الفرق بين الهوس والهوس الخفيف في اضطراب ثنائي القطب

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يُعد الهوس حالة مزاجية وليست طبية؛ إنه “فترة من المزاج العالي المستمر، أو المزاج العصبي الذي يدوم لمدة أسبوع على الأقل”. في بعض الحالات، يمكن أن يصبح شديداً بما يكفي ليُسبّب التفكير الوهمي ومشاكل كبيرة في الأداء في المواقف الاجتماعية أو الأنشطة اليومية.

قد تتطلب نوبة الهوس دخول المستشفى إذا أصبح الشخص يشكل خطراً على نفسه أو على الآخرين، أو إذا كان يعاني من الذهان، أو التفكير الانتحاري.

من ناحية أخرى، يمكن تعريف الهوس الخفيف بأنه شكل أخف من الهوس. وهو فترة من المزاج المرتفع المستمر، والممتد، أو المزاج العصبي الذي يستمر لمدة أربعة أيام على الأقل وحتى الأسبوع.

يتشارك الهوس الخفيف بالأعراض مع الهوس؛ ومع ذلك، بدلا من أن تكون شديدة، فهي خفيفة بما فيه الكفاية بحيث يمكن للشخص أن يعمل بشكل طبيعي أثناء الأنشطة اليومية.

أعراض الهوس/الهوس الخفيف

فيما يلي قائمة بأعراض الهوس أو الهوس الخفيف:

  • الشعور بالسعادة و/أو السذاجة، كل يوم تقريبا (النشوة)
  • شعور قوي بالإثارة والطاقة
  • زيادة مستوى النشاط
  • الأفكار والخواطر المتسارعة والتحدث بعجالة (خطاب مضغوط ؛ الانتقال السريع من فكرة إلى أخرى)
  • التشتت (توجيه الانتباه بسهولة شديدة إلى مؤثرات خارجية غير هامة أو غير ذات صلة)
  • انخفاض الحاجة إلى النوم (الشعور بالراحة بعد 3-4 ساعات فقط من النوم؛ النوم أقل من 5 ساعات في الليلة، كل يوم تقريباً)
  • الشعور بعدم الحاجة إلى الأكل (عدم الشعور بالجوع)
  • الاندفاع، القيام بالكثير من الأنشطة في وقت واحد
  • اتخاذ قرارات متهورة، مثل شراء سلع باهظة الثمن دون مراعاة التكاليف أو العواقب، المقامرة، النشاط الجنسي الزائد؛ الانخراط في سلوكيات خطرة مثل القيادة المتهورة
  • ثقة غير معتادة وتفاؤل بالقدرات الشخصية
  • الهيجان أو العدوان

بالإضافة إلى ذلك، في حالة الهوس الشديد، قد يعاني الناس من الذهان، وهو فقدان الاتصال مع الواقع (تبدد الواقع). وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى الأوهام أو الهلوسة، مثل سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة.

قد يتضمن الذهان أيضاً أوهام الاضطهاد، مثل الاعتقاد بأن الناس يتآمرون ضدك أو الغيرة الوهمية. حيث يعتقد الشخص أن شريكه غير مخلص. أما في حالة الهوس الخفيف، لن يعاني المرضى من الذهان على الأغلب.

الفرق بين الهوس والهوس الخفيف

فيما يلي نظرة على أوجه الاختلاف والتشابه بين الهوس والهوس الخفيف.

أوجه الاختلاف

يختلفان من ناحية المدة والشدة والعجز الوظيفي:

  • المدة: في الهوس، يستمر المزاج المرتفع أو العصبي لمدة أسبوع على الأقل. في الهوس الخفيف، تستمر الأعراض لمدة 4 أيام على الأقل.
  • الشدة: في الهوس، تكون الأعراض شديدة، وفي الهوس الخفيف تكون خفيفة إلى معتدلة.
  • العجز الوظيفي: في حالة الهوس، تتضرر أنشطة الحياة المهمة مثل العمل والعلاقات الاجتماعية. في حالة الهوس الخفيف، لا يحدث عجز وظيفي.

أوجه التشابه

أعراض النوبتين متشابهة إلى حد كبير حيث يرتبط كل من الهوس والهوس الخفيف بزيادة الطاقة ومستويات النشاط والقلق. وهي متشابهة أيضا من حيث أعراض أخرى مثل الأفكار المتسارعة، التشتت، الكلام المضغوط، المبالغة بتقدير الذات/العظمة، انخفاض الحاجة إلى النوم، الإثارة الجنسية أو المتعة، والهيجان أو العدوان.

التشخيص

يتم تشخيص الهوس عادة كجزء من اضطراب ثنائي القطب – النوع الأول. ومع ذلك، فإن الهوس الخفيف هو جزء من اضطراب ثنائي القطب – النوع الثاني.

يتطلب تشخيص الاضطراب ثنائي القطب – النوع الأول أن يكون الشخص قد عانى من نوبة واحدة على الأقل من الهوس. ويتطلب تشخيص الاضطراب ثنائي القطب – النوع الثاني ألا يكون الشخص قد تعرض قط لنوبة كاملة من الهوس، بل عانى حالة هوس خفيف.

يميل الأشخاص المصابون باضطراب ثنائي القطب – النوع الأول إلى معاناة المزيد من نوبات الاكتئاب والنوبات المختلطة (النوبات التي يقترن فيها الاكتئاب مع الهوس)، و إلى الحاجة أكثر إلى العلاج في المستشفى، ويكونون أكثر عرضة لخطر الانتحار مقارنة بأولئك المصابين باضطراب ثنائي القطب – النوع الثاني.

يمكن لمختص الصحة النفسية تشخيص هذه الحالات من خلال المقابلة والتقييم النفسي الشامل.

محفّزات الهـوس الخفيف والهوس

قد تؤدي بعض العوامل إلى حدوث نوبات من اله،وس أو اله،وس الخفيف، بما في ذلك قلة النوم، تعاطي المخدرات والكحول، والتغيرات الدوائية (لا سيما تلك التي تزيد من مستوى النورإيبينفرين)، المرض، والإرهاق في العمل.

فيما يلي قائمة بالمحفزات المحتملة:

  • الكحول والمخدرات
  • الكافيين (الاستهلاك المفرط)
  • الأدوية التي تؤثر على النورأدرينالين (مثل أدوية الغدة الدرقية ، مضادات الهيستامين، المنشطات ومضادات الاكتئاب)
  • قلة النوم أو الأرق
  • الإجهاد العقلي (مثل فقدان أحد الأحباء أو إكمال مشروع مهم في العمل)
  • الإفراط في العمل، اللعب، والتمارين الرياضية
  • الحِمْل الحسّي الزائد بما في ذلك الضوء الزائد، الضوضاء، و/أو الزحام

أسباب الهوس أو الهـوس الخفيف

تشمل أسباب الهـوس أو الهـوس الخفيف مزيجا من العوامل الجينية، العصبية وتجارب الحياة. وتشير الدراسات إلى أن التاريخ العائلي مع اضطراب ثنائي القطب الشديد يزيد من خطر الإصابة بالهـوس ثنائي القطب والهـوس الخفيف. 

يطرح علماء النفس التطوري نظرية تقول أن اضطراب ثنائي القطب تطوّر ليصبح آلية تكيف تساعد أولئك الموجودين في المناخات الشمالية على الانخراط في مراحل متناوبة من السبات والنشاط؛ ما يسمح لهم بتخزين الطعام والموارد الأخرى خلال أشهر الصيف عندما يمكنهم الحصول عليها بسهولة. ثم في الشتاء، يبقون في منازلهم، ويحافظون على طاقاتهم حتى يأتي الربيع مرة أخرى.

علاج الهوس أو الهـوس الخفيف

أظهرت الأبحاث أن المرضى الذين يعانون من هـوس خفيف بسبب اضطراب ثنائي القطب – النوع الثاني يشعرون بانخفاض في الأعراض بعد تلقي العلاج النفسي، مثل العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive behavioural therapy). إذ يساعد هذا النوع من العلاج النفسي الأفراد على إدراك وتجنب السلوكيات أو المواقف التي تسبب نوبات المزاج. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون من المفيد للمرضى التعرف على علامات الإنذار المبكرة لنوبات المزاج حتى يتمكنوا من اتخاذ الإجراء المناسب قبل حدوث نوبة كاملة.

غالبا ما تستخدم الأدوية النفسية جنباً إلى جنب مع العلاج النفسي أيضاً، وخاصة إذا كان المريض يعاني من نوبات هـوس شديدة أو مختلطة.

هناك العديد من الأدوية التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) و تشمل ما يلي:

  • مثبتات المزاج مثل الليثيوم
  • مضادات الاختلاج (تستخدم في حالات اضطراب ثنائي القطب حيث توجد نوبات صرعية؛ ومن الأمثلة على ذلك الـ لاميكتال و نيورونتين)
  • مضادات الذهان (التي تستخدم لحالات الاكتئاب ثنائي القطب و الهـوس المصحوب بسمات ذهانية مثل الأوهام؛ وتتضمن الأمثلة ريسبردال وسيروكويل وجيودون وأبيليفاي وزيبريكسا وإنفيجا)

التأقلم مع الهوس أو الهوس الخفيف

غالباً ما يمثل الهـوس والهـوس الخفيف تحديا للأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب في حياتهم الشخصية والمهنية.

فيما يلي بعض النصائح للتعامل مع نوبات الهـوس أو الهـوس الخفيف:

  • راقب علامات الإنذار المبكرة للهـوس أو الهوس الخفيف ودوّنها: فإذا أدركت العوامل المحفزة لنوبة الـهوس، سيسهل عليك تجنب الحالات التي قد تؤدي إلى نوبات كاملة.
  • تجنب الكحول الذي يمكن أن يسبب بعض الأعراض الهوسية: يمكن أن تؤدي مواد مثل الماريجوانا والكوكايين والأمفيتامينات (المقوّيات) إلى حدوث الـهوس.
  • تناول دوائك كما يصفه لك مقدم الرعاية الصحية: يمكن أن تساعد الأدوية مثل الليثيوم  على استقرار المزاج والتخفيف من أعراض الهـوس أو الـهوس الخفيف. تحدث مع طبيبك حول ما إذا كانت هذه الأدوية مناسبة لك.
  • مارس التمارين الرياضية بانتظام؛ حتى لو كنت لا تشعر برغبة في ذلك: يمكن للنشاط البدني أن يساعد في تنظيم إيقاعات الساعة البيولوجية في الجسم، والتي تتعطل خلال نوبات الهـوس.
  • حافظ على جدول منتظم للنوم طوال الأسبوع: صحيح أن الهـوس الخفيف يمكن أن يعيق القدرة على التمييز والحكم ويدفعك إلى التضحية بالنوم لكي تنجز المزيد، إلا أن قلة النوم لن تؤدي إلّا إلى تفاقم الهـوس. حتى لو استطعت النوم بسهولة في الليل، فقد تستيقظ منهكا إذا لم تكن دورة نومك على المسار الصحيح. إذا حدث ذلك، فالتزم بوقت نوم ثابت أكثر حتى يتكيف جسمك على ذلك.
  • تناول الطعام على فترات منتظمة، وتأكد أن وجباتك متوازنة: يصبح العديد من المصابين باضطراب ثنائي القطب أكثر اندفاعا حين يعانون من هـوس خفيف، الأمر الذي يجعلهم عُرضة لاتخاذ خيارات غذائية رديئة في أسوأ الأوقات الممكنة.

تأكد من تناول الكثير من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة ومصادر البروتين عالية الجودة لتزويد الجسم  بالوقود.

  • طلب الحصول على الدعم: اطلب المساعدة من عائلتك وأصدقائك، أو الآخرين الذين تثق بهم ليساعدوك في الأوقات الصعبة.

خلاصة

إذا كنت تصارع الهوس أو الهـوس الخفيف، فاعلم أنك لست وحدك. هناك عدد من الخيارات المتاحة أمامك، بما في ذلك العلاج النفسي والدوائي. مع الدعم والعناية الملائمين، ستكون في الطريق الصحيح للسيطرة على الأعراض بشكل أفضل.

اقرأ أيضاً: أنواع الاضطراب ثنائي القطب

المصدر: Mania and Hypomania in Bipolar Disorder

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: