الهذيان الارتعاشي، أسبابه، أعراضه وعلاجه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

الهذيان الارتعاشي، أو ما يعرف أيضا بـ (Delirium Tremens / DTs) أو متلازمة انسحاب الكحول، هو أكثر أشكال انسحاب الكحول حدّة.

تبدأ أعراض الهذيان الارتعاشي عادةً خلال يومين إلى خمسة أيام من الإقلاع عن تناول الكحول، وتستمر حوالي يومين إلى ثلاثة أيام.

وتختلف تجربة المرور بحالة الهذيان الارتعاشي من شخص لآخر تبعاً لمدة وتواتر تناولهم للكحول في الماضي. 

يعاني 5% فقط من الأشخاص الذين يقلعون عن تناول الكحول من الهذيان الارتعاشي. ويكون الأشخاص المسرفون في تناول الكحول لمدة طويلة أكثر عرضةً للمعاناة من الهذيان الارتعاشي خلال فترة الإقلاع عن تناوله (انسحاب الكحول من الجسم).

يعد الهذيان الارتعاشي أمراً خطيراً ومميتاً أحياناً. فإذا كنت أنت أو أحد معارفك يعاني من هذه الحالة يجب عليك طلب المساعدة الفورية.

أسباب الهذيان الارتعاشي

يمكن أن يحدث الهذيان الارتعاشي عندما يقلل الأشخاص الذين يسرفون في الشرب من كمية الكحول التي يتناولونها بشكل سريع أو يتوقفون عن الشرب فجأة. 

يُعرّف الإسراف في الشرب بأنه شرب ثمانية كؤوس أو أكثر من المشروبات الكحولية كلّ أسبوع بالنسبة للنساء، وخمسة عشر كأساً أو أكثر بالنسبة للرجال كل أسبوع أيضاً.

يعد الكحول عقاراً مثبّطاً، ما يعني أنه يبطئ عمل النظام العصبي المركزي. إذ يؤدي التعاطي المسرف والمتكرر للكحول إلى نشوء تغيرات في كيفية عمل الدماغ. بما فيها طريقة عمل المرسلات الكيميائية فيه.

عند التوقف المفاجئ عن تناول الكحول يستمر الدماغ في الأداء على أساس الحالة التي اعتاد العمل فيها (بوجود الكحول)، مما يؤدي إلى ظهور أعراض انسحاب الكحول.

يحيط خطر الإصابة بالهـذيان الارتعاشي بشكل أكبر بالأشخاص الذين يفرطون في شرب الكحول لفترة طويلة، والذين مروا بتجربة انسحاب الكحول في السابق وبحالة الهـذيان الرعاشي في الماضي أو يعانون من اضطرابات الاستيلاء (أنواع مختلفة من الصرع).

أعراض الهذيان الارتعاشي 

يبدأ الهـذيان الارتعاشي عادةً بعد أن يتخذ الشخص قراراً بالإقلاع عن تناول الكحول بعد فترة من الإسراف في الشرب أو عندما يدرك أنه بحاجة ماسة للتخلص من هذه العادة.

بينما يقوم بعض الأشخاص بهذه العملية بمفردهم، إلا أنه من الشائع لهم أيضاً اختيار المرور بمرحلة انسحاب الكحول والتخلص من السموم في المشفى أو غيرها من الأماكن المختصة بذلك.

الأعراض الجسدية للهذيان الارتعاشي

لا يبدأ الهذيان الارتعاشي مباشرة بعد الإقلاع عن الكحول عادة. إذ يعاني الشخص الذي توقف عن الشرب أحياناً من فترة تكون فيها أعراض انسحاب الكحول من جسمه خفيفة وتزداد حدة بعد 48 إلى 96 ساعة.

لكن يمكن أن تبدأ الأعراض أيضاً بعد سبعة إلى عشرة أيام من التوقف عن الشرب. تتضمن هذه الأعراض ما يلي:

  • ألم في الصدر
  • النوم العميق
  • التعب والإرهاق
  • حرارة
  • تسارع في معدل ضربات القلب
  • حركات أو تقلصات عضلية لا إرادية
  • غثيان
  • نوبات صرع
  • حساسية تجاه الضوء، الصوت أو اللمس
  • ألم في المعدة
  • الارتعاش

يمكن أن يعاني بعض الأشخاص أيضاً من تغيرات في ضربات القلب أو التنفس والتي تكون مميتة أحياناً.

الأعراض النفسية للهذيان الارتعاشي

بالإضافة إلى الأعراض الجسدية، تكون هذه الأعراض النفسية شائعة أيضاً:

  • القلق والخوف
  • التشويش
  • الهذيان والهلوسات
  • الأوهام والكوابيس
  • الارتباك (التَّوَهان)
  • الانفعال والهيجان
  • تقلبات سريعة في المزاج

تتبدد أعراض الهذيان الارتعاشي بعد بضعة أيام عادةً، إلا أنها أعراض خطيرة ويجب معالجتها. لذلك، إذا كنت أنت أو أحد أحبائك لديه علامات الهذيان الارتعاشي، اطلب المساعدة الطبية على الفور.

تشخيص الهـذيان الارتعاشي

يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي، ويطّلع على التاريخ الطبي للمريض، ويسأله عن بعض الأعراض التي يعاني منها وذلك من أجل تشخيص الإصابة بـ الهذيان الارتعاشي.

تشمل بعض العلامات التي سيتم النظر إليها وجودَ حرارة أو جفاف عند المريض ومن الممكن أن يستمع الطبيب إلى ضربات قلبه لمعرفة فيما إذا كان يعاني من علامات ضربات القلب السريعة وغير المنتظمة.

ويمكن أن يشرف الطبيب أيضاً على عملية تقييم كتقييم المعهد الطبي لقياس انسحاب الكحول (CIWA-Ar)، وذلك لقياس طبيعة وحدّة الأعراض الحاصلة.

الفحوصات الجسدية

يمكن أن يجري الطبيب أيضاً مجموعة متنوعة من الفحوصات المخبرية بما فيها مخططات كهربيّة القلب (ECGs) واختبارات الدم. مثل:

مستوى المغنيسيوم في الجسم، يفحص هذا الاختبار المخبري مستويات المغنيسيوم في مصل الدم. إذ يمكن أن تؤثر المستويات المنخفضة من المغنيسيوم في الدم على قدرة القلب على الأداء بشكل طبيعي. وهي تشكل إشارة على إدمان الكحول أو الانسحاب الحادّ له من الجسم.

مخطط كهربيّة القلب (ESG)، ينظر هذا الاختبار في النشاط الكهربائي للقلب ويمكنه أن يساعد الأطباء في تقييم وظيفة وحالة القلب لدى المريض.

مخطط كهربيّة الدماغ (EEG)، يُقيّم هذا الاختبار النشاط الكهربائي في الدماغ. إذ يمكن أن يؤدي الانسحاب الحاد للكحول من الجسم إلى تغيرات في الدماغ والتي تسبب بدورها نوبات الصرع.

اختبار فحص السموم، يقيس هذا الاختبار مقدار الكحول في الجسم ويتم إجراؤه عادةً عن طريق فحص عيّنة من الدم أو البول.

علاج الهـذيان الارتعاشي

يُعد الهذيان الارتعاشي حالة طارئة وتتطلب دخول المشفى. يركز العلاج في البداية وقبل كل شيء على الحفاظ على حياة المريض ومنع حدوث مضاعفات وتقليل الأعراض.

العناية المركزة لحالات الهذيان الارتعاشي

يمكن أن يتضمن العلاج استخدام البنزوديازيبينات وذلك للتقليل من حدة أعراض انسحاب الكحول. كما يتضمن العلاج الدوائي المستخدم في علاج الهذيان الارتعاشي الـ اتيفان  (lorazepam) والـ ليبريوم (chlordiazepoxide) إذ تساعد مثل هذه الأدوية على التخفيف من القلق المرافق لانسحاب الكحول الشديد والحاد.

يمكن أن يسبب الإفراط في تناول الكحول النقص الغذائي، لذلك ينصح الأطباء أيضاً بتناول الفيتامينات والمعادن بما فيها فيتامين B1، الزنك، الفوسفات، المغنيسيوم وحمض الفوليك.

تُقدَّر نسبة وفيات الهذيان الارتعاشي التي لا تشمل المعالجة الدوائية بـ 15 إلى 35 بالمئة بينما تنخفض هذه النسبة باستخدام العلاج الدوائي لتصبح حوالي الـ 5 بالمئة.

تكمن الأسباب الأكثر شيوعاً لوفاة مرضى الهذيان الارتعاشي في عدم انتظام ضربات القلب وفشل الجهاز التنفسي.

العلاج طويل الأمد

عندما تكون حياة المريض وسلامته الهدف الأول، فإنه يتم التركيز في العلاج على الطرق العلاجية طويلة الأمد وذلك لمساعدته في التعافي مما يسمى الاعتماد الكحولي. يمكن أن تجمع هذه العلاجات العلاج الجماعي والعلاج المعرفي السلوكي ومجموعات الدعم.

مضاعفات الهذيان الارتعاشي 

بالإضافة إلى الهذيان الارتعاشي، يسبب التناول المفرط للكحول مضاعفات أخرى والتي تستدعي العلاج أيضاً، مثل:

أمراض الكبد المرتبطة بتناول الكحول، مثل تليف وتندّب الكبد والذي يمكن أن يؤدي إلى فشل وظيفته.

اعتلال عضلة القلب الكحولي، قصور القلب.

اعتلال الأعصاب الكحولي، تلف الأعصاب الناجم عن الشرب المفرط.

متلازمة فيرنيكه – كورساكوف، اضطراب في الدماغ يؤدي إلى تلف دائم للمناطق الدماغية بما فيها الوطاء والمهاد.

تشمل الحالات الطبية الأخرى التي يمكن أن تحدث نتيجة التناول المسرف والطويل للكحول السكتة الدماغية، مشاكل الجهاز الهضمي، السرطان، مشاكل في الصحة النفسية وضعف الجهاز المناعي.

خلاصة

على الرغم من عدم معاناة كل الأشخاص الذين يمرون بمرحلة انسحاب الكحول من الهذيان الارتعاشي، إلا أنه عليك إخبار طبيبك بخطتك في حال قررت التوقف عن تناول الكحول.

يمكن أن يكون انسحاب الكحول من الجسم خطيراً وربما مميتاً. لذلك يتوجب عليك دائماً المرور بهذه العملية تحت رعاية أخصائي طبي.

تكمن المشكلة هنا في أن الشخص لا يدرك مدى حدة أعراض الانسحاب التي سيواجهها.

إذا كنت تسرف في الشرب منذ فترة طويلة واتخذت قراراً بالإقلاع عنه، استشر مقدّم الرعاية الصحية الخاص بك أو اطلُب العلاج من المَرافق الصحية المختصة بعلاج المدمنين وإزالة السموم من الجسم.

اقرأ أيضاً: ثمان حقائق عن تناول الكحول

المصدر: Delirium Tremens

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: