You do not have permission to view this result. الامتياز في المجتمع، كيف توجّه امتيازك الخاص في الاتجاه الصحيح؟  | Obstan - أوبستان

الامتياز في المجتمع، كيف توجّه امتيازك الخاص في الاتجاه الصحيح؟ 

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يعني امتلاك الامتياز أن لديك إحدى الميزات أو الصفات غير المكتسبة في المجتمع تعود إلى بعض جوانب هويتك بالمقارنة مع العموم الذين يفتقدون لتلك الصفة.

تميل هذه الديناميكيات أو المتغيرات إلى أن تعكس مفارقات أكبر في القوة ضمن المجتمع نظراً لامتلاك أعضاء المجموعة المهيمنة امتيازاً مقارنة مع أولئك الذين تهمّشهم هويتهم.

في حين أن معرفتك أنك تتمتع بمثل هذه المزايا غير المكتسبة على خلاف الآخرين الذين لا يتمتعون بها دون أي ذنب منهم قد يكون أمراً مزعجاً. إلا أنك تستطيع استغلال تلك المزايا في تعزيز نتائج عادلة ومنصفة لهم في المجتمع.

ستقدم هذه المقالة أمثلة على الامتياز وكيف يمكن أن يبدو في الحياة اليومية إضافة إلى نصائح تساعدك في اكتساب وعي أكبر حول ما تملكه من امتيازات، وكيف يمكنك استخدامها للتضامن مع الفئات المهمشة.

أمثلة على الامتيازات في المجتمع

تظهر الامتيازات بطرق مختلفة في المجتمع، وعلى الرغم من وجود توجهات عامة، إلا أن هناك حالات شاذة أيضاً، ومن المحتمل ألا تناسب بعض الامتيازات جميع الظروف.

أضف إلى ذلك، عندما يعتاد الناس على امتيازات معينة، يصبح امتلاكها من البديهيات بالنسبة لهم وبالتالي يعجزون عن التعرف على كونها امتيازات. على سبيل المثال، من الممكن أن تمتلك امتيازات بناءً على جوانب من هويتك بالطرق التالية.

العِرق

عندما نتحدث عن العرق، فإن الأفراد من العرق الأبيض يستفيدون من مزايا غير مكتسبة في المجتمع وتتم معاملتهم بشكل أفضل من معاملة أفراد مجتمعات السود أو السكان الأصليين أو الملونين (BIPOC)، وذلك بناءً على لون بشرتهم.

على الرغم من أن أفراد العرق الأبيض يواجهون مصاعباً في حياتهم، إلا أن هذه المصاعب لا يسببها لون البشرة. بالإضافة إلى إدراك وجود امتيازات للبيض، وجدت الأبحاث أن مثل هذا الوعي بهذا النوع من الامتيازات وحده لم يؤد إلى تغيير فيما يتعلق بـ التحيُّز العرقي.

ومع ذلك، بالإضافة إلى إدراك امتلاكهم هذا الامتياز، إذا شعر ذوو البشرة البيضاء أيضاً بأنهم مخولون، نتيجة قدرتهم، للمشاركة في التغيير الاجتماعي. فسيتيح لهم هذا الشعور بأن يقوموا بما هو ضروري لمعالجة الظلم. ويؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى إحداث أثر على التحيز العرقي.

الطبقة الاجتماعية

يتمتع أفراد الطبقة الغنية بميزة غير مكتسبة لا يتمتع بها الأفراد الذين يفتقرون لمثل هذه الموارد المالية، إذ يكون للأغنياء قدرة أعلى في الوصول إلى الفرص.

في حين أن الأفراد الأكثر ثراءً قد يواجهون مصاعب في حياتهم، إلا أن هذه المصاعب التي تسببها مواردهم المالية المتزايدة. ولن تكون بنفس الطريقة التي يتعرض بها أولئك الذين يفتقرون لمثل هذه الموارد للقمع.

تظهر الأبحاث أن الحديث عن الطبقات الاجتماعية غالباً ما يكون صعباً لأن هذه المناقشات تطرح عادةً موضوع العرق (وهو موضوع غير مريح للكثيرين). علاوة على ذلك، قد تؤكد هذه المحادثات أيضاً حقيقة أن الأفراد من الطبقة الاجتماعية العليا يحصلون على امتيازات لا يحظى الآخرون بفرصة الوصول إليها.

تشير الأبحاث إلى أن طلاب الطبقة المتوسطة كانوا أقل عرضة للتحدث عن الطبقات الاجتماعية من طلاب الطبقة العاملة. وكانت لديهم نزعات ثأرية أكثر من أولئك الذين تعرضوا للاضطهاد بسبب الفوارق الطبقية.

إذا تجنب أولئك الذين يتمتعون بامتياز طبقي الحديث عنه و اتخذوا مواقف سلبية تجاه الفئات المُضطهَدة، ستستمر طريقة التفكير المثيرة للمشاكل هذه.  لذلك، يجب عليك أن تتقبل امتيازك وتعترف به حتى تتمكن من استخدامه لصالح الخير.

الجندر (النوع الاجتماعي)

يمتلك المتوافقون جنسياً (Cisgender) امتيازاً على المتحولين جنسياً (Transgender) وغير الثنائيين (Nonbinary). كما أن للرجال مزايا غير مكتسبة على الأجناس المهمشة.

في حين أن أولئك الذين تتوافق هويتهم الجندرية مع الجنس الذي تم تعيينه لهم عند الولادة قد يواجهون مصاعب معينة، لكن هذه المصاعب لا ترتبط بهويتهم كأفراد متوافقين جنسياً.

في المقابل، يؤثر التحيز الجنسي للمتوافقين جنسياً (Cissexism) بشكل كبير على حياة الأفراد المتحولين جنسياً و غير الثنائيين.

وبالمثل، فإن الصعوبات التي يواجهها الرجال ليست نتيجة جنسهم كرجال. وبسبب ذلك، فإن الامتياز المعتمد على الجندر يظلم و يضطهد الأجناس الأخرى ويؤثر سلباً على حياتهم بطرق مختلفة.

في العمل من أجل سياسات جندرية أكثر شمولاً في إحدى الجامعات، وجد الباحثون أن “العمل باتجاه تسهيل التحول الثقافي، حقيقة ما يجب أن يحدث في كثير من الأحيان. يستغرق وقتاً طويلاً ويتطلب تعاوناً عبر الخطوط التقليدية للنفوذ والامتياز”.

القدرة الجسدية

فيما يتعلق بالقدرة الجسدية، يتمتع الأشخاص القادرون جسدياً بمزايا لا يمتلكها ذوو الإعاقة، مما يؤثر على حياتهم. بالتالي فإن أولئك الذين لا يعانون من الإعاقات لديهم امتياز على الأفراد ذوي الإعاقة.

وجدت الأبحاث حول التجارب المتعلقة بالتمييز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة أن 28.3% من الطلاب ذوي الإعاقة أفادوا بأنهم تعرضوا لاعتداءات مُصغَّرة في فصول العمل الاجتماعي. مثل التحقير أو التقليل من شأن مشكلات الإعاقة أوالتنمر وغيرها.

لو تم الإبلاغ عن هذه القضايا في برنامج أكاديمي، حيث من المفترض أن يعزز أعضاء هيئة التدريس الإنصاف (وهي قيمة أساسية لمجال العمل الاجتماعي). فإن ذلك يوضح كيف يمكن أن يفشل العاملون في المؤسسات الأكاديمية في إدراك امتيازاتهم الجسدية عندما يتعلق الأمر بالأشخاص ذوي الإعاقة.

الميول الجنسية

فيما يتعلق بالميل الجنسي، يمتلك الأشخاص المغايرون جنسياً (heterosexual) امتيازاً على الأشخاص ذوي التوجهات الجنسية الأخرى. إذ يستفيدون من البنى المجتمعية التي تضعهم في المجموعة المهيمنة على مجموعات الأفراد المثليين جنسياً (homosexual)، شموليي الجنس (pansexual)، واللاجنسيين (asexual) وما إلى ذلك.

بينما يمكن أن يواجه المغايرون جنسياً صعوبات في حياتهم، إلا أن تلك الصعوبات لا تتعلق بميولهم الجنسية.

وفي دراسة أجريت على نساء مغايرات الجنس استمرت من 1952 إلى 1992، بفواصل زمنية مقدارها عشرين عاماً. وجدت الدراسة أن تغيير الموقف الاجتماعي يمكن أن يحدث بشكل كبير خلال السنوات العشرين الأولى. ولكن أقل من ذلك في فترة العشرين عاماً الثانية. بهذه الطريقة، من السهل أن نرى كيف يعتبر من يمتلكون امتيازاً أنه أمر مفروغ منه ومن المسلمات.

أمثلة أخرى على الامتياز

كانت تلك أمثلة قليلة لكيفية امتلاك الامتياز في مجتمعنا، ولكن هناك العديد من الجوانب الأخرى لهويتك التي يمكن أن تعطيك مزايا غير مكتسبة. مثل:

  • العمر
  • الدين
  • اللغة
  • التعليم
  • الجنسية
  • المظهر
  • حجم الجسد

اكتساب الوعي حول امتيازاتك

مثل معظم الأشياء، فإن إدراك امتيازك أمرٌ يتطلب جهداً. ولكن إذا كنت مهتماً بالمساهمة في تحقيق العدالة لجميع الفئات، فإن بذل الجهد لأجل إدراك امتيازاتك بشكل أفضل يُعد استثماراً يمكن أن يمهد الطريق نحو تفكيك الأنظمة والمواقف الظالمة.

هذا حقاً يمثل تحدياً لنا جميعاً بسبب تأثير تنشئتنا الاجتماعية والرسائل المستمرة التي نتلقاها بجميع الوسائل المختلفة (التعليم والإعلام وما إلى ذلك) حول كل هذه الأشكال المتعددة من المعاداة.

سيستفيد البعض من العلاج الفردي بإشراف أخصائي نفسي للمساعدة في تحديد امتيازاتهم إذا لم يتمكنوا من تحديدها بأنفسهم. إذ أن تحديد الامتيازات يتطلب العمل عليه باستمرار.

التقاطعية

في عام 1989، صاغت  كيمبرلي كرينشو (Kimberle Crenshaw) مصطلح “التقاطعية” (Intersectionality) لأول مرة لتسليط الضوء على السمات العديدة لهوية المرء. وتعني التقاطعية جميع الطرق التي يمكن أن تُعرّض الشخص للحرمان.

تشمل التقاطعية الجنس، العرق، الطبقة الاجتماعية، التوجه الجنسي وما إلى ذلك. تجادل كرينشو أنه بدون أخذ هذه الأجزاء من هوية شخص ما في الاعتبار، يصبح من الصعب فهم مدى تهميش الفرد.

وأضافت بأن:

“التركيز على أعضاء المجموعة الأكثر امتيازاً يهمّش أولئك الذين يتحملون أعباء مضاعفة ويحجب الادعاءات التي لا يمكن فهمها على أنها ناتجة عن مصادر منفصلة للتمييز”.

بعبارة أخرى، بمجرد أن تفهم جوانب هويتك التي تمنحك امتيازات معينة، قد يكون من المفيد التفكير في كيفية تجلّي امتيازك في مواقف مختلفة.

كيف يمكن للتقاطعية أن تسلط الضوء على امتيازك؟

إذا كنت من ذوي البشرة البيضاء وقادراً على التأمل في هويتك كشخص من العرق الأبيض والتفكير بشكل نقدي من حيث فهمك لتطبيق القانون في مكان يُقتَل فيه السود بمعدل أعلى 2.8 مرة من نظرائهم البيض. قد تفهم أن لون البشرة الأبيض هو امتياز.

في مثال آخر، قد تلاحظ كيف يقدم لك مظهرك الجسدي وحجم جسمك وعمرك امتيازات معينة على الأشخاص ذوي الإعاقة أو الأكبر سنّاً. إذا كنت سليماً جسدياً، هذا يعني غالباً أنك لم تواجه أشخاصاً يفترضون أنك غير كفؤ دون معرفة أخلاقيات عملك وقدراتك الحقيقية.

من خلال التعرف على جميع الطرق التي تحصل من خلالها على امتيازات. ستفهم أكثر كيفية تهميش الآخرين في الأنظمة التي لم تعطهم أي فرصة من البداية.

بعد التعرف على الجوانب أو المزايا التي تمنحك امتيازاً، يمكنك استخدامها للمساهمة في تحقيق العدالة للآخرين.

التأمل الذاتي للتعرف على الامتياز

يعد التأمل الذاتي طريقة رائعة لفهم امتيازك لأنه يعزز التفكير النقدي حتى تتمكن من ربط التجارب الفردية التي تعيشها بالحقائق المنهجية أو العامة الأكبر. ويمكن أن يمهد القيام بذلك الطريق أمامك للمساعدة في إحداث تغيير في المجتمع.

اعترف بامتيازك في المحادثات

عندما يتعلق الأمر باستخدام امتيازك لمساعدة الآخرين، فمن المحتمل أن تتخيل العديد من الطرق لفعل الخير. ولكن غالباً ما يفشل أولئك الذين يتمتعون بامتياز في إدراك مقدار الضرر الذي يُمكِنهم إحداثه عندما لا يفكرون بشكل نقدي بما يكفي بالقوة أو السلطة التي يمتلكونها.

تتأثر احتمالية الضرر بهذه الطريقة بشكل خاص بهذا الامتياز. لأن الحصول على الامتياز يمكن أن يقودك إلى الاعتقاد بأنك كسبت أكثر مما عملت من أجله بالفعل. وقد يؤدي هذا إلى الشعور بالتفوق على نظرائك المضطهدين.

لتجنب حدوث ضرر إضافي، عند الانخراط في محادثات حول القضايا الاجتماعية في مجتمعك. حاول أن تستهل ما تقوله بجوانب هويتك التي تمنحك الامتياز.

على سبيل المثال، إذا كنت رجلاً أبيض اللون ومتوافق الجنس ووجدت نفسك في مناقشة حول القضايا المجتمعية مع شخص يُعرِّف نفسه بأنه غير ثنائي. فيمكنك الاعتراف بأن جنسك وعرقك يمنحانك امتيازات معينة في المجتمع.

من خلال الاعتراف بامتيازك، فإنك تحد من احتمالية التقليل من قيمة تجارب الشخص الآخر في حياته أو نفيها تماماً. وبالتالي تظهر ما تمتلكه من الوعي الذاتي والاهتمام والتعاطف مع المضطهَدين.

من المهم أيضاً أن تكون حذراً ويقظاً للامتيازات التي تملكها. وأن تستمع أكثر بكثير مما تتحدث عند التعامل مع أفراد من المجتمعات المهمشة.

الامتياز الذي تمتلكه يقلل من شدة الاضطهاد الذي تتعرض له

من المهم أن تفهم أن امتلاكك لامتياز أو تعرِّضُك للتهميش لسبب معين يؤثران على مستوى الاضطهاد الذي تواجهه.

يمكن أن يؤدي امتياز في جانب ما إلى تقليل الاضطهاد الذي تواجهه في جانب آخر. على سبيل المثال، يواجه المتحولون جنسياً من ذوي البشرة البيضاء اضطهاداً أقل من المتحولين جنسياً الذين ينحدرون من أعراق أخرى.

في حالة أخرى، قد تعاني المرأة البيضاء السليمة جسدياً أوجه حرمان وعوائق أقل من الرجل الأبيض الذي يعاني من إعاقة جسدية.

خلاصة

من المهم أن تفهم كيف تمنحك المزايا غير المكتسبة امتيازات على الفئات المهمشة في الحياة. يمكن أن يساعد الاعتراف بالامتياز في المحادثات في إفساح المجال للمضطهدين للتعبير عن أنفسهم.

كلما كنت أكثر رغبة في التفكير بشكل نقدي بامتيازك، كلما شعرت براحة أكبر لاستخدامه في المساعدة بإحداث التغيير الاجتماعي. وهو أمر ضروري للغاية لأولئك الذين يتعرضون دوماً للحرمان.

يمكن أن يُشعرك التأمل الذاتي العميق بالإرهاق. ولكن من المهم جداً الاستمرار في بذل الجهود بغرض رؤية تغيُّر في معاملة المضطهدين.

إذا كنت تريد حقاً إحداث تغيير، فمن المهم أيضاً اختبار الطرق التي يمكنك من خلالها استخدام امتيازك في حياتك اليومية لمساعدة أولئك الذين ينتمون إلى فئات مهمشة؛ سيكون لذلك في النهاية التأثير الذي نحتاجه على المجتمع.

اقرأ أيضاً: ما هي الرجولة السامة؟ وكيف من الممكن أن تضر بحياة الرجل؟

المصدر: How to Navigate Your Own Privilege

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: