القنب الهندي (الحشيش) وعلاقته بالانتحار، وصلته بالأمراض العقلية

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

خلصت دراسة جديدة حول ارتباط خطر زيادة الأفكار الانتحارية مع تعاطي القنب الهندي (الحشيش). حيث يلجأ المصابون بالأمراض العقلية أو الذين لديهم ميول انتحارية إلى الماريجوانا، وذلك للسيطرة على أعراضهم المزعجة. 

إلا أنه لا زالت هذه الشكوك حول الماريجوانا، بأنها تزيد من الأمراض النفسية وتعزز الأفكار الإنتحارية غير واضحة

حيث يجد الخبراء أن الموضوع يتطلب أبحاثاً أكثر، لفهم ماهية العلاقة بينهم بشكل أفضل.

أجرت الجمعية الوطنية لتعاطي المخدرات الـ (NIDA) دراسةً جديدة، توصلت من خلالها إلى أن الميول الانتحارية ترتبط ارتباطاً خطيراً بتعاطي القنب الهندي (الحشيش).

وأن الأشخاص الذين يتعاطون القنّب الهندي (الحشيش) بشكل متقطع، هم أكثر عرضة للاكتئاب من أولئك الذين لا يتعاطونها على الإطلاق.

القنب الهندي والانتحار

وذلك تبعاً لدراسة نشرتها (JAMA network open) هذا الأسبوع. بالإضافة إلى احتمال وجود علاقة ما بين تعاطي القنّب الهندي واضطراب المزاج ومحاولات إيذاء النفس.

 أما خبراء الصحة فيجدون أن هذه العلاقة معقدة بعض الشيء، لأن أكثر الأشخاص يلجؤون الى استخدام القنّب الهندي. للسيطرة على أعراض أمراضهم العقلية التي تدفعهم إلى الانتحار.

وهناك عوامل أخرى تزيد من خطر الأمراض العقلية والميول الانتحارية، ومنها العوامل البيئية والوراثية.

على أية حال مهما أبدى الأشخاص المتعاطون فوائد القنّب الهندي (الحشيش). إلا أنه قد سُجلت العديد من النتائج المنافية لذلك بين الاشخاص الذين يتعاطونها. كالأمراض النفسية الحادة، مثل الفصام و ثنائي القطب.

ومع ذلك مازالت الفكرة القائمة على أن القنّب الهندي يزيد حقاً من خطر الإصابة بالأمراض العقلية والإقدام على الانتحار غير مؤكدة. وما إذا كانت العلاقة بينهم مترابطة، ويتطلب ذلك العديد من البحوث لتأكيده. 

ارتباط القنب الهندي (الحشيش) بمستويات عالية من الاكتئاب

شارك أكثر من 281,000 شخص تتراوح أعمارهم ما بين الـ 18 إلى الـ 35 سنة. في إجراء الاستبيانات الوطنية لتعاطي المخدرات والصحة من عام 2008 حتى عام 2019.

حيث أجاب المشاركون عن أسئلة حول استخدام القنب الهندي (الحشيش) والاكتئاب والأفكار الانتحارية، وعن التخطيط أو العزم على الانتحار.

وبناءً على ذلك؛ نظّم الباحثون المشاركين ضمن أربع مجموعات، تتضمن هذه المجموعات:

  • الأشخاص الذين يستهلكون القنب الهندي (الحشيش) يومياً.
  • الأشخَاص الذين يستهلكونه بشكل متقطع.
  • الأشخاصُ الذين لا يستهلكونه على الإطلاق.
  • الأشخاص الذين يعانون من اضطراب استخدام القنب.

فتبين من هذه التصنيفات أن خطر الإقدام على الانتحار يحدق بالأشخاص الذين يستهلكون القنب الهندي (الحشيش). بشكل متقطع أو متكرر أكثر من الذين لا يستهلكونه.

الحشيش والانتحار

 تبعاً للنتائج؛ يبقى ذلك الخطر قائماً حتى لو لم يعانِ الشخص من الاكتئاب.

 فكان من بين المشاركين أشخاصاً ذوي ميول انتحارية ولا يعانون من الاكتئاب %9 منهم استهلك القنب الهندي (الحشيش) يومياً و %7 استخدموها بشكل متقطع.

بالمقابل %3 لم يستهلكوها على الإطلاق. أما بالنسبة للمشاركين الذين يعانون من الاكتئاب ولديهم ميولات انتحارية، فكان %35 منهم لم يستهلكوها.

في حين %44 منهم يستهلكونها بشكل متقطع، و %53 يستهلكونها يومياً.

إذ يحيط خطر الانتحار بالنساء اللواتي يستخدمنَ القنب الهندي (الحشيش) أكثر من الرجال. وذلك حسب ما صرحت الدكتورة “نورا فولكو” مديرة الـ(DINA) في بيان لها أنه.:

تُبين دراستنا أننا بحاجة أبحاث أكثر، حتى نثبت صحة علاقة ارتفاع معدلات الانتحار باستهلاك القنب الهندي (الحشيش). إذ سيتمكن الأطباء من تقديم الإرشادات اللازمة والرعاية بشكل أفضل للمرضى عندما نفهم تلك العلاقة. 

كيفية تفاعل القنب الهندي (الحشيش) مع الأمراض العقلية

يتزايد الاهتمام باستخدام القنب كعلاج للأمراض العقلية وذلك وفقاً لبروفيسور كلية الطب في جامعة ييل الدكتور “ديباك ديسوزا”.

حيث مازالت الأبحاث في أوج مراحلها، ولا زال العلماء يدرسون إمكانية وكيفية استخدام القنب الهندي. في علاج الاضطرابات العقلية والمزاجية والقلق، ومازالت العلاقة بين الأفكار الانتحارية واستخدام القنب الهندي غير واضحة أو إذا كانت العلاقة السببية تلعب دوراً.

إذ يقول الدكتور “ديسوزا”:

إنّ القنب الهندي ليس سبباً كافياً أو ضرورياً للإقدام على الانتحار أو التأثير في المزاج. وذلك لأن معظم الاشخاص الذين يستهلكون القنب الهندي ليس لديهم ميول انتحارية. والأشخاص الذين عمدوا إلى الانتحار لم يستهلكوا القنب قط.

ولكن كثرة الأدلة تفترض وجود روابط بين تعاطي القنب الهندي واضطراب المزاج.

الدراسات المقامة على الانتحار

نوَّه الدكتور “ديسوزا” إلى ارتباط استهلاك المراهقين للقنب الهندي بخطر الإصابة بالاكتئاب والإقدام على الانتحار في الحياة مؤخراً.

وذلك بحسب دراسة أُجريَت في بداية هذا العام. مضيفاً أنه:

قد يكون استهلاك القنب الهندي عاملاً مساهماً في الاضطرابات المزاجية والميولات الانتحارية إلا أنه لدينا العديد من العوامل المساهمة الأخرى كالعوامل البيئية والوراثيّة.

 ويعبر الدكتور “بنيامين كابلان” الحاصل على شهادة البورد في طب الأسرة من قبل مجلس (تست نت) في (ماساتشوستس).

والذي يعالج المرضى باستخدام القنّب الهندي، عن استجابة المرضى العقليين للقنب الهندي على نحو إيجابي.

أما الأشخاص الذين يستهلكونها بجرعات وفي أوقات غير مناسبة لا يستجيبون على نحو جيد.

حيث أظهرت البيانات وفقاً للدكتور “ديسوزا” أن استهلاك الماريجوانا مرتبط بنتائج سلبية أكثر.

إذ تتضمن ارتفاع معدلات الانتكاس وزيادة حالات الطوارئ والإقامة في المستشفيات للعلاج. والمشاكل القانونية والتشرد والمعاناة من الأمراض العقلية الحادّة، كالفصام واضطرابات ثنائي القطب.

الحشيش والاكتئاب

لذلك؛ فإن علاقة خطر الإصابة بالاكتئاب أو الميول الانتحارية باستهلاك القنّب الهندي يفتقر للوضوح.

وصرَّح الدُكتور “كابلان” الذي أجرى بحثاً حول تأثير القنب على الصحّة أنه:

ليس بالضرورة أن يكون حدوث الانتحار بالتزامن مع بعض طرق العلاج، بسبب طرق العلاج بحد ذاتها.

أما الدكتور “ديسوزا” يقول أنه:

يجب زيادة العمل من أجل كشف العلاقة المعقدة بين استخدام القنب والمزاجية والانتحار.

ماذا تفعل في حال كان لديك ميول انتحارية؟

لا تتردد في طلب المساعدة، أو البحث عن مرشداً نفسياً، في حال شعرت برغبة انتحارية. حيث يقترح عليك الدكتور كابلان التواصل مباشرةً مع الأصدقاء أو أفراد العائلة أو الاتصال بالجمعية الوطنية لدحر الانتحار.

فهناك العديد من المراجع لمد يد العون وإخراجك من ظلمتك وظروفك السيئة. فيستحق كل شخص الحصول على فرصة أخرى لتحسين واقعه، وهذا الأمر بسيط كمكالمة هاتفية سريعة. 

الخلاصة

يُشير بحث جديد إلى ارتباط الميول الانتحارية باستهلاك القنب الهندي. إلا أن خبراء الصحة يقولون أن تلك العلاقة ليست بهذه البساطة وغير واضحة إذا ما كانت مرتبطة ببعضها حقاً أم هناك أسباب أخرى.

في حين يُظهِر العديد من المصابين بالأمراض العقلية استفادتهم من استهلاك القنب الهندي. وعلى أية حال يرتبط استهلاك الماريجوانا عند المصابين بالاضطرابات النفسيّة الحادة بنتائج أسوأ.

وتحتاج الدراسات لفهم الرابط ما بين استخدام القنّب والأمراض العقلية وتحديد فيما إذا يجب استخدامها كعلاج للأمراض العقلية أم لا وكيفية العلاج.

اقرأ أيضاً: الاضطرابات العاطفية، منشأها وتاريخها

المصدر: Cannabis and suicidal thoughts

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: