من الممكن أن يكون تدريب عكس العادة (Habit Reversal Training) علاجاً فعالاً للسلوكيات المزعجة والإشكالية الناجمة عن عدد من الحالات. إحدى هذه الحالات هي متلازمة توريت (Tourette Syndrome)، والتي تتسم بالتشنجات الجسدية أو اللفظية مثل رمش العين والنحنحة (تنظيف الحلق) وتكرار الكلمات النابية.
من الممكن أيضاً أن يستفيد الأشخاص الذين يعانون من أعراض اضطرابات السيطرة على الانفعالات مثل اضطراب نتف الشعر (Trichotillomania). واضطراب نزع الجلد (وهو اضطراب يتم فيه نزع الجلد بشكل قهري لإزالة الشوائب الصغيرة مثل الشامات أو النمش، مما يتسبب في حدوث آفات جلدية / Pathological skin picking.) من تدريب عكس العادة والذي يتكون من العناصر الأربع الرئيسية التالية.
التدريب على الوعي
يُستخدم التدريب على الوعي لتسليط الضوء بشكل أكبر على التشنجات اللاإرادية والسلوكيات الأخرى حتى يتمكن الشخص المصاب من ضبط النفس بشكل أفضل. وعادةً ما يتم تنفيذ تدريب الوعي عبر عدد من الخطوات الصغيرة وهي:
- أثناء مشاهدة الشخص لنفسه في المرآة، يصف بالتفصيل كل مرة يقوم فيها بسلوك مرتبط بحالته. مثل نتف شعره أو فرك عينيه.
- ينبه المعالج الشخص كلما قام بالتشنجات اللاإرادية أو الحركات بشكل متكرر حتى يتمكن الشخص من ملاحظة السلوك بنفسه.
- يتعلم الشخص تحديد العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن للسلوك التشنجي أو الاندفاعي على وشك الحدوث. إذ يمكن أن تكون عبارة عن دوافع أو أحاسيس أو أفكار.
- يحدد الشخص جميع المواقف التي يحدث خلالها السلوك التشنجي أو الاندفاعي.
تطوير استجابة منافسة
بمجرد أن يطور المريض وعياً جيداً بسلوكه التشنجي اللاإرادي أو الاندفاعي، تتمثل الخطوة التالية في تطوير استجابة منافسة، وهي إجراء يهدف إلى استبدال السلوك التشنجي أو الاندفاعي القديم. وعادةً ما تكون الاستجابة المنافسة معاكسة لاستجابة السلوك التشنجي أو الاندفاعي، وهي شيء يمكن تنفيذه لمدة تزيد عن مجرد دقيقتين.
على سبيل المثال، قد تكون الاستجابة المنافسة لنتف الشعر هي قبض اليدين وتثبيتهما بقوة على جانبي الجسم. أما الاستجابة المنافسة بالنسبة للشخص الذي يخرج لسانه بشكل متكرر فقد تكون بأن يطبق شفتيه بدلاً من ذلك. الهدف الآخر للاستجابة المنافسة هو في كونها فعلاً لا يلاحظه الآخرون على الأرجح.
بناء الدافع
يتم تشجيع الأشخاص الذين يخضعون لتدريب عكس العادة على كتابة قائمة بالمشكلات الناجمة عن سلوكهم، وذلك لمنع عودة التشنجات اللاإرادية والسلوكيات الاندفاعية. كما يُطلب من الأهل والأصدقاء مدح الشخص على إنجازاته التي قام بها حتى الآن.
بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يكون من المفيد للناس أن يظهروا قدرتهم على كبح التشنجات اللاإرادية أو السلوكيات الاندفاعية أمام الآخرين.
تعميم المهارات الجديدة
في هذه المرحلة من العلاج، يتم تشجيع الأشخاص على ممارسة مهاراتهم الجديدة، وليس فقط تلك المهارات التي أتقنوها حتى الآن، في مجموعة متنوعة من السياقات المختلفة. مثل عيادة الطبيب التي تعد مكاناً آمناً نسبياً لهم.
أما التحدي الأكبر فهو الوصول إلى نقطة يصبح عندها من السهل التحكم في السلوكيات الاندفاعية في العالم الحقيقي. مثل: المنزل والعمل والمدرسة وفي الأماكن العامة الأخرى حيث يكون ذلك مهماً حقاً.
اقرأ أيضاً: علاج التفاعل بين الوالدين والطفل، تقنياته وفوائده
المصدر: Using Habit Reversal Training to Reduce Physical and Verbal Tics
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم