العلاج المعرفي السلوكي الأهداف مفاتيح النجاح التقنيات الأثار
يعالَج اضطراب القلق الاجتماعي (SAD) بشكل شائع من خلال العلاج المعرفي السلوكي (CBT)،.وهو شكل من أشكال العلاج الذي كان رائداً في ستينيات القرن الماضي لعلاج الاكتئاب. هو الآن علاج رئيسي للعديد من الحالات، بما في ذلك اضطرابات القلق؛.إذ أظهرت الأبحاث أن العلاج المعرفي السلوكي هو علاج فعال لاضطراب القلق الاجتماعي.
يستخدم العلاج المعرفي السلوكي مجموعة من الأساليب والتقنيات التي قد تختلف اعتماداً.على نوع الاضطراب المعالَج؛ فعلى سبيل المثال يختلف العلاج المعرفي السلوكي للاكتئاب.عن العلاج المتبع في اضطراب القلق الاجتماعي أو اضطرابات القلق الأخرى.
ونظراً إلى وجود العديد من الأساليب المختلفة، فمن المهم البحث عن معالج.لديه خبرة في تلك الأكثر فعالية لعلاج اضطراب القلق الاجتماعي.
تناقش هذه المقالة أهداف العلاج المعرفي السلوكي كعلاج لاضطراب القلق الاجتماعي،.كما تُسلط الضوء أيضاً على بعض التقنيات والطرق التي يمكن استخدامها في هذا النوع من العلاج.
أهداف العلاج المعرفي السلوكي (CBT) لاضطراب القلق الاجتماعي
أحد الأهداف الأساسية للعلاج المعرفي السلوكي هو تحديد المعتقدات وأنماط التفكير غير العقلانية واستبدالها بأخرى أكثر واقعية.
فالأفكار والعواطف والسلوكيات كلها مرتبطة ببعضها البعض،.إذ يمكن للفرد تغيير الطريقة التي يشعر ويتصرف بها من خلال تحديد الأفكار غير المفيدة.
العلاج المعرفي السلوكي الأهداف مفاتيح النجاح التقنيات الأثار
سيعمل الفرد خلال العلاج على عدد من جوانب المشاكل كجزء من عمليته، بما في ذلك:
- المعتقدات السلبية التي قد يمتلكها حول قدراتك وجدارة الذات
- الشعور بالذنب أو الإحراج أو الغضب من مواقف ماضية
- كيف يكون أكثر حزماً
- التعامل مع المثالية والواقعية
- التعامل مع المماطلة والتسويف المرتبطان بالقلق الاجتماعي
- المعتقدات الخاطئة بأن الآخرين يُطلقون الأحكام عليه
قد تبدو جلسات العلاج المعرفي السلوكي (CBT) كعلاقة الطالب والمعلم إلى حد ما،.إذ سيأخذ المعالج دور المعلم، فيحدد المفاهيم ويساعد الفرد على اكتشاف ذاته والتغيير،.كما سيعطيه أيضاً بعض الأمور التي سيقوم بها في المنزل والتي تعد الخطوة الأولى لإحراز التقدم.
مفاتيح نجاح العلاج المعرفي السلوكي
هناك عدد من الأشياء التي يمكن أن تساعد في جعل العلاج المعرفي السلوكي.(CBT) أكثر فعالية في علاج اضطراب القلق الاجتماعي.
تعتمد احتمالية أن يساعدك هذا العلاج إلى حد كبير على توقعاتك.حول النجاح، استعدادك لإنجاز مهامك المنزلية وقدرتك على مواجهة الأفكار غير المريحة
العلاج المعرفي السلوكي الأهداف مفاتيح النجاح التقنيات الأثار
فالأشخاص المستعدون للعمل الجاد والذين يعتقدون بأن العلاج المعرفي السلوكي سيساعدهم هم أكثر قابلية للتحسن.
وعلى الرغم من أن هذا النوع من العلاج مُكثّف ويتطلب مشاركة.نشطة من قبل الشخص المصاب باضطراب القلق الاجتماعي، فإنه فعال ويكون التحسن فيه طويل الأمد.
التقنيات المعرفية
يُركز الـعلاج المِعرفي السلوكي على تغيير التفكير الإشكالي الذي يُساهم في القلق،.إذ يمكن أن تساعدك التقنيات المعرفية على تعلم كيف تخفف من القلق وترفع من درجة التحكم في المواقف الاجتماعية.
يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي من أفكار تلقائية سلبية.ولا تتماشى مع الواقع، وتزيد هذه الأفكار من القلق وتقلل من القدرة على التأقلم. على سبيل المثال، إذا كان لديك خوف من التحدث أمام العامة،.فإن مجرد التفكير في الموقف سوف يُثير أفكار الإحراج والخوف من الفشل.
العلاج المعرفي السلوكي الأهداف مفاتيح النجاح التقنيات الأثار
بالتالي، فإن الهدف من العِلاج المَعرفي السّـلوكي هو استبدال هذه التشوهات المعرفية.بنظرة أكثر واقعية، وإذا كنت مصاباً باضطراب القلق الاجتماعي، فربما لديك شخص ما يخبرك بـ “التفكير بإيجابية” فقط. لكن لسوء الحظ، ليس من السهل حل المشكلة، فإذا كان الأمر كذلك، فأنت تغلبت على قلقك غالباً.
نظراً لأن عقلك أصبح مبرمجاً على التفكير بشكل سلبي، فإنه يحتاج إلى التدريب تدريجياً على التفكير بطريقة جديدة. فمجرد إخبار نفسك “سأكون أقل قلقاً في المرة القادمة” لا يجدي نفعاً،.نظراً إلى طريقة تفكيرك الحالية، وهنا يأتي دور أن تتعلم تغيير هذه الأفكار ليساعدك.ذلك في الشعور بقلق أقل في المواقف الاجتماعية.
هذا ويتطلب تغيير التفكير السلبي التلقائي على المدى الطويل الممارسة والتكرار حتى يصبح في النهاية تلقائياً واعتيادياً.
ستتغير عمليات الذاكرة والمسارات العصبية في دماغك بمرور الوقت، وستبدأ في التفكير والتصرف والشعور بشكل مختلف.
بإيجاز
يهدف العلاج المعرفي بشكل أساسي إلى تغيير معتقداتك الجوهرية الكامنة.والتي تؤثر على كيفية تفسيرك لمحيطك، إذ سيؤدي هذا التغيير إلى تحسن طويل الأمد في أعراض القلق لديك.
التقنيات السلوكية
يُعرف المكون الآخر من العِلاج السلوكي المَعرفي الذي يركز على تغيير سلوكيات القلق الاجتماعي باسم (إزالة الحساسية المنهجية /Systematic Desensitization).
يتضمن هذا نوع من تدريب التعرض تعلم الاسترخاء وأنت تتعرض تدريجياً إلى.مواقف تثير القلق، وستبدأ في الشعور بخوف أقل من هذه المواقف بمرور الوقت. ولكن يجب أن يكون تدريب التعرض إلى هذه المواقف فيما يخص اضطراب القلق الاجتماعي عملية تدريجية للغاية.
ربما أخبرك الناس أن “تكون قوياً وتواجه مخاوفك” ولكن هذه نصيحة سيئة جداً مع الأسف. لأن الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي مجبرون مسبقاً على مواجهة ما يخشونه بشكل يومي.
بوجود المعالج، ستعرّض نفسك تدريجياً إلى المواقف التي تُخيفك، حتى لا تُثير هذه المواقف الخوف بعد الآن بمرور الوقت. في البداية، يمكنك ممارسة تخيل التعرض إلى المواقف، مثل إلقاء خطاب أو التدرب على مقابلة عمل من خلال لعب الأدوار.
وبمجرد أن يصبح الموقف المُتدرّب عليه أو المُتخيّل أسهل، ستنتقل إلى مواجهة الموقف في العالم الحقيقي. فالتعرض غير المنظم في عملية تدريجية خطوة بخطوة يسبب ضرراً أكثر من النفع،.وسيجعل ذلك الأمر قلقك أسوأ، ويبقيك محاصراً في حلقة مفرغة، كما يمكن أن يؤدي إلى الشك والاكتئاب.
بإيجاز
يمكن أن يكون العلاج بالتعرض وسيلة فعالة لتغيير السلوكيات المرتبطة بالقلق الاجتماعي.ولكن يجب القيام به بعناية وبشكل تدريجي، لأن إجبار نفسك على مواجهة.مواقف تُخيفك دون تحضير ودعم مسبَقين قد يجعل قلقك أسوأ في الواقع.
العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب القلق الاجتماعي عبر الإنترنت
يمكن تقديم العلاج المعرفي السلوكي عبر الإنترنت أيضاً (i-CBT)، إذ أصبح هذا النوع.من العلاج شائعاً بشكل متزايد وتدعم الأدلة البحثية استخدامه، ويمكن أن.يكون فعالاً بشكل خاص عندما يكون أخصائي الصحة النفسية داعماً له أيضاً.
نظراً لأن العلاج المعرفي السلوكي يتبع هيكلية منتظمة، فهو مناسب.تماماً للاستخدام عبر الإنترنت في كل من المساعدة الذاتية أو التدخلات المدعومة من المعالج.
وقد يكون هذا النوع من العِلاج المَعرفي السّلوكي مفيداً أيضاً لأولئك الذين يعانون من قلق.اجتماعي شديد والذين لم يصلوا بعد إلى مرحلة القدرة على مغادرة المنزل لحضور مواعيد العِلاج الشخصي.
خلاصة
يعد العلاج المَعرفي السلوكي أحد أكثر أنواع الـعِلاج فعالية لاضطراب القلق الاجتماعي،.إذ يمكن استخدامه في تغيير الأفكار السلبية التي تساهم في القلق، ومساعدة الفرد.في تعلم استراتيجيات جديدة للتكيف، وتقليل الخوف الذي يواجهه في المواقف الاجتماعية تدريجياً.
لذا، إذا كنت تعاني من القلق الاجتماعي الذي يؤثر على أدائك اليومي ويضعفه،.فمن المهم طلب المساعدة من طبيبك أو أخصائي الصحة النفسية.
وإذا تم تشخيصك باضطراب القلق الاجتماعي، فإن خطة عِلاج فعالة تتضمن العلاج.المَعرفي السّلوكي يمكن أن تساعدك في التغلب على الأعراض والتحكم في القلق الاجتماعي الذي تعاني منه.
اقرأ أكثر: العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني، تقنياته، فوائده وفعاليته
اقرأ أكثـر: هل يستطيع العلاج المعرفي السلوكي المساعدة في مشاكل إيذاء الذات؟
اقـرأ أكثر: العلاج المعرفي السلوكي للأطفال، تقنياته، فوائده وفعاليته
المصدر: Cognitive Behavioral Therapy for Social Anxiety Disorder
