مصطلح الاحتياجات الخاصة مصطلح واسع وشامل يضم مجموعة كبيرة من التشخيصات، بدءاً من التشخيصات التي تتعافى بسرعة مروراً بتلك التي تشكل تحدياً للحياة والتي تكون خفيفة نسبياً وصولاً للتشخيصات العميقة والخطيرة.

قد يعاني بعض الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من تأخيرات في النمو، حالات طبية، حالات نفسية و/أو حالات خلقية. تستدعي هذه الاحتياجات الخاصة وجودهم في أماكن إقامة خاصة ليتمكنوا من بلوغ إمكاناتهم.

بغض النظر عن السبب، فإن استخدام مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة (special needs) قد يفيدك في الحصول على الخدمات اللازمة، وتحديد أهدافك، ويجعلك قادراً على فهم طفلك، وعلى تخطّي الضغوط التي قد تواجهها عائلتك.

التحديات والنجاحات لـ ذوي الاحتياجات الخاصة

يعرف مصطلح الاحتياجات الخاصة بشكل شائع على أنه الأنشطة والتجارب التي لا يستطيع الطفل القيام بها. ويمكن لهذه العوائق أن تشكّل عبئاً كبيراً على العائلة، وأن تجعل من مصطلح “الاحتياجات الخاصة” مصطلحاً مأساوياً.

سيحزن بعض الأهالي على إمكانات أطفالهم المفقودة، وقد تصبح بعض الحالات متعبة أكثر مع مرور الوقت. بالمقابل ستجد عائلات أخرى ترى أن تحديات أطفالهم تجعل الانتصارات والنجاحات أكثر لذة، وأن نقاط الضعف لديهم مصحوبة بنقاط قوة.

لكل عائلة مخاوف مختلفة

عند المقارنة بين عائلتين لديهما أطفال ذوو احتياجات خاصة، فقد تجد القليل من القواسم المشتركة بينهما. لكن سيكون للعائلة التي تتعامل مع تأخر النمو مخاوف مختلفة عن تلك التي تتعامل مع مرض مزمن. سوف تنتاب هذه العائلات مخاوف مختلفة عن تلك العائلات التي تتعامل مع مرض نفسي، أو مشاكل في التعلم أو تحديات سلوكية.

مصطلح الاحتياجات الخاصة شامل للغاية وكل حالة ضمنه فريدة من نوعها. لذلك يجب على العائلات التركيز على طلب المساعدة والإرشاد اللازمين من أجل حالة أطفالهم الخاصة.

مشاكل طبية

تتضمن المشاكل الطبية عند الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الحالات الخطيرة. كالسرطان وقصور القلب والضمور العضلي والتليف الكيسي، بالإضافة للحالات المزمنة كمرض الربو والسكري. كما تشمل الحالات الخُلقية الشلل الدماغي والتقزّم، بالإضافة للتهديدات الصحية مثل الحساسية الغذائية والسمنة المفرطة.

قد يحتاج الطفل في بعض الأحيان إلى إجراء فحوصات طبية متكررة، وإقامة في المستشفى، ووجود معدات وأماكن خاصة بإقامة ذوي الإعاقات. يعتبر وجود نظام دعم جيد أمراً مهماً جداً عند التعامل مع أي أزمة طبية، أو أي شكوك حول الحالة.

مشاكل سلوكية

قد لا يستجيب الأطفال الذين يعانون من أحد المشاكل السلوكية للتأديب التقليدي. ويتطلب الأطفال المصابون باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه أو اضطراب طيف الكحول الجنيني (fetal alcohol spectrum disorder) .واختلال التكامل الحسي (dysfunction of sensory integration) ومتلازمة “توريت” (Tourette syndrome) اتباع استراتيجيات مخصصة ومصممة لاحتياجاتهم الخاصة.

يمكن أن تزيد المشكلات السلوكية من حدوث بعض المشاكل في المدرسة. ولهذا السبب يجب عليك كأحد الوالدين التحلي بالصبر، الإبداع في التصرف والمرونة.

مشاكل في النمو

يمكن لمشاكل النمو أن تغير نظرتك للمستقبل، وتؤدي لظهور صعوبات مباشرة في تعليم ورعاية طفلك. غالباً ما تؤدي التشخيصات مثل التوحّد ومتلازمة داون والإعاقات الذهنية إلى جُنوح طفلك خارج التيار.

في الكثير من الأحيان يكون للأهل دور كبير في ضمان حصول أطفالهم على الخدمات الضرورية التي يحتاجونها ويستحقونها. بما فيها العلاج والتعليم والعمل والاندماج مع الآخرين.

مشاكل تعليمية

يعاني الأطفال المصابون بإعاقات تعليمية مثل عسر القراءة أو اضطراب المعالجة السمعية، من بعض الصعوبات أثناء أدائهم الدراسي بغض النظر عن قدراتهم الإدراكية. فهم يحتاجون استراتيجيات تعلّم خاصة بهم لإظهار إمكاناتهم وتجنّب تعرّضهم لمشاكل احترام الذات والصعوبات السلوكية.

يجب على ذوي الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم أن يكونوا متعاونين و مثابرين، ويتم ذلك من خلال العمل مع أطفالهم في المنزل، والتواصل الدائم مع معلميهم ومدارسهم، وذلك لضمان حصولهم على المساعدة التي يحتاجون إليها.

مشاكل الصحة النفسية

قد يكون إدراك أن طفلك يعاني من القلق والاكتئاب، أو صعوبات في التعلق أمراً غير متوقع، لذلك تذكّر دائماً أن كل طفل مختلف عن الآخر، مع ذلك يمكن أن تدخل عائلتك في دوامة مليئة بالأزمات والتحديات وتقلبات المزاج.

لهذا السبب يجب عليك إيجاد المختصين المناسبين من أجل تقديم يد العون لك، كما أنك ستحتاج إلى اتخاذ قرارات تخص العلاج والأدوية أو إمكانية الدخول إلى المشفى.

خلاصة

على الرغم من اختلاف كل طفل من أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتفرّد كل عائلة بمخاوفها تجاههم، إلا أن هناك بعض القواسم والاهتمامات المشتركة بين أهالي هؤلاء الأطفال تشمل حصول أطفالهم على الرعاية المناسبة وتعزيز قبولهم في العائلة الأكبر، المدرسة والمجتمع بجميع أطيافه.

في بعض الأحيان قد يكون التخطيط لمستقبل غير واضح المعالم أمراً شائكاً لكنه ضروري، فقد تجد نفسك أمام تحديات وأشياء غير متوقعة تجبرك على تغيير خطتك ونظامك.

بشكل عام تحتم الضرورة أحياناً أن يكون آباء وأمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر مرونة، تعاطفاً، صلابة وقدرة على الصمود في وجه التحديات مقارنة بغيرهم. بينما قد يكون هذا الأمر شيئاً لم تكن تتمناه أو تتوقعه، إلا أنه من المهم محاولة بذل قصارى جهدك لأجل لطفلك. يمكن أن يبعث في نفسك إحساسك أنك لست وحيداً شعوراً بالارتياح، لذا كن مرتاحاً إزاء طلب الدعم والمساندة.

اقرأ أيضاً: اضطراب السلوك عند الأطفال، أسبابه، تشخيصه وطريقة العلاج

المصدر: What Does “Special Needs” Mean

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم