تُعد أسئلة المتابعة جزءاً مهماً من المحادثة القصيرة، وبدونها ستدخل أنت والطرف الآخر في محادثات تكون نتيجتها سلسلة من الأسئلة والإجابات البعيدة عن الحديث العميق بأي موضوع أساسي، ما يجعله مريباً ومحرجاً وخاصة في حال التحدث مع الغرباء.
تحافظ أسئلة المتابعة على اتساق المحادثة واستمراريتها وتفسح الطريق أمام التوضيح والإسهاب في التفاصيل.
لكن، إذا كنت تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي (SAD)، فإن طرح أسئلة المتابعة وحتى مجرد إجراء حديث قصير قد يشعرك بعدم الراحة أو يثير قلقك بشكل واضح.
لذا يساعدك اتباع النصائح التالية في علاج القلق الاجتماعي وصقل مهارات الحديث وذلك من خلال القائمة التي تتضمن أسئلة مجهزة بشكل جيد تمنحك الثقة وتساعدك على تقليل مشاعر القلق الاجتماعي.
خطوات طرح أسئلة المتابعة
يبدأ الحديث القصير عموماً بطرح مواضيع مثل الطقس، العائلة، العمل، الهوايات والاهتمامات الأخرى.
لتحفيز الشخص الآخر على الحديث يمكنك اتباع أسئلة “نعم” أو”لا” أو طرح أسئلة مفتوحة.
أسئلة “نعم” أو “لا”
تتطلب هذه الأسئلة فقط الإجابة بـ نعم أو لا من الطرف الآخر ويبدأ معظمها بكلمات مثل “هل”: هل ترغب أو هل تريد …إلخ، مثلاً، هل شاهدت الموسم النهائي من ‘The Voice‘ الليلة الماضية؟ هل تحب السفر؟
الأسئلة المفتوحة
من الجلي أن أسئلة “نعم” أو “لا” السابقة تقود إلى البدء بالمحادثة، ويمكنك أيضاً أن تقود شريكك إلى مواضيع أعمق عند طرح أسئلة تحتاج قليلاً من التفسير. تتخذ هذه الأسئلة أنماطاً مختلفة وتكون بدايتها كلمات مثل “كيف” و”لماذا” و”ماذا” و”أين”.
مثلاً، كم عدد أقربائك؟ ماذا ستفعل للاستمتاع بوقتك في عطلة نهاية الأسبوع؟ ماذا تحب بوصفك محاسباً؟
سواءً بدأت حديثاً قصيراً بطرح أسئلة “نعم” أو “لا” أو الأسئلة المفتوحة، سترغب في أسئلة المتابعة لإطالة المحادثة.
أسئلة المتابعة
إذا أجاب شريكك أنه شاهد “The Voice” أو أي برنامجاً آخر في الليلة السابقة، اسأله أي سؤال لمعرفة مزيد من التفاصيل.
مثل: من هو الحكم المفضل لديك في البرنامج؟ من تعتقد أنه سوف يربح؟
من الأفضل اختيار موضوع تعرف عنه، حتى لو قليلاً؛ وبذلك يمكنك مُجارات أجوبة الشخص الآخر من وجهة نظرك.
إذا أجابك الشخص الآخر عن السؤال المفتوح هل عندك أشقاء؟ بأن لديه أختاً واحدة، فمن أسئلة المتابعة المحتملة التي يمكن طرحها: أين تعيش؟ ما عملها؟ كم مره تراها؟
عند التفكير بأسئلة المتابعة فيمكن أن تستخدم الكلمات الرئيسية التالية فيها :
- من؟
- ماذا؟
- كيف؟
- لماذا؟
- متى؟
- المعنى؟
- ماذا أيضاً؟
بمجرد الاعتياد على أسئلة المتابعة، يسهل صياغتها أو طرحها أثناء المحادثة. ومع ذلك، يجب الإصغاء جيداً لما يقوله الشخص الآخر، ولا تصغ أسئلتك إلا بعد انتهاء الشخص الآخر من الحديث، لأن ما يقوله سيؤثر على الأرجح على ما ستسأله بعدها.
تتمثل إحدى طرق القيام بذلك بالاستماع الفعال، إذ تستمع وتصغي على الرغم من أنك تحتاج تفسيراً لما يقوله هذا الشخص للآخر. إذا وجدت أن شيئاً من الحديث غير منطقي بالنسبة لك أو لا تفهمه، اطلب توضيحاً له.
قراءة ما بين السطور من خلال طرح أسئلة المتابعة
يقدم الطرف الآخر أحياناً خلال الحديث القليل من المعلومات التي تكون تلميحاً لما يريدك أن تسأل عنه بعد ذلك. فقد يقول لك شيئاً مثل: “كنت وما زلت أعمل محاسباً ولكني غير متأكد إلى متى سأبقى”.
هنا يمكنك طرح أسئلة المتابعة التي تساعدك على توضيح ما يفكر به الشخص الآخر الآن مثل: “ماذا تقصد بذلك؟” أو “لما تفكر على هذا النحو؟”
استخدمها في حال كنت تريد فهم وجهة نظر الشخص الآخر أو عندما تريد أن تعرف شعوره بشأن مواضيع محددة. يساعدك ذلك خصوصاً إذا قام بالتلميح إلى معنى أعمق من الكلمات الفعلية التي يلفظها.
نصائح إضافية تخص أسئلة المتابعة
أظهر الاهتمام وشجع الشخص الآخر على التحدث من خلال الابتسام والإيماء أثناء المحادثة.
ابق على اطلاع دائم بالأخبار والعروض الترفيهية والأحداث الرياضية لأنها تجعل طرح أسئلة نعم أو لا وأسئلة المتابعة أمراً أسهل.
يمكنك أيضاً أن تدخل عبارات مثل “أخبرني المزيد” أو “تبدو مثيرة للاهتمام” لتشجيع الشخص الآخر على التحدث وخاصة في حال التحدث مع الغرباء.
إذا كشف شخص ما عن شيء شخصي مثل وفاة قريبة أو طلاق ضمن العائلة، قدّم التعاطف والدعم، بدلاً من طلب المزيد من التفاصيل. قد يرغب الشخص فقط في شرح موقفه حتى تعرف لماذا لا يتصرف على سجيته.
اترك الأمر له ليقرر مقدار المعلومات التي يرغب بمشاركتها. لا تكن سريعاً في اقتحام الصمت إذا تخلل المحادثة، امنح الطرف الآخر وقتاً للرد ولا تقاطعه.
قم بإظهار اهتمام حقيقي، فعندما تبدأ في إجراء محادثة قصيرة لأول مرة، قد تحاول أن تكون أنت والشخص الآخر مرتاحين، يكون ذلك عندما يعود طرح أسئلة “نعم” أو “لا” إلى واجهة الحديث.
عندما تبدأ في الاهتمام حقاً بما يقوله الشخص الآخر، فإن المحادثة تأخذ منحى خاصاً بها؛ لذلك ركز بشكل أقل في الحصول على تفاصيل عند طرح أسئلة المتابعة وبشكل أكثر على الاهتمام حقاً بالشخص الآخر.
خلاصة
اتبع هذه النصائح عندما تجد نفسك بحاجة إلى إجراء محادثة قصيرة مع شخص غريب أو لا تعرفه جيداً. وتذكر؛ على الرغم من أن ذاتك التي تعاني من قلق اجتماعي قد تسعى إلى الكمال، فلا ينبغي أن يكون هذا هدفك.
تخيل بدلاً من ذلك أن هدفك النهائي هو التعرف على صديق جديد وانظر إلى الحوارات بما تشمله من أسئلة وأجوبة على أنها خطوة ضرورية في بناء تلك الصداقة.
اقرأ أيضاً: أنماط تفكير في اضطراب القلق الاجتماعي يجب تجنبها
اقـرأ أيضاً: كيفية التعايش مع اضطراب القلق الاجتماعي
اقرأ أيضاً: كيف تخالط الآخرين إذا كنت تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي (SAD)
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم