أنا أكره والدي، كيف تتعامل مع هذا الشعور؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

من الممكن أن تشعر بالكره تجاه والدك، إذ تنمو هذه المشاعر عادة في مرحلة الطفولة، اعتمادا على سلوك والدك وأسلوب التربية. فما الذي يدفعك لأن تصرخ أنا أكره والدي؟

يمكن أن تكون الكراهية صعبة التأقلم ومؤلمة للعيش معها. ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى خلاف وشجار بينك وبين والدك، إضافة إلى التوتر والصراع مع أفراد العائلة الآخرين.

يساعدك فهم مشاعرك ومعالجتها على التعامل مع الأمر بطرق صحية.

ما الذي يدفعك لقول أنا أكره والدي؟

توضح سابرينا رومانوف (Sabrina Romanoff)، عالمة نفس سريرية وأستاذة في جامعة يشيفا، بعض الأسباب التي تجعلك تكره والدك. هذه الأسباب مدرجة أدناه:

نقص الروابط العاطفية من أه الأسباب التي تدفعك لقول أنا أكره والدي

 قد تشعر أنك منفصل عن أبيك إذا ترعرعت في أسرةٍ نواة (nuclear family) حيث كان والدك مشغولا بمزاولة مهنته ولم يقض معك وقتاً كافياً نتيجة لذلك. وإذا تخلّى عنك والدك، فيمكن أنك تشعر بحنين للتواصل معه ما يجعلك تستاء منه. 

بغض النظر عن الظروف، يحتاج الأطفال إلى حضور كبير لوالديهم في بداية حياتهم. وعندما لا تُلبى هذه الحاجة، يمكن أن يطوّر الأولاد مشاعر قوية من الغضب والكراهية تجاه والديهم.

نمط السلطة الأبوية قد يدفعك للقول أنا أكره والدي

يُظهر معظم الأطفال نوعاً من التمرد التطوري خلال سنوات تكوينهم. في حين أن هذه عادة عملية معيارية، تميل ردود فعل الوالدين إلى الاختلاف بين متساهلة إلى مسيطرة. 

عندما يستخدم الآباء الكثير من القوة للسيطرة على الأطفال المتمردين، فيمكن أن تثير المزيد من الكراهية والتمرد في أطفالهم. وبدلاً من مساعدتهم على الوصول إلى الاعتماد على الذات والاستقلالية التي يسعون لها، يستخدم بعض الآباء نهج السلطة ما يجعل أطفالهم في الواقع ينجذبون أكثر نحو السلوكيات المتمردة.

إساءة معاملة الأطفال والعنف الأسري

يعتمد الأطفال على والديهم للبقاء على قيد الحياة. وعندما يسيء الوالدان معاملتهم جسديا أو نفسيا، يعاني الأطفال طوال حياتهم من صعوبةٍ في تقبل الذات والشعور بالأمان.

يدرك الأطفال تماماً ديناميكية العلاقة بين مقدمي الرعاية الأوليين. فعندما يسيء والدهم إلى أمهم، يغدو الأطفال دفاعيين ويمكن أن ينظروا إلى آبائهم على أنهم خطر على سلامتهم.

عندما يشهد الطفل معاناة والدته على يد والده، فإن ذلك يضر بعلاقته به ويدفعه إلى دور أشبه بدور الوالدين حيث يتبنون قدراً غير متناسب من المسؤولية عن حماية البالغين الضعفاء في عالمهم.

التأثير على الصحة النفسية

توضح سابرينا رومانوف كيف يمكن أن يؤثر الصراع في علاقة الطفل بوالده على صحته النفسية وعلاقاته بالآخرين.

  • صعوبة في تكوين الثقة والحميمية

تقول سابرينا: “يميل الأطفال ذوو المشاعر السلبية القوية تجاه آبائهم إلى الوقوع في مشاكل في تعلقهم بالآخرين في مرحلة البلوغ”.

إذ يخلق النزاع في علاقتهم بوالدهم خلال طفولتهم  مشاعر عميقة من عدم الثقة. ما يمكن أن يؤدي إلى التردد في الاقتراب من الآخرين بسبب توقع الأذى المرتبط بالعلاقة الوطيدة معهم.

  • صعوبة في العلاقات العاطفية

عندما يتصرف الآباء بطرق غير متوقعة أو يسيؤون معاملة أطفالهم، يكبر أطفالهم وهم يواجهون صعوبة في فهم عواطفهم ومشاعر الآخرين، ما يحدّ من قدرتهم على بناء علاقات مستقرة ووثيقة.

وفي نهاية المطاف، قد يواجهون صراعاً في التواصل مع الآخرين، يتجنبون العلاقات الحميمة، أو قد يعانون من القلق الشديد في العلاقات.

استراتيجيات المواكبة والتأقلم

تقترح رومانوف بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك على مواجهة الكراهية التي تشعر بها تجاه والدك:

  • كسر حلقة الكراهية

حاول فهم وإدراك كيف أثّر فيك والدك وكيف يمكن أن يغيّر ذلك علاقتك بالرجال أو شركائك العاطفيين.

يشار إلى ذلك على أنه انجذاب للحرمان، حيث يبحث هؤلاء الأفراد عن شركاء غير مرضين أو مخيبين للآمال بطرق مألوفة لديهم، ويعتقدون أنهم سيحصلون في النهاية على تلبية لاحتياجاتهم غير الملباة منذ الطفولة في الوقت الحاضر من خلال التجربة العاطفية التصحيحية. عادة،هناك مغالطة في هذا النوع من التفكير لأن هؤلاء الشركاء نادرا ما يتغيرون.

بدلا من ذلك، اختر شركاء من إلهامك – أي أشخاص لا تحتاج إلى كسب حبهم باستمرار، ولا يريدون منك أن تتغير، أشخاص يُلهمونك لتكون في أفضل هيئة من نفسك.

  • طلب العلاج

من المهم إدراك التأثير الدائم لعلاقاتنا مع مقدمي الرعاية على أدائنا الحالي. يمكن أن يكون العلاج النفسي وسيلة رائعة ليس فقط للتعرف على هذا التأثير وتحديده، ولكن أيضا لمقاطعة أنماط سوء التكيف التي هي امتدادات من هذه العلاقة الأساسية.

  • العمل للوصول إلى القبول والرضا

تقول سابرينا: “من المهم أن تتقبل الأب الذي لديك بدلاً من تشويه الأب الذي تتمناه”

إن أغلب آلامنا تأتي من تشويه حقيقة الناس لكي تناسب رغباتنا في كيف نريدهم أن يكونوا.

بمجرد أن تتمكن من الفصل بين الخيال والواقع، ستحرر نفسك من خيبة الأمل الدائمة، وتستطيع أن تعيش حياة أكثر استقراراً وثباتاً دون تقلبات المنظور المتقطع التي ترى فيه والدك من خلال عدسة الخيال والواقع.

خلاصة

هناك العديد من الأسباب التي تجعلك تكبر على كره والدك؛ إذ يمكن أن تُنمّي خلافات الطفولة مع أبيك مشاعر البغض لديك والتي قد ترافقك إلى سن الرشد. من المهم أن تبحث عن علاج للمشاعر التي تختبرها حتى تتمكن من البدء في الشفاء والمضي قدما في حياتك، نحو القبول والعلاقات الأكثر صحة.

اقرأ أيضاً: كيف تساعد صديقاً يشعر برغبة في الانتحار؟

المصدر: I Hate My Dad

تدقيق: هبة سمعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: