض للطفل سيؤدي لحدوث تثبيت للطفل (fixation) يجعله يعود إليها من جديد ويستقر فيها من خلال آلية التراجع أو التقهقر الدفاعية (Defense Mechanism of Regression).

وفقاً لنظرية النمو الجنسي العاطفي، يمكن أن يؤدي التثبيت في المرحلة الفموية إلى ميل أكبر إلى التدخين، شرب الكحول، الإفراط في تناول الطعام، عض الأظافر واعتماد عاطفي أكبر في مرحلة البلوغ.

المرحلة الشرجية (Anal Phase)

المنطقة المثيرة للشهوة الجنسية التي تجذب الانتباه في هذه المرحلة هي فتحة الشرج والغشاء المخاطي للجهاز الهضمي.

تمتد المرحلة الشرجية من الشهر الثامن عشر (عندما تنتهي المرحلة الفموية) إلى عمر الثلاث سنوات. في هذه المرحلة، يكون هدف المتعة هو تعلم استخدام المرحاض. عندما يتمكن الطفل من التحكم في حركات المثانة والأمعاء، يشعر أنه حقق هدفاً وإنجازاً عظيماً، ما يمنحه الشعور بالمزيد من الأمان والاستقلال العاطفيين.

في هذه المرحلة من النمو الجنسي العاطفي، يعد التدخل الأبوي السليم مهماً جداً، إذ يجب احترام وقت الطفل وعدم إجباره على القيام بشيء أو جعله يشعر بالسوء عندما لا يسير كل شيء ما على ما يرام.

يمكن أن يولد التدخل المبكر الضغط وانعدام الأمان والمعاناة عند الطفل لعدم قدرته على تحقيق هذا الهدف. في هذه الحالة، يمكن أن ينشأ التثبيت في هذه المرحلة والذي يؤدي لاحقاً إلى تطور أشخاص مهووسين، ميالين للمثالية، غير منظمين أو غير آمنين عاطفياً ومتحكّمين .

المرحلة القضيبية (Phallic Phase)

تمتد هذه المرحلة من عمر ثلاث إلى ست سنوات (في بعض الحالات قد تستغرق وقتاً أطول للبدء). تتركز منطقة اللذة في هذه المرحلة في الأعضاء التناسلية، إذ ينصب التركيز على قضيب الرجل وبظر المرأة.

وفقاً لفرويد، فإن الطفل في هذه المرحلة من التطور الجنسي العاطفي يطور رغبات جنسية غير واعية تجاه والده من الجنس الآخر، والذي أطلق عليها اسم “عقدة أوديب وعقدة إلكترا/Oedipus Complex and Electra Complex)”.

في كلتي العقدتين، هناك شعور بالانجذاب والحب المفرط للوالد من الجنس الآخر والرفض والتنافس تجاه الوالد من نفس الجنس.

جنباً إلى جنب مع عقدة أوديب، تنتج عقدة الإخصاء (Castration Complex) عند الفتى، وهو خوف غير واع من أن شخصية والده سوف تسلب رجولته من أجل القضاء على التهديد الذي يخلقه على اهتمام الأم وانتباهها.

اقرأ أيضاً: الاضطرابات الجنسية، الأنواع ،الأعراض، الأسباب والعلاج

المصدر: Sexual affective development

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: