You do not have permission to view this result. رهاب الجراثيم، أعراضه، أسبابه، علاجه وما علاقته بالوسواس القهري؟ | Obstan - أوبستان

رهاب الجراثيم، أعراضه، أسبابه، علاجه وما علاقته بالوسواس القهري؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

رهاب الجراثيم (الميسوفوبيا/Mysophobia) هو أحد أنواع الرهاب الذي يرتكز على الخوف الشديد وغير المنطقي من الجراثيم، الأوساخ أو التلوث (القذارة).

من الطبيعي والمنطقي أن تقلق من الأمور التي تعرّضك للتلوث، مثل التلوث الناتج عن أطعمةٍ فاسدة، أو من التعرّض لمفرزاتِ جسمٍ آخر، وأن تحرص بشكل دائمٍ على النظافة.

ومع ذلك، إذا كنت مصاباً برهاب الجراثيم، فإن هذه المخاوف الطبيعية ستصبح مشكلةً كبيرة وغير منطقية تعرقل استمرار الحياة اليومية.

قد تُعرف هذه الحالة بعدة أسماء أخرى، وهي:

  • (جيرموفوبيا /disruptive) رهاب الجراثيم.
  • (باسيلوفوبيا/Bacillophobia) الخوف المرضي من الجراثيم.
  • (باكتيروفوبيا/Bacteriophobia) رهاب البكتيريا.
  • (فيرمينوفوبيا/Verminophobia) الخوف من الجراثيم.

يرتبط هذا الرّهاب عادةً باضطراب الوسواس القهري (OCD). ولكن من الممكن أن يصاب به بعض الأشخاص دون الإصابة بهذا الاضطراب. يُعتَقد بأن هذا الرهاب شائع إلى حدٍّ ما، ويمكن أن يؤثر على المصابين به في كل مجالات الحياة.

لذا، نودّ في هذا المقال أن نناقش الأعراض، التشخيص، الأسباب وطرق المعالجة المتعلقة برهاب الجراثيم، كما سنعرضُ التوضيح الكامل للأمور التي يمكنك فعلها للتعامل مع هذا النوع من الرهاب.

أعراض رهاب الجراثيم

تتضمن الأعراض الشائعة لرهاب الجراثيم جميعَ التصرفات المتّبعة لتجنّب التعرّض للجراثيم أو التلوث، قد تشمل هذه الأعراض مايلي:

  • تجنّب الأماكن التي يُعتَقد أنها تحتوي على الكثير من الجراثيم أو الأوساخ
  • ذعرٌ شديد من التلوث
  • إفراط في غسل اليدين
  • هوس التنظيفِ الدائم
  • الاستخدام المفرط لمنتجات التنظيف والتعقيم.

بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تعاني من رهاب الجراثيم، قد تواجه أعراضاً محددة عندما تتعرض للأوساخ أو البكتيريا، وتتضمن هذه الأعراض مايلي:

  • البكاء
  • سرعة خفقان القلب
  • الارتعاش
  • التعرق

لا يقتصر حدوث هذه الأعراض على أن يكون عنصر الرهاب مرئياً، كما هو الحال عند  حفر حفرة في الحديقة أو عندما تعتقد أن الجراثيم قد لمست جسمك مثل مصافحة شخص ما، أو استخدام مقبض الباب.

ينتج عن هذا احتمالية أن تستحمّ عدة مرات في يومٍ واحد، بالإضافة إلى أخذ معقم اليدين معك واستخدامه بشكل متكرر. قد يصل بك الأمر أيضاً إلى تجنّب استخدام الحمامات العامة أو المشاركة في تناول الطعام، أو حتى استخدام وسائل النقل العامة.

قد يؤدي رهاب الجراثيم إلى عددٍ من الأعراض السلوكية والعاطفية، مثل الانعزال، القلق، وإظهار علاماتٍ فيزيائية تدل على الخوف والذعر.

تشخيص رهاب الجراثيم

من المهم ملاحظة أنّ رهاب الجراثيم غيرُ واضح العلامات، وغير مُعرَّف كحالةٍ واضحة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).

بالمقابل، يمكن اعتباره كحالة رهابٍ محدد إذا كانت الأعراض تنطبق على بعض معايير التشخيص.

لكي يتم التشخيص بالإصابة بالرهاب المُحدَّد، يجب أن تؤدي الأعراض إلى:

  • الانعزال أو الضيق الشديد
  • استجابة مباشرة متمثّلة بالقلق
  • الخوف غير المنطقي، والهلع المفرط.

بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر هذه الأعراض على قدرة الإنسان في أداء عمله بشكل طبيعي في مجالاتٍ مختلفة من حياته.

لكي يتم التشخيص برهاب الجراثيـم، يجب ألا تعود الأعراض الحاصلة إلى حالةٍ نفسية أخرى غير الرهاب. ويجب أن تكون ملحوظةً لمدة ستة أشهرٍ على الأقل.

مضاعفات رهاب الجراثيم

نظراً لأن المصابين برهاب الجراثيم يخافون من الجراثيم التي يحملها الآخرون، قد تؤدي هذه الحالة بهم إلى تجنّب المواقف الاجتماعية واللقاءات المهمة التي تنطوي على التجمّع أيضاً، مثل حفلات العمل والتجمعات في أيام العطل والرحلات والاجتماعات.

فعندما تشارك بأي نشاط وأنت تعاني من رهاب الجراثيم، قد تجد نفسك تتجنّب أي اتصالٍ جسدي، وستقوم بتعقيم يديك بشكلٍ دائم.

ومع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه السلوكيات إلى العزلة، ويمكن لأصدقائك وأقاربك ألا يتقبّلوا الطريقة التي تتصرف بها نتيجة عدم فهمهم الكافي لحالتك هذه.

وبالتالي سينظرون لك على أنك شخص عدائيّ أو مريض ومهووس حتى، وقد يتطور الأمر ليصل إلى الرهاب الاجتماعي، حيث تبدأ في الخوف من التواصل مع الآخرين.

أسباب رهاب الجراثيم

إن العوامل الدقيقة المسببة لرهاب الجراثيم ليست واضحةً بشكلٍ كامل، على الرغم من الاعتقاد بأن عدداً من العوامل المختلفة تلعب دوراً في حدوثه.

من الممكن لبعض الأمور أن تزيد من تطور خطر الإصابة برهابٍ مثل رهاب الجراثيم، وهي:

  • التاريخ العائلي من حيث حالات القلق والاكتئاب أو حالات الرهاب الأخرى.
  • التعرض لتجربةٍ صادمةٍ ومؤلمة تؤدي إلى التركيز المفرط للمصاب على الجراثيم أو الأوساخ و التلوث.
  • الإصابة باضطراب الوسواس القهري (OCD).

يعتقد البعض أن زيادة استخدام منتجاتٍ مثل معقم اليدين ومنتجات التنظيف الأخرى له دورٌ كبيرٌ في التسبّب برهاب الجراثيم أيضاً.

علاج رهاب الجراثيم

لحسن الحظ، يمكن السيطرة على رهاب الجراثيم بنجاحٍ، لكن من المهم زيارة أخصائي الصحة العقلية بأقرب وقتٍ ممكن، إذ تميل هذه الحالةُ النفسية إلى التدهور بمرور الوقت.

تشمل طرق العلاج التي قد يقترحها المعالج الأدويةَ أو العلاجَ النفسي، أو مزيجٌ من الاثنين.

العلاج الدوائي:

عادةً، لا يتم وصف الأدوية بمفردها لعلاج حالاتٍ معينة من الرهاب كما في رهاب الجراثيم.

ومع ذلك، قد يتم وصف الأدوية للمساعدة في السيطرة على بعض الأعراض، أو للتخفيف من الحالات العقلية المُزمنة، لذا تؤثر الأدوية بفاعليةٍ أكبر عندما يتم استخدامها بالتزامن مع العلاج النفسي.

العلاج النفسي:

بالاعتماد على توجيهات معالجك النفسي، قد يتم تشجيعك على استكشاف الأسباب الجذرية وراء هذا الرهاب، أو يمكن أن يتم تعليمك ببساطةٍ كيفيةَ السيطرة على الأعراض.

هناك عددٌ من أنماط العلاج التي يمكن استخدامها لمساعدتك في علاج الرهاب، ولكن يوجد نمطان محددان من الطرقِ الأكثر فعاليةً،

النمط الأول، هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، ويتضمن هذا العلاج تحديد أنماط التفكير السلبية التي تؤدي إلى حالة الرهاب وتغييرها.

أما النمط الثاني، هو العلاج بالتعرّض (exposure therapy)، حيث يركّز هذا العلاج على تعريضِ المصابين لمصدر الخوف بشكلٍ تدريجيّ، ومع الوقت، تزداد قابلية المصاب على الاسترخاء، وتنخفض شدة الاستجابة للهلع

يمكن أن يكون العلاج عبر الإنترنت خياراً إضافياً لك إذا أردت إضافته للاحتمالات الممكنة، إذ وُجِد أن العلاج عبر الإنترنت فعّالٌ في العديد من حالات الصحة العقلية.

تُظهِر الدراسات أيضاً أن العلاج بالتعرّض للواقع الافتراضي يمكن أن يكون بنفس فعالية العلاج بالتعرض للواقع الحقيقي.

كيفية التأقلم مع رهاب الجراثيم

بالإضافة إلى الحصول على المعالجة من قبل المختصّ، هناك استراتيجياتٌ أخرى للمساعدة الذاتية يمكن من خلالها تأمينُ شعور الراحة لنفسك.

تتضمن بعض الطرق التي قد ترغب في تجربتها ما يلي:

  • التنفس العميق.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • التعرّض التدريجي الذاتي لمصدر الخوف.
  • تقليل تناول الكافيين.
  • ممارسة التأمل.
  • ممارسات تمارين اليقظة.
  • ممارسة اليوجا.

بالإضافة إلى ذلك، قد تجد أنه من المفيد الانضمام إلى مجموعة دعمٍ للمصابين بالرهاب حيث يمكنك مناقشة الحلول والآليات التي ساعدتك على التأقلم، والحديثُ عنها للأشخاص الذين يواجهون تجارب مماثلة.

لذا، قم بتفقد بعض المصادر المحلية لمعرفة إذا كنت تستطيع إيجاد مجموعات في منطقتك، أو قم بالبحث عبر الإنترنت عن الموارد المتاحة.

ما علاقة رهاب الجراثيم بالوسواس القهري؟

من المُعتقد أن رهاب الجراثيم مرتبط باضطراب الوسواس القهري (OCD). حيث تتواجد نفس الهواجس في حالة الوسواس القهري. تنطوي الوساوس في هذا الاضطراب على رغباتٍ مُلحّة أو صورٍ متكررة، مستمرةٍ وغير مرغوب بها قد تراودك عندما تحاول التفكير أو القيام بأشياء أخرى.

  لهذه الوساوس سماتٌ أخرى أيضاً، مثل:

  • الخوف من العدوى.
  • الحاجة إلى أن تكون جميع الأمور بشكل منظمٍ ومتناسق.
  • ظهور أفكارٍ عدائية أو مروّعة حول إيذاء النفس أو الآخرين.
  • أفكارٌ عدوانيةٌ، أو جنسيةٌ أو دينيةٌ مزعجة.

يكمن أحد الأعراض الأكثر شيوعاً  لرهاب الجراثيم في الغسل المتكرر لليدين، والذي يعدّ أحد الأعراض الشائعة للوسواس القهري أيضاً، ومع ذلك، تختلف الحالتان من حيث الحافز وراء غسل اليدين.

قد يضطر المصابون بالوسواس القهري للتخلص من التوتر الذي يواجهونه كنتيجةٍ لعدم إكمال التصرف نفسه. بينما يضطر الأشخاص المصابون برهاب الجراثيم لإكمال التصرف لإزالة الجراثيم على وجه الخصوص مهما كانوا قلقين.

يُعد الاختلاف دقيقاً للغاية، ويوجد العديد ممن يعانون من كلتا الحالتين، لذا من المهمّ أن ترى أخصائي صحةٍ عقلية للحصول على تشخيصٍ دقيق.

الخلاصة

يمكن أن يخلق رهـاب الجراثيم شعوراً كبيراً بالضيق والاضطراب في حياتك، ولكن من المهم تذكُّر أن العلاجات الفعالة متوفرةُ وممكنة.

يُعد التحدث إلى طبيبك حلاً جيداً للبدء منه، كما يمكنك أيضاً التمرّن على استراتيجيات التأقلم مع الرهاب بنفسك والتي تساعدك في تخفيف التوتر والقلق.

إذا راودك الشكّ حول وجود احتمالٍ إضافي للإصابة بالوسواس القهري، قم باستشارة طبيبك أو أخصائي الصحة العقلية للتشخيص، إذ يمكن له أن يجد التشخيص الدقيق والعلاج المناسب لحالتك، مما يساعدك على الراحة و على تحسين حالتك الصحية العامة.

اقرأ أيضاً: اضطراب الوسواس القهري (OSD)، تعريفه وأعراضه

المصدر: What Is Mysophobia

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: