ربما يكون إدمان المواد الإباحية مصحوباً بالعديد من الآثار الضارة. على الرغم من محدودية الأبحاث التي تناولت تأثير المشاهدة المفرطة للمواقع الإباحية، إلا أن التأثيرات المعروفة تشير إلى أنه يجب عليك الحد من متابعتها.
يعد الاهتمام بمشاهدة المواد الإباحية تسلية شائعة جداً. حيث تقدر الدراسات أن نحو 86% إلى 96% من الرجال يتابعون المواد الإباحية بانتظام. بينما تهتم النساء بالمحتوى الإباحي بشكل أخف قليلاً.
على الرغم من أن مشاهدة المواقع الإباحية بشكل روتيني قد يكون مفيداً من ناحية استكشاف الذات والتربية الجنسية وحتى من ناحية تحسين العلاقة مع الشريك. إلا أن جعل هذه الممارسة عادة إلى الحد الذي تؤثر فيه على حياتك اليومية قد يسبب مشاكل على صحتك.
يشرح هذا المقال إدمان المواد الإباحية وكيفية معرفة فيما إذا كنت قد أدمنت عليها أم لا، ويوضح الآثار الصحية النفسية لذلك وكيفية الحصول على المساعدة.
ما هو إدمان المواد الإباحية؟
على الرغم من أنه لم يتم تعريف إدمان المواد الإباحية على أنه حالة قابلة للتشخيص. إلا أنه تم وصف هذا السلوك بأنه “مشاكل استخدام المواقع الإباحية”.
يكون الشخص مدمنا على المواد الإباحية في حال كان يتلهف للعروض الجنسية باستمرار على الرغم من محاولات تقليل رغبته بذلك.
قد يجد هذا الشخص أيضاً مجالات أخرى من الحياة كالعمل والحياة الجامعية والتفاعلات الاجتماعية محدودة بسبب الحاجة المستمرة لاستخدام المواد الإباحية. وقد تستحوذ مشاهدة الأفلام الإباحية على أية اهتمامات أخرى.
يمكن أن تسيطر الحاجة إلى مشاهدة المواد الإباحية على الفرد، وقد يبدأ في متابعتها في الأماكن العامة مثل العمل أو في وسائل النقل العام.
من المحتمل جداً أن يكون إدمان المواد الإباحية اضطراباً سلوكياً. وهو اضطراب يتميز بفرط النشاط الجنسي ومشابه لاضطرابات السلوك الجنسي الأخرى مثل الاستمناء والجنس السيبراني (الجنس عبر الإنترنت) بشكل مفرط.
علامات إدمان المواد الإباحية
لتحديد ما إذا كان الشخص لديه علاقة غير سليمة مع المواد الإباحية أم لا، وُجد أن الاهتمام المفرط عادةً يستغرق الكثير من الوقت ما يسبب فقدان السيطرة على الذات.
قد يتسبب إدمان المواد الإباحية أيضاً في توتر العلاقات مع الآخرين. وقد يتجلى هذا السلوك بعدة مظاهر كالآتي:
- الإنفاق المفرط على المواد الإباحية؛ ويكون أحياناً على حساب الحاجات الضرورية
- الاشتراك في سلوك جنسي محفوف بالمخاطر
- استخدام المواد الإباحية للتعامل مع المشاعر الصعبة مثل الألم والقلق والحزن
- الاهتمام بالمواد الإباحية في الأوقات واللحظات الحرجة
- الشعور بالغضب عند تقديم نصيحة لتقليل الاهتمام بالمواد الإباحية
- عدم القدرة على الامتناع عن المواقع الإباحية رغم الجهود المبذولة
- عدم القدرة على التوقف عن هذه العادة بالرغم من الشعور بالعار بعد مشاهدتها
- تفاقم الأمر إلى أشكال أكثر تطرفاً من المواد الإباحية للعثور على اللذة
- أن يصبح الاتصال الجنسي أقل إرضاءً
- إخفاء العادات الإباحية عن الشركاء الجنسيين وغيرهم.
آثار إدمان المواد الإباحية
نظراً لأن الوصول إلى الأفلام الإباحية متوافر للغاية، فمن السهل لأي شخص متابعتها. وفي دراسة تستعرض طبيعة إدمان المحتوى الإباحي، وُجد أن الأشخاص الذين يتابعون كمّاً كبيرا من المواد الجنسية قد ازدادت عندهم ردود أفعال الدماغ عند عرض الصور الإباحية أمامهم .
لوحظ رد الفعل هذا أيضاً عندما يتعرض الأشخاص الذين يعانون من إدمان المخدرات أو لعب القمار لمحفزات الإدمان.
وأبعد من التغييرات في نشاط الدماغ فقط، وُجد أن الهوس المفرط بالمحتوى الإباحي له التأثيرات التالية الموضحة أدناه:
يمكن أن يؤثر على العلاقة الحميمة بين الشركاء
بينما يمكن لأي شخص أن يصبح مدمناً على المواد الإباحية، إلا أن هذا السلوك يكون أكثر وضوحاً لدى الرجال؛ وهي صفة يمكن أن تعد مشكلة لشركائهم.
لوحظ أن الرجال خصوصاً ممن يشاهدون محتوى إباحياً بشكل متكرر يميلون إلى الابتعاد عاطفياً عن الأشخاص المهمين، ويميلون إلى تطوير صفات جنسية سرية، وقد يقعون في حالات اكتئاب بعد الإفراط في مشاهدة الأفلام الإباحية.
قد يساهم نوع المواد الإباحية التي يتم عرضها أيضاً في تناقص العلاقة الحميمة بين الشركاء، حيث يميل الرجال إلى الاهتمام بأشكال من المواد الإباحية لا تحمل العواطف والمشاعر.
يمكن أن تؤثر المواد الإباحية على احترام الذات للشريك
عندما يلاحظ أحد طرفي العلاقة العاطفية أن شريكه يبتعد جسدياً عنه ويفضل بدلاً من ذلك أن ينتقل إلى الأفلام الإباحية فيمكن أن يكون ذلك بمثابة ضربة قوية لتقديره لذاته.
قد تستحوذ الأسئلة حول قدراتهم في السرير واهتمامات شريكهم وما هي المجالات الأخرى التي قد يقصرون فيها على تفكير شريك الشخص المصاب بهذا الاضطراب الجنسي الشديد.
يمكن أن تؤثر المواد الإباحية على الرضا الجنسي
عندما ينظر الشخص باستمرار إلى جسد الآخرين وعلاقاتهم الحميمة فمن الشائع أن يقارن بينه وبينهم. وسرعان ما قد يبدأ في اعتبار مظهره الجسدي أقل جاذبية وقدراته الجنسية أضعف مقارنةً بالمحترفين في الجنس. قد يشعر شريكه بعدم الرضا في أوقات أخرى عندما يقس نفسه بالممثلين الذين يشاهدهم الطرف الآخر.
قد يعاني الأشخاص الذين يدمنون المواد الإباحية من قدر غير صحي من الضغط على أدائهم أثناء الجماع مما يؤثر تأثيراً هائلاً على تجربتهم الجنسية.
في حين يراقبون باستمرار الأشخاص وهم يمارسون الجنس، قد يجدون أن حياتهم الجنسية غير مرضية.
يمكن أن تؤثر على الأداء اليومي
يمكن أن يكون التعلق الدائم بشاشةٍ تعرض مواداً إباحية عائقاً كبيراً للاندفاع اليومي، ويمكن أن يعيق الإنتاجية في مكان العمل والمنزل وفي البيئات الاجتماعية، و تصبح الحاجة الماسة لمراقبة الآخرين وهم يمارسون الجنس أكثر أهمية من الاجتماع المقرر مع أحد العملاء أو حضور موعد الطبيب أو حتى قضاء الوقت الذي تشتد الحاجة فيه للاسترخاء والاستمتاع باليوم.
قد يحفز إدمان المواد الإباحية تطور اضطرابات الصحة النفسية
ارتبط ارتفاع الشهية للمواد الجنسية باضطرابات القلق. بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب اضطراب فرط النشاط الجنسي في اضطرابات بالمزاج وحتى المشاكل المتعلقة بتعاطي المخدرات. في حين أن هذا مجرد تخمين، فقد كانت هناك أيضاً ارتباطات بين الاستخدام الإباحي المفرط و بين الانتصاب بالإضافة إلى الاختلالات الجنسية الأخرى.
علاج إدمان المواد الإباحية
نظراً لأن إدمان المواد الإباحية ليس اضطراباً رسمياً، فإن خيارات العلاج لهذه الحالة لم يتم تحديدها بشكل كامل. ومع ذلك فقد يتم اعتماد العديد من الخيارات لضبط التأثيرات
العلاج الدوائي
للتحكم بإدمان الجنس قد يوصى باستخدام النالتريكسون (naltrexone) كإجراء علاجي، ويُستخدم هذا الدواء عادة لضبط إدمان الكحول والمواد الأفيونية.
قد يكون النالتريكسون قادراً على وقف كل من الرغبة الجنسية والرضا الناتج عن الإدمان عليها.
العلاج النفسي
يعد التحدث إلى أخصائي الصحة النفسية أحد أكثر الطرق فعالية للسيطرة على السلوكيات الضارة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد استخدام تقنيات مثل العلاج الأسري واستشارات العلاقات في التغلب على تعقيدات هذه الحالة.
يمكن أن يساعد التوجيه المهني في الخوض في مشاعر الذنب والضغط الناجمة عن متابعة المواد الإباحية، ويمكن أن يساعد أيضاً في إدارة التحديات العاطفية والمرتبطة بالعلاقة الحميمة التي تسببها هذه العادة.
خلاصة
يمكن بسهولة التغاضي عن مشاهدة المواد الإباحية بشكل مفرط كطريقة غير ضارة للانغماس في الرغبة الجنسية. ومع ذلك، عندما تسيطر هذه المحفزات بشدة على الإرادة الحرة وتطالب بإتمامها بغض النظر عن الراحة فقد يكون هذا ضاراً بصحتك.
في الجانب المشرق، بالرغم من الطريقة المهيمنة التي تبدو بها المواد الإباحية، إلا أنه يمكن ضبط إدمانها بالعزم والتصميم والمساعدة المناسبة من الأخصائيين الموثوق بهم.
المصدر: Understanding the Effects of Porn Addictionhttps
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم