التفكير ثنائي التفرع واضطراب الشخصية الحدية

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يعتبر التفكير ثنائي التفرع (Dichotomous thinking)، والمعروف أيضاً باسم تفكير ” الأسود أو الأبيض” (black or white thinking) و التفكير القطبي، أحد أعراض العديد من الحالات النفسية واضطرابات الشخصية، بما في ذلك اضطراب الشخصية الحدية (BPD). ويساهم هذا النوع من التفكير في نشوء مشاكل شخصية وفي عدم الاستقرار العاطفي والسلوكي.

خصائص التفكير ثنائي التفرع (تفكير الأسود أو الأبيض) 

يختبر العديد من الأشخاص التفكير ثنائي التفرع (يدعى أحياناً بالتفكير القطبي) في بعض الأوقات. إلا أن المشكلة الحقيقة تظهر عندما تتداخل الاستنتاجات المتطرفة والمبالغ بها عن نفسك، أشخاص آخرين أو ظروف معينة مع استقرارك العاطفي، علاقاتك وقراراتك.

إذا كانت معظم أفكارك تنقسم إلى أسود أو أبيض، جيدة أو سيئة وكل شيء أو لا شيء، فمن الممكن أن يكون لديك ميل قوي نحو التفكير ثنائي التفرع.

يمكن أن يتسبب هذا التفكير المبالغ به بردود فعل خطيرة أو استجابات عاطفية شديدة. وإذا كنت ممن يميلون إلى التصرف بتهور واندفاع استجابة للمشاعر المتطرفة، فسيؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة. 

سواء كان سبب إنهاء علاقة ما أم ضعف الأداء في العمل، فإن لهذا التفكير تأثير كبير على جودة حياة الفرد

التفكير ثنائي التفرع واضطراب الشخصية الحدية

يعد اضطراب الشخصية الحدية حالة يصعب التعايش معها. وغالباً ما يكون من الصعب تشخيصه، وذلك لأن الأشخاص المصابين به قد يعانون من تقلبات مزاجية شديدة وسلوك عشوائي غير منتظم.

لكنهم عموماً لا يستطيعون رؤية أنهم يعانون من مشكلة. بل يعتبرون أن من حولهم هم الذين لديهم مشكلة، ويكونون أكثر عرضة للتفكير ثنائي التفرع من الأشخاص الآخرين.

أمثلة على التفكيـر ثنائـي التفـرع

يمكن أن يتسبب التفكير ثنائي التفرع في حدوث صراعات وانفعالات. وهذا بدوره سيزعزع إحساسك بالسلام مع نفسك ومع الآخرين على حد سواء. وإذا كنت مصاباً باضطراب الشخصية الحدية، فقد تواجه هذا النوع من التفكير دون أن تدرك ذلك حتى .

على سبيل المثال، قد تتأرجح كثيراً بين رؤيتك لنفسك على أنك ناجح بشكل ملحوظ أو فاشل كبير. وذلك اعتماداً على مدح الآخرين أو انتقادهم. 

وكمثال آخر على التفكير ثنائي التفرع، قد يلتقي أحد الأشخاص الذين يفكرون بهذه الطريقة بزميل جديد في العمل. في بداية الأمر، سينظر إلى زميل العمل هذا على أنه مدهش ومثالي وأفضل من أي زميل أو صديق آخر صادفه من قبل.

يميل ذو التفكير ثنائي التفرع إلى امتلاك تفضيلات معينة والاعتقاد بأن كل شيء يتعلق بشخص أو شيء مفضل متفوق على ما لدى الآخرين. لكن مع مرور الوقت، قد ينقلب هذا الشخص فجأة إلى النقيض المعاكس تماماً. 

ففي المثال السابق، إذا تجاهله زميل العمل، أو إذا تصرف بطريقة مخيبة للآمال، قد يظهر الشخص المصاب كراهيته أو حتى يفقد احترامه لهذا الزميل الذي كان المفضل فيما مضى.

والجدير بالذكر هنا هو أن الشخص ذو التفكير الثنائي غير قادر على الحفاظ على العلاقات غير الواضحة بشكل صريح فيما إذا كانت “حب” أو “كراهية”. ما يمكن أن يؤدي إلى التلاعب به بسهولة من قبل أولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم “جيدون.” أو حتى إلى الانفصال المفاجئ في الصداقات والعلاقات العاطفية.

وفي بعض الحالات، قد يؤدي هذا النوع من التفكير إلى مشاكل مالية حتى. فالاندفاع إلى الشراء وعدم وجود قدرة متوازنة على الحكم بين العمل وبين الحياة الشخصية سينتج عنها عواقب وخيمة.

علاج التفكير ثنائي التفرع

يمكن أن يعيقك كل من التفكير ثنائي التفرع (التفكير القطبي) واضطراب الشخصية الحدية عن عيش حياة غنية وكاملة وذلك لأنهما مضران للغاية. لكن لا تقلق، هناك علاج لكلتا الحالتين.

وإذا كانت تعاني الأعراض، فمن المستحسن أن تبحث عن أخصائي رعاية صحية مدرب وخبير في علاج اضطراب الشخصية الحدية.

أثناء جلسات العلاج، قد يطلب منك المعالج أو الأخصائي النفسي مناقشة أمثلة من تجاربك اليومية أو التحدث عن وجهات نظر مختلفة لديك.

فإذا كنت تفكر في شيئين متناقضين تماماً، يمكن أن يساعدك المعالج في تحديد حل وسط بينهما ويطرح عليك طريقة تفكير جديدة أكثر توازناً.

وكلما تقدمت في العلاج، ستتعلم أن تتأمل افتراضاتك الخاصة عن طريق طرح الأسئلة التالية على نفسك قبل أن تسمح لأفكارك بإزعاجك:

  • هل يوجد دليل يدعم أفكاري؟
  • هل أفكر في كل الاحتمالات أم أنني أتجاهل بعض الأشياء؟
  • هل يمكن أن يطعن شخص آخر بما افترضه؟ كيف؟
  • هل يرى الجميع الموضوع بهذه الطريقة؟
  • هل أنا منصف للآخرين في إبداء هذا الرأي؟

من خلال تراجعك خطوة للوراء والنظر إلى الأمور من زاوية أخرى، يمكنك بناء المهارات اللازمة لتعلم تكوين تصور أكثر واقعية لعلاقاتك وبيئتك.

إذا أدركت أن لديك ميلاً نحو التفكير ثنائي التفرع (تفكير الأسود أو الأبيض)، فمن المهم أن تتجنب التصرف بناءً على أفكارك المتطرفة. أو أن تتخذ قرارات متسرعة، وعليك تدوينها أو مناقشتها مع صديق أو معالج موثوق. 

يمكن لهذه الخطوات أن تمنحك وقتاً لإعادة النظر في قراراتك والحصول على آراء محايدة وموضوعية قبل اتخاذ أي إجراء قد يتسبب في إلحاق الضرر بعلاقاتك أو أمورك المالية.

اقرأ أيضاً: ما هي التشوهات المعرفية؟ وما هي أنماط التشوهات المحددة في العلاج السلوكي المعرفي؟

اقـرأ أيضاً: علاج اضطراب الشخصية الحدية الدوائي والأدوية المستخدمة

اقرأ أيضاً: الانحيازات المعرفية، أسباب حدوثها وبعض الأنواع الشائعة

المصدر: Dichotomous Thinking and Borderline Personality Disorder

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: