تأثير الهواتف الذكية على الدماغ

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

تهيمن الهواتف الذكية على حياتنا هذه الأيام، ما يثير اهتمام وتساؤل الأطباء وأخصائيي الصحة العقلية، المدرّسين وأولياء الأمور وكلّ مستخدم دائم للأجهزة الذكية. وتتتزايد التحذيرات بشأن تأثير الهواتف الذكية على الدماغ يوماً بعد يوم.

إذاً ما هو ما تأثير الهواتف الذكية على الدماغ؟ 

إذا طُلب منك قضاء يوم دون جهازك المحمول، فهل تعتقد أنه بإمكانك القيام بذلك بسهولة؟

وجد الأطباء الذين طلبوا من الأشخاص التخلّي عن هواتفهم الذكية لفترات متفاوتة من الزمن. أن خرق عادةِ استخدام التكنولوجيا، ولو لمدة وجيزة نسبياً، قد يكون صعباً للغاية.

عندما تسير في أي مكان عام، فسترى أشخاصاً كثر يستخدمون هواتفهم لأغراض متعددة. انطلاقاً من إجراء المكالمات من أجل عقد اجتماع عمل حتى تفقد البريد الإلكتروني لتحديث Twitter.

أصبحت هواتفنا جزءاً لا يتجزء من حياتنا، لكن هل اعتمادنا على الأجهزة الذكية هذا له أي تأثير في الدماغ؟

تشير الأبحاث الأخيرة إلى إمكانية ذلك. إذ يبين الخبراء أن كلّ استخدامات الهواتف تلك قد يكون لها تأثير على النمو والتطور الاجتماعي والعاطفي للأطفال. إذ قد تعرقل أنماط النوم و تحوّل بعض الأشخاص إلى مفكرين كسالى.

تأثير الهواتف الذكية على القدرة المعرفية

تشير الدراسات الأخيرة إلى أن استخدام الهواتف الذكية يؤثر بالفعل على الدماغ. على الرغم من أن التأثيرات طويلة الأمد لا تزال غير مرئية وواضحة.

في دراسة عُرضت على جمعية الطب الإشعاعي في أمريكا الشمالية(RSNA). وجد الباحثون أن البالغين ممن يطلق عليهم لقب “مدمنو الإنترنت والهواتف الذكية“، ظهر عندهم بالفعل اختلالٌ في كيمياء الدماغ مقارنة بمجموعة التحكم.

وأظهرت دراسة أخرى ظهرت في مجلة “رابطة بحوث المستهلكين / Journal of the Association for Consumer Research“. أن القدرات العقلية تنخفض بشكل ملحوظ عندما يكون الهاتف في متناول اليد حتى لو كان مغلقاً.

تأثير الهواتف الذكية على المهارات العاطفية والاجتماعية

في الشرح الوارد في مجلة طب الأطفال، ألقى باحثون من كلية الطب في جامعة بوسطن نظرة فاحصة على الكتب المتاحة عن استخدام الهواتف الذكية والآيباد بين الأطفال الصغار جداً.

وحذروا من استخدام هذه الأجهزة لتسلية الأطفال أو تهدئتهم، فقد يكون لها أثر ضار على نموهم الاجتماعي والعاطفي.

يسأل الباحثون: “إذا أصبحت هذه الأجهزة هي الطريقة السائدة لتهدئة الأطفال الصغار وتسليتهم. فهل سيتمكنون من تطوير الآلية الداخلية للتنظيم الذاتي؟ “

يشير الخبراء إلى أن الأنشطة العملية وتلك التي تستلزم تفاعلاً بشرياً مباشراً تتفوق على ألعاب الشاشة التفاعلية. ويمثل استخدام الهواتف الخليوية مشكلةً خاصة عندما يحلّ محل الأنشطة العملية (اليدوية) التي تساعد على تطوير المهارات البصرية-الحركية والمهارات الحسيّة-الحركية.

مع ذلك، لاحظ الباحثون أنه لا يزال هناك الكثير من الأمور المجهولة حول كيفية تأثير استخدام الهواتف على نمو الطفل.

ويتساءلون فيما إذا كان الإفراط في استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يتداخل مع تطوير المهارات الاجتماعية. ومهارات حل المشاكل المكتسبة بشكل أفضل من خلال اللعب غير المنظم المترافق مع التفاعل المتبادل مع الأقران.

تأثير الهواتف الذكية على النوم 

قد يتداخل استخدام الهاتف الذكي أو اللوحي في وقت النوم مع دورة نومك. ليس بسبب بقائك حتى وقت متأخر لتفقد البريد الإلكتروني الخاص بك أو لتصفح أخبار فيسبوك أو لعب لعبة Trivia Crack. بل بسبب ما حذر منه بعض خبراء النوم بقولهم أن نوع الضوء المنبعث من شاشة هاتفك قد يفسد دورة نومك حتى بعد إغلاقه.

وفي دراسة نُشرت في “الإجراءات الأكاديمية الوطنية للعلوم /Proceeding of the National Academy of Sciences“. طُلب من عشرات المشاركين البالغين إما أن يقرأوا بوساطة الجهاز اللوحي (iPad) لمدة أربع ساعات من كل ليلة قبل النوم. أو أن يقرأوا كتباً مطبوعة مع إضاءة خافتة، وبعد خمس ليالٍ متتالية تبدلت المجموعتان.

اكتشف الباحثون أن مستخدمي الآيباد أبدوا انخفاضاً في مستويات الميلاتونين؛ وهو هرمون تزداد نسبته في الجسم طوال فترة المساء ويحث على النعاس.

وأيضاً استغرق المشاركون وقتاً أطول حتى يناموا وشعروا أن “نوم حركة العين السريعة” انخفض خلال الليل. وهي مرحلة من مراحل النوم وتدعى “REM sleep“.

تأثير الضوء المنبعث من الشاشة على العين

من الجاني في هذه الحالة؟ إنه نوع الضوء الأزرق المنبعث من معظم الأجهزة المحمولة. إذ تحتوي الخلايا الموجودة في الجزء الخلفي من العين على بروتين حساس للضوء يلتقط أطوالا موجية معينة من الضوء. ثم ترسل هذه الخلايا الحساسة للضوء إشارات إلى “ساعة” الدماغ التي تنظم إيقاعات الساعة البيولوجية في الجسم.

يصل الضوء الأزرق عادةً إلى ذروته في الصباح مشيراً إلى جسمك بالاستيقاظ لهذا اليوم. يزداد الضوء الأحمر في المساء مشيراً إلى أن الوقت قد حان للاسترخاء والخلود إلى النوم. وعندما يقاطع اللون الأزرق المنبعث من الأجهزة المحمولة دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية هذه، فإنها لا تعمل بانتظام حينها.

أوضح تشارلز زايسلير (Charles Czeisler) أحد مؤلفي الدراسة أنه “يوجد الكثير من الشكوك هناك، إذ يعتقد الكثير من الناس أن هذا موضوع نفسي.” وأضاف “لكن ما أظهرناه هو أن القراءة من خلال أجهزة القراءة الإلكترونية الباعثة للضوء لها تأثيرات بيولوجية شديدة”.

في المرة القادمة التي ترغب فيها باللعب بجهازك المحمول في السرير، تأمل في التأثير المحتمل الذي قد يحدثه هذا على عقلك ونومك وفكر بدلاً من ذلك في شراء كتاب ورقي

الخمول العقلي 

لا تقدم الأجهزة المحمولة التسلية فقط هذه الأيام بل أنت لست مضطراً إلى حفظ أرقام الهاتف أو إبقاء Rolodex على مكتبك، فكل تلك المعلومات مخزنة بدقة في جهات اتصال هاتفك.

وبدلاً من أن تفكر كثيرا في الأسئلة التي قد تراودك حول العالم المحيط بك، يمكنك فقط أن تمسك هاتفك وتبحث في Google عن الإجابات. وعوضاً عن محاولة تذكر مواعيد أو اجتماعات أو تواريخ مهمة، فإنك ببساطة تعتمد على تطبيق iPhone لتذكيرك بما تحتاج لإنجازه كل يوم.

يحذر بعض الخبراء من أن هذا الاعتماد المفرط على جهازك المحمول في جميع الإجابات قد يؤدي إلى كسل عقلي. في الواقع، وجدت إحدى الدراسات الحديثة أن هناك بالفعل رابط بين الاعتماد على الهاتف الذكي والخمول العقلي.

ليس بالضرورة أن تحول الهواتف الذكية الناس من مفكرين عميقين إلى مفكرين كسولين، ولكن يشير البحث إلى أن الناس ذوي التفكير البديهي بشكل طبيعي أو الذين يتصرفون بناءً على الغريزة والمشاعر يميلون إلى الاعتماد على هواتفهم بشكل متكرر أكثر.

الهواتف الذكية والذكاء المنخفض

أوضح غوردن بينيكوك (Gordon Pennycook)، وهو أحد مساعدي مؤلفي الدراسة أن “مشكلة الاعتماد على الإنترنت كثيراً هي أنك لا تستطيع معرفة أن لديك الإجابة الصحيحة إلا إذا فكرت في الأمر بطريقة تحليلية أو منطقية”.

وقال أيضاً: “يدعم بحثنا الارتباط بين الاستخدام المكثف للهواتف الذكية والذكاء المنخفض”، مضيفاً: ” إن مسألة ما إذا كانت الهواتف الذكية تقلل الذكاء بالفعل لا تزال مفتوحة وتتطلب بحثاً مستقبلياً”.

من جهة أخرى، حذر الباحثون أن استخدام الهواتف الحديثة قد تجاوزت وتيرتها الأبحاث المتوفرة حالياً حول ذلك. إذ لا يزال الباحثون في المراحل الأولية من فَهم تأثير الهواتف الذكية على الدماغ، سواء التقصيرات قصيرةأو طويلة الأمد.

لا شك أن للهواتف الذكية أضراراً بحد ذاتها، إلا أن الباحثين يشيرون أيضا بأننا لا نزال بحاجة إلى فهمٍ كامل للطرق التي يمكن أن تفيد بها هذه الأجهزة أدمغتنا. 

اقرأ أيضاً: ما علاقة الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي بالضغط النفسي؟

المصدر: The Effects of Smartphones on Your Brain

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: