التأمل، الحقائق والأساطير الشائعة

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يعد التأمل نشاطاً مفيداً وصحيّاً يساعد الناس على التعامل مع الإجهاد، الفترات الصعبة، الحالات الطبية والسلامة العاطفية. ولكن هناك الكثير من المعتقدات الشعبية حول موضوع التأمل والتي قد تردع الناس عن تجربته أو عن الشعور بنجاحهم فيه.

سواء كنت خائفاً من محاولة التأمـل أو قلقاً من أنك لا تقوم به بشكل صحيح أو فقط تريد الاطمئنان أن لا ضير في أن يكون لديك تجربة معقدة معه، يمكنك الاستفادة من معرفة لماذا بعض المعتقدات حول التأمـل غير صحيحة.

سننقدم إليكم بعض الحقائق عن التأمل، ثم دعونا نحلل بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة التي ربّما أعطتكم فكرة مغلوطة عن التأمّل.

تصفية الذهن من الأفكار

إن قمت بتجربة عدم التفكير قط، فأنت على معرفة بأن هذه المهمة مستحيلة. فعندما نكون مستيقظين تكون عقولنا نشطة. قد يدّعي البعض وجوب تفريغ عقلك من الأفكار كي تتأمل، إلا أن ذلك غير صحيح تماماً.

في التأمـل، لا يكون الهدف عدم التفكير بل الهدف الأكثر عملية هو أن تشهد وتراقب أفكارك دون مشاعر عاطفية قوية تحديداً.

عندما تفكر في فكرة ما بدلاً من الخوض في مشاعرك تجاهها، يمكنك بالتأمل أن تتعلم تدريجياً تقييمها بموضوعية ثم نسيانها.  ليس الهدف عدم التفكير بل عدم التعلق بالأفكار. 

حقائق عن التأمل، الشعور بالسلام الداخلي دائماً

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يؤدي التأمل بها إلى حالة عقلية أكثر هدوءاً. ومع ذلك، لا يسير الأمر هكذا دائماً.

ففي بعض الأحيان، تكون حياة المرء مُرهقة أو مليئة بالإثارة لدرجة لا تجعله يشعر تماماً بالهدوء والسلام، ولا بأس بذلك!

إذا كان التأمل يعطيك شعوراً بالسلام الداخلي، فهذا رائع. إن لم يكن كذلك، فلا توجد مشكلة. احتضن كل المشاعر التي يولدها التأمل. سواء كان ذلك سلاماً داخلياً أو حتى إثارة وحماس حيال حدث ما في حياتك.

أحد المفاهيم الخاطئة عن التأمل أنه يؤدي إلى التقاعس

هناك فكرة، خاصة مع تأمـل “Zen“، أنه يشجعك على قبول كل شيء في العالم كما هو، وأن التأمـل على المدى الطويل سيقودك إلى عدم اتخاذ أي إجراء في الحياة، لكن هذا ليس صحيحاً.

لا شك أن التأمـل يشجعك أن تتراجع قليلاً وتنظر إلى الحياة عبر منظور أكثر موضوعية، ولكن لا ينصح أي شكل من التأمـل أن تتوقف عن الاهتمام بالقضايا المهمة.

بدلاً من ذلك، يمكنك استخدام التأمل لاختيار تصرفاتك بحكمة أكثر، والتأكد من أنها تنبع من التفكير العقلاني بدلاً من العواطف المتهورة. 

التأمل يحتاج الكثير من الوقت الإضافي

لا شك أن هناك رهبان يقضون أغلب أيامهم في التأمل. ولكنك لا تحتاج إلى ساعات من التأمـل لكي تستفيد من هذه الممارسة.

يمكنك جني فوائد التأمـل في غضون دقائق. إذا لم يكن لديك متسع من الوقت، جرّب تطبيق التأمل  لإرشادك إلى مرحلة التأمل بسرعة.

حتى قضاء لحظات قليلة في التنفس بطريقة بطيئة ومتعمدة قد يكون وسيلة للتأمـل. ولا يلزم أن تستثمر كل وقت فراغك في التأمل لكي تستفيد منه أبداً.

مواجهتك للمشاكل يعني أنك لا تستطيع التأمل

في بعض الأحيان، يحاول الشخص التأمل ولا يشعر بأنه نجح في ذلك. رُبَّما لم يتمكن من تهدئة عقله بالقدر الكافي لكي يتمكن من مراقبة أفكاره. أو رُبَّما شعر أن “عدم القيام بأي شيء” يثير القلق، أو بالملل حيال التأمّل بأكمله.

من المهم إدراك أن التعرض للتحديات عند التأمـل لا يعني أن الشخص غير قادر على التأمـل. إذ يعتبر هذا من المفاهيم الخاطئة عن التأمل والشائعة أيضاً.

حتى الأشخاص الذين يمارسون التأمل بانتظام لديهم أوقات “لا يجدي بها التأمل نفعاً”. ولا يشعرون أنهم دخلوا في حيز التأمل، هذا يحدث ولا بأس به! وليس سبباً يمنعك من المحاولة مجدداً.

إذا شعرت أنك لا تستطيع التأمّل، قم بتجربة طريقة أخرى للقيام بذلك: استخدم تطبيقاً على الهاتف أو شاهد فيديو على اليوتيوب. أو جرب تمارين تنفس مختلفة عما كنت تفعله من قبل. 

حقائق عن التأمل، التأمل يبعث دائماً على السعادة

من الرائع أن تشعر بالسعادة والهناء عند التأمـل لكن قد لا يكون الأمر كذلك دائماً. ومهما كانت الحالة التي شعرت بها بعد التأمـل فهي أمرٌ طبيعيّ تماماً.

هناك الكثير من الأوقات في الحياة لا يكون فيها الشعور المفرح مُتاحاً عبر التأمل، وذلك ليس نوعاً من الفشل.

إذا كنت قد تراجعت عن التأمـل لعدم شعورك بالسعادة، فمن الجيد معرفة أنك قد تجني الفوائد منه سواء كنت تشعر بالفرح بعده أم لا، وهذه الفوائد (مثل تخفيف التوتر) قد لا تكون ملموسة بالضرورة.

لا يجب النوم أثناء التأمل

هناك اعتقاد بأن النوم أثناء التأمـل يعني أنك قمت به بشكل غير صحيح، وبعيداً عن كونه فكرة سخيفة، فإنه اعتقادٌ خاطئ. 

قد يكون التأمـل تجربة استرخاء، وإذا شعرت باسترخاء شديد لدرجة أنك دخلت في نوم، فاعتبر أن العمل قد تم!

ولهذا السبب بالتحديد وُجِدَ التأمـل خلال وقت النوم، فعندما تجمع بين التأمـل ووقت النوم، فإنك على الأرجح ستشعر باسترخاء عميق كاف لتغطّ في النوم، وهذا مفيدٌ لأي شخص يعاني من الأفكار الكثيرة عندما يخلد إلى النوم في الليل.

إذا غفوت أثناء التأمـل في النهار وانتهى بك الأمر إلى القيلولة، فلا مشكلة في ذلك إلا إذا أطلت في النوم، وإذا وجدت أنك عرضة لذلك،  قم بضبط المنبه ببساطة.

التأمل كالعلاج النفسي تماماً

رُبَّما يعيب بعض ممارسي التأمل العلاج النفسي ويعتبرونه أقل فعالية من التأمـل. في حين أن التأمـل هو أداة رائعة للاستبطان، إلا أنه لا يشبه العلاج النفسي.

يعتمد العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الجسدي وغير ذلك من أشكال العلاج على أخصائي ماهر ومدرب لمساعدة المرضى على العمل من خلال القضايا العاطفية العميقة، والتأمـل قد يجعل الشخص أكثر صحة عاطفياً، لكنه ليس بديلاً للعلاج النفسي.

قد يشكل التأمل مكمّلاً ممتازاً للعلاج النفسي، إذ يمكن للمرء أن يفحص ويتأمل الأفكار والمشاعر والتجارب في العلاج النفسي أثناء التأمل، ولكن لا يمكن للتأمل أن يحل محل العلاج ولا يجب أن يُعتبر ممارسة مماثلة؛ فكلاهما مختلفان.

الآن بعد أن تعلمت بعض الحقائق عن التأمل التي رُبَّما لم تكن تُدركها، يمكنك الشعور بقوة أكثر لتجربة هذه الممارسة الصحية.

اقرأ أيضأً: كيفية ممارسة التأمل وفوائده المتعددة

اقرأ أيضاً: ثمان تقنيات لـ ممارسة التأمل، استراتيجيات بسيطة وفعالة

اقرأ أيضأً: الانعزال والخلوة، إليك أشياء لتقوم بها بمفردك

المصدر: Meditation Facts: Why You Don’t Have to Clear Your Mind

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: