عند التفكير في الطرق التي تخفّف التوتر نتذكر عادة طرقاً كالتأمل، اليوغا، وكتابة اليوميات، وعلى الرغم من أنها تعد طرقاً فعالة. حصولك على صديق جديد له منافع صحية متعددة ومخففة للتوتر. وفي حين يقدم الأصدقاء البشريون دعماً اجتماعياً كبيراً إلى جانب الفوائد المذهلة الأخرى. إلا أن حديثنا في هذا المقال سيتركز على منافع الأصدقاء ذوي الفراء: الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب.
كيف تقلل الحيوانات الأليفة من التوتر
أظهرت الأبحاث قدرة الحيواناتِ الأليفة على تقديم دعمٍ إجتماعيٍ جيد وتقليل التوتر، بالإضافة لفوائد صحية أخرى. (طبعاً إلا إذا لم يكن الفرد محبّاً للحيوانات أو إنشغاله الشديد الذي يمنعه عن الاعتناء بأحد الحيوانات بشكل سليم) وقد تتفوق بهذه الفوائد على البشر.
الفوائد الصحية لـ الحيوانات الأليفة
تحسين المزاج
عندما ينظر الجرو إليه بعينيه الودودتين، أو عندما تداعب يديه قطة ذات فراء ناعم للغاية، من المستحيل تقريباً بقاء محبي الحيوانات بمزاجٍ سيء.
إلى جانب الدعم الاجتماعي، تخفيف التوتر، والفوائد الصحية العامة التي ترافق تربية الحيوانات الأليفة. دعمت الدراسات فوائد تحسين المزاج التي تقدمها الحيوانات الأليفة.
أشارت دراسة أجريت عام 2017 إلى أن المصابين بعوز المناعة المكتسبة إحتمال إصابتهم بالاكتئاب أقل في حال تربيتهم لحيوان أليف.
خفض الضغط الشرياني
نعم، هذا صحيح! على الرغم من قدرة الأدوية المثبطة لتحويل الأنجيوتنسين (ACE inhibitors) على خفض ضغط الدم عموماً. فهي غير فعالة بما يكفي للسيطرة على إرتفاع ضعط الدم الناجم عن التوتر والقلق.
وقد استخلصت الأبحاث منذ منتصف الثمانينات وجود تأثيرات وظيفية إيجابية لمداعبة الكلاب وللتفاعل الإجتماعي مع الحيوانات الأليفة، خصوصاً خفض ضغط الدم.
إذ يظهر اللمس (الفعل الأساسي لمداعبة الكلب) على أنّه العنصر الأساسي والمؤثر لما يسمى تأثير الحيوانات الأليفة.
التشجيع على القيام بالتمارين الرياضية
لا شك بقضاء مالكي الكلاب وقتاً أطول بالمشي مقارنةً بمن لا يملك حيواناً أليفاً. سواء أخذنا الكلب بنزهة لأننا نحتاجها أو لإستمتاعنا أكثر بالمشي مع مرافق، على الأقل بالسكن في المناطق المدنية.
من المحتمل أن معظم مالكي الكلاب سيخبروك بإستمتاعهم بنزهتهم بسبب رفقة حيوانهم، أو ربما بسبب شعورهم أنهم جزء من مجتمع محبي الحيوانات الأليفة.
ولأن التمارين الرياضية جيدة في تدبير القلق وللصحة بشكل عام، قد يرجع فضل زيادة هذه الفوائد إلى تربية الكلب.
تقديم الدعم الاجتماعي
إمتلاكنا لكلب قد يجعلنا ودودين أكثر ويعطي الناس سبباً للتوقف وإجراء الأحاديث مع إزدياد عدد الناس الذين سنقابلهم. ويعطينا الفرصة لتوسيع شبكتنا من الأصدقاء والمعارف ولهذا نفعٌ كبير فيما يخص تدبير القلق.
تقديم المرافقة والحب غير المشروط
قد يرافقك حيوانك الأليف بطرق لا يمكن للناس العاديين أن يرافقونك بها. يمكنهم تقديم الحب والصحبة والإستمتاع بفترات الصمت المريحة، والإحتفاظ بالأسرار. كما وأنهم يجيدون العناق، فيمكنهم أن يكونوا الترياق الأفضل للوحدة.
في الواقع، بيّنت إحدى الدراسات أن المقيمين بدور الرعاية قد أبلغوا عن إنخفاض شعور بالوحدة عندما تزورهم الكلاب أكثر من إمضاء الوقت مع الكلاب وأشخاص آخرين.
بإمكان كل هذه الفوائد تقليل كمية القلق التي يعانيها الناس استجابة لمشاعر العزلة الاجتماعية ونقص الدعم الاجتماعي من الأخرين.
الناس X الحيوانات الأليفة
لا أحد ينكر قوة التحدث عن مشاكلك مع صديق جيد يصدف أنه مستمع جيد، إلا أن الدراسات قد أظهرت أن قضاء الوقت مع حيوان أليف قد يكون أفضل حتى.
أظهرت دراسة أنه عند القيام بمهمة مجهدة بوجود حيوانهم الأليف، يقلّل القلق أكثر من وجود صديق مساند أو شريكهم. وذلك بسبب حقيقة أن الحيوانات الأليفة لا تلقي الأحكام علينا، بل إنها تحبنا فقط.
الخلاصة
من المهم إدراك أن الإعتناء بحيوان أليف لا يليق بالجميع، لأنه يأتي مع مزيدٍ من العمل والمسؤولية وهذا بحد ذاته مدعاة للتوتر.
ولكن بالنسبة لأغلب الناس فإن منافع تربية الحيوانات الأليفة تتفوق على العوائق. قد يقلل إمتلاكك صديق ذو فراء من القلق في حياتك، كما ويقدم لك الدعم عندما تسوء الأوقات.
المصدر: Owning a cat or dog