الحركة الاجتماعية، تعريفها وتاريخ نشأتها

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

الحركة الاجتماعية (Social Movement) هي حركة جماعية تقوم بمحاولة منظمة ومتعمدة نسبياً لتحقيق أو مقاومة تغيير في النظام الاجتماعي.

الأحداث التاريخية التالية تشكل حركات اجتماعية

في سنة 1096، قام آلاف وآلاف الأوروبيين، بتحريض من البابا أوربان الثاني، بمسيرة إلى القدس لـ ” انتزاع تلك الأرض من العرق الشرير”.

وفي عام 1789، حاربت فرق كبيرة من المواطنين الفرنسيين القوات الحكومية وأطاحت في نهاية المطاف بالحكومة.

في عام 1955، أسس الدكتور مارتن لوثر كينغ الابن، وعشرة وزراء آخرين جمعية  تحسين مونتغمري، التي نجحت في تفكيك نظام الفصل العنصري في الحافلات في مونتغومري، ألاباما.

في عام 1971، نظمت مجموعة من المحتجين، أطلقوا على أنفسهم اسم السلام الأخضر (Greenpeace)، حملة لمنع التدهور البيئي. وتزعم منظمة السلام الأخضر الآن وجود 2.9 مليون من المؤيدين لها (المساهمين). وهي تشارك في 40 دولة في مختلف أنحاء أوروبا، والأمريكتين، وآسيا، ومنطقة المحيط الهادئ. 

الحركات الاجتماعية، مثل غيرها من أشكال السلوك الجماعي، غالباً ما تنشأ بشكل عفوي استجابة لبعض المشاكل. مثل السياسات الحكومية غير العادلة، العلل الاجتماعية، أو التهديدات للقيم الشخصية. وهي، بمعنى من المعاني، مجموعات دعم كبيرة جداً تسعى إلى تحسين حياة الأعضاء وغير الأعضاء على حد سواء (دي لا روش، 1996).

ومع ذلك، فإن الحركات الاجتماعية ليست قصيرة الأجل؛ فمع مرور الوقت، تميل إلى كسب أعضاء جدد، وتحديد أهدافها، وتطوير هياكل قيادتها، حتى تتحول في نهاية المطاف من التجمعات العفوية للناس إلى منظمات الحركة الاجتماعية، أو منظمات المجتمع المدني.

لدى منظمات المجتمع المدني جميع الخصائص البنيوية لأي منظمة، بما في ذلك الأهداف المحددة بوضوح، والتخطيط العقلاني، وهياكل القيادة البيروقراطية. 

أنواع الحركات الاجتماعية

الحركات الاجتماعية، مثل الحشود، تتفاوت من حيث أمدها وأهدافها. وتصنَّف على أساس أهدافها ومقدار التغيير الذي تسعى إلى تحقيقه (إبيرل، 1996 ؛ بالمر، 1974)

حركات الإصلاح (Reform Movements)

تسعى حركات الإصلاح إلى تحسين المؤسسات القائمة، غالباً من خلال العصيان المدني والمظاهرات. على سبيل المثال، سعت حركة الحقوق المدنية الأمريكية إلى تغيير القوانين القائمة التي أعطت سلطة غير عادلة للبيض. إلا أنها لم تتحدى المبادئ الديمقراطية الأساسية للبلاد.

الحركات البيئية الشعبية هي مثال آخر على حركات الإصلاح، التي تسعى إلى تحسين المجتمع من خلال تغيير بعض الجوانب المعينة من البنية الاجتماعية.

وعادةً ما يعمل أعضاء حركات الإصلاح داخل النظام الحالي لمحاولة تغيير السياسة العامة الموجودة بحيث تعكس، بشكل أكثر ملاءمة، نظام القيم الخاص بهم.

ومن أمثلة حركات الإصلاح (بالإضافة إلى الحركة البيئية) الحركات العمالية، وحركات حقوق الحيوان، الحركات المضادة للطاقة النووية، وحركة أمهات ضد القيادة في حالة السكر، وحركة حقوق المعاقين. 

الحركات الثورية (Revolutionary Movements)

يشار إلى الحركات التي تسعى إلى إحداث تغيير كامل في المجتمع باسم الحركات الثورية. ولا تسعى هذه الحركات عادة إلى العمل داخل النظام القائم ؛ بل تهدف إلى إعادة تشكيل النظام من خلال استبدال المؤسسات القائمة بمؤسسات جديدة.

الثورات التي شهدتها فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر على سبيل المثال كانت حركات ثورية. وذلك لأن المحتجين سعوا إلى الإطاحة بالنظام الملكي وإحلال النظام الديمقراطي محله.

وتتراوح الحركات الثورية من الجماعات الطوباوية (اليوتوبية.) التي تسعى إلى إقامة مجتمع مثالي إلى الإرهابيين المتطرفين الذين يستخدمون أساليب الخوف لترهيب أولئك الذين يختلفون عقائدياً معهم.

تستخدم الحركات القائمة على الإرهاب غالباً تكتيكات مثل التفجيرات و الاختطاف واحتجاز الرهائن والاغتيالات (وايت، 2003). 

الحركات الدينية (Religious Movements)

تستند الحركات الاجتماعية التي تسعى إلى إحداث تغيير جذري في الأفراد عادةً إلى أنظمة المعتقدات الروحية أو الخارقة للطبيعة.

تهتم الحركات الدينية، التي يشار إليها أيضاً باسم الحركات التعبيرية، بتجديد أو ترميم الأشخاص من خلال “التغيير الداخلي”.

الجماعات الدينية الأصولية التي تسعى إلى توجيه غير المؤمنين نحو الإيمان بمعتقداتهم هي مثال على هذا النوع من الحركات.

بعض الحركات الدينية ألفيّة؛ أي أنهم يتوقعون أن “النهاية قريبة” ويؤكدون أن التغيير الفوري في السلوك أمرٌ إجباري.

وقد تضمنت الحركات الدينية الجديدة نسبياً في المجتمعات الغربية الصناعية: هاري كريشنا، كنيسة التوحيد، السيانتولوجيا، و بعثة النور الإلهي. وكلها تميل إلى تلبية الاحتياجات النفسية والاجتماعية للشباب الذين يبحثون عن معنى في الحياة لم توفره لهم الديانات الرئيسية.

الحركات البديلة (Alternative Movements)

يشار إلى الحركات التي تسعى إلى تغيير محدود في بعض جوانب سلوك الناس باسم الحركات البديلة. على سبيل المثال، في أوائل القرن العشرين، حاول الاتحاد النسائي المسيحي للاعتدال جعل الناس يمتنعون عن شرب المشروبات الكحولية.

تضع بعض التحليلات “الحركات الاجتماعية العلاجية” مثل مدمني الكحول المجهولين في هذه الفئة من الحركات. ومع ذلك، لا يفعل الآخرون ذلك، بسبب اعتقادهم بأن الناس يجب أن يغيروا حياتهم بالكامل من أجل التغلب على إدمان الكحول (بلومبرغ، 1977).

وفي الآونة الأخيرة، وجهت مجموعة متنوعة من حركات “العصر الجديد” سلوك الناس من خلال التأكيد على الوعي الروحي جنباً إلى جنب مع الإيمان بالتقمص وعلم التنجيم. مثل هذه الممارسات كـ النباتية والتأمل، والطب الشامل غالباً ما تدرج في فئة التحسين الذاتي.

ابتداءً من التسعينات، شملت بعض الحركات البديلة ممارسة اليوغا (عادة بدون خلفيتها التقليدية في الديانة الهندوسية.) كوسيلة يمكن من خلالها تحرير النفس وتحقيق الاتحاد مع الروح العليا أو الروح الكونية. 

حركات المقاومة (Resistance Movements)

تسعى حركات المقاومة، والتي يشار إليها أيضاً باسم الحركات الارتدادية، إلى منع التغيير أو التراجع عن التغيير الذي حدث للتو.

تقريباً، كل الحركات الاجتماعية التي تمت مناقشتها سابقاً تواجه مقاومةً من واحدة أو أكثر من حركات رد الفعل التي تحمل وجهات نظر معارضة وترغب في تعزيز السياسات العامة التي تعكس معتقداتها الخاصة.

ومن أمثلة حركات المقاومة الجماعات التي نظّمَت منذ الخمسينيات لمعارضة الإدماج المدرسيّ، والحقوق المدنية وتشريعات العمل الإيجابي، وتشريعات المساكنة والعمل الإيجابي، ومبادرات المساكنة.

ومع ذلك، ربما تكون أكثر حركات المقاومة شهرة تشمل العديد ممن يطلقون على أنفسهم أسماء دعاة “مؤيدين للحياة” مثل “عملية الإنقاذ” التي تسعى إلى إغلاق عيادات الإجهاض وجعل الإجهاض غير قانوني في جميع الظروف (غراي، 1993؛ فان بيما، 1993).

ازدادت احتجاجات بعض الجماعات المتطرفة المناهضة للإجهاض عنفاً، مما أدى إلى وفاة العديد من الأطباء والعاملين في العيادات، وإلى إثارة الخوف في أوساط المهنيين الصحيين والأشخاص الذين يسعون إلى الإجهاض (بيلكين، 1994). 

نظريات الحركة الاجتماعية

ما هي الظروف التي من المرجح أن تنتج حركات اجتماعية؟ لماذا ينجذب الناس لهذه الحركات؟ 

طور علماء الاجتماع العديد من النظريات بما في ذلك نظرية الحرمان النسبيّ، ونظرية القيمة المضافة، ونظرية تعبئة الموارد وما إلى ذلك للإجابة على هذه الأسئلة. 

نظرية الحرمان النسبيّ (Relative Deprivation Theory)

اقترحت نظرية الحرمان النسبيّ أن الأشخاص الذين يشعرون بالاستياء وعدم الرضا عندما يقارنون إنجازاتهم بإنجازات الآخرين، يعتبرون أنفسهم محرومين نسبياً وينضمون إلى الحركات الاجتماعية من أجل الحصول على ما يرونه “نصيبهم العادل”. خاصةً عندما يكون هناك انتعاشٌ في الاقتصاد يعقبه هبوط. 

نظرية القيمة المضافة (Value-Added Theory)

تؤكد نظرية القيمة المضافة أن بعض الشروط (مثل ما يلي) ضرورية لتطور الحركة الاجتماعية:

  • السببية الهيكلية، بحيث يدرك الناس المشكلة وتتاح لهم الفرصة للقيام بعمل جماعي.
  • الضعف البنيوي، حيث لا يستطيع المجتمع المحلي تلبية توقعات الناس لحل المشكلة.
  • نمو وانتشار اعتقاد عام بأسباب المشكلة وآثارها والحلول الممكنة لها.
  • العوامل الموهنة أو الأحداث التي تعزز المعتقدات
  • حشد المشاركين لاتخاذ إجراءات، و عوامل الضبط الاجتماعي ، مثل سماح المجتمع للحركة باتخاذ إجراءات.

نظرية تعبئة الموارد (Resource Mobilization Theory)

تقدم نظرية تعبئة الموارد مجموعة متنوعة من الموارد الضرورية للحركة الاجتماعية مثل المال، الأعضاء، إمكانية الوصول إلى وسائل الإعلام، والسلع المادية (المعدات).

يشارك الناس في الحركة الاجتماعية فقط عندما يشعرون أن الحركة لديها إمكانية الوصول إلى هذه الموارد. 

نظرية البناء الاجتماعي: تحليل الإطار

تستند نظرية البناء الاجتماعي إلى افتراض أن الحركات الاجتماعية هي عملية تفاعلية، متفاوضٌ عليها ومحددة رمزياً، وتشمل المشاركين والمعارضين وغيرهم، وتستخدم نظرية تحليل الإطار لتحديد كيفية إعطاء الناس معنى للأنشطة والعمليات في الحركات الاجتماعية.

الحركة الاجتماعية الجديدة

تركز الحركة الاجتماعية الجديدة على مصادر الحركات الاجتماعية، بما في ذلك السياسة والأيديولوجيا والثقافة. كما أن العرق، الطبقة، النوع الاجتماعي، المصادر الجنسية وغيرها من موارد الهوية هي أيضاً عوامل في الحركات مثل النسوية البيئية والعدالة البيئية.

اقرأ أيضاً: نظرية الهوية الاجتماعية وتأثيرها على السلوك

المصدر: SOCIAL MOVEMENT

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: