تعتبر التربية أمراً صعباً؛ إذ تنطوي على أعمار ومراحل عدة تمر بلمح البصر. وقد تشعر بأنك عالق طوال حياتك أو تبحث عن بعض الحيل لتجربها عندما تصعب الأمور عليك. أياً كانت الحالة، فإن اليقظة الذهنية تعد أكثر من مجرد تكتيكات تربوية؛ إنها أسلوب حياة ويمكن أن تساعد أطفالك (وأنت أيضاً) فيما هو أكثر بكثير من نوبات الغضب أو مشاجرات الأشقاء. نقدم إليكم فوائد اليقظة الذهنية للأطفال وكيف يستطيع الأهل تعليمها لهم.
ما هي اليقظة الذهنية؟
اليقظة الذهنية (Mindfulness) هي ممارسة تتمحور بشكل رئيسي حول العيش في اللحظة الحالية، إذ يتم التركيز فيها على الأفكار والمشاعر التي تختبرها الآن دون أي أحكام أو إفراط في التفكير.
قد تأخذ اليقظة الذهنية شكل التأمل أحياناً، باستخدام التخيل الموجه أو التنفس إلى أن يتناغم وينسجم العقل مع الجسد. في أوقات الأخرى، يتم توظيف اليقظة الذهنية باستخدام أساليب متعددة للتقليل من التوتر أو للاسترخاء.
تتعدد فوائد اليقظة الذهنية للأطفال،إذ تهدف اليقظة الذهنية إلى مساعدتهم في تجاوز أفكار الماضي أو المستقبل التي قد تكون مستنزفة، سلبية أو مقلقة، إذ تقدم لهم بدلاً من ذلك الأدوات التي يحتاجونها للتواصل مع ما يجري في عالمهم في الحاضر.
تتمحور فوائد اليقظة الذهنية حول تقوية الأطفال حتى يتقبلوا أفكارهم ومشاعرهم الحالية ويشكلوا عادات صحية للتأقلم مع كل المشاعر الصعبة التي قد يختبروها.
فوائد اليقظة الذهنية للأطفال
هناك عدد من الفوائد المثبتة والمدعومة علمياً لليقظة الذهنية. باختصار، ممارسة التأمل أو اليقظة الذهنية قد يساعد في أي شيء بدءاً من القلق والألم المزمن وصولاً إلى الأرق والاكتئاب.
وعند الأطفال على وجه التحديد، كانت الأبحاث تدور حول أنواع تحديات التربية التي تجعل من مقدمي الرعاية يشعرون بدرجة كبيرة من الحيرة والارتباك.
الحد من التوتر
يتم دمج اليقظة الذهنية أحياناً مع تقنيات الحد من التوتر والعلاج المعرفي عند الأطفال والبالغين على حد سواء، ويهدف ذلك إلى تقديم مجموعة أدوات للأطفال الذين يعانون من القلق تساعدهم على التأقلم مع الأحداث المجهدة.
يمكن أن تساعد اليقظة الذهنية الصغار على تحويل تركيزهم من القلق إزاء الماضي أو المستقبل إلى ما يجري حولهم الآن، وقد تساعد أيضاً في إعادة توجيه وتدريب ردود أفعال عقولهم التلقائية على المواقف الصعبة.
العواطف
في دراسة صغيرة شملت 25 طفلاً تراوحت أعمارهم بين 9 و 13 عاماً، وجدت الأبحاث ارتباطاً بين مشكلات الانتباه ومشكلات السلوك.
ولاختبار ما يمكن أن يكون فعالاً في تخفيف هذه المشكلات، خضع الأطفال للعلاج المعرفي القائم على اليقظة الذهنية ضمن بيئة جماعية.
التركيز وغيره
الوظيفة التنفيذية (Executive Function) هي مجموعة من المهارات التي تتيح للأطفال القيام بأشياء مثل التركيز على المهام، اتباع التوجيهات والأهمّ التعامل مع عواطفهم، إذ يحتاج الأطفال إلى هذه المهارات في الحياة والمدرسة بشكل يومي.
في دراسة أجريت عام 2010، شارك 64 طفلاً من عمر المدرسة في برنامج يقظة ذهنية مرتين في الأسبوع لمدة ثمانية أسابيع.
أظهرت الننتائج أن الأطفال أبدوا تحسناً، خاصة أولئك الذي كانوا يواجهون صعوبة في هذه المهارات قبل الدراسة وتحديداً فيما يتعلق بتنظيم العواطف والمهارات فوق المعرفية (فهم عمليات التفكير الخاصة بهم).
تقنيات اليقظة الذهنية المستخدمة مع الرّضع
قد تعتقد أن الأطفال الصغار لا يعرفون ما يجري حولهم، ناهيك عن فهم مفهوم كبير مثل اليقظة الذهنية.
في حين أنهم قد لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بأي شيء سوى البكاء، يستطيع الرضع من عمر الستة إلى ثمانية أسابيع أن يتعرفوا على أصوات وروائح أهلهم. قد تتمحور اليقظة الذهنية في هذا العمر حول الاستفادة من تلك الحواس الناشئة.
في الحقيقة، على الرغم من ذلك، قد يتمثل الأمر في هذه المرحلة العمرية في تطوير يقظة ذهنية أكبر كأهل بحيث تكون أكثر قدرة على مساعدة طفلك على تعلمها خلال نموه.
قد تكون ممارسة التدليك اليومي للرضع إحدى الطرق لبدء ممارسة اليقظة الذهنية مع طفلك. للبدء، انتظر حوالي 45 دقيقة بعد الرضاعة حتى لا يبصق طفلك الحليب. انتبه إلى إشارات طفلك، لاحظ ما إذا كان هادئاً ومتنبهاً أو سريع الانفعال.
استخدم ضغطاً لطيفاً لتدليك طفلك. يمكنك البدء بالمعدة ثم الرأس والرقبة والكتفين وأجزاء أخرى من الجسم لمدة دقيقة تقريباً في كل منطقة؛ ما بين 5 إلى 10 دقائق إجمالاً. افعل ذلك ببطء وهدوء وانتبه إلى كيفية استجابة طفلك لبصرك ولمسك.
قد تشمل الفوائد المحتملة التي ذكرتها الأبحاث لتدليك الرضيع تعزيز الروابط بين الطفل ومقدم الرعاية، تحسين النوم، الاسترخاء، زيادة إيجابية في الهرمونات التي تتحكم في الإجهاد، وتقليل البكاء.
التواصل مع طفلك الرضيع
تقترح منظمة تنمية الطفولة المبكرة (Zero to Three) بعض الأساليب الأخرى لتحسين التواصل مع طفلك بطريقة واعية:
منح طفلك اهتمامك الكامل: هذا لا يعني إهمال احتياجاتك الخاصة. ولكن عندما تتفاعل معه، حاول أن تتعامل مع البيئة حوله، مزاجه، حالته الجسدية وأي إشارات أخرى يقوم بها حول ما يشعر به.
ضع نفسك مكان طفلك: استجب بلطف وتعاطف لصرخاته ومشاعره، كيف تحب أن تُعامل إذا كنت تبكي!
تقبل مشاعرك تجاه الأبوة والأمومة: يمكن أن تكون ليالي الأرق صعبة، ولا بأس من الشعور بالتعب والاستنزاف. لا تحكم على نفسك لشعورك بأنك أقل حماسة وأكثر تعباً. كذلك، حاول تذكير نفسك وتقبل أن طفلك لا يبقى مستيقظاً طوال الليل بنية إغضابك.
تقنيات تستخدم مع الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة
هل يمكن ممارسة التأمل مع طفل عمره 3 سنوات؟ ربما لا. يكون تركيز الأطفال في هذه الفئة العمرية حول اختبار الحدود واكتساب الاستقلال.
هذا يعني الكثير من نوبات الغضب واللحظات القاسية للآباء والأطفال على حد سواء. ربما سمعت عن “الثنائية الرهيبة/Terrible Twos” وهي مرحلة عمرية تطورية طبيعية يمر بها الأطفال أحياناً وتتميز بنوبات الغضب، السلوك الدفاعي والكثير من الإحباط.
تدور استراتيجيات (فوائد) اليقظة الذهنية للأطفال حول الحواس وجعلهم يتعرفون على ما يشعرون به في داخلهم قبل التصرف بطريقة سلبية.
نموذج اليقظة الذهنية
أحد أفضل الأماكن لبدء هذه الرحلة هو ممارسة اليقظة الذهنية بنفسك، إذ يتعلم الأطفال من بيئاتهم وخاصة من مقدمي الرعاية. إذا كان بإمكانك أن تكون نموذجاً وقدوة للوعي وعدم إصدار الأحكام، فقد يكون لذلك تأثير كبير على طفلك.
نشاط
ركز على نشاط معين تقوم به كل يوم، مثل استحمام طفلك. اشعر بدفء الماء والصابون الذي ينزلق بين أصابعك، واستمتع برائحة فقاعات الاستحمام وأصوات طفلك التي تملأ الأرجاء. انتبه إلى الحركات التي تقوم بها أثناء تجفيفه بالمنشفة.
أيضاً، يمكنك أن تقضي 5 دقائق فقط كل يوم لإغلاق عينيك والتركيز على أنفاسك. في أي وقت يشرد فيه عقلك، حاول بذل قصارى جهدك للتركيز مرة أخرى على شهيقك وزفيرك فقط.
علم اللغة لطفلك
لا يعرف الأطفال في هذا العمر دائماً كيف يعبرون شفهياً عن مشاعرهم. إن تقديم اللغة يساعدهم على مشاركة ما يشعرون به بطريقة يمكن لكليكما فهمها. يساعد هذا الأطفال الصغار على الاهتمام بالمشاعر التي يختبرونها داخليًا وتقديرها.
مع مرور الوقت، تغدو الفكرة في أن طفلك قد يكون قادراً على مشاركة مشاعره أو على الأقل لديه بعض المهارات للتعرف عليها والتأقلم معها.
نشاط
إذا قام طفلك ذو الثلاث سنوات بإلقاء مكعبات الألعاب في جميع أنحاء الغرفة ، فتجنب وصف السلوك على الفور بأنه سيئ، والأهم من ذلك، تفادى نعت طفلك بأنه سيئ. بدلاً من ذلك، قد تقول شيئاً مثل ، “أرى أن لديك الكثير من الطاقة الآن. لا يمكننا إلقاء أشياء في المنزل … ولكن دعنا نجد طريقة أخرى للتخلص من توترك”.
يساعد هذا الأسلوب في إظهار أن أفعال الطفل ليست سيئة بطبيعتها. وقد يساعده ذلك في التعرف على الوقت الذي يشعر فيه بنشاط زائد في المستقبل ويوفر له خيارات لصرف هذه الطاقة بشكل أفضل.
التركيز على الحواس
بينما قد لا يفهم الأطفال الصغار جميع أنشطة الدماغ من حيث صلتها باليقظة الذهنية، يمكنهم الاستفادة من عملية التعلم التجريبي. لذا، بدلاً من تقديم اليقظة كمفهوم مجرد، حاول التركيز على الحواس. قد لا يعرف صغيرك أن الاستماع إلى أمواج المحيط التي ترتطم بالشاطئ يساعد في تهدئته، ولكن قد يدرك ذلك بمرور الوقت.
نشاط
تنزه في الخارج مع طفلك في الطبيعة، وقل له أن يستمع إلى الطريقة التي تتمايل بها الأوراق في مهب الريح. وجه انتباهه إلى الشمس الدافئة وهي تغمر وجهه، وأصغيا إلى الطيور وهي تغرد بعيداً. يساعد التركيز على البيئة المحيطة طفلك على التواصل مع بيئته. إنه يلفت انتباهه إلى هنا والآن.
تسهيل العلاقة مع الجسم – وعي العقل
إذا سألت طفلاً عن شعوره، فقد يقول تلقائياً “جيد” أو لا يعرف حقاً. يمكنك أن تساعده من خلال تعليمه كيفية التأكد من حالة جسده وعقله من خلال جعله يقوم “بفحص الجسم” حيث يولي كل منطقة اهتماماً ثم ينتقل إلى التالية، مع ملاحظة المشاعر أو الأحاسيس من البداية إلى النهاية.
نشاط
شجع طفلك الصغير على التفكير من رأسه إلى أخمص قدميه حول ما يشعر به. يمكن أن تكون هذه طريقة جيدة لبدء اليوم أو مجرد شيء تفعله عندما تعتقد أن طفلك بحاجة إلى التركيز على نفسه.
في المستقبل، إذا مررتم بلحظة توتر، أعد طفلك إلى عملية فحص الجسم. هل يشعر بالتوتر في كتفيه أو التشنج في بطنه؟ تحدث عن هذه المناطق ثم اعمل على طرق للاسترخاء باستخدام تقنيات أخرى ، مثل التنفس العميق.
تقنيات للاستخدام مع الأطفال في المرحلة الابتدائية من المدرسة
يتعامل الأطفال في المدرسة مع العديد من المواقف سواء في المنزل أو المدرسة والتي تختبر عواطفهم، تركيزهم وقدراتهم على التعامل مع أنفسهم. الآن وقد أصبح لدى الأطفال المزيد من مخزون اللغة، فقد يستخدمون التقنيات بشكل أفضل لتعزيز ممارسة اليقظة الذهنية.
يشرح الخبراء في جامعة كونكورديا أنه عندما يشعر الأطفال في هذا العمر بالإرهاق، يمكنهم الآن الرجوع خطوة إلى الوراء وطرح أسئلة على أنفسهم مثل ، “هل أنا مشوّش؟ جائع؟ متعب؟ هل أنا بحاجة لأخذ نفس عميق؟”
التخيل الموجه
مع نموهم، يبقى الأطفال في سن المدرسة يواجهون مشكلة في التأمل التقليدي. يساعد استخدام تمارين التخيل الموجه في تحويل التركيز نحو أفكارهم وتنفّسهم بطريقة ممتعة.
إذا كان طفلك يعاني من مشاكل مع التمارين الطويلة، فكر في البدء بشيء قصير وتمديد وقته بالتدريج بمرور الوقت بينما يتكيف طفلك مع هذه الممارسة.
نشاط
يزخر موقع YouTube بمقاطع فيديو عن التخيل الموجه للأطفال والبالغين على حد سواء. على سبيل المثال ، يقدم جون هوبكنز (Johns Hopkins) تمريناً لمدة 15 دقيقة موضوعه البحر، حيث يمكن للأطفال إما إغلاق أعينهم للمشاركة أو ابقائهم مفتوحين والاستمتاع بمشاهد للأسماك.
يطلب الراوي من الأطفال التحقق من شعورهم وتخيل أنفسهم يسبحون مع السمك. هناك أيضاً بعض لحظات الصمت التي تسمح بالتنفس الهادئ والتأمل الذاتي.
اليوغا
قد يساعد ربط التنفس مع حركات الجسم في إدراك طفلك للحظة الحالية، ويمكن أن تكون اليوغا طريقة ممتعة للمساعدة في التخلص من الطاقة الزائدة، كل ذلك مع دمج جوانب مختلفة من التأمل في هذا المزيج مثل التنفس العميق.
نشاط
يمكن أن تبحث في منطقتك لمعرفة ما إذا كان أي شخص يقدم اليوغا الرسمية للأطفال، وتستطيع تجربة ذلك في المنزل مجاناً أيضاً.
تقدم قناة كوزميك كيدز يوغا الشهيرة على اليوتيوب مكتبة واسعة من إجراءات اليوغا الروتينية للأطفال من جميع الأعمار من 3 سنوات فما فوق.
كما أنهم يقدمون بعض مقاطع فيديو “Zen Den” لليقظة الذهنية ، مثل Superpower Listening، التي تشجع على التفكير الإيجابي والتركيز.
إذا قررت تجربة اليوغا، فتأكد من خلق مساحة آمنة وهادئة (فكر في إضاءة غير مشتتة وخافتة) للنشاط الخالي من الإلهاء.
الأكل اليقظ
الأكل هو تجربة حسية كاملة، إذ يرى الأطفال الطعام أمامهم، يشمون رائحته ويستطيعون تذوق نكهته، ويمكنهم حتى الشعور بقوام الطعام على ألسنتهم.
يمكن أن تساعد ممارسة الأكل اليقظ الأطفال في سن المدرسة على بناء القدرة على التحمل من أجل السكون والتركيز.
ويمكن أن تكون أيضاً مجرد طريقة ممتعة لاستخدام وقت الوجبات الخفيفة بطريقة يقظة وواعية.
نشاط
جهز بعض المستلزمات، مثل مؤقت وقطعة حلوى أو حفنة من الزبيب. دع طفلك يغلق عينيه ويضع الطعام داخل فمه، واطلب منه التركيز على الطعام دون مضغه.
إذا كنت تستخدم شيئاً يذوب، مثل قطعة من الشوكولاتة، اجعله يركز على ذوبانها في فمه لبضع دقائق. إذا شعرت أن أفكاره تتغير، فحاول إعادته للإحساس بالحلوى الذائبة أو قوام الزبيب على لسانه.
ممارسة السكون
طريقة أخرى لتعزيز السكون هي اللعب بالفكرة قليلاً، ويمكن أن تكون هذه التقنية ممتعة في الفصل المدرسي وفي المنزل.
قد يكون من الصعب على الأطفال الجلوس بهدوء لفترة طويلة من الوقت في البداية، لذا ضع في اعتبارك ضبط مؤقت لمدة دقيقتين فقط للبدء وحاول العمل حتى الـ 30 دقيقة.
قد تجد أنه من الممتع تتبع تقدم طفلك من خلال رسم بياني حتى يشعر بالإنجاز مع كل خطوة إلى الأمام.
نشاط
اجعل طفلك يجلس في وضع مريح، ربما وساقاه متصالبتان أو وضع اللوتس في اليوجا. اخفت الأضواء وشغل بعض الموسيقى الهادئة، ثم المؤقت وشجع طفلك على إغلاق عينيه والتركيز على الموسيقى أو أنفاسه.
إذا كان يتململ أو يواجه مشكلة، حاول تذكيره بالبقاء هادئاً، التنفس، والسكون. عندما يحين وقت التوقف، أخبره أن يبدأ ببطء في هز أصابع يديه قدميه للمساعدة في إعادة الوعي إلى جسده، ثم تمددا وتحدثا عن كيف سارت الأمور معه خلال هذه التجربة.
تقنيات لاستخدامها مع المراهقين والمراهقات
مع تقدم الأطفال في السن (وحتى بلوغهم مرحلة الشباب)، لا تبقى العديد من هذه الأساليب نفسها مفيدة أيضاً. تقول كارين بلوث (Karen Bluth)، مدربة متخصصة باليقظة الذهنية، أنه في هذا العمر، قد يشكك الأطفال بشكل خاص بتجربة تقنيات اليقظة بل يقاومونها حتى، لذا فالأمر كله يتعلق بكيفية تقديمها لهم.
نصائح
المساحة مهمة: قامت بلوث بتعليم المراهقين المعرضين للخطر تقنيات مختلفة وقالت أن الغرفة التي يمارس فيها المراهقون اليقظة الذهنية تؤثر بشكل كبير على تجربتهم ككل. اجعل طفلك/طفلتك يسترخي في مكان لا ينتج مشاعر سلبية. في هذه الحالة، يتطلب الأمر الانتقال من الفصل الدراسي إلى صالة الألعاب الرياضية. في منزلك ، قد يعني هذا الانتقال إلى غرفة هادئة بعيداً عن الأشقاء أو الأجهزة المحمولة.
مارسها بطريقة ممتعة: قد لا يرغب المراهقون في أن يُطلب منهم تجربة تقنيات اليقظة الذهنية. بدلاً من ذلك، من الجيد أن يتم تقديم الفكرة لهم وأن يختاروا ما إذا كانوا يريدون المشاركة أم لا. دفع الفكرة بالإجبار قد يأتي بنتائج عكسية. لذا، حاول اقتراحها بلطف.
ـ كن قدوة لهم: نعم، من المهم ممارسة ما تعظ به، حتى مع مجموعة المراهقين / المراهقات. إذا كان طفلك يقاوم الفكرة بشكل خاص، فحاول ما بوسعك ألا تحكم عليه. تقول بلوث: “ثق بأنهم سيشاركون عندما يكونون مستعدين.”
جرب مجموعة متنوعة من التقنيات: إذا لم ينجح التأمل المباشر مع ابنك المراهق، اطرح العديد من الخيارات، مثل اليوغا، تفحُّص الجسم، تمارين التنفس، التخيل الموجه. لا يهم الأسلوب المحدد بقدر أهمية رغبة طفلك المراهق في الاشتراك به.
خلاصة
حتى الآن، أُجري البحث حول تعليم اليقظة الذهنية للأطفال من خلال برامج منظمة، عادةً في بيئة علاجية (وربما في المدرسة). ولكن قد يكون من المفيد جداً لك كوالد/والدة تعليم هذه المبادئ للطفل.
في الواقع، قد يكون لدمج تقنيات اليقظة الذهنية في الحياة اليومية تأثيرات قوية عليه، وعلى ثقافة عائلتك بشكل عام. إذا كانت إحدى التقنيات لا تحاكي طفلك الصغير أو تلائمه، فجرب شيئاً آخر.
يختلف كل شخص عن الآخر، لذا فإن ما يناسبك قد لا يكون مقنعاً لطفلك المراهق أو البالغ من العمر 4 سنوات.
يتمثل أهم جزء في عملية اليقظة الذهنية في أن تكون متسقاً وإيجابياً فيما يتعلق بالتجربة. مع مرور الوقت، يجب أن تنمو قدرة طفلك على التواصل مع نفسه وبيئته وتزدهر.
اقرأ أيضاً: مفاتيح الطفولة السعيدة وأهميتها لصحة الطفل النفسية
اقرأ أيضاً: التوكيد العاطفي للأطفال، أهميته لنمو الطفل وصحته النفسية
المصدر: Teaching Your Child Mindfulness
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم