لا يهم كم من الوقت استمرت العلاقة العاطفية، لفترة طويلة أو وجيزة. فمقابلة شخص والتعرف على ما يحب أو يكره والمنغصات الصغيرة المزعجة غالباً هي ما تجعل من الصعب تجاوز هذه العلاقة تماماً.
سواءً اتخذت قرار وضع حد لعلاقتك أو أن شريكك أرسل رسالة “نحن بحاجة إلى التحدث” وكانت بداية طريق الانفصال. هناك أوقات يمكن فيها أن يبدو الانفصال عن شريك سابق كأنه إصلاح دائم لما قد يكون مجرد تراجع مؤقت. وفي حالات كثيرة، تبدو أسباب العودة سوية غالباً متفوقة على أية أسباب أدت إلى الانفصال في المقام الأول.
قبل التفكير في كيفية العودة إلى شريك سابق. من المهم أن تكون متأكدا بنسبة 100% أنك تفعل ذلك انطلاقاً من الأسباب الصحيحة.
سننظر فيما يلي في العوامل المحتملة التي قد تشجع على العودة إلى شريكك السابق بالإضافة إلى نصائح مختلفة لمحاولة إعادته إلى حياتك.
أسباب عودة العلاقة مع شريك سابق
بالإضافة إلى المشاعر الغريبة التي تختلج صدرك. أو مدى شدة افتقادك لشريكك السابق بعد العودة من يوم عمل طويل؛ هناك دوافع أقوى يجب مراعاتها قبل اتخاذ قرار العودة إليه.
أن تكون العلاقة قابلة للإصلاح
أحياناً لا يوجد شيء يعادل قضاء وقت وأنتما بعيدان عن بعضكما. فذلك يتيح الفرصة أمامكما للنظر إلى العلاقة من منظور مختلف. إذ يمكن أن يوفر الابتعاد عن شريكك فرصة لرؤية الأمور بموضوعية أكبر.
هل كنا متسرعين جداً في إنهاء العلاقة؟ هل كانت المحادثات الصادقة ستجعل الأمور أفضل؟ لماذا رمينا كل شيء وراءنا بينما كان لا يزال هناك الكثير من الحب المتبقي في العلاقة؟
إدراك أن الصبر، العمل الجاد وبعض المشاعر التي يصعب التخلي عنها يمكن أن تعيد علاقتك هو غالباً علامة جيدة للمحاولة مرة أخرى مع شريك سابق.
تغيُّر أحدكما أو كلاكما للأفضل
على الرغم من الأذى الذي تركه انتهاء العلاقة مع شريكك. إلا أن الحقيقة الباقية هي أن الانفصال حدث لأسباب قائمة على أسس مُسوّغة.
في حين أن عدم الإخلاص وفقدان الاهتمام هي المسؤولة عموماً عن إنهاء العلاقة. إلا أنه، وفي بعض الأحيان، يكون صراع الشخصيات (الطِباع) مسؤولاً عن نهاية علاقة ما.
وجودك مع شريك غير راغب دائماً في التنازل أو مع شخص لديه مشاكل في الانفتاح أو إظهار المودة قد يتسبب، من بين أشياء كثيرة، في حدوث خلافات كبيرة داخل العلاقة وأحيانا في الانفصال.
في حالات كهذه، هناك أحياناً فرصة لبقاء الحب مهما يكن. بعد مرور الوقت الكافي وتوافر العديد من العلامات الدالة على النمو الإيجابي بين الشريكين، قد يكون إعطاء العلاقة فرصة أخرى اختياراً حكيماً.
يمكن إعادة بناء الثقة في العلاقة
لأن الثقة هي أساس معظم العلاقات الصحية، فإن كسرها بسبب الخداع أو الأكاذيب المستمرة يمكن أن يجعل من الصعب الاستمرار مع شريك أذاك بشدة.
لكن في الحالات التي يوجد فيها شعور بالندم الحقيقي بسبب انكسار الثقة. ويكون الانفتاح متاحاً مع شريكك لإجراء محادثات صادقة حول سبب حدوث الفجوة بينكما. فقد تكون هناك فرصة لإعادة إحياء العلاقة. هذا بالطبع بعد اتفاق متبادل على الوضوح والصدق للمضي قدماً.
كلاكما على استعداد للعمل من أجل العودة معاً
تتطلب العلاقة مساهمة أكثر من شخص واحد لتبقى. هذا هو السبب في أنه على الرغم من أنك قد تكون مستعداً ومتحمساً حيال فرصة مواصلة العلاقة مع شريكك السابق. إلا أنه من المهم أن تكونا بنفس التفكير والموقف.
بمجرد أن تكون أنت وشريكك السابق متفقان حيال إعطاء الحياة معاً فرصة أخرى. يمكنك بعد ذلك اتباع الخطوات اللازمة لإعادة العلاقة إلى المسار الصحيح معه.
كيفية العودة إلى حبيب سابق
عندما تتخذ قرار العودة إلى شريك سابق، فإن آخر شيء تريد القيام به هو ارتكاب نفس الأخطاء التي أدت إلى إنهاء العلاقة في المرة الأولى.
لتجنب ذلك، يجب بذل جهد مدروس عند إحياء الحب والمشاعر التي تشاركت معه بها مرة. فيما يلي بعض الخطوات الدقيقة التي يمكنك اتخاذها عند العودة إلى شريكك السابق.
خذ وقتك قبل التواصل معه
عندما تتوق لاستئناف حياتك مع حبيبك السابق، فإن أحد آخر الأشياء التي تريد سماعها هو أي نصيحة تقترح مساحة صغيرة قبل الانغماس في محاولة التواصل معه.
على الرغم من ذلك، فما يجب أن تعرفه هو أن أي شخص يقدم لك هذه الإرشادات يبحث عن الأفضل لمصلحتك. يمكن أن يساعدك قضاء بعض الوقت الحر في النظر بعمق إلى ما تريده حقاً من العلاقة. ويمكن أن يساعدك قراءة “لغات الحب” على التحدث بها بشكل أفضل مع شريكك.
سيمنحك ذلك أيضاً المساحة اللازمة للتفكير في أي تغييرات قد تكون مطلوبة للعودة إلى الحالة الصحية مع شريكك السابق.
منح الحبيب مساحة صغيرة أيضاً يعطي فرصة لكي يشتاق إليك، مما يسمح له بتقدير فضل أن تكون في حياته.
فكّر فيما كان من الممكن حدوثه بشكل مختلف
بينما تقضي بعض الزمن منفصلاً عن شريكك السابق، يجب أن تخصص وقتا لمراجعة العلاقة. خاصة ملاحظة الأشياء التي كان من الممكن التعامل معها بشكل أفضل أو مختلف.
استغل هذا الوقت لإجراء محادثات صادقة مع نفسك حول ما بدر منك وساهم في إنهاء علاقتك. إنه أيضاً وقت جيد للنظر بعمق في ما نجح وما لم ينجح معه وإذا كانت العلاقة قابلة للإصلاح أم لا.
تواصل مع حبيبك السابق للتحدث عن العلاقة
بعد إلقاء نظرة فاحصة على العلاقة وقبول مسؤوليتك عن الدور الذي قمت به وأدى إلى إنهائها، سترغب في أن تكون واضحا للتحدث بصدق مع شريكك السابق.
اتصل به واسأله عما إذا كان منفتحا إزاء ذلك. إذا أبدى علامات الرضا، فشارك الأفكار الجديدة التي تحملها حول سبب الانفصال واعرف ردة فعله لتحدّد ما إذا كان يشاركك نفس الرأي.
استمع إلى أية اقتراحات بديلة قد تكون في ذهنه. ولكن تأكد دائماً من أنك متفق عليها معه. أو على الأقل تستطيعان الوصول إلى حل وسطي ومنطقي عندما يتعلق الأمر بأمور جدية تسببت في ظهور صعوبات خلال العلاقة.
ليس الآن هو الوقت المناسب للتفكير في من كان على صواب أو مخطئاً. بل هو وقت مراجعة ما كان يمكن القيام به بشكل مختلف لتحقيق نتيجة أكثر سعادة. يمكنك أيضاً رفع الحالة المزاجية ومناقشة الأوقات السعيدة في علاقتكما.
من خلال محادثتك معه يجب أن تكون قادراً على التعرف على موقفه فيما يتعلق بالعودة معاً.
اِعرض عليه فكرة احتمال العودة لبعضكما
بعد مناقشة مجريات الأحداث الماضية مع شريكك السابق، يمكنك طرح إمكانية وجوده في المستقبل معك.
كيفية القيام بذلك وكيفية تفسير ردة فعله يمكن أن يكون متروكاً لك تماماً. ومع ذلك قد يكون من المستحسن إجراء بعض المحادثات التي من خلالها تتبادلان الأخبار وتتحدثان فقط كأصدقاء قبل طرح أي مناقشات قد تؤدي إلى إعطاء علاقتك فرصة أخرى.
لابد من فترة تجريبية
عندما يتعلق الأمر بالعودة إلى شريكك السابق، فإن أخذ الأمور بروية هو عادةً ما يميز المرحلة. عندما توافقان على المضي مرة أخرى نحو تحسين العلاقة، فمن المحتمل أن يكون من الأفضل قضاء بعض الوقت قبل القفز والتسرع للبدء من جديد.
أعط كل منكما وقتاً آخر لإعادة الأمور إلى مجاريها، وراقب كيف تم حل الخلافات الصغيرة في هذه المرحلة الجديدة. افحص مدى سهولة تنفيذ التغييرات التي وافقت عليها، وخذ الوقت الكافي لتأكيد أن هذا ليس مجرد قرار متسرع وعاطفي. إذ عليك أن تتأكد من أن العلاقة التي تم إحياؤها قادرة على النجاة من الاختبارات المستقبلية.
خلال هذه الفترة التجريبية، قد يكون من الأفضل الحفاظ على خصوصية علاقتك. هذا يعني التروي في إخبار أصدقائك وعائلتك بأنكما عدتما معاً أو نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
تسهيل العودة إلى العلاقة
بعد فترة من التأمل الداخلي والمناقشات المشتركة وتجربة مدى كفاءة الأمور، يكون الوقت قد حان لتسهيل العودة إلى هذا التغيير.
الحفاظ على احترام مشاعر شريكك والموافقة على التعامل مع الخلافات بالحب، والتوصل إلى تسويات سليمة لضمان صحة العلاقة، يجب أن يكون السمة الأساسية للمرحلة المقبلة من علاقتكما.
خلاصة
قد تكون نهاية العلاقة مؤلمة للغاية، خاصة عندما لا يزال هناك الكثير من الحب والتقدير المتبادل حاضراً بين الشركاء السابقين.
الخبر السار هو أنه عندما يتم إغلاق باب العلاقة، فإن مجموعة الظروف المناسبة يمكن أن تفتح فرصة أخرى مع شريكك السابق.
يمكن لقضاء الوقت في التقييم والتحدث بصدق معه وتحليل ما لم ينجح وما كان يجب أن يكون موجوداً في العلاقة، أن يساعدك على إعادة علاقتك إلى مسارها الصحيح.
اقرأ أيضاً: بخطوات بسيطة، كيف تظهر لـ الشريك العاطفي أنه مميز بالنسبة لك؟
المصدر: How to Get Back Together With an Ex
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم