تُعرف الظاهرة النفسية التي تجعل بعض الأشخاص يرون صورة أو يسمعون صوتاً غامضاً كشيء مهم بالنسبة لهم باسم الباريدوليا “Pareidloia”. وهي عبارة عن رؤية الوجوه في الأماكن غير الاعتيادية، فالكثير من الأشخاص يدعون رؤية الوجوه في الغيوم أو رؤية الوجوه في فنجان القهوة مثلاً.

منشأ الباريـدوليا

اُشتق هذا المصطلح من الكلمة اليونانية “para” والتي تعني شيئاً خاطئاً، والاسم “eidōlon” والذي يعني الصورة أو الشكل. لتتخذ في النهاية معنى “الصورة الخاطئة”، وهو مصطلح أكثر عمومية لرؤية الأنماط في البيانات العشوائية. كرؤية الأشكال في الغيوم أو وجوه الأشخاص في الأشياء الجامدة.

آلية حدوث الباريدوليا

هناك عدد من النظريات حول آلية حدوث الباريدوليا (رؤية الوجوه في الأماكن غير الاعتيادية)، إذ يقول الخبراء أن الباريـدوليا توفر تفسيراً نفسياً للعديد من الأوهام التي تنطوي على الحواس.

حيثت يعتقدون أنها السبب وراء العديد من الأحداث. كالأجسام الطائرة المجهولة وسماع رسائل مزعجة في التسجيلات الصوتية عندما يتم تشغيلها بشكل عكسي.

غالبًا ما يكون للباريدوليا إيحاءات دينية. إذ وجدت دراسة في فنلندا أن الأشخاص المتدينين أو الذين يؤمنون بقوة بما هو خارق للطبيعة هم أكثر عرضة لرؤية الوجوه في الأشياء الجامدة والمناظر طبيعية.

صرح “كارل ساجان”، عالم الكونيات والمؤلف الأمريكي، أن الباريدوليا كانت أداة للبقاء على قيد الحياة منذ زمن بعيد مضى. في كتابه الصادر عام 1995 ، “العالم المسكون بالشياطين”، جادل بأن هذه القدرة على التعرف على الوجوه من مسافة بعيدة أو في حالة ضعف الرؤية، كانت أسلوبًا مهمًا للبقاء على قيد الحياة.

في حين أن هذه الغريزة تعطي البشر ميزة الحكم على الفور ما إذا كان الشخص القادم صديقاً أم عدواً. وأشار ساجان إلى أنها قد تؤدي أيضًا إلى بعض التفسير الخاطئ للصور العشوائية أو أنماط الضوء والظل على أنها وجوه.

الباريـدوليا وليوناردو دافنشي

كتب “ليوناردو دافنشي” عن الباريدوليا من وجهة نظر فنية، إذ صرّح في إحدى ملاحظاته المكتوبة ضمن دفاتره:

إذا نظرتَ إلى أي جدران ملطّخةٍ ببقع مختلفة أو بمزيج من أنواعٍ مختلفة من الأحجارِ، إذا كنت على وشك اختراع مشهد ما. فستتمكن من رؤية تشابهٍ بين مختلف المناظر الطبيعية المزينة بالجبال، الأنهار، الصخور، الأشجار، السهول، الوديان الواسعة ومجموعات التلال المختلفة.