البحث التطبيقي في علم النفس, آلية عمله, استخداماته وأمثلة عنه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

 البحث التطبيقي (Applied research) هو الدراسات والأبحاث العلمية التي تسعى إلى حل المشاكل العملية. يلعب هذا النوع من الأبحاث دوراً مهماً في إيجاد حل للمشاكل اليومية التي يمكن أن يكون لها تأثير على الحياة، الصحة والرفاهية العامة، إضافة إلى استخدامه في علاج الأمراض وتطوير تقنيات مبتكرة.

هناك العديد من علماء النفس ذوي التخصصات المختلفة ممن يجرون الأبحاث التطبيقية. والأغلبية العظمى منهم هم علماء نفس العوامل البشرية (Human factors) أو علماء النفس الصناعي-التنظيمي ( industrial-organizational psychologists).

أمثلة على البحوث التطبيقية

بعض الأمثلة على البحوث التطبيقية في علم النفس: آلية عمل البحث التطبيقي في علم النفس

  • تحليل نوع الحوافز التي ستلهم الناس للتطوع بوقتهم وجهودهم لصالح الجمعيات الخيرية.
  • التحقيق فما إذا كانت الموسيقى الخلفية في بيئة العمل يمكن أن تساهم في زيادة الإنتاجية.
  • استكشاف أي نهج علاجي هو الأكثر فعالية للحد من القلق.
  • البحث عن الاستراتيجيات الأفضل لتحفيز العمال. آلية عمل البحث التطبيقي في علم النفس
  • دراسة تصميمات مختلفة للوحة المفاتيح لتحديد الأكثر كفاءة وراحة منها.

كما تلاحظ، جميعها تستكشف موضوعات تعالج قضايا من العالم الحقيقي. وهذا التطبيق الفوري والعملي للنتائج هو ما يميز البحث التطبيقي عن البحث الأساسي الذي يركز على الاهتمامات النظرية.

البحوث الأساسية مقابل البحوث التطبيقية

تركز الأبحاث الأساسية (Basic research) على مواضيع “الصورة الكبرى“، مثل زيادة قاعدة المعرفة العلمية حول موضوع معين، بينما تعمل الأبحاث التطبيقية على حل مشاكل محددة تؤثر على الأشخاص في الوقت والمكان الحاليين. آلية عمل البحث التطبيقي في علم النفس

على سبيل المثال، قد يجري عالم النفس الاجتماعي بحثاً أساسياً حول كيف يمكن أن تساهم العوامل المختلفة في العنف بشكل عام. ولكن في حال أجرى أحد علماء النفس الاجتماعي بحثاً تطبيقياً، فربما يتناول مسألة البرامج المحددة التي يمكن تنفيذها للحد من العنف في البيئات المدرسية.

رغم هذا الاختلاف بين البحوث الأساسية والبحوث التطبيقية، فإنها تتشابك بشكل وثيق في الواقع؛ فالمعلومات المكتسبة من البحوث الأساسية تبني الأساس الذي يتم عليه تشكيل البحوث التطبيقية.

ترشد الأبحاث الأساسية الأبحاث التطبيقية؛ وفي المقابل، تساعد الأبحاث التطبيقية الباحثين الأساسيين على تحسين نظرياتهم.

آلية عمل الأبحاث التطبيقية

أول خطوة في البحث التطبيقي هي تحديد مشكلة موجودة في العالم الحقيقي، ثم إجراء الأبحاث لتحديد الحل. يعتمد نوع البحث المستخدم على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الخصائص الفريدة للحالة ونوع المشكلة المراد حلّها.

قد يلجأ الباحثون إلى المراقبة الطبيعية (naturalistic observation) لرؤية المشكلة كما تحدث في بيئة العالم الحقيقي دون أي تدخل خارجي، ومن ثم يجرون تجارب لتحديد سبب حدوث المشكلة واستكشاف الحلول المختلفة لها.

التحديات المحتملة

كما هو الحال مع أي نوع من الأبحاث، يمكن أن تنبثق بعض التحديات عند إجراء الأبحاث التطبيقية في علم النفس. وتشمل:

التحديات الأخلاقية

عند إجراء الأبحاث التطبيقية في بيئة طبيعية، يجب على الباحثين تجنب القضايا الأخلاقية التي يمكن أن تفاقم من صعوبة البحث. على سبيل المثال، قد يواجهون مخاوف بشأن الخصوصية والموافقة المسبقة لإجراء البحث.

وفي بعض الحالات، كما هو الحال في دراسات مكان العمل التي يجريها مختصو علم النفس الصناعي-التنظيمي، قد يشعر المشاركون بالضغط أو حتى بالإكراه على المشاركة كشرط لعملهم؛ وهذه العوامل تؤثر أحياناً على نتيجة الدراسات البحثية.

مشاكل مع الصلاحية

نظراً لأن الأبحاث التطبيقية غالباً ما تجري في مكان في العالم الحقيقي، فقد يصعب على الباحثين السيطرة الكاملة على جميع المتغيرات، كما يمكن للمتغيرات الدخيلة أيضاً أن تسبب تأثيراً خفياً على النتائج قد لا يراه القائمون على التجربة

في كثير من الحالات، يضطر الباحثون إلى تحقيق التوازن بين الصلاحية البيئية للدراسة (study’s ecological validity) (والتي عادة ما تكون عالية جداً في الأبحاث التطبيقية) والصلاحية الداخلية للدراسة (study’s internal validity).

نظراً لأن البحث التطبيقي يركز على أخذ نتائج البحث العلمي وتطبيقها على مواقف العالم الحقيقي، فإن القائمين على هذا النوع من البحث يهتمون بشكل خاص بالصلاحية الخارجية لعملهم.

تشير الصلاحية الخارجية (external validity) إلى مدى إمكانية تعميم النتائج العلمية على مجموعات سكانية أخرى

معرفة ما إذا كانت نتائج التجارب تنطبق على المشاركين في الدراسة ليس الأمر الوحيد الذي يرغب الباحثون في معرفته، بل يريدون أيضاً أن تكون هذه النتائج قابلة للتطبيق على مجموعات أكبر خارج المختبر. 

تتمتع الصلاحية الخارجية بأهمية خاصة في الأبحاث التطبيقية، إذ أنه من المهم للباحثين معرفة ما إذا كانت النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تطبّق على أشخاص حقيقيين في بيئات واقعية.

استخدام الأبحاث التطبيقية  في العالم الحقيقي

فيما يلي بعض الأمثلة على كيفية استخدام الأبحاث التطبيقية في حل مشكلات العالم الحقيقي:

  • قد يقوم مستشفى معين بإجراء بحث تطبيقي لمعرفة أفضل طريقة لتحضير المرضى لأنواع معينة من العمليات الجراحية.
  • قد تقوم شركة ما بتعيين عالم نفس تطبيقي لتقييم كيفية تصميم وحدة التحكم الخاصة بمكان العمل بهدف زيادة الكفاءة والإنتاجية إلى أقصى حد مع تقليل إرهاق العمال وأخطائهم.
  • يمكن أن تعين منظمة باحثاً تطبيقياً لتحديد كيفية اختيار الموظفين الأكثر ملاءمة لوظائف معينة داخل الشركة.

خلاصة

يعد البحث التطبيقي أداة مهمة لفهم العقل والسلوك البشري. وبفضل الكثير من هذه الأبحاث، بات علماء النفس قادرين على تقصي المشاكل التي تؤثر في حياة الناس اليومية.

يستهدف هذا النوع من الأبحاث على وجه التحديد قضايا العالم الحقيقي، ولكنه يساهم أيضاً في فهم الطريقة التي يفكر فيها الناس ويتصرفون.

اقـرأ أيضاً: مقدمة إلى مناهج البحث في علم النفس

اقرأ أيضـاً: المنهج العلمي في البحث النفسي، خطواته، استخداماته ومصطلحاته الرئيسة

اقـرأ أيضاً: الموثوقية في علم النفس, أنواعها, العوامل المؤثرة بها وأهميتها

المصدر: How Applied Research Is Used in Psychology

تدقيق: هبة مسعود
مراجعة: أوبستان
تحرير: جعفر ملحم
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: