الطفولة السعيدة، أهميتها لصحة الطفل النفسية ونصائح للوالدين

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

تعد مرحلة الطفولة بمثابة حجر الأساس لبقية حياة الفرد، فالأشياء التي نتذكرها والأشخاص الذين قابلناهم والأنشطة وأحداث الحياة التي عشناها هي جزء من ذكرياتنا العزيزة عن طفولتنا. تفضي الطفولة السعيدة والسليمة إلى نتيجة مماثلة في المراحل التالية من الحياة. كما تتزايد الدراسات التي تركز على أهمية الطفولة السعيدة وتأثيرها على الطفل في مرحلة البلوغ، لذا سنقدم إليك في هذا المقال مفاتيح الطفولة السعيدة ونصائح مهمة للوالدين.

أهمية الطفولة السعيدة

مرحلة الطفولة مهمة لنمو الأطفال جسدياً ونفسياً. فالبالغون الذين يتمتعون بصحة جيدة، اتزان ونجاح في حياتهم كانوا أطفالاً سعداء بكل تأكيد. 

من ناحية أخرى، قد تسبب تجارب الطفولة السلبية (ACEs) آثاراً صحية ضارة. وإذا هيمنت المشاعر السلبية على حياة الطفل، تؤدي إلى ضعف صحته النفسية.

تشمل فوائد النمو مع وجود تجارب سعيدة في المراحل المبكرة من الحياة ما يلي:

  • التمتع بصحة جسدية ونفسية أفضل
  • مشاكل سلوكية أقل
  • أداء أكاديمي أعلى
  • إبداع أكثر
  • مهارات أفضل في حل المشكلات
  • المزيد من المهارات الاجتماعية
  • تقدير عالٍ للذات 
  • مرونة أقوى
  • صحة أفضل في مرحلة البلوغ
  • زيادة الرضا عن الحياة

مفاتيح الطفولة السعيدة

هل تحدد الطبيعة أو التنشئة السعادة طويلة الأمد للطفل؟ يخبرنا العلم أن كليهما يساهم في سعادة الأطفال.

قد تضع الجينات السليمة الطفل في مكان أفضل للاستمتاع بالحياة العائلية، لكن التربية و بيئة الطفولة يمكن أن يؤثرا أيضاً على مستقبل الطفل وما سيكون عليه؛ ليس هناك عامل واحد أو آخر بل هو التفاعل بينهم.

لا يمكننا تغيير الجينات (حتى الآن)، ولكن كشفت سنوات من الأبحاث الرائدة عدة طرق مختلفة لتنشئة أطفـال يتمتعون بالسـعادة والصحة.

1- يميل الأطفال السعـداء إلى أن يكون لديهم مقدمو رعاية أساسيين يتسمون بالحنان والاستجابة

الأبوة والأمومة الدافئة والمستجيبة هي واحدة من أقوى العوامل وأكثرها أهمية التي تتنبأ بالطفولة السعيدة. إذ يميل الأطفال في هذه البيئة الأسرية إلى تطوير التعلق الآمن المرافق للعديد من النتائج الإيجابية.

الأهل الذين يستجيبون بسرعة لسلوك أطفالهم ويلبّون احتياجاتهم يخلقون طفولة آمنة مليئة بالذكريات الجميلة. مما يشعر الأطـفال بالأمان والحماية لأن العلاقات الجيدة مع الوالدين تساهم في تكوين ذكريات الطـفولة السعيـدة.

2- يتلقى الأطفال السعـداء دعماً عاطفياً قوياً من الكبار

هل سبق لك أن شاهدت مقاطع الفيديو الخاصة بالأطفال التي يضحك فيها الطفل بلا توقف على شيء صغير؟ يمكنك لعب الكثير من الألعاب معهم لساعات متتالية دون أن يتعبوا منها، فإسعادهم ورسم الضحكة على وجوههم ليس بالأمر الصعب.

من جهة أخرى، العواطف مهمة للغاية لأدمغتنا. وجدت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 عاماً أظهروا مستويات عالية من العواطف الإيجابية، ولكن مع تقدمهم في العمر انخفضت درجة الإيجابية. يبدو أن الأصغر سناً هو الأكثر رضا عن حياته، بينما الأكبر سناً هو الأكثر تردداً.

ذلك لأن الطفولة السعيدة لا تتعلق فقط بمنح الأطفال تجربة إيجابية ولحظات طفولة سعيدة، بل دعمهم ومساعدتهم في التعامل مع العواطف السلبية في ظل الظروف الصعبة.

عندما يصاب طفلك بنوبات غضب، عليك أن تظهر التعاطف وتقدم تنظيماً مشتركاً حتى يتمكن من تعلم التنظيم الذاتي؛ لا تتجاهله أو تعاقبه.

أظهر له حباً غير مشروط بدلاً من التعييب وإلقاء اللوم عليه بسبب حادثة قاسية أو مؤلمة، واعترف بصدق مشاعره وأكد عليها وعلّمه كيف يتعامل معها.

3- الأطفال السعـداء لديهم علاقات شخصية جيدة

يمكن العثور على السعادة في العلاقات الإيجابية مع صديق جيد أو أحد أفراد الأسرة، إذ يتأثر إدراك الأطفال للـسـعادة بشدة بعلاقاتهم الوثيقة مع أقرانهم وأولياء أمورهم، ويساعـد مدح الأصدقاء والعائلة على تعزيز السـعـادة لديهم.

4- الأطفال السعـداء يتعلمون من القدوة الجيدة ذات القيم القوية

يمكن أن يساهم تبني الوالدين لقيَم وسلوكيات معينة في إسعـاد الأطفال، إذ وجد الباحثون أن سـعادة الوالدين يمكن أن تنتقل إلى الأبناء من خلال قيَمهم وسلوكياتهم.

تشمل اثنتان من تلك السلوكيات والقيم المحفزة للسعادة إعطاء أولوية قصوى للقيم العائلية والمؤيدة للمجتمع فوق القيم المادية والحفاظ على توازن صحي بين العمل والترفيه.

5- يشعر الأطفال السعداء بالأهلية والكفاءة الذاتية

من المفيد إشراك الأطـفال في الأنشطة التي تتماشى مع اهتماماتهم ومساعدتهم على أن يصبحوا بارعين، إذ تبرز كل من الصحة والسـعادة والنجاح أكثر لدى الأطـفال الذين يكتسبون شعوراً بالإتقان والكفاءة الذاتية.

يؤثر مدى شعور الأطفال بالتقدير من قبل آبائهم ومعلميهم أيضاً على رغبتهم في تحسين الذات، فضلاً عن تحفيز عقلية النمو لديهم من خلال الثناء على جهودهم وعملهم وليس قدراتهم أو مواهبهم.

6- الأطفال السعداء لديهم استقلال ذاتي في الحياة

يميل الأطفال الذين يتم تربيتهم من قبل آباء داعمين للاستقلالية إلى أداء نفسي و اجتماعي – نفسي أفضل، فهم يشعرون بالتحكم والسيطرة على حياتهم ويمكنهم تولي مسؤولية دراساتهم وصداقاتهم.

في المقابل، فإن الآباء والأمهات المسيطرين الذين لا يسمحون للأطفال باتخاذ أي قرارات يمكن أن يسببوا القلق والاكتئاب والتعاسة عموماً لدى الأطفال.

7- الأطفال السعداء لديهم آباء يستخدمون العقل وليس العقاب لتلقينهم الدرس 

لا يعني منح الأطـفال الاستقلالية أنهم غير منضبطين، إذ يُظهر الأطفـال الذين يتم تأديبهم باستخدام التفكير المنطقي بدلاً من العقاب سلوكاً اجتماعياً أكثر إيجابية والذي يرتبط ارتباطاً إيجابياً بالسعـادة.

غالباً ما يرتبط استخدام العقاب في التعليم بتنشئة الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية مثل الاكتئاب.

8- الأطفال السعـداء يتصفون باللطف والامتنان

يجد الناس السعـادة عند منح اللطف والامتنان، ويشعر الأطفـال الذين يتصفون باللطف والامتنان بمزيد من السعـادة ضمن الأحداث الشيقة والحاسمة، إذ يتمتعون بعلاقات اجتماعية أفضل ويمكنهم الاستمتاع في حياتهم اليومية.

9- الأطفـال السعـداء يشاركون في الأنشطة الاجتماعية

يساهم انخراط الأطفـال في الأنشطة الاجتماعية والمجتمع في شعور الانتماء ويزيد من إحساسهم بالتواصل الاجتماعي ويجعلهم أكثر سعـادة.

10- الأطفال السعداء يمارسون  الرياضة بانتظام

يمكن أن تحسن التمارين البدنية الحالة المزاجية للطفـل، إذ ترتبط ممارسة الرياضة بانتظام بمجموعة من فوائد الصحة والسلامة بما في ذلك السعـادة وتقدير الذات وتقليل مخاطر إدمان المخدرات.

أفكار أخيرة عن الطفولة السعيدة

مفاتيح الطفولة السعيدة ضرورية لنمو الطفـل وتطوره. ومع ذلك، لا يعني هذا أن علينا إبقاء أطفالنا سعـداء طوال الوقت.

من الصعب على أي طفل أن يكون سعيداً عند أداء واجبات الرياضيات المدرسية على مدى اليوم، عندما يطفئ والده/ والدته الإنترنت، عندما يخسر لعبة كرة أو يضطر إلى إنهاء تناول حصة كبيرة من وجبة طعام لا يحبها؛ كل هذه التجارب غير مرضية للطفل، لكنها تعليمية ومفيدة له أيضاً.

عندما يختبر الطفل هذه التجارب السلبية الحتمية، يمكنه تطوير قدرة تحمّل سليمة ضد الإحباط بمساعـدة والديه، لذلك لا يحتاج الأطفـال إلى طفـولة مثالية ليكونوا سعداء. 

يعد تقديم الدعم الدافئ المفعم بالحب أحد أفضل الطرق لمساعدتهم في التغلب على التحديات حتى وإن كانت طفولتهم الصعبة.

اقرأ أيضاً: النوم عند الأطفال، عشر نصائح لتساعد أطفالك على النوم

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر الشجار الأسري على الطفل؟ وكيف تتخلص من آثاره السلبية؟

المصدر: Keys To A Happy Childhood (Science-Based)

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: