العوامل التي تؤثر في وضعية وضعيات النوم وضعية النوم على الظهر على الجانب على البطن
يعد النوم أساسياً وضرورياً للصحة الجسدية والنفسية، لذا من الضروري أن يحصل الإنسان على قسطٍ كافٍ من الراحة. وتؤثر وضعية النوم التي نتخذها على الصحة، سواء كانت على الظهر، على الجانب أو على البطن. من جهة أخرى، لكل وضعية إيجابيات وسلبيات،.وقد تكون بعض الوضعيات أفضل من غيرها، وذلك حسب الأشخاص والمشاكل الصحية التي يعانون منها.
العوامل التي تؤثر في وضعية النوم
لكل شخص وضعية مفضلة للنوم، لكن أظهرت الأبحاث أن هناك عدة عوامل تؤثر في ذلك،.إذ يفضل البالغون النوم على جنبهم ويزداد هذا التفضيل مع التقدم في العمر. من جهة أخرى، يتحرك جميع الناس أثناء النوم؛.خاصة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عاماً أكثر من الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً،.ويميل الرجال إلى تغيير وضعية نومهم أكثر من النساء أثناء النوم.
بعض الجوانب الإيجابية والسلبية لوضعـيات النـوم المختلفة
قد لا يُعير بعض الناس الاهتمام لوضعية النوم حتى وقت متأخر من العشرينات أو الثلاثينات،.لكن مع التقدم في العمر تصبح وضعية النوم أكثر أهمية لصحتنا الجسدية.
ترتبط وضعيات النوم بمشاكل صحية معينة مثل الارتجاع المريئي وآلام الظهر والرقبة وانقطاع التنفس النومي.(هو اضطراب يتوقف فيه التنفس أثناء النوم لمدة 10 ثوانٍ أو أكثر).
العوامل التي تؤثر في وضعية النوم
فيما يلي الجوانب الإيجابية والسلبية لوضعيات النوم الأساسية:
1ـ وضعية النوم على الظهر
يشير الخبراء إليها كأفضل وضعية للصحة الجسدية بصورة عامة،.لأنها تحافظ على توزيع متساو ومنتظم للوزن على كامل الجسم أثناء النوم..من جهة أخرى،.لا تعد وضعية النوم على الظهر وضعية شائعة،.إذ إن نحو 18% فقط من المشاركين في استطلاع أجرته جمعية (Better Sleep) أشاروا إلى أنهم ينامون على ظهورهم.
ـ الجوانب الإيجابية: تؤمّن وضعية النوم على الظهر الراحة للأشخاص الذين يعانون آلام الرقبة والظهر،.إذ تحافظ هذه الوضعية على استقامة العمود الفقري.
يلاحظ الأشخاص المصابون بالاحتقان الأنفي بسبب المؤرجات (المواد المسببة للحساسية) أو.الأمراض الأخرى الذين ينامون بوضعية نصف الجلوس.(يرفعون الجزء العلوي من الجسم في أثناء النوم) أنّ التصريف الأنفي في هذه الوضعية أفضل منه في الوضعيات الأخرى،.لأن النوم على الظهر باستقامة جزئية قد تساعد على تصريف أفضل للأنف وتحافظ على المجاري التنفسية مفتوحة.
ـ الجوانب السلبية: لا تفيد وضعية النوم على الظهر جميع الناس،.إذ تزيد من حدة الألم لدى الأشخاص الذين يعانون آلاماً ظهرية. لتجنب ذلك، تُرفع الركبتان بوسادة ليأخذ العمود الفقري منحناه الطبيعي وتخفيف الضغط عنه ما يقلل من الألم الناجم عن الوضعية.
تعد وضعية النوم على الظهر بصورة مسطحة من أسوأ الوضعيات بالنسبة للأشخاص الذين يعانون الشخير أو نوبات انقطاع التنفس النومي،.إذ إنها تؤدي إلى تراجع اللسان باتجاه الحلق، من ثم تضيّق مجرى التنفس وازدياد في شدة الأعراض،.إضافةً إلى أنّ الأشخاص المصابين بالارتجاع المريئي يعانون زيادة تكرار النوبات عند النوم على الظهر.
2ـ وضعية النوم على الجانب
وفقاً لاستطلاع جمعية (Better Sleep) يفضل ثلثا المشاركين وضعية النوم على الجانب، ولحسن الحظ هناك عدة فوائد لهذه الوضعية.
ـ الإيجابيات: تفتح وضعية النوم على الجانب المجاري التنفسية، ما يخفف الشخير والمشاكل التنفسية الأخرى،.بما في ذلك نوبات انقطاع التنفس النومي. إضافة إلى أن هذه الوضعية جيدة لتسكين آلام أسفل الظهر،.من الجدير بالذكر أن وضع وسادة بين الساقين عند النوم الجانبي يفيد في حال عانى الشخص آلام الظهر أو الورك.
تشير الأدلة إلى أن النوم على الجانب الأيسر مع رفع الرأس قد يساعد في تخفيف حالة الارتجاع المريئي،.بينما تسوء الحالة عند النوم على الجانب الأيمن. من جهة أخرى، النوم على الجانب الأيمن هو الوضعية الأفضل لأولئك الذين يعانون مشاكل في القلب،.بينما يؤدي النوم على الجانب الأيسر إلى تغيرات في موضع القلب، ما يسبب انزعاجاً ومشاكل أخرى.
تحافظ وضعية النوم على الجانب الأيمن على القلب في مكانه الصحيح، ما يقلل من المشاكل المحتملة. من الجدير بالذكر، أن النوم على الجانب هو الوضعية المثلى للنساء الحوامل،.إذ إنها تخفف من ضغط الحمل على الجسم وتحسن جريان الدم.
ـ السلبيات: مع أن النوم على الجانب له إيجابيات عدة، فإنه يحمل بعض السلبيات أيضاً، إذ يسبب آلاماً في الكتف. يمكن الحد من هذه المشكلة عن طريق اختيار وسادة وفراش تؤمنان وضعية مريحة للورك والأكتاف منخفضة عن العمود الفقري الأوسط. من ناحية أخرى، فإن الضغط الناجم عن النوم على الجانب لفترة طويلة قد يؤدي إلى انخفاض.في معدل جريان الدم والشعور بالخدر في الذراع، ما يسبب الانزعاج أثناء النوم.
3ـ وضعية النوم على البطن
النوم على البطن هي الوضعية الأسوأ؛ ولحسن الحظ، فوفقاً لاستطلاع جمعية (Better Sleep) أظهرت النتائج أنها الوضعية الأقل شيوعاً،.إذ إنها المفضلة لدى 17% من المشاركين فقط.
ـ الإيجابيات: مع أن هذه الوضعية غير موصى بها للعديد من الناس،.فإنها مفيدة لأولئك الذين يرغبون في الحد من الشخير.وتخفيف الحالات المعتدلة من نوبات انقطاع التنفس النومي.
ـ السلبيات: يعد النوم على البطن من أسوأ الوضعيات، لأنها تؤدي إلى اتخاذ الجسم وضعية سيئة،.إذ يدار الرأس على الجانب للحصول على قدرٍ كافٍ من التنفس،.ما يجبر العمود الفقري على أن يتخذ وضعية غير مستقيمة،.والذي ينتج عنه آلاماً في الرقبة وأسفل الظهر. من جهة أخرى، يؤدي النوم على البطن إلى زيادة الحركة أثناء النوم، ما يؤثر سلباً في جودته.
يعاني الأشخاص الذين ينامون على البطن من ضغط الوسادة على الوجه، ما يؤثر في البشرة ويجعلها أكثر عرضة لظهور التجاعيد. قد يرفع النوم على البطن الضغط الداخلي للعين بصورة كبيرة، الذي يشكل عامل خطر للإصابة بالزرق.
يجب على الآباء تجنب وضع الطفل على البطن أثناء النوم،.إذ أظهرت الدراسات ارتباطاً وثيقاً بين زيادة خطر متلازمة الموت المفاجئ للرضع (SIDS) والنوم على البطن.
أفضل وضعية للنوم
إذا أمّنت وضعية النوم على البطن راحة كافية، لا مانع من الاستمرار فيها،.بشرط أن يكون الشخص حذراً من تأثير ذلك على العمود الفقري. من ناحية أخرى، إذا سببت وضعية النوم على الظهر زيادة في حدوث نوبات الارتجاع المريئي،.ولم تؤمّن القدر الكافي من الراحة في النهار، يجب محاولة تغييرها تفادياً لتفاقم المشاكل الصحية.
في النهاية، إن أفضل وضعية للنوم هي الوضعية التي تؤمّن جودة نوم كافية، والحصول على قسط جيد من الراحة.
اقرأ أكثر: كيف تغفو بسرعة؟ إليك عدة نصائح لتحسين جودة النوم وتنظيمه
اقـرأ أكثر: خمس استراتيجيات لنوم أفضل من جميع أنحاء العالم، ماذا تفعل مختلف الدول لتعزيز النوم؟
اقرأ أكثـر: النوم واضطراب ثنائي القطب، كيف يتداخل كل منهما مع الآخر