You do not have permission to view this result. الانحيازات المعرفية، أسباب حدوثها وبعض الأنواع الشائعة | Obstan - أوبستان

الانحيازات المعرفية، أسباب حدوثها وبعض الأنواع الشائعة

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

في الوقت الذي يفضّل فيه الجميع الاعتقاد بأنه عقلاني ومنطقي في تفكيره، هناك حقيقة لا يمكن دحضها وهي خضوع البشر لتأثير الانحيازات المعرفية (cognitive biases) باستمرار. إذ تشوّه هذه الانحيازات المعرفية طريقة التفكير وتؤثر على المعتقدات وعلى طريقة اتخاذ القرارات والأحكام التي يقوم بها الجميع بشكل يومي.

من الممكن أن تظهر هذه الانحيازات المعرفية بشكل واضح إلى حد ما، وربما تلاحظ هذه الميول في نفسك أو في الآخرين. بالمقابل، هناك أنماط من هذه الانحيازات تكون غامضة إلى الحد الذي يستحيل فيه اكتشافها.

لماذا تحدث مثل هذه الانحيازات؟

يكمُن تفسير ذلك بأن مستوى الانتباه لدينا محدود المصدر، هذا يعني أنه ليس بالإمكان تقييم وإصدار محاكمات عقلية منطقية على كل التفاصيل والاحتمالات عندما نكوّن أفكارنا أو آراءنا.

وتبعاً لذلك، نحن غالباً نعتمد على بعض الاختصارات الذهنية (mental shortcuts)، والتي تسرّع من قدرتنا على الحكم، إلا أنها أحياناً تؤدي إلى الانحياز.

يعرض هذا المقال عشرة أنماط من الانحيازات المعرفية الأكثر شيوعاً، والتي لها تأثير كبير على الطريقة التي تفكّر أو تشعر أو تتصرف بها.

الانحياز التأكيدي

يعبّر الانحياز التأكيدي (The Confirmation Bias) عن وجود نزعة أكبر للإنصات إلى المعلومات التي تؤكد معتقداتنا الحالية. بتأثير هذا الانحياز، يميل أغلب البشر إلى إعطاء الأولوية للأفكار التي تدعم الأمور التي يعتقدونها أو يؤمنون بها بالفعل. 

تشمل بعض الأمثلة عن الانحياز التأكيدي ما يلي:

  • تركيز الاهتمام فقط على المعلومات التي تؤكد قناعاتك حول بعض الأمور. مثل: ضبط استخدام الأسلحة أو ظاهرة الاحتباس الحراري.
  • متابعة أشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي ممن يشاركونك وجهات نظرك فقط.
  • اختيار مصادر المعلومات التي تقدّم كل ما يدعم معتقداتك.
  • الرفض الكلي للاستماع للطرف الآخر (المختلف عنك)
  • عدم دراسة كل الوقائع بشكل عقلاني ومنطقي

هناك عدة أسباب لهذا الانحياز، أولها هو أن السعي  لإثبات الآراء الحالية فقط يساعد في تقليل الموارد الذهنية التي نحتاجها لاتخاذ القرارات. كما يساعد على حماية ” تقدير الذات ” من خلال منح الناس شعور أن ما يؤمنون به صحيح.

إن من يكونون أمام وجهين مختلفين لمسألة ما يستمعون إلى نفس القصة ويبتعدون بتفسيرهم لها بما يناسب قناعاتهم. يشير هذا غالباً إلى أن الانحياز التأكيدي هنا يعمل لـ ” تحيّز ” معتقداتهم.

تكمن المشكلة في هذا الانحياز في كونه قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة، أو العجز الكلي عن الإنصات إلى وجهات نظر مغايرة أو حتى إزعاج من لديهم آراء مختلفة.

انحياز الإدراك المتأخر

يُعد انحياز الإدراك المتأخر (Hindsight Bias) نوعاً شائعاً من الانحيازات المعرفية. ويتضمن الرغبة برؤية الأحداث، وحتى العشوائية منها، على أنها أكثر قابلية للتنبؤ بها مما هي عليه. وعادةً ما يُشَار إليها بالقول: “لقد توقعت ذلك”.

تشمل بعض الأمثلة على مواقف تحيز الإدراك المتأخر ما يلي:

  • الإصرار على المعرفة المُسبَقة بمن سيربح مباراة كرة قدم حال انتهائها.
  • الاعتقاد بأنك عرفت من الأساس أن مُرشَّحاً سياسياً ما هو من سيفوز في الانتخابات.
  • القول بأنك كنت تعلم أنك سوف تخسر بعد أن يهزمك صديق بلعبة رمي القطعة النقدية.
  • عندما تقوم بمراجعة ما قدمته في امتحان ما والاعتقاد أنك تعرف الإجابات عن الأسئلة التي فاتتك.
  • الاعتقاد أنك تستطيع توقُّع الأسهم التي قد تصبح مربحة في البورصة.

أبحاث قديمة في الانحيازات المعرفية

في إحدى تجارب علم النفس التقليدية، طُلِب من طلاب الجامعات أن يتوقعوا ما إن كانوا يرون أن المرشَّح آنذاك (كلارنس توماس)، سوف يتم اختياره للمحكمة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية.

قبل انتخابات مجلس الشيوخ، اعتقد 58% من الطلاب أن توماس هو من سيتم اختياره. لكن عندما أُعيد سؤالهم بعد تأكيد انتخاب توماس، قال عدد كبير منهم بنسبة 78% أنهم اعتقدوا أن توماس من سيُرشح.

يحدث انحياز الإدراك المتأخر لعدة أسباب منها “سوء تذكر” ماهية تنبؤاتنا السابقة، فضلاً عن ميلنا المستمر لاعتبار الأحداث على أنها حتمية. بالإضافة لاتجاهنا نحو الاعتقاد بأنه كان بإمكاننا توقُّع بعض الأحداث.

يكمن تأثير هذا التحيز في أنه يدفعنا إلى المبالغة في تقييم قدرتنا على توقع الأحداث، ويمكن أن يقود أحياناً إلى مجازفات غير حكيمة.

الارتساء أو انحياز الارتكاز

يمثّل انحياز الارتكاز (The Anchoring Bias) الميل الدائم إلى فرط التأثُّر بالمعلومات الأولى التي نسمعها. إليك بعض الأمثلة على عمله:

  • عادةً ما يصبح أول سعر مطروح أثناء المفاوضات عليه هو النقطة الثابتة التي ترتكز عليها المفاوضات الإضافية.
  • التأثر الفوري لمجرد سماع رقم عشوائي عن تقديرات مواضيع لا صلة لها بالأمر على الإطلاق
  • قد يصبح الأطباء عرضة لانحياز الارتساء عند تشخيص المرضى، فغالباً ما تؤثر الانطباعات الأولى التي يحددها الطبيب عن المريض ويتم اعتبارها نقطة ارتكاز للتشخيص و تؤثر بشكل خاطئ على بقية التقييمات التشخيصية لاحقاً.

بالرغم من أن انحياز الارتساء هو أحد الانحيازات الموثقة بشكل جيد، إلا أن أسبابه مازالت غير مفهومة بعض الشيء. إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن مصدر معلومات الارتساء يلعب دوراً في هذا الانحياز. فضلاً عن احتمال وجود تأثير عوامل أخرى مثل التهيئة النفسية والحالة المزاجية.

مثله مثل الانحيازات المعرفية الأخرى، قد يكون لهذا الانحياز تأثير على القرارات التي تتخذها يومياً.

فمثلاً، يمكن أن يؤثر على مدى استعدادك لدفع تكاليف منزلك. لكن، يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى اتخاذ قرارات سيئة ويزيد من صعوبة التفكير في احتمالات أخرى مفيدة أيضاً.

تأثير التَّضليل

يعني تأثير التَّضليل أو المعلومات المضلّلة (The Misinformation Effect) ميل الذكريات إلى التأثر بشدة بما جرى بعد الحدث الفعلي نفسه.

فمثلاً إذا شَهِد أحدهم حادث سيارة أو جريمة ما، قد يعتقد أنه واثق مما رآه أو يتذكره جيداً، إلا أن الباحثين قد وجدوا أن الذاكرة معرضة للتأثيرات المضلّلة بشكلٍ مدهش حقاً.

على سبيل المثال:

  • أظهرت الأبحاث أن مجرد طرح الأسئلة المتكررة حول حدثٍ ما يمكن أن تغير ذكريات الشخص عما حدث فعلاً.
  • قد تغيّر مشاهدة تغطية الأخبار لحدث ما على التلفاز كيفية تذكُّر الناس للحدث الأصلي.
  • قد يؤثِّر سماع حديث الآخرين عن ذكرى ما من وجهة نظرهم في تغيير ذاكرتك عما قد حصل بالأساس.

أبحاث قديمة عن الذاكرة

في إحدى التجارب الكلاسيكية التي قامت بها الخبيرة في الذاكرة البشرية إليزابيث لوفتس (Elizabeth Loftus)، سئل عدد من الأشخاص ممن شاهدوا شريطاً مُصوَّرا لتحطم سيارة سؤالاً واحداً من سؤالين مختلفين قليلاً:

“كم كانت سرعة السيارة عندما اصطدمت بسيارة أخرى؟” أو “كم كانت سرعة السيارة عندما تحطّمت ؟”.

عندما استُجوب الشهود بعد أسبوع من الأمر عما إذا كانوا قد شاهدوا أي زجاج مكسور، كان من المرجح أكثر إجابة الأشخاص الذين تم سؤالهم باستخدام مصطلح “الحطام” بأنهم رأوا الزجاج المكسور، وهو أمر خاطئ.

بالنتيجة، هناك عوامل قليلة تلعب دوراً في هذه الظاهرة، فقد تختلط معلومات جديدة مع ذكريات قديمة. إلا أنه في حالات أخرى، قد يتم استخدام معلومات جديدة لملء “الثغرات” التي تصيب الذاكرة.

تتراوح تأثيرات المعلومات المضللة ما بين العادية إلى الخطيرة. إذ ربما تؤدي إلى عدم تذكر شيء مهم كنت تعتقد أنه قد حدث في العمل، أو إلى الخطأ في تحديد المشتبه به في قضية جنائية.

خلاصة

هذه ليست جميع الانحيازات المعرفية، إنما هي أكثرها شيوعاً، وتمثل عينة فقط من العديد من الانحيازات التي يمكن أن تؤثر على تفكيرنا.

وتجتمع هذه الانحيازات في قدرتها على تغيير نمط تفكيرنا، وبالتالي التأثير على ما نتخذه من قرارات.

العديد من هذه الانحيازات حتمية ولا مفر منها. فنحن لا نملك الوقت الكافي لتقييم كل تفاصيل قراراتنا حتى نتقصى وجود أي انحياز.

بالتالي، يعد فهم أثر هذه الانحيازات أمراً مفيدا جداً لمعرفة مدى احتمال اتخاذ قرارات سيئة في حياة كل منا.

اقرأ أيضاً: ما هي التشوهات المعرفية؟ وما هي أنماط التشوهات المحددة في العلاج السلوكي المعرفي؟

المصدر: Common Cognitive Biases

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: