الدراسة الطولية التعريف الفوائد المزايا العيوب
الدراسة الطولية أو البحث الطولي (Longitudinal Study) هي نوع من الدراسات.البحثية الارتباطية التي تتضمن النظر إلى المتغيرات على مدى فترة طويلة من الزمن. يمكن أن يستغرق هذا البحث أسابيعاً أو أشهراً أو حتى سنوات، وفي بعض الحالات قد يستمر عدة عقود.
يُستخدم التصميم الطولي لاكتشاف العلاقات بين المتغيرات التي لا ترتبط بمتغيرات ذات خلفية متنوعة. تتضمن هذه التقنية من البحث القائم على الملاحظة دراسة نفس أفراد المجموعة على مدى فترة طويلة من الزمن.
يتم جمع البيانات أولاً ومن ثم يمكن تكرار جمعها طوال مدة الدراسة. يتيح ذلك للباحثين ملاحظة كيفية تغير المتغيرات بمرور الوقت.
على سبيل المثال، تخيل أن مجموعة من الباحثين مهتمون بدراسة كيف.تؤثر التمارين الرياضية في منتصف العمر على تحسن الأداء المعرفي مع التقدم في العمر. يفترض الباحثون أن الأشخاص الأكثر لياقة بدنية في.الأربعينات والخمسينات من العمر سيكونون أقل عرضة للتدهور المعرفي في السبعينات والثمانينات منه.
الدراسة الطولية التعريف الفوائد المزايا العيوب
لاختبار هذه الفرضية، وظف الباحثون مجموعة من المشاركين الذين تتراوح.أعمارهم بين منتصف الأربعينات وأوائل الخمسينات من العمر وجمعوا البيانات المتعلقة بمدى لياقتهم.البدنية وعدد المرات التي يمارسون فيها التمارين الرياضية، ومستوى أدائهم في اختبارات الأداء المعرفي. جمع الباحثون نفس أنواع البيانات من المشاركين بهدف تعقب مستويات النشاط والأداء العقلي بشكل دوري.
الدراسات الطولية هي دراسات قائمة على الملاحظة بطبيعتها، وهي.نوع من الأبحاث الارتباطية لكنها تتناقض مع البحث المقطعي غالباً نظراً لأنها تتضمن جمع البيانات على مدى فترة زمنية طويلة،.أما البحث المقطعي فيتضمن جمع البيانات في فترة واحدة من الوقت.
تاريخ الدراسة الطولية
يرجع أحد أقدم الأمثلة على التحليل الطولي إلى القرن السابع عشر في.ما يعرف الآن بكندا، عندما جمع الملك لويس الرابع عشر معلومات من سكان دولته حول العمر والحالة الاجتماعية.والمهنة وكذلك ممتلكاتهم من الماشية والأراضي بشكل دوري بغية فهم الجدوى الصحية والاقتصادية لمستعمراته.
أقدم دراسة طولية مسجلة أجراها الكونت فيليبرت جينيو دي مونتبيلارد (Philibert Gueneau de Montbeillard) في القرن الثامن عشر، وتناولت النمو. كان يقيس ابنه كل ستة أشهر وينشر المعلومات في موسوعة “Histoire Naturelle”.
الدراسة الطولية التعريف الفوائد المزايا العيوب
تُعرف الدراسات الجينية للعبقرية (المعروفة أيضاً باسم دراسة تيرمان للموهوبين)،.والتي بدأت في عام 1921، بأنها إحدى أولى الدراسات التي تبدأ خلال مرحلة الطفولة لدى المشاركين وتستمر حتى مرحلة البلوغ. كان هدف عالم النفس لويس تيرمان (Lewis Terman) هو فحص أوجه التشابه بين.الأطفال الموهوبين ودحض الافتراض الشائع في ذلك الوقت بأن الأطفال الموهوبين كانوا “غير أكفاء اجتماعياً”.
أنواع الدراسات الطولية
هناك ثلاثة أنواع رئيسة من الدراسات الطولية:
- دراسة شريحة (جزء)/Panel study: جمع عينات من شريحة متقاطعة من الأفراد.
- دراسة مجموعة (فوج)/Cohort study: اختيار مجموعة بناءً على حدث معين، مثل الميلاد أو الموقع الجغرافي أو التجربة التاريخية.
- دراسة بالأثر الرجعي (Retrospective study): مراجعة المعلومات التاريخية مثل السجلات الطبية.
فوائد الدراسات الطولية
تقدم الدّراسة الطّولية رؤية فريدة قد لا تمنحها طريقة أخرى، فهي تتيح للباحثين.النظر في التغيرات التي تحدث مع مرور الوقت. لهذا السبب، تكون المناهج الطّولية مفيدة خصوصاً عند دِراسة قضايا التطور وفترة حياة الفرد. يمكن للباحثين النظر في كيفية تغير أشياء معينة خلال مراحل مختلفة من.الحياة واستكشاف بعض الأسباب الكامنة وراء هذه التحولات النمائية.
على سبيل المثال، أجريت الدراسات الطولية والتي بحثت في مدى.الاختلاف الناجم عن تربية توأمين متطابقين سوية في نفس البيئة مقارنة بتوأمين متطابقين ترعرع كل منهما ضمن مجموعة.مختلفة من المتغيرات، حيث تتبع الباحثون المشاركين من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ للنظر في كيفية تأثير.النمو في بيئة مختلفة على الشخصية والإنجاز ومجالات أخرى.
الدراسة الطولية التعريف الفوائد المزايا العيوب
نظراً لأن المشاركين يتشاركون الجينات نفسها، فمن المفترض أن يعزى الاختلاف إلى العوامل البيئية. بعد ذلك، يستطيع الباحثون النظر إلى القواسم المشتركة ونقاط الاختلاف بين.المشاركين من أجل معرفة أي الخصائص مؤثرة بقوة أكبر؛ الوراثية أم المتعلقة بالتجارب والخبرة.
يمكن الانتباه إلى أن مؤسسات التبني لم تعد تفصل التوائم،.لذا فإن مثل هذه الدّراسات غير محتملة اليوم، وتقتصر الدّراسات الطولية على التوائم القاطنين في الأسرة نفسها.
تستمر بعض الدراسات الطولية على مدى سنوات (أو حتى عقود)،.ويمكن للباحثين استخدام ما لديهم من بيانات لوضع تسلسل من الأحداث عند النظر إلى عملية التقدم في العمر
عيوب الدراسة الطولية
كما هو الحال مع الأنواع الأخرى من أبحاث علم النفس، فإن الدّراسات الطولية تملك نقاط قوة ونقاط ضعف. هناك بعض المزايا المهمة لإجراء البحوث الطولية، كما هناك أيضاً عدد من التحديات التي يجب أخذها في الاعتبار.
التكلفة
تتطلب الدّراسات الطولية وقتاً طويلاً جداً وتكون باهظة التكاليف غالباً؛.ولهذا السبب، تتضمن هذه الدراسات مجموعة صغيرة فقط من الأشخاص، ما.يجعل تطبيق النتائج على شريحة أكبر من السكان أمراً صعباً.
الاستنزاف
في بعض الأحيان ينسحب المشاركون من الدراسة، ما يؤدي إلى.تقليص حجم العينة وتقليل كمية البيانات المجموعة ويعرف هذا الميل بـ الاستنزاف الانتقائي (selective attrition). قد ينسحب المشاركون لعدد من الأسباب مثل الابتعاد عن المنطقة أو المرض أو ببساطة فقدان الدافع للمشاركة.
في بعض الحالات، يمكن أن يؤثر ذلك على نتائج الدراسة الطولية؛.أي إذا لم تعد المجموعة النهائية تعكس العينة التمثيلية الأصلية، يمكن لذلك أن يهدد صلاحية التجربة.والتي تشير إلى ما إذا كان الاختبار أو التجربة يقيسون بدقة ما يدعون قياسه أم لا. إذا لم تكن المجموعة النهائية من المشاركين تشكل عينة تمثيلية، فمن الصعب تعميم النتائج على بقية السكان.
أطول مدة دراسة طولية في العالم
هدف لويس تيرمان من خلال “الدراسات الوراثية للعبقرية” إلى.البحث والتحقيق في كيفية نمو الأطفال الذين يتمتعون بذكاء عالي ووصولهم مرحلة البلوغ. ظلت نتائج هذه الدراسة قيد التجميع حتى مطلع القرن الحادي والعشرين.
الدراسة الطولية التعريف الفوائد المزايا العيوب
حتى قبل انتهاء دراسة تيرمان، وجه علماء النفس الانتقاد لعمله،.إذ يُنظر إليه اليوم، وهو أحد أنصار تحسين النسل، بأنه سمح للأفكار المسبقة التي يحملها فيما يتعلق بالجنس والعنصرية.والتحيز الاقتصادي بالتأثير على دراسته وأنه يستخلص استنتاجات رئيسة استناداً إلى أدلة ضعيفة.
الدراسة الطولية التعريف الفوائد المزايا العيوب
مع ذلك، لا تزال دراسة تيرمان مؤثرة في الدّراسات الطولية. على سبيل المثال، وجدت دراسة حديثة معلومات جديدة عن عينة تيرمان الأصلية، وهي أن.الرجال الذين تخطوا صفاً دراسياً في طفولتهم، وسطياً، حصلوا على دخل أعلى من أولئك الذين لم يتخطوا صفاً دراسياً.
خلاصة
تستطيع الدّراسة الطولية توفير كمية هائلة من المعلومات حول موضوع ما،.وقد تكون هذه المعلومات المستمدة من البحوث ذات قيمة كبيرة. على الرغم من احتمالية التكلفة الباهظة لهذه الدّراسات وصعوبة تنفيذها،.فلا يزال تأثير الدّراسات الطولية مستمراً منذ الماضي وملهماً للباحثين وطلاب علم النفس اليوم.
أسئلة متكررة
ما الفرق بين الدراسة الطولية والدراسة المقطعية؟
تتابع الدراسة الطولية نفس العينة (أي مجموعة من الأشخاص) مع مرور الوقت،.في حين تبحث الدراسة المقطعية في عينة واحدة خلال فترة واحدة من الوقت.
ما هي مدة الدراسة الطولية؟
لا توجد مدة واجبة محددة للدراسة الطولية، إذ قد تتراوح من بضعة أسابيع إلى بضعة عقود أو حتى لفترة أطول.
كم عدد المشاركين الذين تحتاجهم الدراسة الطولية؟
لا يوجد عدد محدد من المشاركين اللازم توافرهم من أجل الدراسة الطولية؛.ومع ذلك، يحتاج الباحث بالتأكيد إلى مشارك واحد على الأقل ليتمكن من قياس البيانات مع مرور الوقت، إلا أن المجموعة الأكبر توفر مزيداً من المعلومات.
اقرأ أكثر: الدراسات المقطعية، تعريفها، خصائصها وفوائدها
اقرأ أكثـر: الدراسات القائمة على الملاحظة، أنواعها، إيجابياتها وسلبياتها
اقـرأ أكثر: الدراسات الارتباطية في أبحاث علم النفس، أنواعها، سلبياتها وإيجابياتها
المصدر: ?What Is a Longitudinal Study
