رهاب الدم، أسبابه، أعراضه وعلاجه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
مبادرة الدعم النفسي للمعتقلين السوريين وذويهم
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي

رهاب الدم (Hemophobia) أو الخوف من الدماء هو رهاب محدد وشائع. ويصنَّف هذا الخوف من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي، كجزء من النوع الفرعي رهاب “الدم، الحقن، الإصابة”. والذي يتضمن أيضاً رهاب الإبر. ويمكن أن يسبب أعراضاً لا تظهر على نحو متكرر في أنواع أخرى من الرهاب المحدد.

أعراض رهاب الدم

تتسبب معظم أنواع الرهاب المحدد في ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم. بينما يسبب رهاب الدم والأنواع الأخرى المرتبطة به، رهاب( الدم، الحقن، الإصابة)، انخفاضاً في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. ويمكن أن يؤدي الانخفاض المفاجئ إلى الإغماء الذي يُعتبر استجابة شائعة نسبياً لرؤية الدم.

هناك ما يُعرف بالقلق الاستباقي (Anticipatory Anxiety). و يواجه فيه الشخص أعراضاً مثل تسارع ضربات القلب والارتعاش و مشكلات هضمية (آلام في الجهاز الهضمي). ويشيع هذا القلق قبل ساعات وحتى أيام من رؤية الدم.

أسباب رهاب الدم

يرتبط رهاب الـدم غالبا مع أنواع أخرى من الـرهاب. إذ يرتبط أحياناً برهاب الحقن (Trypanophobia) أو رهاب الإبر الطبية. وقد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون الخوف من الـدم رهـاب طبي آخر أيضا، مثل الخوف من الأطباء وأطباء الأسنان.

يرتبط مجال الطب عادة مع صور إراقة الدم الشنيعة، لاسيما في التلفاز والأفلام والتي قد تساهم في استمرار مثل هذا الـرهاب عند الشخص.

قد يرتبط رهاب الـدم أيضاً برهابات الصحة والتي تشمل توهّم المرض (Hypochondria) ورهاب المرض (nosophobia).

يعد النزيف مؤشراً على أن هناك شيء خاطئ في الجسم. ومشهد الدم نفسه يمكن أن يكون كافياً لإثارة القلق حيال الصحة.

يمكن أن تثير رؤية دماء شخص آخر مخاوف التقاط المرض عند الأشخاص الذين يعانون رهاب القذارة أو الخوف من الجراثيم (mysophobia). وقد يكون الخوف من الدم مرتبطاً عندهم بالخوف من الموت.

قد يكون سبب رهاـب الدم هو تجربة سلبية سابقة معه، ومن المحتمل أن يكون أولئك الذين مروا بإصابة خطيرة أو مرض تسبب بفقدان كمية كبيرة من الـدم أكثر عرضة لنشوء هذا الرهاب لديهم. ومع ذلك فقد يكون رهـاب الدم موروثا أو حتى متجذرا في العوامل التطورية.

رهاب الدم في الثقافة الشعبية

كثيرا ما تستغل ثقافتنا الشعبية الخوف من الدم لأنه شائع للغاية، مثل أفلام الرعب وأحداث عيد الهالوين التي تستغل نفورنا الطبيعي من الدم، وغالبا ما تحتوي على كميات كبيرة من الدم المزيف بتقنيات لونية مذهلة.

بطبيعة الحال، أثبتت أفلام التقطيع في أيام الثمانينات أنه من السهل أن تصبح مُخدّرا عاطفيا لمثل هذه الصور. وخاصة بالنسبة لأولئك الذين لديهم خوف وليس رهاب كامل.

مثلاً، يعود جزء من السبب في أن مشهد الاستحمام في فيلم “Psycho” عام 1960 لا يزال يُعتبر تحفة فنية هو النقص النسبي في الدماء. فقد كان المشهد بالأبيض والأسود ولم تخترق السكين الجلد أبدا. ومع ذلك يعيش العقل في تفاصيل كاملة لهجوم شنيع بالسكين.

يثير منظر إراقة الدم نوعاً من التناقض؛ نحن لا نتحمل النظر إليه لكننا لا نقدر على إشاحة النظر عنه.

عواقب رهـاب الدم

يمكن أن يسبب رهاب الدم مجموعة واسعة من الصعوبات المقيّدة للحياة والخطيرة حتى، فإذا كنت تخاف من الدم قد تتردد في طلب العلاج الطبي. وربما تؤجل الفحوصات البدنية السنوية والفحوصات الطبية اللازمة أو تتجنبها أو ترفض الجراحة أو علاجات الأسنان.

قد يجد الآباء المصابون برهاب الدم صعوبة في تضميد جراح أطفالهم أو حتى استحالة قيامهم بذلك. وقد يلقي الأب/الأم هذه المهام على عاتق شريكه كلما كان ذلك ممكنا.

ويبالغ أيضا في رد فعله على الإصابات الطفيفة عنده شخصيا وعند أطفاله. وربما يتوجه إلى الطوارئ أو العيادات الداخلية مع أن العلاج المنزلي من الممكن أن يفي بالغرض.

 يمنعنا الخوف من الدم أحيانا من المشاركة في النشاطات التي يـُـحتمل أن نتعرض فيها للإصابة. 

قد لا تتمكن من المشاركة في الأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة أو التخييم أو الجري وتتجنب الرياضة والأنشطة الأخرى التي تعتبرها خطيرة.

يمكن أن يؤدي سلوك تجنب الأنشطة هذا مع مرور الوقت إلى العزلة وربما تطور رهاب اجتماعي أو في الحالات القصوى رهاب الخلاء. و قد تعاني في علاقاتك وتجد صعوبة في المشاركة حتى في الأنشطة العادية اليومية ويصبح الشعور بالاكتئاب أمراً اعتياديا لديك.

علاج رهـاب الدم

يستجيب رهاب الدم على نحو جيد جدا للعديد من طرق العلاج. ومن أكثر أشكال العلاج شيوعا هو العلاج المعرفي السلوكي.

إذ ستتعلم كيف تستبدل حديثك المليء بالخوف لنفسك باستجابات أكثر صحة لمنظر الدم بالإضافة إلى سلوكيات واستراتيجيات جديدة للتكيف والتأقلم معه.

إذا كان رهاب الدم شديداً، يمكن أن تساعد الأدوية في السيطرة على القلق ما يسمح لك بالتركيز على استراتيجيات العلاج، وقد تكون أشكال أخرى من العلاج بالكلام والتنويم المغناطيسي وحتى العلاجات البديلة مفيدة أيضا.

يستطيع المعالج الماهر إرشادك نحو طريق التعافي والتي يمكن أن تكون صعبة بالنسبة لك أو حتى مستحيلة، لكن مع المساعدة لن يبقى هناك سبب يسمح لـ رهاب الدم بالسيطرة على حياتك.

اقرأ أيضاً: رهاب الجراثيم، أعراضه، أسبابه، علاجه وما علاقته بالوسواس القهري؟

المصدر: Symptoms and Treatment for the Fear of Blood

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
مبادرة الدعم النفسي للمعتقلين السوريين وذويهم
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: