You do not have permission to view this result. رهاب الكلام، أعراضه، أسبابه وعلاجه | Obstan - أوبستان

رهاب الكلام، أعراضه، أسبابه وعلاجه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

لا يُعد رهاب الكلام (Glossophobia) مرضاً خطيراً أو حالة مزمنة؛ إنه فقط مصطلح طبي يشير إلى الخوف من التحدث أمام العامة، ويؤثر على ما يصل إلى أربعة من كل عشرة أمريكيين. 

بالنسبة لأولئك الذين يعانون منه، فيمكن أن يثير التحدث أمام مجموعة ما مشاعر الانزعاج والقلق لديهم، وقد يترافق مع تلك المشاعر رجفان لا يمكن السيطرة عليه، تعرق وتسارع ضربات القلب أو قد يصل الأمر إلى رغبة شديدة في الهروب من الغرفة أو الابتعاد عن الموقف الذي يسبب هذا التوتر.

رهاب الكلام هو في الحقيقة رهاب اجتماعي (social phobia) أو اضطراب قلق اجتماعي (social anxiety disorder)، والفكرة الأهم هنا هي أن اضطرابات القلق تفوق التوتر أو العصبية العرضيين بمراحل، فهي تسبب مخاوف قوية لا تتناسب مع ما تختبره أو تفكر فيه، وغالباً ما تزداد هذه الاضطرابات سوءاً بمرور الوقت، حتى أنها قد تتداخل مع قدرتك على العمل في ظل بعض الظروف.

كيف يبدو رهاب الكلام؟

عند مواجهة موقف يضطر فيه الفرد إلى تقديم عرض تقديمي، سيعاني العديد من الأشخاص من استجابة الكر والفر (أي القتال أو الهروب) الاعتيادية، وهي طريقة الجسم في الاستعداد للدفاع عن نفسه ضد التهديدات المتصورة، إذ يحفز الدماغ إفراز الأدرينالين والمنشطات (الستيروئيدات) ما يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم أو مستويات الطاقة، كما سيرتفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ويتدفق المزيد من الدم إلى العضلات.

تنطوي الأعراض الشائعة لاستجابة الكر والفر على ما يلي:

  • تسارع في نبضات القلب
  • رجفان أو ارتعاش
  • تعرق
  • غثيان أو تقيؤ
  • ضيق في التنفس أو فرط التنفس (اللهاث)
  • دوخة
  • شد عضلي
  • رغبة في الابتعاد

أسباب رهاب الكلام

على الرغم من أن استجابة الكر والفر أظهرت فعاليتها عند مواجهة البشر الخوف من هجمات الأعداء والحيوانات البرية، فإنها ليست فعالة في غرفة الاجتماعات. معرفة جذور مخاوفك هو الأساس الذي يساعد في اتخاذ خطوات فعالة لإدارتها.

يخشى الكثير من الأشخاص الذين يعانون خوفاً شديداً من التحدث أمام العلن من أن يتم الحكم عليهم أو إحراجهم أو رفضهم، وقد يكون ذلك إثر تجربة سيئة، مثل تقديم تقرير ضمن الفصل بشكل سيئ إلى حد ما، أو الطلب منهم الأداء على الفور دون أي استعداد.

على الرغم من أن الرهاب الاجتماعي غالباً ما ينتشر في العائلات (وراثي)، فإن أن السبب العلمي وراء ذلك غير مفهوم.

في صدد ذلك، ذكرت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2002 أن الفئران المتزاوجة التي تظهر خوفاً وقلقاً أقل أدت إلى نسل أقل قلقاً أيضاً. لكن، هذا ليس كافياً لتقييم ما إذا كان الرهاب الاجتماعي وراثياً أم لا، بل يجب إجراء المزيد من الأبحاث.

أيضاً، توصّل اختبار أجراه المعهد الوطني للصحة النفسية (National Institute of Mental Health)، إلى أن أدمغة الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي لديها استجابة عالية عند قراءة التعليقات السلبية المتعلقة بهم، وأن المناطق المتضررة لديهم هي المسؤولة عن التقييم الذاتي والمعالجة العاطفية، في حين لم تتم ملاحظة أي من هذه الاستجابة الحادة لدى الأشخاص غير المصابين بهذا الاضطراب.

علاج رهاب الكلام

عليك استشارة الطبيب إذا كان خوفك من التحدث أمام العلن أو الجموع شديداً أو يتداخل مع حياتك اليومية، إذ سيساعدك في تطوير خطة علاج محددة. تشمل خيارات خطط العلاج ما يلي:

العلاج النفسي

يعد العلاج المعرفي السلوكي (cognitive behavioral therapy) من أهم العلاجات التي تمكّن الكثير من الناس من التغلب على رهاب الكلام، كما أن العمل مع معالج نفسي سيساعد في تحديد السبب الجذري للقلق.

مثلاً، قد تكتشف أنك في الحقيقة تخشى التعرض للسخرية وليس التحدث أمام الناس بحد ذاته، لأنك اختبرت ذلك عندما كنت طفلاً. ستستكشف مع المعالج المخاوف التي تشعر بها والأفكار السلبية التي تصاحبها. وبذلك، يمكنه أن يعلمك طرقاً مختلفة لإعادة تشكيل أي أفكار سلبية.

إليكم بعض الأمثلة على ذلك:

بدلاً من تفكير “لا يمكنني ارتكاب أي أخطاء”، تقبّل فكرة أن جميع البشر عرضة لاقتراف الأخطاء أو لديهم على الأقل ثغرات عند التقديم، وهذا أمر طبيعي ومقبول، وفي معظم الأوقات، لا ينتبه الجمهور لتلك العثرات.

بدلاً من قول “سيعتقد الجميع أنني غير كفء”، ركز على حقيقة أن الجمهور يريدك أن تنجح. ثم ذكر نفسك أن ما قمت بإعداده وتحضيره رائع وأنك تعرفه تمام المعرفة.

بمجرد أن تحدد مخاوفك، تدرب على التقديم أمام مجموعات صغيرة وداعمة. ومع تزايد ثقتك بنفسك، حاول الوصول إلى جماهير أكبر.

العلاج الدوائي

قد يصف لك الطبيب أحد الأدوية المستخدمة في علاج اضطرابات القلق، وذلك في حال لم ينجح العلاج النفسي في التخفيف من الأعراض.

من ضمن هذه الأدوية، حاصرات بيتا (Beta-blockers)، والتي تستخدم بشكل رئيسي لعلاج ارتفاع ضغط الدم وبعض اضطرابات القلب، إلا أنها ستكون مفيدة في السيطرة على الأعراض الجسدية لـ رهاب الكلام، إضافةً إلى مضادات الاكتئاب (Antidepressants) المستخدمة في علاج الاكتئاب، والتي ستكون فعالة في السيطرة على القلق الاجتماعي. 

أما في حال كان القلق شديداً ويؤثر على حياتك اليومية، فقد يصف لك الطبيب البنزوديازيبينات (benzodiazepines) مثل Ativan أو Xanax.

استراتيجيات أخرى للتغلب على رهاب الكلام

هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها بمفردها أو جنباً إلى جنب مع العلاج التقليدي. على سبيل المثال، قد يكون من المفيد أن تأخذ دروساً أو ورشة عمل في الخطابة أمام العامة، إذ تم تطوير الكثير منها لتلائم من يعانون رهاب الكلام. 

فيما يلي بعض النصائح الأخرى لمساعدتك على التعامل مع مواقف التحدث أمام الجموع.

أثناء مرحلة التحضير

تعرّف على ما لديك من مواد تريد تقديمها: هذا لا يعني أنه يجب عليك حفظ العرض التقديمي بالكامل، بل أن تعرف ما الذي تريد قوله، وبالطبع يجب أن تملك مخططاً تفصيلياً للنقاط الرئيسية. ركز بشكل خاص على المقدمة، لأنها أكثر جزء من المحتمل أن تكون متوتراً بشدّة فيه.

اكتب مخطط للعرض التقديمي: تمرّن عليه حتى تشعر أنك أصبحت متمكناً منه، ثم تخلص من المخطط.

تدرب كثيراً: يجب أن تستمر في التمرين حتى تشعر بالراحة تجاه ما ستقوله، ولا تتوقف عن التمرين، إذ أن ثقتك ستزداد عندما تدرك أنك تعرف ما ستقوله.

سجل بالفيديو عرضك التقديمي: يمكنك بذلك ملاحظة ما إذا كان يجدر إجراء بعض التعديلات، وقد تتفاجأ من مدى جدارة مظهرك وصوتك، وتشعر بالسعادة لذلك.

اجعل أسئلة الجمهور جزءاً من التدريب: قم بتدوين قائمة بالأسئلة التي من المحتمل أن تُطرح عليك وكن مستعداً للإجابة عليها. وإذا أمكن، خطط لإشراك الجمهور في العرض التقديمي الخاص بك عن طريق طرح أسئلة عليهم.

قبل العرض التقديمي مباشرة

إذا استطعت، تدرب على مادة العرض للمرة الأخيرة قبل التوجه لتقديمه، كما يجب أن تتجنب الطعام أو الكافيين قبل التحدث.

وبمجرد وصولك إلى الموقع الذي ستلقي العرض فيه، تعرف على المكان. وفي حال كنت تستخدم أي معدات، مثل جهاز كمبيوتر محمول أو جهاز عرض، فتأكد من أن جميعها تعمل على النحو المطلوب.

أثناء العرض التقديمي

ضع في اعتبارك أن أربعين بالمائة من الجمهور يعانون مما تعاني منه تماماً، لذا لا داعي للاعتذار عن توترك أمامهم. بدلاً من ذلك، ابذل قصارى جهدك لتتقبل فكرة أن التوتر أمر طبيعي واستخدمه كوسيلة لتكون أكثر تيقظاً وحيوية.

ابتسم واستخدم التواصل البصري مع أي فرد من الجمهور قد تواجهه، واستفد من أي فرصة لقضاء بضع لحظات في الدردشة معه، كما أن أخذ نفس عميق وبطيء سيكون مساعداً بشكل كبير في تهدئتك إذا لزم الأمر.

يقول مارك توين (Mark Twain): “هناك نوعان من المتحدثين؛ الذين يتوترون وأولئك الكاذبون”. لذا إن توترت قليلاً، فهذا أمر طبيعي جداً. وبالطبع تستطيع التغلب على رهاب الكلام؛ فمع القليل من الممارسة، قد تتعلم الاستمتاع بالخطابة والتحدث أمام الجموع.

اقرأ أيضاً: أنواع الرهاب الشائعة وطرق علاجه الأساسية

اقرأ أيضاً: رهاب الغرباء، تعريفه، أنواعه وكيف نواجهه

اقرأ أيضاً: رهاب اللمس، أعراضه، تشخيصه، علاجه وكيف تتأقلم معه

المصدر: Glossophobia: What It Is and How to Treat It

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: