أنواع الوسواس القهري (OCD) والسلوكيات القهرية الأخرى

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

 اضطراب الوسواس القهري (OCD)، هو حالة صحية عقلية تنطوي على تكرار أفكار (وسواسية) في عقل الفرد تؤدي إلى سلوك متكرر (قهري) بهدف التخلص من التوتر الناجم عن هذه الأفكار. لذا سنتحدث في هذا المقال عن أنواع الوسواس القهري (OCD) والسلوكيات القهرية الأخرى.

يمكن لهذه الوساوس والأفكار القهرية أن تهدر الكثير من الوقت، وتؤثر على قدرة الفرد وأدائه في حياته اليومية، إضافةً إلى شعور كبير بالإرهاق.

 على الرغم من أن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء اضـطراب الوسواس القهري لم تعرف بعد، فإنّ للعوامل الجينية، البيولوجية، وعوامل الإجهاد دور مهم في ذلك.

يعاني حوالي 2.3 % من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية من اضـطراب الوسواس القهري في مرحلة ما من حياتهم.

في إحدى السنوات، تم تشخيص حوالي 1% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية باضطراب الوسواس القهري.

تبدو أعراض هذا الاضطراب عند النساء أكثر شيوعاً من الرجال، وتظهر غالباً عند الرجال في مرحلة الطفولة. في حين تتأثر النساء بدرجة أعلى به في مرحلة البلوغ.

تتوفر العلاجات الفعالة لهذا الاضطراب، والتي تتضمن الأدوية وأساليب العلاج النفسي كالعلاج السلوكي المعرفي وعلاج التعرض ومنع الاستجابة.

يمكن أن يظهر هذا الاضطراب على أي شخص وفي أية مرحلة عمرية، لكن متوسط عمر ظهور هذا المرض هو 5-19 عاما. حيث أن نسبة 25% من الأشخاص تظهر لديهم أعراض هذا الاضطراب في عمر الـ 14 عاما.

تعـريف اضطراب الوسواس القهري، الـوساوس والسلوكيات القهرية

يحدد الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الإصدار الخامس (DSM-5)، معايير التشخيص لـ أنواع الوسواس القهري والاضطرابات ذات الصلة”.

حيث يجب أن يستوفي الفرد معايير تشخيص محددة حتى يتم تشخيصه باضطراب الوسواس القهري.

وهذه المعايير هي:

  • وجود الوساوس، السلوكيات القهرية أو كليهما.
  • استنزاف هذه الوساوس أو السلوكيات القهرية لوقت الفرد (ساعة وأكثر يوميا). أو تسبُّبها لإرهاق وإجهاد كبير، أو لعجز عن أداء المهام اليومية.

لا ترجع هذه الأعراض للآثار الجسدية لأي مادة مخدرة، حالة طبية، أو أي مرض عقلي آخر.

تُعرف الوساوس بأنها أفكار، صور أو دوافع متكررة، مستمرة، دخيلة وغير مرغوب بها تسبب التوتر والإجهاد.

يحاول الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الـوسواس القهري تجاهل، أو قمع هذه الوساوس أو حتى إيجاد طريقة لتحييدها من خلال قيامهم بسلوكيات قهرية.

في المقابل، فإن السلوكيات القهرية هي سلوكيات متكررة، أو أفعال عقلية تقود الشخص المصاب بـإحدى اضطراب الوسواس القهري، للقيام بسلوكيات معينة كاستجابة لوسواس ما أو وفقاً لمجموعة قوانين صارمة تحكمها.

من الواضح أن السلوكيات القهرية هي سلوكيات مفرطة أو غير مرتبطة واقعياً بالمشكلة التي من المفترض أن تعالجها.

الوساوس والسلوكيات القهرية في اضطراب الوسواس القهري

تنطوي الوساوس غالباً على نتائج مخيفة، كأن يؤذي الشخص نفسه أو غيره أو أن يُنظر له على أنه شخص دون أخلاق أو قيَم أو أنه شخص ناقص.

على سبيل المثال، يمكن لشخص مصاب بإحدى أنواع الوسواس القهري OCD أن يصبح مهووساً بالقلق، بأنه سوف يتسبب وبدون قصد بحدوث حريق في منزله نتيجة الإهمال.

ويمكن أن يهيمن هذا القلق عليه، دافعاً إياه للقيام بسلوكيات قهرية للتقليل من احتمال حدوث هذا الخطر والتخفيف من القلق والإجهاد الذي يشعر به.

فالشخص الذي يعاني من وسواس الأذى المرتبط باحتمال حدوث حريقٍ ما؛ يمكن أن يقوم بتفقّد كل مقابس الكهرباء في منزله قبل مغادرته، للتقليل من الخطر الذي يشعر به بأن الحريق يمكن أن يحدث.

يقلل هذا السلوك بشكل كبير من القلق المرتبط بذلك الهوس.

من الشائع سوء فهم السلوكيات القهرية كونها تختلف من شخص مصاب باضطراب الوسواس القهري إلى آخر.

أنواع الوسواس القهري

خلافاً للمفاهيم الشائعة عن اضطراب الوسواس القهري، فإن “الهوس” لا يشبه التفكير بشيء أو شخص ما بحُبّ وانطلاقاً من السعادة بهذه الأفكار.

فالوساوس في اضطراب الوسواس القهري تبعث على الإرهاق، تستنزف الوقت، ويدفعها القلق والخوف.

و فيما يلي أهم الخصائص المميزة للوساوس المتعلقة بـ اضطراب الوسواس القهري:

  • معاناة الفرد الداخلية المستمرة وهي أمر غير مرغوب به وتبدو كأنها خارج سيطرته.
  • تسبب الكثير من الإزعاج كالقلق، الشعور بالاشمئزاز، الخوف والاجتياح.
  • تأثير استمرارية هذه الأفكار على قدرة الفرد على الانتباه للأمور المهمة الأخرى.

على الرغم من أن الطبيعة الدقيقة للوساوس ومضمونها تختلف من شخص لآخر؛ فيما يلي بعض الأنواع الرئيسية لها:

 وسواس التلوث والنظافة المرافق لـ اضطراب الوسواس القهري

تتضمن بعض الوساوس المتعلقة بالتلوث الخوف من الأوساخ، الجراثيم، السوائل التي يفرزها الجسم، الأمراض، التلوث البيئي أو المواد الكيميائية.

  وسواس الأذى كأحد أنواع الوسواس القهري

يخشى الأفراد الذين يعانون من وسواس الأذى أن يسببوا الأذى لأنفسهم أو للآخرين أو أن يكونوا مسؤولين عن حدوث شيء سيء أو ضررٍ غير مقصود.

في هذه الحالة، لا يخشى هؤلاء الأشخاص بالضرورة أن يتسببوا عمداً بالأذى. بل على العكس؛ فإنهم يخشون أن يتسببوا بالأذى دون قصدٍ ونتيجة الإهمال، فيؤدي ذلك بهم إلى سلوكيات تفقدية قهرية (كما هو الحال في الخوف من حدوث حريق في المنزل).




وساوس جنسية غير مرغوبة

تراود الشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري عادةً أفكار جنسية متطفلة، غير مرغوبة أو ضارة ومحظورة. وتأخذ هذه الأفكار شكل صور أو دوافع تتعلق بالمثلية الجنسية، الأفكار الجنسية المرتبطة بالأطفال، سفاح القربى، الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي.

وسواس المبالغة في التقوى

يراود الأشخاص المصابون بإحدى أنواع الوسواس القهري أفكار، مخاوف وهموم تتعلق بالسلوكيات الأخلاقية (أن يكونوا أشخاصا صالحين). فإذا كانوا أشخاصا متدينين فسوف يخافون من معصية الله تعالى أو من الإلحاد.

وسواس فقدان السيطرة

يخشى بعضهم أن يفقدوا السيطرة على أنفسهم. فيخافون إيذاء أنفسهم أو الآخرين عن طريق أفعال لفظية متهورة. كتوجيه الإهانة لشخص ما أو التلفظ بألفاظ نابية أو محرّمة أو عبر أفعالٍ جسديةٍ كالسرقة والعنف. وقد يبدو تخيل هذه الوساوس أمراً عدوانياً ومرعباً في الحقيقة.




وسواس المثالية

مناسب جداً“، هذا ما يسعى إليه الأشخاص المصابون بـ اضطراب الوسواس القهري.

إذ تراودهم وساوس تتعلق بالمساواة، الدقة، التناسق، الحاجة إلى المعرفة أو التذكر ودوافع للالتزام بروتين وتوقعاتٍ صارمةٍ ومحددة، والحاجة لما يبعث على شعور بأن كل شيء على “أتّم وجه“.

وسواس المرض الجسدي كأحد أنواع الوسواس القهري

بغض النظر عن هواجس التلوث المتعلقة بالجراثيم، يمكن للأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري أن يكون لديهم هواجس حول الأمراض والمشاكل الصحية، وتشغل تفكيرهم مخاوف من أن يكونوا مصابين بمرض ما أو أنهم سيصابون به.

في كثير من الأحيان يكون هؤلاء الأشخاص على وعي وإدراك تام بالعمليات الجسمية كالبلع والتنفس، وتساهم هذه الهواجس الجسدية في تشكل وساوس المرض، الألم والداء.




وسواس المعتقدات الخرافية

يعتقد الشخص المصاب بـ اضطراب الوسواس القهري أن أرقاماً محددة، ألواناً، كلماتٍ أو عباراتٍ يمكن أن تجلب الحظ أو السوء.

وفي حالة الأخير (سوء الحظ)، فإنهم يبذلون قصارى جهدهم لتجنبها، وفي حال عدم قدرتهم على فعل ذلك فيلجؤون إلى إتباع سلوكيات تعويضية قهرية لتهدئة القلق الناجم عن ذلك.

الخلاصة

تراود الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري أفكاراً غير مرغوبة، دخيلة ومزعجة أحياناً وتشغل بالهم في كثير من الأوقات.

وتؤدي بالفرد إلى الانخراط في سلوكيات قهرية للتعامل مع هذه الأفكار وتخفيف القلق والخوف الناجم عنها.

للهواجس والسلوكيات القهرية المعرِّفة لاضطراب الوسواس القهري آثارٌ سلبية واضحة على حياة الفرد.
ولكن هناك سبل عدة لإدارة هذه الحالة.

فالكثير من الأشخاص المصابين بإحدة أنواع الوسواس القهري يشعرون بالراحة عند خضوعهم لمجموعة من العلاجات النفسية والأدوية.

ويمكن لمجموعات الدعم، أو حتى الدعم الشخصي أو عن طريق الانترنت، أن تكون على قدر كبير من الفائدة لهؤلاء الأشخاص المصابين بإحدى أنواع الوسواس القهري OCD (إضافة إلى أحبائهم). وذلك بتقديم الموارد، المعلومات أو ببساطة بالتعاطف معهم والإصغاء لهم.

اقرأ أيضاً: علاج اضطراب الوسواس القهري (OCD) وكيفية التأقلم معه

المصدر: Obsessions in Obsessive-Compulsive Disorder (OCD)

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: