تاريخ أمثلة مساوئ عن استخدامات أنواع التجارب في المنهج التجريبي في علم النفس
المنهج التجريبي هو أحد أساليب البحث المتنوعة والذي يسمح للباحثين معرفة العلاقة بين السبب والتأثير. على الرغم من أن النتائج التي يقدمها هذا المنهج مفيدة للغاية،.فإنها لا تثبت بنسبة 100% أن سبباً ما سيؤدي دائماً إلى تأثير محدد؛ بدلاً من ذلك،.هي تُظهر احتمالية وجود أو عدم وجود تأثير معين لسبب ما.
المنهج التجريبي في علم النفس
ينطوي المنهج التجريبي (experimental method) على التلاعب بمتغير واحد لتحديد إمكانية إحداث تغييرات بمتغير آخر.معتمداً على طرق البحث الخاضعة للتحكم والتوزيع العشوائي لمواضيع الدراسة وذلك بهدف اختبار فرضية ما.
على سبيل المثال، قد يحاول الباحثون معرفة تأثير الأنماط المرئية المختلفة على إدراكنا،.أو قد يتساءلون إن كانت الذاكرة تتحسن نتيجة أفعال معينة؛ فتُجرى التجارب على العديد من المواضيع السلوكية بما فيها الانتباه،.المعرفة، العاطفة، الذاكرة، الإدراك والإحساس.
المنهج التجريبي في علم النفس تاريخ المنهج التجريبي أمثلة عن استخدامات المنهج مساوئ المنهج التجريبي أنواع التجارب
يشكل المنهج العلمي أساس المنهج التجريبي، وهو عملية تُستخدم لتحديد العلاقة بين متغيرين أي لتفسير السلوك البشري في هذه الحالة
تعد الفلسفة الوضعية (Positivism) مهمة أيضاً في المنهج التجريبي،.وتشير إلى المعرفة الواقعية المكتسبة عن طريق الملاحظة؛ والتي تعتبر جديرة بالثقة.
يلجأ الباحثون عند استخدام الطريقة التجريبية لتحديد وتعريف المتغيرات المفتاحية أولاً، ثم صياغة فرضية والتلاعب بالمتغيرات وجمع البيانات حول النتائج. يتم التحكم بحذر في المتغيرات غير المرتبطة أو غير ذات الصلة لتقليل التأثير المحتمل على نتائج النظرية.
تاريخ المنهج التجريبي
نشأت فكرة استخدام التجارب لفهم أفضل للسلوك البشري في نهاية القرن التاسع عشر،.وقد أسس فيلهلم فونت (Wilhelm Wundt) أول مختبر رسمي عام 1879.
يعتبر فونت أب علم النفس التجريبي، إذ اعتقد أن التجارب قد تساعد في تفسير كيفية عمل علم النفس،.إضافة لاستخدامه هذا المنهج في دراسة الوعي.
المنهج التجريبي في علم النفس تاريخ المنهج التجريبي أمثلة عن استخدامات المنهج مساوئ المنهج التجريبي أنواع التجارب
صاغ فونت مصطلح “علم النفس الفيزيولوجي”، والذي يعتبر مزيجاً من علم النفس والفيزيولوجيا، أو كيف يؤثر الجسم في العقل
ساهم عدد من المفكرين في تطور علم النفس التجريبي ليصل إلى ما هو عليه اليوم، وهم:
1- غوستاف فينشر (Gustav Fechner) (1801-1887)، الذي ساهم في تطوير إجراءات لقياس الأحاسيس وفقاً لحجم المنبه (المثير).
2- هيرمان فون هلمهولتز (1821-1894) (Hermann von Helmholtz)، الذي حلل افتراضات فلسفية عبر البحث محاولاً الوصول إلى نتائج علمية.
3- فرانز برنتانو (1838-1917) (Franz Brentano)،.الذي دعا لجمع منهج الشخص الأول (first-person method) ومنهج الشخص الثالث (third-person method) عند دراسة علم النفس.
4- جورج إلياس مولر (1850-1934) (Georg Elias Müller)،.الذي أقام تجربة قديمة على السلوك تضمنت التمييز الحسي للأوزان، وكشفت كيف يمكن أن يؤثر الحدس على هذا التمييز.
مصطلحات مفتاحية
من الضروري معرفة بعض المصطلحات المهمة لفهم كيفية عمل المنهج التجريبي بشكل أفضل:
ـ المتغير التابع (Dependent variable)
هو التأثير الذي يهدف القائم على التجربة إلى قياسه. على سبيل المثال، إن كان الباحث يستقصي تأثير النوم على نتائج الامتحان، تكون نتائج الامتحان هي المتغير التابع.
ـ المتغير المستقل (Independent variable)
هو المتغير الذي يتلاعب به الباحث. في المثال السابق، يكون عدد ساعات النوم التي يحصل عليها الفرد هي المتغير المستقل.
ـ الفرضية (Hypothesis)
هي عبارة غير مؤكدة أو تخمين حول العلاقة المحتملة بين متغيرين أو أكثر. في مثال تأثير النوم على نتائج الامتحان،.قد يفترض الباحثون أن الأفراد الذين يحصلون على عدد ساعات نوم.أكثر سيحققون نتائج أفضل في امتحان الرياضيات في اليوم التالي؛.وعلى هذا يكون هدف التجربة إما تأكيد هذه الفرضية أو رفضها.
المنهج التجريبي في علم النفس تاريخ المنهج التجريبي أمثلة عن استخدامات المنهج مساوئ المنهج التجريبي أنواع التجارب
تعتبر التعاريف العملية ضرورية عند القيام بتجربة،.ويجب أن يملك الباحث تعريفاً واضحاً ومحدداً لمعنى المتغير ونطاقه عند قول أن شيئاً ما هو متغير مستقل أو تابع
ـ المتغيرات الدخيلة (Extraneous Variables)
هي متغيرات أخرى قد تؤثر على نتيجة التجربة أيضاً. تتضمن أنواع هذه المتغيرات متغيرات المشاركين، المتغيرات الظرفية، خصائص الطلب وتأثيرات القائم على التجربة. في بعض الحالات، يمكن أن يتخذ الباحث خطوات وإجراءات لضبط المتغيرات الدخيلة.
ـ خصائص الطلب
هي إشارات خفية تعطي فكرة عما يأمل القائم على التجربة الوصول إليه منها،.ما يؤدي بالمشاركين أحياناً إلى تغيير سلوكهم؛ ما قد يؤثر على نتائج التجربة.
ـ المتغيرات المتداخلة (Intervening Variables)
هي العوامل التي قد تؤثر في العلاقة بين متغيرين آخرين.
ـ المتغيرات المربكة (Confounding Variables)
هي المتغيرات التي قد تؤثر في المتغير التابع دون قدرة القائم على التجربة في السيطرة عليها. تستطيع هذه المتغيرات جعل تحديد إذا كان التأثير ناتجاً عن تغيرات في التابع المستقل أم لا أمراً صعباً.
العملية التجريبية
يستخدم مختصو علم النفس، كما غيرهم من العلماء،.المنهج العلمي عند القيام بتجربة ما عدداً من الإجراءات والمبادئ التي توجههم.نحو كيفية تطوير أسئلة بحث وجمع البيانات والوصول إلى نتائج.
تشمل الخطوات الخمسة الأساسية للعملية التجريبية ما يلي:
1- تحديد مشكلة ما لدراستها
2- وضع بروتوكول البحث
3- إجراء التجربة
4- تحليل البيانات المجموعة
5- مشاركة النتائج (عبر الكتابة أو العرض)
المنهج التجريبي في علم النفس تاريخ المنهج التجريبي أمثلة عن استخدامات المنهج مساوئ المنهج التجريبي أنواع التجارب
من المتوقع أن يستخدم طلاب علم النفس المنهج التجريبي في مرحلة ما خلال مسيرتهم الأكاديمية،.لذا يعتبر تعلم خطوات إجراء تجربة مهماً للغاية من أجل فهم كيف.يثبت علماء النفس النظريات في هذا المجال أو يدحضونها.
أنواع التجارب
يوجد عدد قليل من أنواع التجارب التي يستخدمها الباحثون عند دراسة علم النفس؛.ويحمل كل منها إيجابيات وسلبيات تختلف حسب المشاركين الخاضعين للدراسة والفرضية والمصادر المتاحة لإجراء البحث.
ـ تجارب المختبر
تعتبر تجارب المختبر شائعة في علم النفس لأنها تسمح للقائمين على الاختبار بتحكم أفضل في المتغيرات،.ويسهل تكرار هذه التجارب من قبل باحثين آخرين. تكمن عقبة هذا النوع من البحث في أن ما يحدث في المختبر لا يمكن أن يحدث دائماً في العالم الواقعي.
ـ تجارب حقلية
يختار الباحثون في بعض الأحيان أن يقوموا بتجاربهم في نطاق أوسع. على سبيل المثال يطلب عالم نفس اجتماعي يهتم بالبحث.في السلوك الاجتماعي الإيجابي من فرد ما أن يمثل أنه قد أغمي عليه،.فيراقب كم من الوقت يحتاج المشاهدون حتى يتصرفوا حيال ذلك.
قد يكون هذا النوع من التجارب طريقة رائعة لملاحظة الاستجابات السلوكية في إطارات واقعية،.لكن يصعب على الباحثين ضبط المتغيرات العديدة الموجودة في تلك الإطارات، ما قد يؤثر على نتائج التجربة.
ـ أشباه التجارب (Quasi-Experiments)
تعتبر تجارب المختبر تجارب حقيقية، ولكن قد يستخدم الباحثون أيضاً أشباه التجارب،.والتي يشار إليها بالتجارب الطبيعية لأن الباحثون لا يملكون تحكماً حقيقياً بالمتغيرات المستقلة.
على سبيل المثال، الباحث الذي يراقب اختلافات الشخصية وترتيب الولادة (birth order) لا يستطيع التلاعب بالمتغير.المستقل في هذه الحالة (صفات الشخصية)، وهنا لا يمكن توزيع المشاركين بشكل عشوائي لأنهم.يندرجون تحت خانة مجموعات موجودة مسبقاً (pre-existing groups) بالاعتماد على الترتيب الولادة.
إذاً، لماذا يستخدم الباحث شبه التجربة؟ إنها خيار جيد في حال اهتمام العلماء بدراسة ظاهرة ما ضمن بيئات طبيعية وواقعية،.وتعتبر مفيدة أيضاً في حال محدودية تمويل البحث أو وقته.
قد تكون تجارب الميدان أشباه تجارب أو تجارب حقيقية
أمثلة عن استخدامات المنهج التجريبي
تقدم الطريقة التجريبية نظرة عن كثب إزاء أفكار البشر وسلوكهم، ويستخدم الباحثون التجارب لدراسة العديد من جوانب علم النفس.
ـ الانتباه
بحثت دراسة عام 2019 في تأثير توزيع انتباه طلاب الجامعة بين الأجهزة الإلكترونية والمحاضرات الدراسية.على قدرات التعلم الخاصة بهم، ووجدت أن توزيع الانتباه بين هذه الوسائط لم يؤثر على استيعاب المحاضرات الدراسية وفهمها،.لكنه أثر على الاحتفاظ طويل الأمد بالمعلومات الدراسية، ما أثر بدوره على أداء الطلاب في الامتحان.
ـ العملية المعرفية
استخدمت تجربة ما بيانات المشاركين المرتبطة بحركات العين والتخطيط الكهربائي.للدماغ (EEG) لفهم أفضل لاختلاف العملية المعرفية بين الخبراء والمبتدئين،.ووجدت أن لدى الخبراء شدة أعلى في أمواج تيتا الدماغية (Theta brain waves) مقارنة بالمبتدئين.ومبينين أنهم يتمتعون بـ حِمل معرفي أكبر.
ـ العاطفة
نظرت دراسة فيما إذا كان التحدث عبر الإنترنت مع روبوت دردشة عن طريق الحاسوب قد غير.التأثيرات الإيجابية للبوح العاطفي عند التحدث مع إنسان حقيقي، وقد وجدت أن هذه التأثيرات هي نفسها في الحالتين.
ـ الذاكرة
قدرت دراسة تجريبية مدى تأثير موعد التدريب على تذكر المعلومات، ووجدت أن الانخراط في.التمرين قبل أداء عمل يتطلب ذاكرة قد ساعد على تحسين قدرات المشاركين المتعلقة بالذاكرة قصيرة الأمد.
ـ الإدراك
يستخدم الباحثون في بعض الأحيان الطريقة التجريبية للحصول على رؤية أوسع بما يخص التصرفات والتأثيرات النفسية. على سبيل المثال، فحصت دراسة عام 2018 العديد من تجارب المختبر.لكي تدرس تأثير عوامل بيئية مختلفة على بناء الإدراكات الثابتة.
ـ الإحساس
أُنشئت دراسة عام 2020 لتحديد دور السعي وراء الإثارة (sensation-seeking) في العنف السياسي،.وهو الميل إلى تجربة أحاسيس ومشاعر وأحداث جديدة ومختلفة،.وقد وجدت هذه الدراسة أن الأفراد الذين يملكون صفة السعي وراء الإثارة يميلون أكثر للانخراط في العنف السياسي،.واكتشفت أن الانضمام لمجموعة سياسية مسالمة وحماسية في ذات الوقت قد ساعد على تخفيض هذا التأثير.
مساوئ المنهج التجريبي
رغم اعتبار المنهج التجريبي أداة قيّمة لمعرفة المزيد عن علم النفس وتأثيراته،.فإنها تحمل بعض المساوئ، إذ قد تقدم التجارب نتائج غير طبيعية يصعب تطبيقها في الحالات الواقعي،.وبشكل مشابه، يؤثر انحياز الباحث على جمع البيانات. إضافة لما سبق، من المحتمل عدم إمكانية إعادة التجربة، ما يعني أن النتائج منخفضة الموثوقية.
قد يصعب قياس الاستجابات في تجربة ما نظراً لصعوبة التنبؤ بسلوك البشر، وقد يكون سلوكهم غير موضوعي،.بالإضافة إلى أن الضغط السياسي قد يغير النتائج، ومن المحتمل ألا تمثل العينة المدروسة السكان جيداً،.أو أن المجموعة المستخدمة غير قابلة للمقارنة. وأخيراً، قد تخضع النتائج للأخطاء البشرية، بما أن الباحثين هم بشر أيضاً.
خلاصة
يحمل كل منهج بحث في علم النفس إيجابياته وسلبياته الخاصة. بالنسبة للمنهج التجريبي، فهو مفيد في تأسيس علاقة سببية، وعند محدودية تمويل البحث أو وقته.
في نفس الوقت، من المهم الاطلاع على مساوئ هذه الطريقة،.مثل تأثير الانحياز على النتائج أو احتمالية الحصول على نتائج منخفضة الموثوقية وأخذ ذلك.بعين الاعتبار يساعد في مراجعة وتقييم الدراسات البحثية بدقة أكبر،.ما يعطي فكرة أفضل عما إذا كانت من الممكن الوثوق بالنتائج أم أنها مقيَّدة ومحدودة.
اقرأ أكثر: كيفية كتابة ورقة بحثية خاصة بعلم النفس
اقـرأ أكثر: خطرات إيجاد المصادر للورقة البحثية في علم النفس
اقرأ أكثـر: القواعد الأساسية لصيغة الجمعية الأمريكية لعلم النفس
